يجمع كل الجزائريّين عشية انطلاق المونديال الإفريقي على أن مهمة المنتخب الوطني لن تكون سهلة خصوصا و أن الجماهير المتابعة للشأن الكروي الجزائري اهتزت مشاعرها للوجه الشاحب الذي لازم الخضر خلال مبارياتهم التحضيرية الأخيرة.
ولجس نبض الشارع الجزائري الذي بكى فرحا لهدف عنتر يحي في شباك الحضري ذات الثامن عشر من نوفمبر العام الماضي، اقتربنا من بعض مشجعي “الخضر” وعشاقه لمعرفة نظرته لمغامرة الخضر بالمونديال، وكيف يرى مشاركته خلال كأس العالم 2010 بعد غياب طال 24 حولا.
“هدف واحد أمام سلوفينيا فيها بركة !!”
وفي شوارع العاصمة، التقينا العديد من الشباب الذين لا يكادون يتحملون الساعات التي تفصلنا عن بداية المغامرة ، حيث انه لا تكاد تخلو أحاديث المواطنين في الأسواق و المحلات و المقاهي ومقاهيالإنترنت والجامعات والثّانويات عن المونديال و جديد المنتخبات والإصابات و”..قال سعدان ..أرأيت بودبّوز؟، ثم متى سيتم إشراك جمال عبدون؟”.
كان لا بدّ علينا الخوض أولا في هذا الخضم حتى نكشف للقراء حقيقة حب الجزائري للكرة و رؤيته لتجربة منتخبنا في المونديال الأتي و كذا مستقبل أشبال رابح سعدان بعد أن عادوا بنا إلى معترك الكرة العالمية.
التقينا في أحد أزقّة العاصمة شبابا متفائلا بالرغم من كل ما قيل عن تعثرات المنتخب ، شبابا واثقا من الفريق الذي حقق ما لم يستطع تحقيقه سابقوه ، حيث أكد الجميع على صعوبة المهمة وعلى الجهد الجم الذي ينتظر رفقاء زياني في جنوب إفريقيا دون إغفال التعبير عن كامل الثقة التي يولونها لتشكيلة الناخب الوطني رابح سعدان.
وكان أول من التقينا ، الشاب (م. و) من بائعي الرصيف أبى إلا أن يروي لنا قصته مع الفريق الوطني الذي جعل منه محبا للكرة كما لم يكن قط و أبدى كمال -ب- تفاؤله بشأن مشاركة الفريق الوطني خلال الدور الأول من كأس العالم قائلا :” لقد شرفتنا هده التشكيلة التي أعتبر أنها الأحسن، و أتمنى أن تجدد عهدها مع الانتصارات بمناسبة دخولها المونديال هذا الأسبوع…، أتمنى أن نهزم الفريق السلوفيني ولو بهدف واحد حتى نفرح جميعا”.
أما مراد ذو العشرين ربيعا و المرشح لاجتياز شهادة الباكالوريا فتمنى التوفيق للفريق الوطني.
وخص بالذكر المهاجم الجزائري عبد القادر غزال الذي تمنى منه هدفا بعد سلسة المباريات التي غابت عنها أهدافه.
ويرى مراد أن المنتخب الوطني الجزائري قوي بتشكيله الحالي لكن تنقصه التجربة والثقة بالنفس.
اللاعبون مطالبون بتشريف الجزائر
ومن جانبه، استهل (ف. ب)، العامل ببلدية الشراقة، حديثه متمنيا التوفيق للفريق الوطني قبل أن يطلب من عناصره التحلي بروح المسؤولية تجاه الوطن والجمهور الجزائري الذي لم يدخر جهدا في تشجيعه خلال التصفيات المزدوجة لأمم إفريقيا و كأس العالم بل وفي أنغولا.
و أبى إلا أن يذكر بالمستوى العالي الذي يجب أن ترتقي إليه التشكيلة الوطنية، و بالمناسبة ، اعترف هدا المناصر بالتحسن الملحوظ في أداء رفقاء حليش بالنظر إلى المقابلات التي سبقت لقاء منتخب الإمارات الشقيق.
“ما تطمعوش في الخضر.. لا غزال ولا زياني !!”
وبالرغم من التفاؤل الذي طبع محيّا الجزائريين بخصوص الفريق الوطني و الوجه المشرف الذي يأمل هؤلاء رؤيته خلال المونديال إلا أن هناك من يرى عكس ذلك تماما ، حيث يؤكد ” عمي الطاهر” أنه “لا يطمع في هدا الفريق الذي رغم تمتعه بكامل التسهيلات و الإمكانات (تربص كران مونتانا و نورمبرغ) لم يستطع الفوز بالمباريات التحضيرية.
وضرب لنا عمي الطاهر مثلا باللاعب عبد القادر غزال الذي لم يسجل أي هدف منذ عديد اللّقاءات-حسب قوله-.
ولم تمر الدقائق و نحن نتحدث حتى عاود التأكيد على أن الفريق بكامله لا يستحق الإمكانات التي سخرت له، لكن هذه المرة لم يخص بالذكر لاعبا معينا بل حتى كريم زياني و الحارس فوزي شاوشي لا يستحقان مكانيهما في الفريق-يقول عمي الطاهر ساخرا-!.
وبمقهى عمي علي وسط العاصمة الجزائر، أكد لنا محمد أن حظوظ الخضر قائمة مائة بالمائة وأن لا شك في أن الفريق الوطني سيفعل كل ما في وسعه للتأهل إلى الدور الثاني :” لدينا فريق قوي و سنتأهل إن شاء الله إلى الدور الثاني”.
ويبقى المؤكد بعد كل هذه الآراء أن ليس هناك جزائريّا واحدا يتمنى غير التوفيق للمنتخب الوطني لإسعاد الشعب الجزائري، فهل سيكون “الخضر” في مستوى الثقة التي وضعها فيها الشعب والدولة الجزائرية؟