منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب! Emptyليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب!

more_horiz
ليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب!



صعود السلالم للسباحة في بحر الموسيقى مضن ورحلة "الدم التاك" في
نغمة -اللآه- متعبة ولذيذة، والنضال في عرف التاريخ شارة شرف وتقدير
يستحقها كل من يقدم للغير خدمة جليلة بدون حصر النوعية، نوعية تلك
الخدمة...


عبد الحميد بلعلجية
موسيقار تونسي أعطى للموسيقى في تونس ولازال الكثير...تغريبته في ارض الوطن
مثيرة وعلاماتها، تطرح على شهرزاد ألف سؤال، تدغدغ شهريار بألف حكاية
وأقصوصة وحدوثة...


جلس على الحصائر يتعلم
وارتاد الحوانيت "والزوايا" ودفع الملاليم البيضاء ليكرع من مناهل
العرفان...نفخ في عود قصب جاف فانساب صوت رخيم قالوا إن فاعله من أحسن
عازفي الناي عندنا، وقف الرجل وامسك بعصا القيادة فقالوا إن أذنه الموسيقية
تمتاز بانتباه وصفاء نادر الوجود في طينة البشر العاديين...


تحاكيه...يحدثك عن
الموسيقى فتشعر انك في حضرة أمير عاشق يحكي قصة حبه التي لم تتم أو إلياذة
عشقه التي مازالت ترشف من رحيق قبلاتها الأولى...تصغي فلا تستطيع أن لا
تنتبه لكنك عندما ترفع راسك لا تستطيع أن تتبين غير أشكال هندسية تتناغم
وتتزاوج فتشكل لوحة إبداعية مرسومة بحروف الري والفا والصول...وتتوقف في
منتصف الطريق!...


تجول ببصرك بين الغادي
والرائح وتحدق مليا في علامات المرور التي شرعت في تنفيذ لوحة راقصة عذبة
على رنين أبواق السيارات وهدير الحافلات والشاحنات فتقرر أن ترتكب
الرحلة...انتباه...ثم:


تشق الطريق وتصافح
الشارع الذي لن يتوقف عن السير في انتظار عودتك فتمسك بالقلم وتشرع في
الكتابة ولمّا تنتهي يكون في حوزتك هذا الحديث العنيف مع الرجل الذي انتقل
مشيا على أوتار القانون من حي الحلفاوين إلى شارع الحرية


بلعلجية: آه...لو تعلمت الكمنجة!!

· كيف جئت إلى الموسيقى؟

- أنا من عائلة موسيقية، كان والدي امحمد
وجدي الطيب من شيوخ المالوف وكانت والدتي في البيت تدق على آلة الرق
(الطار) وتنشد المالوف وفي البيت أيضا كانت عندنا آلة بيانو... كان المحيط
يملك كل مؤشرات الميل إلى هذا الفن النبيل...الوالدة التي تغني لإرقاد
أبنائها والوالد الذي ينشد في العيساوية ويأخذ ابنه الصغير معه إلى زوايا
الأولياء حيث كان ينشد المالوف...وهكذا كان...بدأت أحفظ شذرات من المالوف
التونسي وتهت غراما "ببرول أليف يا سلطان" فتملكتني الرغبة في حفظ بقية
الأبيات واتصلت لذلك بأحد جيراننا الذي أرسلني إلى الإمام الشيخ علي بانواس
إمام مسجد نهج الغصرون بالحلفاوين الذي استقبلني بحفاوة مردها علاقاته
بجدي الذي علمه المالوف صبيا وكأني به أراد أن يرد الجميل ويوطد مسار
الحياة في مجراها بإضافة حلقة إلى سلسلة ولم يكتف الرجل بتعليمي كلمات
البرول بل دعاني إلى التردد على حانوته بسوق الجديد بالحلفاوين حيث كان
يجلس بوصفه عمدة الزاوية البكرية (أمحرك)...علمني كل النوب ونصحني
بالانضمام إلى الفرقة الرشيدية...وبقيت النصيحة تدغدغ ذهني حتى جسمتها
بتقديم طلب كتابي في 8 أكتوبر 1950 وذلك التاريخ كان يوم تحول في حياتي إذ
فيه اخترت أن أصبح موسيقيا...


· عازف ناي في البداية، يقال انك تعلمت
الناي صغيرا.


- كانت لأحد جيراننا آلة ناي استعرتها منه
ولما أحسست إني بدأت أتفاعل معها اشتريت واحدة لنفسي سنة ا949، ولما دخلت
الرشيدية نصحني أستاذي محمد التركي-الله يهديه- بان أتوجه إلى تعلم آلة
الناي قائلا انك تملك الأرضية والإمكانيات الخام لتصبح عازفا ماهرا خاصة
وان عازفها الأول آنذاك الأستاذ صالح المهدي قد دخل القضاء وكان الباب
مفتوحا أمامي، بينما كانت همتي تتعلق بتعلم آلة الكمنجة.


· لماذا طلبت الهداية للأستاذ التريكي
ولماذا الكمنجة عوض الناي؟


- كنت أحب واعزف آلة الكمنجة وقد اشتريت
واحدة...والكمنجة تملك قدرات تعبيرية اكبر من الناي...الكمنجة فيها معطيات
الطريقة والناي لا...إنها آلة ازخر واغني لمن يريد أن يتعلم الموسيقى...


