تمر الذكرى الخمسون لإجراء التجارب النووية الفرنسية في الصحراء
الجزائرية ولم تكن لتمر الذكرى على أهالي منطقة رقان وضواحي الذين زرناهم
وهم لايزالون يتذكرون بمرارة كبيرة ما اقترفته فرنسا من جرائم في حقهم وفي
حق أرضهم ومائهم وفي حق سمائهم الملوثة وجميع حياتهم التي تحولت في لحظة
إلى جحيم لم ينته في يوم أو في سنة أو حتى في عقد بل سيستمر إلى ألاف
السنين، و سيظل الكل هناك وستظل الأجيال المتعاقبة تنعل فرنسا الاستعمارية
وما ارتكبته من جرائم بحقهم وحتى وان اعتذرت وعوضت لمن هم على قيد الحياة
اليوم فماذا ستقول لمن سيأتي بعدهم ويجدون أرضهم ملوثة هل ستبقى تقدم
الاعتذار والتعويض .. ؟
فرنسا أهلكت الحرث والنسل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يُجمع الساكنة في منطقة رقان وضواحيها ممن إلتقيناهم بأنهم يعانون اليوم
وبشكل فظيع من تفشي الكثير من الأمراض مثل مرض العيون، والضغط الدموي
وأمراض الغدة وأمراض جلدية وبصرية وكذا حالات إجهاض وولادات مشوهة يضاف
إليها عدة أمراض مزمنة أخرى كأمراض القلب وأمراض الكلى والسرطان بأنواعه.
وكل هذه الأنواع من الأمراض يجزم الشياب والشباب بأنها لم تكن معروفة من
ذي قبل عندهم ، بل إن هذه الإشعاعات أثرت على كل شيء وليس على الإنسان فقط
بل مست أيضا الشجر والحجر بدلالة أن الأرض أصبحت اليوم وبعدة مناطق قريبة
من رڤان ومن مكان التفجير متأثرة بهذه الإشعاعات النووية التي أصبحت لا
تصلح لشيء وصارت أرضا ميتة.
فحقا إن المسألة ليست بالهينة والبسيطة فنتائج التجارب النووية الفرنسية في
رقان مأساة هائلة لدرجة أن مخاطرها الصحية والبيولوجية لا تزال تتعاظم
يوما بعد يوم نظرا لخصوصية التفجير الذي استخدم فيه السلاح النووي ووظفت
فيه مواد كيميائية خطيرة. لدى الزيارة
الميدانية التي قادتنا إلى رقان وقفنا على حجم أضرار الكارثة. فأهالي
المنطقة كانوا حسب شهادات بعضهم وحسب تاريخ المنطقة المدون أيضا في
المخطوطات التي تعرضت كمية كبيرة منها إلى النهب والسرقة والحرق أحيانا
أخرى أكدت بأنهم كانوا يعيشون في خير من أرضها الخصبة ويُقسم لنا أحد
الفلاحين بأن هذه الأرض كانت تنتج كل أنواع الخضر والفواكه والزيتون -حتى
أنك لو غرست إنسانا لأثمر- على تشبيهه ويقول محدثنا المياه كانت في
السابق بوفرة خصوصا وأن المنطقة معروفة بهذه الوفرة الكبيرة قديما، وبعد
تلك التجارب النووية –يضيف- صار الناس يبحثون عن المياه بعمق عشرين مترا في
الأرض ولا يجدونه، كما أن ما يعرف بنظام السقي القديم “الفقارات” هي
الأخرى جفت وأضحى الإنتاج الفلاحي ضعيف جدا وأصيبت النخيل بمرض “البياض”
نتيجة الإشعاعات، واغتصب المجرمون كل شيء حتى الحياة ونشروا إشعاعات الدمار
النووية في كل شيء يريدون أن يقتلوا الحياة هناك .
