منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionوقفات محاسبة مابعد رمضان Emptyوقفات محاسبة مابعد رمضان

more_horiz


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته . وصلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .



فها هى الأيام تمر والأشهر تجرى وراءها تسحب معها السنين ، وتجر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل ، وبعدها سيقف الجميع بين يدى الملك الجليل ليسألنا عن الكثير والقليل مصداقاً لقوله سبحانه [ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ]
[الزلزلة:7-8]
من نفيس ما قاله لقمان الحكيم لولده : أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا قد استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة !! فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها .
وكان تَوْبةُ بن الصَّمَّة رحمه الله تعالى من أشد الناس محاسبة لنفسه فلما بلغ الستين من عمره تقريباً . عد أيام سنواته التى مضت فوجدها تزيد على واحد وعشرين ألف يوم .فصرخ وقال : يا ويلاه .. يا ويلاه !! ألقى ربى بواحد وعشرين ألف ذنب فكيف وفى كل يوم آلاف الذنوب؟!!

[size=29]والناس صنفان :
[/size]

*** صنف حاسب نفسه وانتصر عليها وقهرها وجعلها مطية إلى الجنة !!
*** وصنف ظفرت به نفسه وانتصرت عليه نفسه وآمرته بالشهوات والنزوات فامتثل أمرها فقادته إلى النار !!
قال تعالى :

. فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعـات:37-41] .
وقال تعالى :

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:7 –10]
فأحببت أن يقف كل واحد منا مع نفسه وقفة صدق ليحاسبها الآن حساب الشريك الشحيح قبل أن يُحاسب بين يدى الله جل وعلا يوم القيامة .


[size=29](وقفة مع النفس)
أولاً : النفس فى القرآن الكريم ...ثانياً: محاسبة النفس . ..ثالثاً : مشقة الحساب يوم القيامة ....وأخيرا : أفق يا سابحاً فى بحار الغمرات !!
أولا : (النفس فى القرآن)
لقد وصف الله النفس فى القرآن بثلاث صفات وهى النفس المطمئنة ، والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء .
قال تعالى فى حق النفس المطمئنة
: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ,وَادْخُلِي جَنَّتِي
[الفجر:27-30] ...والنفس المطمئنة هى التى اطمأنت بالرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
هى النفس التى اطمأنت إلى أمر الله ونهيه . هى النفس التى اطمأنت إلى وعد الله وخافت من وعيده . هى النفس التى اطمأنت بذكر الله وعبادته وعبوديته .هى النفس التى اشتاقت لربها جلَّ وعلا
.
والنفس اللوامة
هى النفس التى قال الله فى حقها بل وأقسم بها فى قوله...[ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ] [القيامة:1-3] ..والنفس اللوامة هى التى تلوم صاحبها على الخير والشر .تلوم صاحبها على الخير لماذا لم تكثر منه ؟! تلوم صاحبها على الشر لماذا وقعت فيه ؟!
قال الحسن : إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه فى كل حالاته ، أما الفاجر فإنه يمضى قدماً لا يعاتب نفسه !! فالمؤمن يحاسب نفسه ويعاتب نفسه . أما الآخر فيرى نفسه فى أعلى عليين وفى أكمل درجات التمام والكمال
.
أما النفس الأمارة بالسوء
فهى التى قال فيها إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ [يوسف: 53]
وهذه النفس هى التى تأمر صاحبها بالشر والمعصية دوماً !! وتريد أن تخرجه من طريق الهداية إلى طريق الغواية والضلال !!
هـذه النفس إن أهملها صاحبها وأهمل حسابها قادته إلى الهلاك والخسران فى الدنيا والآخرة . وإن استعان بالله جل وعلا ووقف لها بالمرصاد وحاسبها محاسبة الشريك الشحيح قادته إلى الفلاح فى الدنيا والآخرة .
[/size]



( محاسبة النفس )
قال الله جل وعلا
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [الحشر:18]
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:
يا أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنُوها قبل أن تُوزنوا !! وتزينوا للعرض الأكبر يوم لا تخفى منكم خافية .. فإنما يخف الحساب يوم القيامة عمن حاسب نفسه فى الدنيا.
وقال ميمون بن مهران : قد لا يكون العبد تقياً حتى يحاسب نفسه محاسبة الشريك الشحيح .
وقال الحسن البصرى : إن المؤمن قوَّام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عز وجل ، وإنما خف الحسابُ يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم فى الدنيا ، وإنما شق الحسابُ يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة
فالمسلم إذا حاسب نفسه فى الدنيا قبل أن يحاسب خف فى يوم القيامة حسابه وحضر عند السؤال بين يدى الله جوابه
.
والمحاسبة نوعان :

محاسبة قبل العمل و محاسبة بعد العمل .