· ورغم ذلك تعلمت الموسيقى...هل كان ذلك
في المعهد الرشيدي؟


- نظريا نعم...تعلمت في المعهد
الرشيدية الذي تحصلت منه على شهادة، ثم التحقت بمعهد الموسيقى بنهج زرقون
لاتحصل منه على شهادة الموسيقى العربية سنة 195...


· والموسيقى العربية؟

- نجحت سنة 1957 في مناظرة انتداب أستاذ
موسيقى فالتحقت بالتدريس ودخلت الكنسرفاتوار لتعلم الموسيقى العربية وبعد 5
سنوات تحصلت على ديبلوم لا يوجد إلا في معاهد أوروبا الشرقية.


· كيف؟

- على عكس أوروبا العربية يتبع نظام
التعليم الموسيقي في أوروبا الشرقية طرقا خاصة فبينما تدرس مواد الاختصاص
الأربعة كل على حدة في الأولى تدرس كلها وإجباريا في الثانية...ولذلك
تعلمنا الهرمنة والكونتربوانت (علم تقابل الأصوات) والتوزيع والتلحين في ان
واحد ويكون الامتحان لنيل الديبلوم في المواد الأربع. كانت السنوات الخمس
التي قضيتها في تعليم الموسيقى العربية بمثابة الأشغال الشاقة واذكر انه
كان يدرسنا إلى جانب السيد "غافا" مدير المعهد أستاذ مجري اسمه "ايدو" وهو
خريج المعهد الوطني للموسيقى بباريس...كانت سنوات شاقة إذ كنت أقود في نفس
الوقت فرقة الإذاعة الوطنية وكان بذلك عملي يمتد إلى 16 ساعة موسيقى في
اليوم، حللنا أهم الأعمال الغربية، السنفونيات، الأوبرا، الاوبريت،
الكونسرتوات، السوناتات وحتى الموسيقات الدينية حللناها...كنت حريصا على
التعلم لأني عشقت هذا الفن خاصة من جوانبه العلمية المتقدمة جدا ولضمان
التوصل إلى نتائج أفضل كنت اخذ دروسا خصوصية مع الآنسة جينات كيلير التي
كانت تتقاضى في ذلك الوقت- سنة 1960- خمسة دنانير عن الحصة الواحدة...وقد
أتاحت لي تلك المرحلة من حياتي تعلم قيادة الاركسترا مع الأستاذ مارتان
وبولي وروزنتانو...


· إلى جانب الموسيقى هل درست شيئا أخر؟

- درست بالمدرسة الخيرية ثم انتقلت إلى
المدرسة القرآنية (نهج سيدي الرصاص) أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فقد درست
بالمعهد الصادقي كما أني التحقت سنة 1949 بمعهد نهج روسيا للحصول على
شهادة كانت تسمى في ذلك الوقت "شهادة اللغة العربية" واذكر من أساتذتي
المرحوم الأمين الشابي ومصطفى الفيلاني لكني لم أواصل التعلم ولم احصل على
الشهادة...


· واخترت طريق احتراف الموسيقى فهل
بالإمكان أن تذكر لنا أهم علامات المشوار؟


- في فيفري 1957 انتدبت للعمل قائد
لاركسترا الإذاعة التي غادرتها في موفي سبتمبر1971 وقد كنت انتخبت سنة 1956
كاتبا عاما لنقابة الموسيقيين التي وقع حلها سنة 1959 باعتبار أن
الموسيقيين لا يعملون مع أعراف محددين ويومها قالوا لنا يمكنكم الانضمام
إذا أردتم إلى (اتحاد الصناع والتجار).....وفي أثناء تواجدي قائدا لاركسترا
الإذاعة أنتجت إضافة إلى عملي الأصلي برنامجا موسيقيا بالاشتراك مع
الأستاذ المنوبي السنوسي الذي كان الكاتب الخاص للبارون ديرلانجي وهو الذي
جمع كتب البارون الستة، أنتجنا برنامجا إذاعيا باللغة الفرنسية بعنوان
"تلقين الموسيقى التونسية" خرجنا منه بـ 18 اسطوانة من حجم الـ....دورة.


* غادرت العمل بالإذاعة في سبتمبر 1971 حيث كنت
رئيس فرقتها الموسيقية، وفي جانفي 1979 عدت إليها رئيسا لمصلحة
الموسيقى...أين كنت في الفترة الفاصلة بين الخروج والعودة؟


- اشتغلت من 1971 إلى أواخر سنة 1978
مديرا للمعهد الرشيدي وفي تلك الفترة تغيرت فرقته في كل شيء حتى أصبحت
الفرقة النموذجية...التاريخ يقول هذا وإذا أردت عد إلى التسجيلات والى
قصاصات الصحف التي تناولت اعمل الفرقة وأنت واحد من الذين يعرفون ذلك...وقد
كنت إلى جانب عملي مديرا بالمعهد ادرس (ولا أزال إلى اليوم) المقامات
والإيقاعات العربية بالمعهد الوطني للموسيقى...


* مغادرتك المعهد الرشيدي سنة 1978 رافقتها
أقاويل وإشاعات؟


- تم حل الهيئة المديرة لجمعية المعهد الرشيدي
للموسيقى التونسية وتم تعويضها بهيئة منصبة برئاسة الأستاذ الفنان زكرياء
بن مصطفى الذي طلب مني البقاء تضامنا مع الهيئة التي وقع حلها. كان موقفي
واضحا وصريحا فقد كنت ضد قرار التنصيب وكل ما قيل آنذاك حول ظروف مغادرتي
المعهد لا يعدو ان يكون سوى محض افتراء...