محو الهزيمة بارتكاب العار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المجاهدة علامي مباركة بنت ديقة تروي شهادتها وهي إحدى ضحايا التجارب
النووية الفرنسية التي قضت على أبيها وأمها وأخيها والكثير من أقاربها
وجيرانها في رقان، قالت بأن عساكر الاحتلال قبيل تنفيذ الجريمة، أمروهم
بالبقاء في البيوت وإغلاق النوافذ والأبواب، حتى يأذنون لهم ، وما أن تمت
العملية، وحدث ما حدث لم تستطع ذاكرة الذين نجوا من هول الكارثة حفظ شيء
مما وقع سوى دوي الانفجار القوي الذي هز الأرض واخترق النوافذ والأبواب
وامتدت أضواء أشعته إلى كل شيء، ووجد الناس أنفسهم في العراء بعدما لجئوا
إلى مرتفعات الرمال “العروق” البعيدة وباتوا هنالك حتى طلوع الفجر حين
استيقظوا ووجدوا بيوتهم قد دمرت وراحوا يتفقدون بعضهم البعض تقول المجاهدة
مباركة فمنهم من وجد نفسه وحيدا، ومنهم من فقد جميع أفراد عائلته، ومنهم
من فقد ولم يعثر على أثره إلى اليوم ، وهكذا حكمت جنود الاحتلال على حوالي
42 ألف مواطن من منطقة رقان بالإعدام دون محاكم ، وحولوهم إلى فئران تجارب
وعن أسباب ودوافع ما اقترفته فرنسا من جرائم في صحراء الجزائر سألنا
الدكتور محمد صالح حوتية باحث محلي في منطقة أدرار. لماذا كل هذا الإرهاب
والإجرام في حق هؤلاء ؟ أجاب :
هذا العمل الشنيع محاولة من فرنسا لرد الاعتبار لنفسها بعد هزيمتها في
الحرب العالمية الثانية لولا تدخل دول الحلفاء وأمريكا الذين أنقذوا شرفها
وستروا عورتها من عبث الألمان الذين دكوا حصونها وأرضها برا وجوا وبحرا دكا
.. فأرادت فرنسا من خلال مشروع ديغول وسياسته تلك محاولة حفظ ماء الوجه
والخروج عن المظلة الأمريكية ومحاولة الاعتماد على النفس في الدفاع عن
أقاليمها والحصول على قنبلة نووية وسلاح الدمار الشامل مهما كان الثمن،
وهذا معناه -يضيف الدكتور حوتية- ضمان لاستقلال فرنسا كي لا يمكن لأي كان
التدخل في حياتها الاقتصادية والسياسية.
وأضاف محدثنا أن فرنسا التي لوثت صحراء الجزائر، أخذت درسا من نتائج
القنبلتين اللتين ألقيتا على اليابان في 1945 وكيف غير ذلك من مجرى الحرب
وفي موازين القوى، وظل الأمر يشغل بال الساسة والعسكريين الفرنسيين طيلة 15
سنة بضرورة امتلاك ذلك السلاح ؛ ووقع اختيار فرنسا على منطقة الحمودية
برقان وذلك لعدة عوامل سياسية وإستراتيجية وعسكرية واقتصادية تميز المنطقة
مستشفى رقان هو الآخر شاهد
مستشفى رقان هو ملجأ المتضررين الذي لا يملك لهم ضرا ولا نفعا في الكثير
من الأحيان كما يقول الطبيب عبدلي محمد طبيب بمستشفى رقان منذ 18 عاما سوى
تشخيص بعض الحالات التي يتمكن من معرفتها والتي لايتعرف عليها يرسها إلى
العاصمة لإجراء مزيد من الكشوفات والحالات كما يقول الطبيب في تزايد كبير
.. حقا إنها جريمة إنسانية حتى ولو عاقب عليها القانون وجرم فاعلها وعاقبه
ودفع ذلك الفاعل التعويض واعتذر للضحية .. فلن يكفي ذلك لأن جمر المعاناة
-على حد تعبير -عمي محمد التي يتجرعها أهل المنطقة كل يوم ليس له تقدير
التاريخ لن يرحم فرنسا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فبعد تفجير اليربوع الأزرق في 13 فيفري 1960 بالحمودية وبعدما كانت المكان
بئرا في صحراء الجزائر تقصده القوافل التجارية من منطقة توات نحو موريتانيا
