بدأت ظاهرة الانتحار التي تفشّت مؤخّرا في منطقة القبائل تأخذ منحى خطيرا لامتدادها إلى فئة الأطفال، حيث كانت سابقا تقتصر على فئة البطّالين والمضطربين نفسيا وامتدّت لتشمل مختلف الفئات بمستوياتها الاجتماعية، مع الإبقاء على شريحة الأطفال لعدّة سنوات بمنأى عن الخطر·
الاستثناء الذي لم يدم لاتّساع رقعة نطاقه بتهديد الأطفال، حيث أحصيت في ظرف يومين فقط 3 حالات انتحار للأطفال في كلّ من بلدية أغريب، إيرجن وتيزي راشد. إذ لم تتمكّن المنطقة من الاستيقاظ من فاجعة إقدام التلميذ (م.د) يوم الأحد المنصرم على شنق نفسه بقرية أذرار ناث قوضيعة ببلدية أغريب شمال تيزي وزو، والذي قيل إنه شنق بسبب شجار جمعه بزميله في المدرسة وامتدّ الخلاف لينشب بين عائلتيهما، حتى صدمت مجدّدا بإقدام طفلين أوّل أمس بكلّ من بلدية إيرجن وتيزي راشد على اختيار الموت الإرادي وشنق نفسيهما، ويتعلّق الأمر بكلّ من المدعو (ك.ن) 13 سنة، والذي عثر عليه معلّقا في إحدى المنازل المهجورة بقرية إيخريبن ببلدية إيرجن بالأربعاء ناث ايراثن، حيث أخطرت مصالح الحماية المدنية للوحدة الثانوية للأربعاء ناث ايراثن بالحادث واتجهت لنقل جثّته نحو مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المنطقة· كما استقبلت العيادة متعدّدة الخدمات بتيزي راشد جثّة طفل يدعى (ج. محمد أكلي) يبلغ من العمر 12 سنة، عثر عليه معلّقا بواسطة حزام سرواله في غرفة نومه من طرف عائلته، وكانت قرية أبهلال بذات البلدية مسرحا للحادثة· وقد حوّلت الجثث الثلاث إلى مصالح حفظ الجثث من أجل تشريحها وتحديد سبب الوفاة، ومن جهتها قامت مصالح الأمن بفتح تحقيقات للكشف عن ملابسات القضايا وتحديد طبيعة الحوادث التي اهتزّت المنطقة على وقعها· وأولى حالات انتحار الأطفال عرفتها بلدية تيميزار بوافنون شهر سبتمبر 2010، حين اهتزّت الولاية بأكملها على صدمة لا تزال مبهمة لحدّ الساعة وهي إقدام تلميذ في الـ 12 من عمره على وضع حدّ لحياته مستعينا بحبل، حيث عثر عليه جثّة هامدة في غرفته، وما يزال رحيله الإرادي عن عالم الأحياء واختيار الموت في وقت مبكّر يثير الكثير من التساؤلات ويكسوه الغموض لحدّ الساعة، خاصّة من قبل محيطه كونه من أنجب تلامذة مدرسته وعرف بحسن الخلق والسيرة رغم حداثة سنّه·