التلحين والمقامات التونسية

· هل جربت التلحين؟

- نعم كأغلب العازفين...قمن ببعض التجارب
فلحنت معزوفات وأغان وأناشيد لكن عددها كان قليلا جدا ذلك أن ميولي كانت
تتجه أساسا إلى إدارة الفرقة رغم أني كنت احمل ديبلوم تلحين.


· وكنت أيضا عازفا ماهرا وهو من بديهيات
الأمور في إدارة التحول من منفذ إلى إنسان خلاق...


- كان يمكن أن اتجه إلى التلحين وكان يمكن
أن افعل شيئا لكن عدة أسباب حالت دوني ودون الغوص في ذلك البحر. في التلحين
الذي افهمه يجب أن يخصص الملحن جميع أوقاته للخلق والإبداع وكل ما يتصل
بذلك من استماع ودراسة ومتابعة وبحث دائم...الملحن يجب أن يبتكر ويخلق لغته
الخاصة واتجاها فيه اديولوجيته الموسيقية...وهل يمكن أن يفعل الإنسان ذلك
في الظروف التي تعرف، أليس العمل من اجل لقمة العيش حق مشروع؟!


· ماذا كنت تفعل لو توفرت لك الظروف
الملائمة وصرت ملحنا؟ ابتسم عبد الحميد بلعلجية، وكأنه يعانق حلما مستحيلا


- ...ربما كنت أواصل الطريق الذي بدا يعبده
علي الرياحي أو خميس ترنانر بما ربطت الصلة مع المالوف بصفة أو بأخرى...أو
لعل هضمت كل تلك لأخرج بطريقة جديدة فيها مميزات ومقومات لا أتصورها منبتة
عن المحيط الذي ذكرت والذي عشت فيه ولازلت...سكت الرجل قليلا ثم وكأنه
يريد أن يعلن سرا خطيرا قال:


- هل تعرف أني املك عدة الحان وضعتها
منذ مدة ولا زلت احتفظ بها في خزانتي ولم أجرا على تقديمها للتنفيذ إلى
اليوم.


· لماذا؟

- لأننا لا نملك عازفين قادرين على التنفيذ
كما يجب، وهذا لا يعني انعدامهم تماما لكن قلتهم تخلق وضعا صعبا جدا أمام
تطور الخلق في بلادنا.


· تعرف لقد كان سؤالي حول التلحين مغرضا
ومحملا إذ أردت أن أتي بك إلى التطرق إلى عدة مواضيع يتهرب الموسيقيون من
الحديث عنها أو أنهم يخفونها تماما وهي في الواقع أمورا يجب طرحها على بساط
الدرس، فماذا لو نبدأها بمحور المقامات التونسية (ذكرت ترنان والرياحي
والمالوف)...هل هناك مقامات تونسية؟


- نعم هناك مقامات تونسية ومن جهل شيئا
عاداه..."رمل الماية أش تسميه"...المقام التونسي حقه مهضوم لكن ليس من جانب
الملحنين الذين يدعون انعدام وجوده أو ضيق أفاقه إذا ما اعترفوا به وهو
ليس أيضا خطا نقاد...المشكلة أعمق واكبر من ذلك وتحتاج إلى دراسة شاملة قد
تتطلب كتابا كاملا للإحاطة بجوانبها ولا يمكن حسب رأيي التعمق في الموضوع
كما ينبغي في حديث صحفي حتى ولئن تعلق الأمر بمجلة مختصة كما هو
الحال...واستطرد: لكن يمكن أن نحاول لطرح دون التعمق كثيرا في المعطيات
العلمية الدقيقة التي قد لا تعني سوى المختصين...


· افهم انك خائف من ردة فعل بعض
الموسيقيين؟


- خائف، لا...ثلث لك أن الموضوع كبير وعميق
والإجابة عنه تتطلب إلى جانب التركيز واستجلاب الدلالات إلى مساحة اكبر من
المجلة نفسها ثم أننا في تونس تعودنا أن نقرا الأحاديث الصحفية بغائية
البحث عما نسيه المتكلم حتى نتحصل على أدوات وعناصر تمكننا من أرضية امتن
لممارسة غريزة الانتقاد والاستهزاء و...


· والشتيمة!...أطمئنك سيدي بان الشتيمة ليست
عنصرا واردا في مخططاتنا الإنمائية...المقامات التونسية ودع عنك هاجس
الخوف...


- لم يقع ضبط النظام النغمي والنظام
الإيقاعي العربي بصفة نهائية بحيث لم يقع اعتماد الأصول والأنظمة في
التدريس بطريقة علمية متينة عكس الحال بالنسبة للموسيقى الغربية...وهذه
الأصول موجودة في الكتب القديمة كرسالة الكندي للموسيقى وكتاب الموسيقى
الكبير للفارابي وفي رسائل الارموي إلى غير ذلك، لكن هذه المراجع صعبة
الفهم ومعقدة في بعض الأحيان وهي بحاجة إلى مراجعة وعرض من طرف مختصين كما
كان الأمر بالنسبة لكتب الأغراض الأخرى التي حققها دكاترة وأساتذة جامعيون
فصارت في متناول الطلبة والمدرسين...وأمام ذلك التقصير في تحقيق تلك الكتب
لا يملك مدرس الموسيقى في زاده سوى بعض المعلومات البسيطة والبدائية قوامها
بعض العموميات حول المقامات والإيقاعات فهو يعرف مقام العراق بالقفلة
ومقام الذيل كذلك...وهذا رصيد معرفاتي بسيط لا يمكن أن يقبله العقل في هذا
العصر...ونعود الآن بعد هذا الملخص لمدخل الموضوع لنقول أن ما يمكن أن يسمى
بالمقامات التونسية ينطبق على الموسيقى التي بقيت في تونس منذ قرون ولم
تعد موجودة في أي مكان آخر...تلك الموسيقى هي الموسيقى التونسية.


