بين يديك مجموعة من أقوال بعض المستشرقين الذين درسوا سيرة سيد الخلق فأعجبوا بشخصية الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، ومع كون بعضهم لم يرتدى عباءة الإسلام إلا انهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وما أحبوه إلا لأنهم وجدوا أن صفاته قد فاضت بكم من الرقي الشخصي والأخلاقي والحضاري إلى أبعد مدى. مما جعلهم معجبون به إلى الحد الذى دفعهم لأن يسطروا فيه الكتب ويذكروا شخصه في كل وقت. وهذا جزء من كل مما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجميلة
جورج برنارد شو
يقول الفيلسوف الناقد الساخر جورج برنارد شو :إني أعتقد أن رجلا كمحمد في صدق ما ادّعاه ودعا إليه لو تسنى له أن يتسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتمّ له النجاح في حكمه، ولقاده إلى النجاح والظفر، ولحقق له السلام والسعادة المنشودة.
*******
ويقول أيضاً الفيلسوف جورج برنارد شو: إن اوروبا حبلى بالاسلام وستلده يوما ما، والذي قرأ القرآن الكريم قراءة الفاحص المتدبر الدارس, تشبع بالكثير من فكره ومعانيه. فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم مثله الأعلى,
وكان برناردشو يتمثل في حياته حماسة محمد وجهاده في سبيل التحرر, وكان ايضا يثير اعجابه ان محمدا لم يحاول السيطرة على قول المؤمنين, ولا أن يحول بين المؤمن وربه, ورفض أن يتخذه المسلمون وسيلة لله تعالى.
ويفترض الفيلسوف شو: إن حكم محمد للعالم الحديث بشكل مطلق يجعله ينجح في حل مشاكله حلاً يحقق السعادة والسلام.
*******
ويذهب شو الى القول: إنني درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا, فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح, بل يجب أن يدعى بمنقذ الانسانية, واوروبا بدأت في العصر الحديث تفهم عقيدة التوحيد, وربما ذهبت الى أبعد من ذلك, فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة, وبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي
*******
ويستطرد شو:
إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس ، قلنا إن محمداً رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات ، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً واضحاً قوياً ، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم.
لم يسجل التاريخ أن رجلاً واحداً ، سوى محمد ، كان صاحب رسالة وباني أمة ، ومؤسس دولة … هذه الثلاثة التي قام بها محمد ، كانت وحدة متلاحمة ، وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التاريخ.
*******
ويقول برنارد شو أيضاً:
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
تولستوى- أديب روسى
عملاق الأدب الروسي والمصلح الاجتماعي والمفكر الأخلاقي ( ليو تولستوي) والذي يعده البعض أعظم الروائيين على الإطلاق بفضل أعمال عظيمة خطها ببراعه مثل (الحرب والسلام) و(آنا كارنينا)، فله كذلك كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم موسوم تحت عنوان (حِكَم النبي محمد) وقبل أن أعرض الكتاب وددت أن أنقل مقدمة مترجم الكتاب إذ يقول فيها: بعد اطلاعي على رسالة الأديب الروسي ليو تولستوي عن الإسلام وعن النبي محمد, هالني ما جاء فيها من الحقائق الباهرة فدفعتني الغيرة على الحق إلى ترجمتها الى العربية، علما أن مترجم الكتاب (سليم قبعين) هو مسيحي لبناني.
*******
يقول تولستوى:
كتب تولستوي تحت هذا العنوان تعريف بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم و سيرته العطرة ثم انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض بعد ذلك. و قد قال ما نصه: و قد امتاز المؤمنون كثيراً عن العرب بتواضعهم و زهدهم في الدنيا و حب العمل و القناعة و بذلوا جهدهم لمساعدة إخوانهم في الإيمان لدى حلول المصائب بهم و لم يمض على جماعة المؤمنين زمن طويل حتى أصبح المحيطون بهم يحترمونهم احتراماً عظيماً و يعظمون قدره و غدا عدد المؤمنين يتزايد يوماَ فيوم
*******
و قال أيضا: و إذا كان انتشار الإسلام انتشاراً كبيراً على يد هؤلاء لم يرق بعضاً من البوذيين و المسيحيين فإن ذلك لا ينفي حقيقة أن المسلمين اشتهروا في صدر الإسلام بالزهد في الديانة الباطلة و طهارة السيرة و الاستقامة و النزاهة حتى أدهشوا المحيطين بهم بما هم عليه من كرم الأخلاق و لين العريكة و الوداعة
*******
:ويستطرد تولستوى فى وصفه عن محمد
إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي هذه كلها تدل
على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة .
إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد ، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.
*******
ويقول تولستوى أيضاً:
لو تولى العالم الأوربي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تُنُبِّئتُ بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوربا غداً وقد بدأ يكون مقبولاً لديها اليوم، فما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم.
*******
يصف ليو تولستوي النبي محمد في كتابه (حِكَم النبي محمد) قائلا : ًهو مؤسس دين ونبي الإسلام
الذي يدين به أكثر من مائتي مليون إنسان ( الكلام عام 1912م) قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله .
*******
ثم في فصل آخر من كتابه تحت عنوان (من كان محمد..؟): يقول: من أراد أن يتحقق مما عليه الدين الإسلامي من التسامح فليس له سوى أن يطالع القرآن الكريم بإمعان وتدبر فقد جاء في آياته ما يدل على روح الدين الإسلامي السامية منها ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاتَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
*******
ويقول: لقد تحمل محمد في سنوات دعوته الأولى كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة الوثنية القديمة وغيرها شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق ولكن هذه المحن لم تثن عزمه بل ثابرعلى دعوة أمته.. مع أن محمداً لم يقل إنه نبي الله الوحيد ..بل آمن أيضاً بنبوة موسى والمسيح ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً وقال إن اليهود والنصارى لا ينبغي أن يُكرَهوا على ترك دينهم بل يجب عليهم أن يتبعوا الصحيح من وصايا أنبيائهم .
*******
ويقول تولستوي أيضاً: ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة ويكفيه فخراً أنه هدى أمة بأكملها إلى نور الحق وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية وهذا عمل عظيم لا يقوم به شخص مهما أوتي من قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال
*******
كما اختار تولستوي مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) بلغت 64 حديثا ً وضمنها كتابه ومنها:
•لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
•ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
•إنما النساء شقائق الرجال
•ليس الشديد بالصرعة ..إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب
•ارض بما قسمه الله لك ..تكن أغنى الناس
•أفضل الصدقة إصلاح ذات البين و حفظ اللسان
•انصر أخالك ظالماً أو مظلوماً ، قيل يا رسول الله نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه.
إن أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه من الكتب النادرة الذي طبع قبل 90 عاما ً وهو كتاب غير معروف لدى الكثير من قرّاء العربية وهو في الوقت نفسه ينصف الإسلام ونبيه الكريم ويدعوا الأخرين إلى إنصافه، والكتاب في النتيجة النهائية هو وثيقة تاريخية لصالح الإسلام والمسلمين.