محاسبة قبل العمل :

لمن أعمل ؟ وكيف أعمل ؟!
لماذا عملت ؟! لماذا تكلمت ؟ لماذا صَمَتَّ ؟ لماذا أحببت ؟ لماذا أبغضت ؟ لماذا واليت ؟ لماذا عاديت ؟ لماذا أعطيت ؟ لماذا منعت ؟ لماذا أتيت ؟ لماذا دخلت ؟ لماذا خرجت ؟
هل تبتغى بعملك وجه الله ؟ ثم هل كان عملك هذا موافقا هدى رسول الله ؟
فالسؤال الأول عن الإخلاص والسؤال الثانى عن المتابعة .
فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً .
والخالص هو ما ابتغيت به وجه الله والصواب هو ما وافقت به هدى الحبيب رسول الله .


ومحاسبة بعد العمل :

إن المؤمن يشمر عن ساعد الجد والطاعة فإن رأى نقصاً أتمه وإن رأى قدمه قد زلَّت فى حُفَرِ المعاصى وبرك الذنوب تاب وأناب إلى علام الغيوب .
إن رأى أنه مع الغافلين ومن الغافلين تذكر رب العالمين وعاد إلى الله سبحانه وتعالى فهو يحاسب نفسه على كل شىء !! يحاسب نفسه على ما تكلم به لسانه ، أو مشت رجلاه أو سمعت أذناه . مصداقاً لقول مولاه : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء : 36 ].
فالمؤمن الصادق هو الذى يحاسب نفسه على كل شىء . يتهم نفسه بالتقصير ولا يرى للنفس فضلا ولا خيراً إلا برحمة الله له .
: حاسب نفسك الآن وقل لها ، يا نفس إن العمر هو بضاعتى فإن ضاع العمر فقد ضاع رأس المال .
يا نفس لقد أمهلنى الله هذا اليوم الذى أحياه وأعيش فيه الآن .
فتوهمى يا نفس أنك قد طلبت الرجعة من الله وأعادك الله جلّ وعلا فلا تضيعى هذا اليوم واعملى صالحاً قبل أن تقولى كما جاء فى كتاب الله : رَبِّ ارْجِعُونِ  لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْت[المؤمنون:99-100]...
فيأتى الجواب (كلا) قال تعالى : كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون: 100] .
ويحك يا نفس !! إن كنت قد تجرأت على معصية الله وأنت تعتقدين أن الله لا يراك فما أعظم كفرك بالله !!! .
ويحك يا نفس !! إن كنت قد تجرأت على معصية الله مع علمك أن الله يراك فما أقل حياءك من الله .
ويحك يانفس !! هل تعرفين قدر نعمة الإسلام !!
يا نفس هل عشت بالإسلام وبذلت للإسلام !!
يا نفس هل حققت التوحيد لله جلّ وعلا !!
يا نفس هل استعنت بالله فى كل أمر !!
يا نفس هل أخلصت العبادة لله وحده !!
يا نفس عل أذعنت لشرع الله وحده !!
يا نفس هل حافظت على الصلاة !!
هل حافظت على صيام رمضان هل حافظت على الزكاة والحج مع قدرتك !!
يا نفس هل حرصت على بر الوالدين . يا نفس هل صدقت الوعد ووفيت العهد !!
يا نفس هل أعطيت من حرمك ووصلت من قطعك . وعفوت عن من ظلمك !!
يا نفس هل أحسنت إلى الجيران ؟ هل أحسنت إلى الناس فى كل مكان ؟ هل تخلقت بأخلاق الإسلام ؟ هل حرصت
على قراءة القرآن ؟ هل حرصت على قيام الليل لله جل وعلا !!
ويحك يا نفس إلى متى تعصين وعلى الله تجترأين ؟!
ويحك يا نفس إن القبر بيتك ، والتراب فراشك ، والدود أنيسك ، والموت موعدك .
ويحك يا نفس أما تنظرين إلى أهل القبور ، كانوا كثيرا وجمعوا كثيرا فأصبح جمعهم بوراً وبنيانهم قبوراً وأملهم غروراً ؟!!
ويحك يا نفس أما تخافين من عذاب القبر وأيامه .. أما تخافين من الحساب ودقته .. أما تخافين من الصراط وحدته !!

ويحك يا نفس وحاسبى قبل أن تحاسبى ...






وماذا بعد رمضان ؟

سلام من الرحـمن كل أوان.. ... ..على خير شهر قد مضى وزمان
سـلام على شهر الصـيام فإنه.. ... ..أمـان من الرحمن كل أمـــان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة .. ... .. فما الحزن من قلبي عليك بفان


أخي المسلم .. أختي المسلمة
نقف وقفات مع وداع رمضان، نسأل الله أن ينفعنا بها.