· نفهم انه ليس هناك موسيقى تونسية
المنشأ؟


- لا بد من احتساب عوامل الهضم الحضاري
والمزح الذي تكومت منه الحضارة العربية الإسلامية فما أفرزته الموسيقى
العربية والموسيقى التركية عند التقائهما في تونس وتعايشهما مع موسيقات
أخرى كون نوعا من الموسيقى ليس موجود عندنا، وقد حان الوقت في الحديث لحذف
كلمة مقام وا....كلمة "طبع" وجمعها طبوع لا طباع والتسمية لا بد من
استعمالها عوض المقام عند الحديث عن الموسيقى التونسية وهي غير الموسيقى في
تونس كما تعلم...واذكر هنا من طبوعنا على سبيل المثال رمل الماية والذيل
بينما نشترك مع بلدان أخرى في المقامات كمقام الصبعين ومقام المزموم وحتى
إذا اشتركنا في مقام مع جهة أخرى فانه لا بد أن يكون عندنا بمميزات خاصة،
فالموسيقى تشمل المقامات والإيقاعات والسلم الموسيقي وتشمل بالخصوص ما
نسميه الزخرفة وهي روح جميع الفنون العربية الإسلامية، ففن المعمار مثلا هو
أقواس تتشابه في مفهوم الانطلاق ولا يميزها عن بعضها إلا ما تحتويه
الحيطان من زخارف. وفي الموسيقى فإننا إذا التقينا واشتركنا مع جهة أخرى في
مقام فإننا لا بد أن نختلف معها في "التوقيع" ومعناه الذي يعني موسيقيا
نسبة المدة الزمنية.


· وبهذا لا يكون الأمر مرتبطا بطبوع
بمقامات بل بموسيقى تونسية؟


- نعم لا يجب أن نقول مقامات تونسية ونكتفي
بتلك العبارة عند التطرق إلى هذا الموضوع وعلينا أن نقول موسيقى فهي اصح
واشمل إذ تحتوى على الأنظمة اللحنية التي نسميها طبوعا ومقامات وتحتوي كذلك
على الأنظمة الإيقاعية وطريقة الأداء التي تختلف في زخرفتها هي الأخرى من
قطر إلى أخر، كل تلك العناصر تكون موسيقى ذات طابع تونسي بحت ونورد للدلالة
أغنية "يا خيل سالم باش روحتولي" فنستنتج أن تلك الأغنية ككل لا يمكن أن
تراوح على غير ارض تونسية...


· نحن عندما نستعمل كلمة المقام نعرف أنها
لا تعني الموسيقى ككل، لكن مرجعنا هو ارتباطها الأساسي باللحن فأنت عندما
تستمع إلى أغنية تقول أنها من نغمة كذا في مقام كذا؟


- يمكن أن نتكلم عن المقامات بصفة خاصة
فنقول إن هناك طبوعا لا توجد حاليا إلا في تونس: الذيل...رمل
الماية...النواه والماية والى غير ذلك...


· والشيء الذي جعل ملحنينا يعزفون عن
التعامل مع تلك الطبوع راجع إلى سوء الفهم وسوء التحليل لمقومات الموسيقى
التونسية التي لم يصلهم منها سوى النزر القليل...


- الأدهى هو انه تجمعت لدينا بعض المعلومات
السحطية والهامشية صرنا نعلمها حتى صارت مع الأيام والسنين شبه أصول
وقواعد مما ادخل الاضطراب والغموض في العقول ونتج عن ذلك اتهام موسيقانا
بالقصور. الزمن يطوي مراحله والإنسان تدرج في مصعد الحضارة بسرعة مذهلة
ونحن مازلنا نبحث عن كيفية تفكيك الأزمة والخروج من حالة الركود إلى أخر
"الالخات"!...اعتقد أن الوقت قد حان لتحليل طبوعنا ودراستها لنستخرج منها
قواعد مبسطة قابلة للتدريس...


· القاعدة...هل ترفض الاستثناء؟

- أنها تأتي بعد الفن والعلم عند المبدع
الخلاق لتضمن حدا أدنى من الجودة، ولا يمكن أن تكون عبقرية التجاوز إلا
بذوق وتمكن من القاعدة فتاتي جمالية الاستثناء إبداعا بهوية خلاقة، أن
التشبث بالقاعدة في الفن يكبت الفنان...والمبدع تلزمه الحرية في عملية
الخلق، وعلى الملحن بالخصوص ان يتعلم القواعد ثم يتجاوزها في حدود الحيوية
ولا يمكن ان تتم عملية التجاوز بنجاح في صورة عدم تمكن التجاوز من القواعد.