غربا باتجاه المغرب الأقصى وحتى إلى بلاد الأندلس قديما ، وإلى المالي في
الجنوب باتجاه إفريقيا. دخل اسم حافر البئر المدعو حمودية التاريخ المعاصر
و أصبح اسم حموديا نشيد كتيبة الفيلق الـ 11 للهندسة الصحراوية الفرنسي،
حيث يقول النشيد في مقطعه الأخير تمجيدا لأعمال فرنسا النووية :
هاهي البقعة السوداء حيث ولدت فرنسا النووية، هنا حيث التاريخ كتب لكبارنا،
يقال أن كل شيء يمر و يذهب في الحضيض، و لكن بالنسبة لجنسنا، دائما حمودية
..تحيا
الجزائرية ولم تكن لتمر الذكرى على أهالي منطقة رقان وضواحي الذين زرناهم
وهم لايزالون يتذكرون بمرارة كبيرة ما اقترفته فرنسا من جرائم في حقهم وفي
حق أرضهم ومائهم وفي حق سمائهم الملوثة وجميع حياتهم التي تحولت في لحظة
إلى جحيم لم ينته في يوم أو في سنة أو حتى في عقد بل سيستمر إلى ألاف
السنين، و سيظل الكل هناك وستظل الأجيال المتعاقبة تنعل فرنسا الاستعمارية
وما ارتكبته من جرائم بحقهم وحتى وان اعتذرت وعوضت لمن هم على قيد الحياة
اليوم فماذا ستقول لمن سيأتي بعدهم ويجدون أرضهم ملوثة هل ستبقى تقدم
الاعتذار والتعويض .. ؟
فرنسا أهلكت الحرث والنسل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يُجمع الساكنة في منطقة رقان وضواحيها ممن إلتقيناهم بأنهم يعانون اليوم
وبشكل فظيع من تفشي الكثير من الأمراض مثل مرض العيون، والضغط الدموي
وأمراض الغدة وأمراض جلدية وبصرية وكذا حالات إجهاض وولادات مشوهة يضاف
إليها عدة أمراض مزمنة أخرى كأمراض القلب وأمراض الكلى والسرطان بأنواعه.
وكل هذه الأنواع من الأمراض يجزم الشياب والشباب بأنها لم تكن معروفة من
ذي قبل عندهم ، بل إن هذه الإشعاعات أثرت على كل شيء وليس على الإنسان فقط
بل مست أيضا الشجر والحجر بدلالة أن الأرض أصبحت اليوم وبعدة مناطق قريبة
من رڤان ومن مكان التفجير متأثرة بهذه الإشعاعات النووية التي أصبحت لا
تصلح لشيء وصارت أرضا ميتة.
فحقا إن المسألة ليست بالهينة والبسيطة فنتائج التجارب النووية الفرنسية في
رقان مأساة هائلة لدرجة أن مخاطرها الصحية والبيولوجية لا تزال تتعاظم
يوما بعد يوم نظرا لخصوصية التفجير الذي استخدم فيه السلاح النووي ووظفت
فيه مواد كيميائية خطيرة. لدى الزيارة
الميدانية التي قادتنا إلى رقان وقفنا على حجم أضرار الكارثة. فأهالي
المنطقة كانوا حسب شهادات بعضهم وحسب تاريخ المنطقة المدون أيضا في
المخطوطات التي تعرضت كمية كبيرة منها إلى النهب والسرقة والحرق أحيانا
أخرى أكدت بأنهم كانوا يعيشون في خير من أرضها الخصبة ويُقسم لنا أحد
الفلاحين بأن هذه الأرض كانت تنتج كل أنواع الخضر والفواكه والزيتون -حتى
أنك لو غرست إنسانا لأثمر- على تشبيهه ويقول محدثنا المياه كانت في
السابق بوفرة خصوصا وأن المنطقة معروفة بهذه الوفرة الكبيرة قديما، وبعد
تلك التجارب النووية –يضيف- صار الناس يبحثون عن المياه بعمق عشرين مترا في
الأرض ولا يجدونه، كما أن ما يعرف بنظام السقي القديم “الفقارات” هي
الأخرى جفت وأضحى الإنتاج الفلاحي ضعيف جدا وأصيبت النخيل بمرض “البياض”
نتيجة الإشعاعات، واغتصب المجرمون كل شيء حتى الحياة ونشروا إشعاعات الدمار
النووية في كل شيء يريدون أن يقتلوا الحياة هناك .
