هل يمكن أن تعتبر نفسك راضياً عن ذاتك؟
من الضروري أن يشعر كلّ شخص منّا بالرضا عن ذاته بشكل عام؛ حيث إنّ الشعور بالرضا عن الذات يعتبر من العوامل الأساسية التي تسهم وبشكل كبير في بثّ الشعور بالسعادة والراحة في الحياة.
.


لكي تحقّق الراحة النفسية، والوصول إلى درجة معقولة من السعادة، فإنّ ذلك ينبع أساساً من درجة الرضا الذاتي لدى الشخص، وقد ذكر العديد من العلماء أنّ هناك علاقة وثيقة للغاية بين الحالة النفسية والصحة العقلية للمرء والحالة الفيزيولوجية لديه، إذ إنّ الحالة النفسية السيّئة، كالاكتئاب والإجهاد النفسي والغضب إلى جانب الانزعاج النفسي المستمر يمكن أن يقود المرء إلى الإصابة بأمراض مختلفة، وعندما تشعر بالرضا عن ذاتك فإنّ نظرتك إلى الأشياء تحمل في معظم الأحيان الجانب الإيجابي أكثر بكثير من الجانب السلبي، وبذلك فإنّك تصبح عضواً فعالاً ونشيطاً في هذه الحياة، ما يزيد من شعورك بالسعادة، ويضمن لك حياة صحّية وسليمة خالية من الأمراض، كما أنّه كلّما زادت درجة رضا الشخص عن ذاته، ووصلت إلى مستويات معقولة فإنّه يكون أكثر ثقة بنفسه إلى جانب زيادة شعوره بالاطمئنان والتفاؤل، بل إنّ هذا الشخص على الأغلب سيكون أكثر نجاحاً في معظم مجالات الحياة بالمقارنة مع الشخص الذي تقلّ درجة رضاه عن ذاته، ولكن كيف يمكننا أن نعزّز شعورنا بالرضا في حال شعرنا بأنّ تقديرنا لذاتنا قد بدأ بالتراجع عن الحدّ الطبيعي؟.

أعد النظر في شخصيتك
اسأل نفسك: من أنت؟، فبحسب ما قاله الخبراء من الضروري أن تحدّد من أنت، وماذا تفعل في هذه الحياة، وما الذي تريد أن تحقّق وتنجز فيها، وهذا يساعد في زيادة شعورك بقيمة ذاتك.

لا تقسُ على ذاتك
من بين أسوأ الأمور التي يمكن أن تحبطك وتؤثّر سلباً على نظرتك إلى ذاتك هو النقد القاسي، إذ إنّ النقد القاسي الذي تسمعه لنفسك بشكل متواصل يمكن أن يؤثّر على مستوى رضاك عن ذاتك، وإن كنت من الأشخاص الذين ينتقدون ذاتهم بشكل قاسٍ حاول أن تخفّف من هذه الحدّية قبل فوات الأوان، إذ ينبغي أن تعي دائماً درجة الشدة التي تنتقد بها ذاتك، حاول دائماً أن تواجه المواقف السلبية بالحديث الإيجابي مع نفسك، ويكون للكلام الإيجابي وقع السحر في تعزيز شعور الرضا عن الذات.

حرّر نفسك من القيود
من الخطأ أن تميل إلى تكبيل ذاتك، فإنّ أوّل خطوة نحو الشعور بالرضا الذاتي هي أن تحرّر نفسك من القيود.
ولذلك ينصح الخبراء بأن تقوم بتجريب أيّ أمر تهوى فعله، حتى لو كنت غير واثق من أنّك ستنجح، إذ أوضحوا أنّه من الأفضل دائماً أن تفشل أثناء تجربة القيام بأمور جديدة من أن تتجنّب القيام بها، كما أنّ الفشل في التجربة يساعد وبشكل كبير على النجاح، حيث إنّه يمدّ المرء بالعديد من الخبرات التي تسهم في النجاح في المستقبل، وهكذا فإنّه بإمكانك أن تقوم بتجزئة هدفك الأساسي إلى عدّة أهداف، وتبدأ بالأهداف الصغيرة واحداً تلو الآخر، بحيث تحقّق هدفك النهائي بسهولة.

لا تنسَ أن تخصّص الوقت الكافي لنفسك
إنّ تخصيص فترة معينة من اليوم تمضيه مع ذاتك يمكن أن يساعد بشكل كبير في تدعيم نظرتك لذاتك.إذ إنّها تخفّف من حالة الضغط والعجلة التي نمرّ بها خلال النهار، وقال الخبراء النفسيّون إنّه بإمكانك أن تخصّص من يومك فترة معيّنة لقراءة الصحيفة على سبيل المثال أو للسباحة أو حتى لممارسة رياضة المشي، وهذه النصيحة مهمّة للغاية للنساء اللواتي يقضين كلّ وقتهن في رعاية الآخرين، ويهملن حاجاتهنّ النفسية والفزيولوجية