في باب التعليم الموسيقي

· إلا ترى معي انه من الخطأ تحميل التعليم
الموسيقى الغلطة كاملة دون محاولة النظر في تاريخيته لتحديد ما يتيسر من
مواطن ضعفه التي قد تكون لأسباب حضارية موروثة مثلا؟


- إن التعليم الموسيقي في تونس لا يتجاوز
الخمسين سنة، وهي مدة قصيرة جدا في عمر الفن...الوقت الذي قضيناه في محاولة
التكوين قصير نسبيا ولا يمكن أن نتحدث عن الهرمية آو الهيكلية في ميدان
الموسيقى (عازفون، معلمون، منظرون، نقاد) دون اعتبار هذه النقطة في قصر
المدة، ولذلك لا بد من إعطائها الأولوية المطلقة في ما يسمى بعملية
الإنقاذ. إن طموح جماهيرنا يتجاوز بدون إمكانياتنا، لقد صار التونسيون
يقارنون أعمالنا بأعمال تتوفر لها إمكانيات بشرية أكثر وإمكانيات مادية
أكثر...


· في الخمسين سنة – القصيرة – هل كان
هناك وقت ضائع؟


- بكل صراحة خسرنا في هذه المدة الكثيرة من
الوقت ذلك أننا ركزنا على التعليم النظري وأهمانا نسبيا التعليم التطبيقي
وقد يرجع ذلك إلى عقدة العصامية، فقد كان الموسيقيون يتحولون إلى الممارسة
بالسماع وبالجهود الذاتي، وكانت نتيجة ذلك أن أنتج المعهد الوطني للموسيقى
عددا كبيرا من حاملي ديبلومات متوسطة المستوى (رصيد المعلومات السطحية التي
ذكرنا...) ليس فيهم من يجيد العزف بدرجة متوسط أو فوق المتوسط إلا عدد
قليل جدا...المعهد أعطانا معلمي موسيقى ولم ينتج عازفين بارعين، وتبعا لذلك
لم يتطور التلحين بالصفة التي نرتضيها لان التلحين رهين البراعة في العزف
وأنت تعزف أن الملحن لا يمكن أن يخلق غير الجمل التي يقدر على عزفها،
والقاعدة تقول إن الملحن يجب أن يكون عازفا ماهرا...خذ لك مثلا محمد مقني،
انه عازف ماهر، ولو نقرا الألحان التي وضعها هذا الشاب سوف نقف على مدى
جماليتها وتفوقها.


· محمد مقني درس في فرنسا؟

- نعم وذلك هو السؤال...إن تطور أداء
المطربين مرتبط بتطور الألحان وتجاوزها العادية، وبما أننا نتحدث عن المعهد
فلا بد من الإشارة إلى نوعية التلميذ الذي يتردد على مقاعده للتعليم: إن
اغلب المترددين من النوع الذي يريد أن يتعلم لنفسه أما الذين يتعلمون
للاحتراف فهم قلة قليلة وهي وضعية يجب مراجعتها...كما لا يجب المرور من هنا
دون الإشارة إلى أن مستقبل الموسيقى في تونس غير واضح وسمعته مشبوهة وهي
قضية حادة شاركت في بلورتها الصحافة بقسط وافر.


· كيف؟

- إن بعض الصحفيين لا يكتبون إلا
بالتركيز على الجوانب السلبية المثيرة التي لا يخلو منها مجال ثقافي كان أم
غير ذلك.


· والمستقبل؟

- اعتقد أن الأمور بدأت تأخذ مسارا جديدا
إذ وقع تغيير البرامج التعليمية في المرحلة الأولى بالمعهد الوطني للموسيقى
واعتقد أن ذلك التغيير سوف يكون ايجابيا كما أن المعهد بصدد تحضير برامج
المرحلة الثانية وهي بادرة ضرورية ولا شك في أنها سوف تأتي بنتائج ايجابية.


اتحاد الموسيقيين:

· أنت ترأس هيئة اتحاد الموسيقيين فما
هو موقع الاتحاد من "المعمعة"؟


- اتحاد الموسيقيين تكون رسميا في افريل
1980 ومن أهدافه الأساسية تنظيم الوسط الفني بإقصاء جميع العناصر الطفيلية
التي تتمعش منه بدون مؤهلات.


· هل يملك الاتحاد تصورا وصلاحيات
للتنظيم الذي يستوجب التعويض في هذه الحالة؟


- الاتحاد يهدف إلى أن تتكون مجموعات
موسيقية (فرق) تنتج وتنشط بدون أن تستغل الفن الموسيقي لغاية جمع المال
فقط. وهذا الهدف يستوجب منح الاتحاد صلاحيات ليقوم بهذا الدور، لذالك
تقدمنا في هذا الصدد في ماي 1981 إلى سلطة الإشراف بمشروع متكامل يتضمن كل
ما ننوي القيام به وما زلنا ننتظر موافقة المصالح المختصة لبدء العمل.


· بطاقة الاحتراف هل يقدمها الاتحاد كما
هو الحال في عديد البلدان كمصر وفرنسا مثلا؟


- تقدمنا في هذا الصدد بطلب إلى السيد وزير
الشؤون الثقافية ولا يزال محتوى الطلب بصدد الدرس. أن منحنا هذه الصلوحية
يمكننا من أداة نفوذ ضرورية خاصة أن الاتحاد اقدر من غيره على مراقبة الوسط
الفني عن كتب لمعايشته اليومية للواقع.