محو الهزيمة بارتكاب العار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المجاهدة علامي مباركة بنت ديقة تروي شهادتها وهي إحدى ضحايا التجارب
النووية الفرنسية التي قضت على أبيها وأمها وأخيها والكثير من أقاربها
وجيرانها في رقان، قالت بأن عساكر الاحتلال قبيل تنفيذ الجريمة، أمروهم
بالبقاء في البيوت وإغلاق النوافذ والأبواب، حتى يأذنون لهم ، وما أن تمت
العملية، وحدث ما حدث لم تستطع ذاكرة الذين نجوا من هول الكارثة حفظ شيء
مما وقع سوى دوي الانفجار القوي الذي هز الأرض واخترق النوافذ والأبواب
وامتدت أضواء أشعته إلى كل شيء، ووجد الناس أنفسهم في العراء بعدما لجئوا
إلى مرتفعات الرمال “العروق” البعيدة وباتوا هنالك حتى طلوع الفجر حين
استيقظوا ووجدوا بيوتهم قد دمرت وراحوا يتفقدون بعضهم البعض تقول المجاهدة
مباركة فمنهم من وجد نفسه وحيدا، ومنهم من فقد جميع أفراد عائلته، ومنهم
من فقد ولم يعثر على أثره إلى اليوم ، وهكذا حكمت جنود الاحتلال على حوالي
42 ألف مواطن من منطقة رقان بالإعدام دون محاكم ، وحولوهم إلى فئران تجارب
وعن أسباب ودوافع ما اقترفته فرنسا من جرائم في صحراء الجزائر سألنا
الدكتور محمد صالح حوتية باحث محلي في منطقة أدرار. لماذا كل هذا الإرهاب
والإجرام في حق هؤلاء ؟ أجاب :
هذا العمل الشنيع محاولة من فرنسا لرد الاعتبار لنفسها بعد هزيمتها في
الحرب العالمية الثانية لولا تدخل دول الحلفاء وأمريكا الذين أنقذوا شرفها
وستروا عورتها من عبث الألمان الذين دكوا حصونها وأرضها برا وجوا وبحرا دكا
.. فأرادت فرنسا من خلال مشروع ديغول وسياسته تلك محاولة حفظ ماء الوجه
والخروج عن المظلة الأمريكية ومحاولة الاعتماد على النفس في الدفاع عن
أقاليمها والحصول على قنبلة نووية وسلاح الدمار الشامل مهما كان الثمن،
وهذا معناه -يضيف الدكتور حوتية- ضمان لاستقلال فرنسا كي لا يمكن لأي كان
التدخل في حياتها الاقتصادية والسياسية.
وأضاف محدثنا أن فرنسا التي لوثت صحراء الجزائر، أخذت درسا من نتائج
القنبلتين اللتين ألقيتا على اليابان في 1945 وكيف غير ذلك من مجرى الحرب
وفي موازين القوى، وظل الأمر يشغل بال الساسة والعسكريين الفرنسيين طيلة 15
سنة بضرورة امتلاك ذلك السلاح ؛ ووقع اختيار فرنسا على منطقة الحمودية
برقان وذلك لعدة عوامل سياسية وإستراتيجية وعسكرية واقتصادية تميز المنطقة
مستشفى رقان هو الآخر شاهد
مستشفى رقان هو ملجأ المتضررين الذي لا يملك لهم ضرا ولا نفعا في الكثير
من الأحيان كما يقول الطبيب عبدلي محمد طبيب بمستشفى رقان منذ 18 عاما سوى
تشخيص بعض الحالات التي يتمكن من معرفتها والتي لايتعرف عليها يرسها إلى
العاصمة لإجراء مزيد من الكشوفات والحالات كما يقول الطبيب في تزايد كبير
.. حقا إنها جريمة إنسانية حتى ولو عاقب عليها القانون وجرم فاعلها وعاقبه
ودفع ذلك الفاعل التعويض واعتذر للضحية .. فلن يكفي ذلك لأن جمر المعاناة
-على حد تعبير -عمي محمد التي يتجرعها أهل المنطقة كل يوم ليس له تقدير
التاريخ لن يرحم فرنسا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فبعد تفجير اليربوع الأزرق في 13 فيفري 1960 بالحمودية وبعدما كانت المكان
بئرا في صحراء الجزائر تقصده القوافل التجارية من منطقة توات نحو موريتانيا
غربا باتجاه المغرب الأقصى وحتى إلى بلاد الأندلس قديما ، وإلى المالي في
الجنوب باتجاه إفريقيا. دخل اسم حافر البئر المدعو حمودية التاريخ المعاصر
و أصبح اسم حموديا نشيد كتيبة الفيلق الـ 11 للهندسة الصحراوية الفرنسي،
حيث يقول النشيد في مقطعه الأخير تمجيدا لأعمال فرنسا النووية :
هاهي البقعة السوداء حيث ولدت فرنسا النووية، هنا حيث التاريخ كتب لكبارنا،
يقال أن كل شيء يمر و يذهب في الحضيض، و لكن بالنسبة لجنسنا، دائما حمودية
..تحيا