<H1 align=center>أسُود‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭.. ‬وفي‭ ‬الحروب‭ ‬نعامات..؟!





قال أمين عام ما يسمى بالجامعة العربية، نبيل العربي، إنه "ليس من مهمات الجامعة القيام بعمل عسكري، إذا فشلت العقوبات الاقتصادية المسلطة على سوريا"، وبقدر ما يُضحك إلى حد البكاء هذا الرد، فإن ما يُبكي إلى حد الضحك، أنه جاء بعد طلب من بعض أعضاء الجامعة لقيادة عمل عسكري، لإزاحة النظام العلوي في سوريا، ولسنا ندري إن كان الطالب والمجيب في حالة وعي وهما يتحدثان عن العمل العسكري لجامعة "مُفرّقة"، عمرها ست وستون عاما، لم "تتورّط" فيها مرة واحدة في نطق كلمة سلاح أو حرب ضد استعمار قديم، كانت تعيشه معظم الدول العربية عندما‭ ‬ظهرت‭ ‬الجامعة‭ ‬إلى‭ ‬الوجود،‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وهو‭ ‬يصفع‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬حِدة،‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬حجرة‭ ‬نوم‭ ‬الأمة،‭ ‬وفعلت‭ ‬فعلتها‭ ‬في‭ ‬أبي‭ ‬غريب‭.‬
المدهش أن الجامعة العربية صارت تصنع الحدث الإعلامي العالمي، بعد أن كانت هي في حد ذاتها حدثا مأساويا، والأكثر دهشة أنها صارت تحذر وتنذر، وتضع خطوطا حمراء، وتتحدث عن آخر أجل لتنفيذ أوامرها، مع تبريكات فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة.

الجامعة العربية التي كرّست الديكتاتورية منذ عهد عبد الرحمان عزام، أمينها العام الأول، إلى نبيل العربي، بدليل قيادتها من سبعة أمناء فقط، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، هي التي باركت لحافظ الأسد عندما سرق سوريا من السوريين بإزاحة نور الدين الأتاسي، مقابل بيعه الجولان للصهاينة، وهي التي صمتت وحافظُ الأسد يدكّ مساجد حماه بالمدفعية، وهي التي صمتت وهو يمنح لابنه طبيب العيون سوريا على طبق في أقبح توريث في التاريخ، أي أن الأسد وابنه بشار والشبيحة، لم يمارسوا التقتيل مع الربيع العربي، بل إنهم نسفوا الربيع من فصول‭ ‬سوريا،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬قادوا‭ ‬أحفاد‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬للعيش‭ ‬مطأطئي‭ ‬الرؤوس،‭ ‬أمام‮ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

ولا نفهم لحد الآن ما الذي حرّك الجامعة العربية وأغضبها من بشار الأسد، والعالم العربي من محيطه إلى خليجه عرين أسود تمارس "أسوديتها" على شعوبها، وفي الحروب الحقيقية أوهن من النعامات، ولا أحد يُصدق أن ضحايا الشبيحة في حمص وأدلب ودرعا، هم الذين حرّكوا هذا الكيان‭ ‬الساكن‭ ‬الذي‭ ‬عمره‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتحرك‭.‬
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان يمكن أن يكون موقف الجامعة العربية تجاه النظام السوري الفاسد مُشرّفا وعاديا، لو أن هذه الجامعة التي ظهرت للوجود عام 1945، منعت قيام الدولة الصهيونية عام 1948، وحذرت إسرائيل وفرنسا وأنجلترا وهم يقودون عدوانا عنصريا على مصر عام 1956، ووقفت عسكريا وماليا إلى جانب الجزائر، وهي تواجه لوحدها الاستعمار قبل عام 1962، ومنعت النكسة الكبرى عام 1967، ودعمت اكتمال النصر المؤقت المبتور عام 1973، وقالت كلمة حق في اكتساح لبنان عام 1982، وفي مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا، وحرب تموز وحرب الإبادة في غزة، وكان يمكن أن تكون العقوبات الاقتصادية على النظام السوري الفاسد مُشرفة، لو أن هذه الجامعة التي ما إن مفاتيح ثرواتها لتنوء بالعصبة أولي القوة، دعمت اقتصاديا الصومال، التي هي عضو في الجامعة، وهي تموت جوعا ولا يزيد نصيب الفرد الواحد فيها من الناتج المحلي الإجمالي عن ست مئة دولار،‭ ‬ويزيد‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬عن‭ ‬الثمانين‭ ‬ألف‮ ‬دولار‭ ‬للفرد‭ ‬الواحد‭.‬

أليست نكتة أن يعاقب حكام سرقوا الحكم من شعوبهم سارقا للحكم مثلهم؟ أليست نكتة أن يكونوا جميعا أسودا في وجه الأسد؛ وفي حروب فلسطين والعراق أمام الصهاينة والأمريكان نعامات؟ أليست نكتة أن يبقوا "أصفارا" لهذا الواحد أو ذاك، ليصير رقما ويبقوا "أصفارا"، أو كما قال‭ ‬ذات‭ ‬ربيع‭ ‬شِعر‭ ‬أحمد‭ ‬مطر‮:‬

ما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يملك‭ ‬لصّ‭.. ‬أعناق‭ ‬جميع‭ ‬الأشراف‮!‬؟

ليس‭ ‬اللص‭ ‬شجاعا‭ ‬أبدا‭.. ‬لكن‭ ‬الأشراف‭ ‬تخاف‭.‬

والثعلب‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬أسدا‭.. ‬في‭ ‬عين‭ ‬الأسد‭ ‬الخواف‭.‬

ما‭ ‬بلغ‭ ‬‮"‬الواحد‮"‬‭ ‬مقدارا‭.. ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬واجه‭ ‬أصفارا

فغدا‮ ‬آلاف‭ ‬الآلاف‭..‬........!!
</H1>