· سبق أن وقع التفويت للاتحاد في الموافقة
أو رفض عقود الفنانين الأجانب الذين ينتدبهم أصحاب الملاهي والمنشات
السياحية لكن بعض المشاكل طرأت فسحبت منكم تلك الصلوحية؟


- كان الاتحاد ينظر في ملفات هذا النوع من
الفنانين وقد قبل العدد الأكبر منها إلا انه رفض بعضها (5 أو 6 من 40) لعدم
توفر حد أدنى من المستوى الفني فقامت "القيامة" ولم تقعد إلا بسحب تلك
الصلوحية.


· هل يمكن أن نعرف الأسباب الأصلية
للرفض؟


- انتدبت بعض "الفنانات" أن صحت التسمية
للعمل كمضيفات وقد صرح بذلك أصحاب الملاهي كتابة ونحن نعلم أن وزارة
الداخلية ترفض منح الترخيص لتعاطي تلك المهن التي لا تربطها صلة، لذلك
رفضنا إمضاء التأشيرة فتحرك أصحاب الملاهي واستطاعوا أن يوهموا سلطة
الإشراف بان ذلك الرفض وبقاء الصلوحية للاتحاد من شانه أن يعرقل عمل
الملاهي التي تملك مكانا بارزا في تنشيط الحركة السياحية في البلاد. فكان
ان سحبت منا تلك الصلوحية وأحيلت رأسا إلى وزارة الداخلية واعتقد أن ذلك لا
يحل المشكلة.


· والذين ياتون للعمل في المهرجانات
الصيفية؟


- كل ما يتعلق بالمهرجانات خارج عن
نطاقنا وليس لنا فيه راي.


يا ديني ما أحلالي افرحوا

· من النفاد من يحمل الحفلات الخاصة
(العوادة) انحدار المستوى الموسيقي في تونس...


- لا ادري لماذا تحمل الحفلات الخاصة ذلك!
أن الموسيقى عامل من عوامل الفرح والسرور دخلت منذ القدم عادات أفراحنا
وملكيتها ليست لطبقة اجتماعية دون أخرى. ولو نرجع إلى تاريخ الأمم لنجد أن
اكبر الفنانين في العالم قد شاركوا في موسيقى الأفراح من خلال الحفلات
الخاصة...فسيباستيان باخ كان يكتب موسيقى خاصة بحفلات الزفاف وكان يشارك
فيها بالعزف وكذلك كان الشأن بالنسبة لهايدن وموزات وحتى محمد عبد الوهاب
اشتغل في الحفلات الخاصة ومن ثمة كانت انطلاقته الحقيقية. أن اغلب
الموسيقيين المعروفين سوا كانوا عازفين أو مطربين كلهم صقلوا مواهبهم في
هذه الحفلات التي مكنتهم من اكتساب التجربة ومواجهة الجمهور الشيء الذي
يتوفر بسهولة في فرقة رسمية. أنا شخصيا تكونت عازفا في هذه الحفلات كما
أفسحت المجال في فرقة الأندلس التي أديرها لعديد الطاقات الشابة...العازف
في الحفلات الخاصة يقوم بالارتجال والاستخبار والتقسيم وهي أمور لا يستطيع
تناولها إلا في مثل تلك المناسبات. في تونس ليس لنا نشاط موسيقي مكثف يمكن
أن يوفر للموسيقي الخبر ولا أقول أشياء الحياة الأخرى.


· شخصيا لست ضد الحق المشروع في تحصيل لقمة
العيش لكني أتذكر أن الحفلات الخاصة كانت ذات مستوى طيب وكانت تقدم الإنتاج
الجديد في تلك المناسبات...


- نعم في الماضي القريب كان ذلك النشاط
نقطة انطلاق الإنتاج كانت الأغاني والمعزوفات الجديدة تقدم في تلك الحفلات
فيتمكن منها الفنانون ويتعرفون على مدى قيمتها الفنية ووقعها على الجماهير
ثم وفي نهاية موسم الأفراح تسجل الأغاني والمعزوفات الناجحة بالإذاعة كل
الفنانين الكبار كانوا يقومون بذلك العمل ، علي الرياحي، الهادي الجويني،
شافية رشدي، نعمة وعلية كلهم كانوا ينطلقون بإنتاجهم من هناك...ونحن نستعد
لإعادة تلك الطريقة العملية إلى حيز الوجود في المستقبل القريب.


· كيف؟

- عن طريق الاتحاد وصلوحيات الاتحاد
وطاحونة الشيء المعتاد...


· يبدو أن لك ما تضيف في موضوع العوادة.

- يحتقر بعض الناس تلك التظاهرة الاجتماعية
لارتباطها بالضجيج وحكايات النساء والبستهن ولارتباطها بالمرطبات
والمشروبات والواقع أن التجاوب مع روح الفرح بالانتشاء والزغاريد ووسائل
التعبير الأخرى حق مشروع تضمنه شريعة المجتمع وهو حق إنساني مكتسب. يجب
اعتبار الموسيقى أنواعا، فيها ما يتطلب الانتباه والمتابعة والمطلوب هنا حد
أدنى من الثقافة الموسيقية ورصيد هائل من أدب الاستماع، وفيها أيضا ما هو
خفيف مرح يرفه ويتطلب وسائل تجاوب أخرى فموسيقى البوب أو موسيقى الجاز هي
غير الموسيقى السنفونية ومع ذلك فان المتجاوبين مع الجاز بالهتاف والتصفيق
لا يمكن أن نعتبرهم من الجمهور الهابط...اذكر هنا قوله شهيرة لفولتير في
تسلية الناس حيث قال: انه فن كبير إذا استطعت أن تسلى الناس مدة ساعة. أما
بخصوص الأغاني الهابطة فإننا نعمل على حذفها من البرامج ونوصي الفنانين حتى
بعدم تلبية الطلبات التي قد ترد بشأنها.