الوقفة الأولى: ماذا استفدنا من رمضان؟

ها نحن نودع رمضان المبارك، بنهاره الجميل ولياليله العطرة. ها نحن نودع شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار... وهنا يجدر أن ننبه أن هذه الأمور ليست خاصة برمضان.. فكل الأيام وكل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله ومغفرته.. وكلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى، وتتخلق بأخلاق القرآن فيها. ولكن هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور، وتزداد الحسنات، وتكثر الطاعات، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [القصص:67].
هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
هل.. هل.. وهل؟!
أسئلة كثيرة وخواطر عديدة، تتداعى على قلب كل مسلم صادق، يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة:

ماذا استفدت من رمضان؟!

إنه مدرسة إيمانية، إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام، ولشحذ الهمم بقية العمر.
فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته، من لم يفعل ذلك في رمضان؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الرعد:11].



الوقفة الثانية: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها

أخي المسلم .. أختي المسلمة
إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقاً، وقمته صدقاً، واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.
وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلاً، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب.
فماذا يقول الناس عنها؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
أحبتي: ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس، فمنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة في أول يوم للعيد، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، نراها قد قلّ روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض، ويكفر تاركها مطلقاً!!
2 - بالأغاني والأفلام.. والتبرج والسفور.. والإختلاط في الحدائق والذهاب إلى الملاهي رجالاً ونساءً، والمعاكسات... والتفحيط.. إلخ.
3 - ومن ذلك السفر للخارج للمعصية.. فنرى الناس على أبواب وكالات السفر زرافات ووحداناً، يتسابقون لشراء تذاكر السفر إلى بلاد الكفر والإنحلال والفساد وغير ذلك، وما هكذا تشكر النعم.. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام.. وما هذه علامة القبول؛ بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها.
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله، لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره، ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام، ومع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان، يسألون الله القبول.
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [إبراهيم:7] أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.


الوقفة الثالثة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا يروغ روغان الثعالب، يعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [هود:112]، وقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [فصلت:6]. وقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: { قل آمنت بالله ثم استقم } [رواه مسلم].
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة وغيرها.
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الذاريات:17].
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.
وهكذا... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان، فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور، فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها، كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.
ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه.
فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين، فلا تدري متى يلقاك ملك الموت. فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ).


الوقفة الرابعة: مع العيد

فيشرع لك في يوم العيد عدة أمور منها:
1 - زكاة الفطر قبل الصلاة، وهي صاع من شعير أو تمر أو قط أو زبيب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى. والحر والعبد من المسلمين.
2 - أكل تمرات وتراً قبل الذهاب إلى مصلى العيد.
3 - الصلاة مع المسلمين وحضور الخطبة. والنساء يشهدن العيد مع المسلمين.
4 - أن تذهب إلى المصلى ماشياً إن تيسر، فتكبر الله إلى أن تصلي، فيجهر الرجال ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ).
5 - الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال، ولا تزين بحلق اللحية فهذا حرام. أما المرأة فلا تتبرج ولا تتطيب في ذهابها إلى المصلى، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
6 - صلة الرحم وزيارة الأقارب وتصفية القلوب وتطهيرها من التباغض والتحاسد والكراهية.. وغيره.
7 - العطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم في جميع بلاد المسلمين.
8 - ولا بأس بالتهنئة بالعيد كقولك: ( تقبل الله منا ومنك ) كما ورد عن السلف، والله أعلم.
9 - وإذا انتهى يوم العيد فبادر إلى القضاء إن كان عليك أيام، وإلا فبادر إلى صيام الست من شوال، فصيامها مع رمضان كصيام الدهر كما في صحيح مسلم.


وختاماً

ينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء.. تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: ( عجبا لكم.. إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين ).
فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللهو والإعراض، بل مبارزة الله بالمعاصي يوم العيد؟!
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا سعيداً.. وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة.. ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


descriptionوقفات محاسبة مابعد رمضان Emptyرد: وقفات محاسبة مابعد رمضان

more_horiz
<img src=" longdesc="3" /> شكرا كثير وبارك الله فيك <img src=" longdesc="3" />

descriptionوقفات محاسبة مابعد رمضان Emptyرد: وقفات محاسبة مابعد رمضان

more_horiz
يعطيك الصحه والعافية

شكرا
remove_circleمواضيع مماثلة
chat_bubbleمحاسبة النفس
chat_bubbleان شاء الله نفوتو ا كامل رمضان مليح *رمضان كريم لجميع الناس*
chat_bubbleتداعيات مابعد الانتخابات
chat_bubbleوصايا مابعد الفراق..
chat_bubbleمنع شذى حسون من الغناء في دبي و مقابلات مابعد الغاء الحفل
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد