كان تولستوي من ابرع القصصيين الذين عرفهم التاريخ...
و من بين ثمرات عبقريته (الحرب و السلام) و(انا كارنينا).
و بالاضافة الى الشهرة كان تولستوي و امراته على حظ موفورمن المال...
و البنين ...و المركز الاجتماعي...فكانا في قمة السعادة و الهناء
ثم حدث شيء عجيب...فقد تغير تولستوي بعد ذلك تدريجيا حتى اصبح شخصا مختلفا تماما
فقد زهد الدنيا و جاهها...فتخلى عن اراضيه فاصبح يكنس غرفته بيده...و يتناول طعامه في وعاء خشبي
و لكن زوجته كانت تحب الترف.وكانت تشتهي المال و الجاه و الثروة التي يكرهها
و من ثمة ظلت تختلق له النكد...و تنغص عليه حياته
فاصبح تولستوي لا يحتمل حتى مجرد رؤية زوجته...
و في ذات مساء...سعت اليه و قد جثت على ركبتيها و تضرعت اليه ان يتلو عليها رسائل الحب التي
كتبها لها قبل زواجه منها...
و بينما هو يقرا ما سطره في تلك الايام الجميلة بكى كلاهما...
و عندما بلغ تولستوي الثمانية و الثمانين من عمره
عجز عن احتمال الشقاء اللذي يظلل بيته...فما كان منه الا ان تسلل هاربا
ذات ليلة عاصفة ممطرة من ليالي شهر اكتوبر عام 1910...و احتواه البرد...
و لفه الظلام و هو سائر لا يدري الى اين...
و بعد ذلك باحد عشر يوما مات تولستوي متاثرا بالتهاب رئوي...
و وجدت جثته ملقاة في احدى محطات السكك الحديدية.
و كانت الوصية التي اوصى بها قبل موته ان لا يؤذن لزوجته برؤيته.
هذا هو الثمن الذي تقاضته الكونتيسة تولستوي لقاء ما قدمت من النكد و التنغيص.