· الاتحاد وطاحونة الشيء المعتاد...إن
الساحة العوادتية تعج- سيدي رئيس الاتحاد- بالدخلاء المحسوبين على
الميدان...


- أشاطرك الرأي تماما في أن عددا كبيرا من
العاملين في الحفلات الخاصة ليست لهم صلة بالفن لا من قريب ولا من بعيد
ونحن نتبرأ منهم أمام انعدام الرادع الجزري. واغتنم المناسبة لأتوجه إلى
الجمهور فادعوه إلى ضرورة التحري من مغبة الوقوع في أيدي من نصبوا أنفسهم
متعهدي حفلات على حساب الفن الموسيقي وهو منهم براء. كما أتوجه إلى أجهزة
الإعلام بنداء حار انطلاقا من السؤال: أيها الصحافيون هل تريدون بكتاباتكم
فعلا خدمة المجتمع؟...انتم تعرفون الفنانين الحقيقيين وتعرفون المحسوبين،
شهروا بهم وأعينوا الرأي العام على فهم القضية. أن الإعلام الذي هو ركن من
معالم النهضة الفنية يمكن أن ينقلب في بعض الحالات إلى ركن من أركان
انحطاطها وسقوطها.


· هناك من المطربين من صاروا مشهورين
عواداتيا دون أن تكون لهم أغنية مسجلة في الإذاعة؟


- إن الجمهور يشارك بصفة فعالة ومباشرة في
إبراز بعض المطربين ولسوء الحظ فانه أحيانا يبني فنانين من ورق...الفن ليس
وجها جميلا فقط انه إلى جانب ذلك إمكانيات وطاقات فنية...الجمهور يجب أن
يتحرى ويستشير أهل الذكر ويجب أيضا أن يتخذ موقفا من برامج بعض الفرق ومن
بعض "الفنانين" عندما يبلغ الناس درجة من الوعي فان هذه الفقاقيع المستكرشة
ستختفي حتما من الساحة.


مصلحة الموسيقى بالإذاعة والتلفزة التونسية

· السؤال العادي؟

- أنشأت مصلحة الموسيقى بالإذاعة سنة 1957
وقبل ذلك لم يكن عندنا في تونس عمل موسيقى مهيكل ومركز حسب التنظيم
الاحترافي المعروف، بعثت المصلحة في البداية فرقة محترفة ومجموعة صوتية
سرعان ما اردفتهما بفرقة ثانية. وفي إطار حفظ التراث القومي قامت المصلحة
بتسجيل جانب كبير من الموشحات التونسية (المالوف) وتسمى أيضا الموشحات
الأندلسية كما سجلت قسطا من الموشحات الشرقية إلى جانب مئات أن لم اقل ألاف
الأغاني والأناشيد وكل هذه الأعمال وثائق مسجلة يمكن العودة إليها. وقد
عملت المصلحة منذ انبعاثها على تطوير فن العزف والأداء إذ كان فنانونا قبل
ذلك التاريخ-15 فيفري 1957- يمارسون العمل الفني كيفما اتفق حسب طرق بدائية
بالية فعملنا على رسكلتهم وتعويدهم على التعامل مع الطرق العلمية الصحيحة
والتاريخ يشهد أن تلك المصطلحات لم تكن متداولة قبل انبعاث مصلحة الموسيقى
بالإذاعة، وقد أبرزت المصلحة عددا هائلا من الفنانين بمختلف الاختصاصات
ففتحت الأفاق أمام جمع غفير من التونسيين الذين لولاها لما كانوا يلجون هذا
الميدان. وبطبيعة الحال كما هو الشأن في مختلف مراكز الإنتاج الأخرى فقد
كان في عملنا شتى الدرجات: الجيد والحسن والمتوسط وما هو دون ذلك...تلك
طبيعة الأشياء وسنة الكون.


· أين تكمن مسؤولية المصلحة في الإنتاج
الموسيقي بالبلاد؟


- في البدء يجب أن لا نعتبر الإذاعة
والتلفزة منتج أنها مستهلك من الدرجة الأولى لذلك نحن نشتري الإنتاج سواء
من العاملين في الدار آو خارجها...نقوم بتقديم المساعدة لجميع الفنانين في
البلاد للعمل: نشتري الكلمات والألحان ونؤجر الصوت ثم نوفر التخت والمجموعة
الصوتية والأستوديو...ليس لدينا في الإذاعة موظف اسمه ملحن أو موظف اسمه
مطرب نحن متعاقدون مع منفدين، عازفين ومرددين فقط ولذلك نحن مستعدون
لمساعدة ذوي المواهب التي تتوفر فيها متطلبات العمل الموسيقي لتقديمها إلى
الجمهور عبر الإذاعة والتلفزة الوطنية بشراء إنتاجها سواء كان شعريا أو
لحنيا أو أدائيا...وهذه الإجابة هل تكفي لنقي اعتبار الدار منتجة!!


· إنها متهمة بالاحتكار...

- نحن لا نحتكر بفرض أسماء معينة كما يتردد
أننا لم نمنع الفرق الأخرى من الإنتاج، إن مصلحتنا في الإذاعة والتلفزة أن
توجد فرق عديدة من مصلحتنا أن تتعدد المواطن الإنتاجية حتى يقع التنوع
والتزاحم من اجل الوصول إلى مستوى ارفع.


· تهمة أخرى موجهة إلى الفرقة، أنها
تعمل بنفس الوجوه تقريبا منذ 25 سنة؟


- بودنا أن نجدد والتجديد في هذا الباب هو
إحدى أمنياتي الشخصية لكن تحكمنا ميزانية محددة تخضع لضغوط القوانين
الإدارية...الإدارة العامة متفهمة وقد وعدتنا بانتداب عدد من الفنانين
الجدد للتطعيم أولا ثم لتهيئتهم لأخذ المشعل بعد ذلك...


· هل أنت مع التوظيف في الفن؟

- لو أقررنا عدم الفنان فهل يرضي الشبان
دخول الميدان؟ ما هي الضمانات التي نقدمها للفنان في بلد لا تلبي فيه
القدرة الشرائية متطلبات العيش، فالحفلات الخاصة تكاد تكون مرتبطة بفصل
الصيف ومردودها لا يغطي مصاريف السنة بفصولها الأربعة...


· تكنولوجيا...

· هل لديكم الآلات الكافية والجيدة
لتنفيذ العمل؟


- ينقصنا عدد من الآلات الموسيقية في
الإذاعة والتلفزة، ونحن بحاجة ملحة لها لكي نتمكن من تطوير التوزيع
الموسيقي وهذا أيضا مرتبط بالميزانية ولذلك فان النية متجهة لاقتناء بعض
حاجياتنا هذا العام ورجاؤنا أن نتمكن من اقتناء البقية العام القادم.


· والتكنولوجيا واعني متطلبات التسجيل؟

- بعد ثلاث سنوات من المطالبة بتعصير أجهزة
ستوديو8 المخصص لتسجيل الموسيقى وقعت الموافقة أخيرا على تزويده بمعدات
جديدة ومتطورة في نهاية العام الحالي. نحن نعرف نقاط ضعفنا لكننا لا نستطيع
أن نتطور بخطى تفوق طاقات البلد ويا حبذا لو يدرك الناس ذلك...


· ما دمنا نحكي في التكنولوجيا هل أنت معي
في أننا نفتقر في تونس إلى أدوات إيصال متقدمة حتى في مستوى المهرجانات
الدولية؟ ولا شك في أن ذلك يشكل احد العناصر الأساسية في مجموع قضايا
الموسيقى في تونس...


- إن أجهزة التضخيم المتطور والتي تشتمل
على معدات فنية لإيصال الصوت باهظة التكاليف وأثمانها ليست في متناول الفرق
ولا الأفراد الذين يعملون في ذلك القطاع، وتضخيم الصوت وإيصاله له دور
كبير في سمعة العمل الفني وإذا التقت هذه المعدات بحدها التقني الأدنى مع
آلات الموسيقيين المهترئة فماذا تكون النتيجة يا ترى؟...


هو والآخرون

· رأيك في فرقة مدينة تونس للموسيقى
العربية؟...


- هذه الفرقة تطورت وبدأت تأخذ طريقها وقد تطور
العزف فيها ايجابيا وبصفة ملحوظة وأمنيتي أن تتقدم أكثر وتلك شيمة
الفرق...وارى أنها مازالت بحاجة إلى ملحنين ومطربين آخرين فالعدد العامل
فيها الآن غير كاف مهما كان الاتجاه.


* ما هو تعريفك للاتجاه؟

- هو حسب رأي الانطلاق من موقع محدد لا بد أن
تعبق منه الرائحة التونسية والطعم التونسي حتى يقول السامع هذا تونسي ولا
اقصد بذلك التلحين في الطبوع التونسية أو الارتباط الكلي بمدرسة معينة...أن
الاتجاه الايجابي هو الذي يمكن أن نحدد مقره ومحيطه البيئوي الذي يتفاعل
معه المتلقي الراغب في أن يجد من ذاته ما يحسسه بأنك تشترك معه في المواطنة
التي تعني الاشتراك في الهموم والمشاغل والطموحات ولنا الأسوة بالمجري
بيلايرتوكس الذي كون مدرسة موسيقية انطلاقا من الموسيقى الشعبية الفطرية
لبلاده.


* لو نعود إلى فرقة مدينة تونس للموسيقى العربية؟

- هي إحدى الايجابيات في الحقل الموسيقي ودون
أن تتكرر تجربتها وتعمّ أكثر من منطقة بلدية في تونس رغم صعوبة تحقيق تلك
الرغبة خاصة من ناحية توفير العنصر البشري الكفء.


* وفرقة المعهد الرشيدي ماذا عنها؟

- عندما كنت هناك حاولنا
تطويرها بإخراجها من الثوب الذي غطاه العنكبوت فجعلنا منها فرقة متكاملة

descriptionليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب! Emptyرد: ليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب!

more_horiz
شكراااااا ع الخبر

descriptionليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب! Emptyرد: ليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب!

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

descriptionليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب! Emptyرد: ليس عندنا في تونس عازفون على التنفيذ كما يجب!

more_horiz
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد