نتائج غزوة بدر كالآتي:
1*بالنسبة للمسلمين:
- قويت شوكة المسلمين، وأصبحوا مرهوبين في المدينة وما جاورها، وأصبح على من يريد أن يغزو المدينة أو ينال من المسلمين أن يفكر ويفكر قبل أن يقدم على فعلته.
- تعززت مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، وارتفع نجم الإسلام فيها، ولم يعد المتشككون بالدعوة الجديدة والمشركون في المدينة يتجرؤون على إظهار كفرهم وعداوتهم للإسلام؛ لذا ظهر النفاق والمكر والخداع، فأعلن فريق منهم إسلامهم ظاهرًا أمام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، فدخلوا في عداد المسلمين، وأبقوا على الكفر باطنًا، فظلوا في عداد الكفار، فلا هم مسلمون مخلصون في إسلامهم، ولا هم كافرون ظاهرون بكفرهم وعداوتهم للمسلمين.
- ازدياد ثقة المسلمين بالله - سبحانه وتعالى - وبرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - واشتداد ساعدهم وقوتهم، ودخول عدد كبير من مشركي قريش في الإسلام، وقد ساعد ذلك على رفع معنويات المسلمين المستضعفين الذين كانوا لا يزالون في مكة، فاغتبطت نفوسهم بنصر الله، واطمأنت قلوبهم إلى أن يوم الفرج قريب فازدادوا إيمانًا على إيمانهم وثباتًا على عقيدتهم.
- كسب المسلمون مهارة عسكرية، وأساليب جديدة في الحرب، وشهرة واسعة في داخل الجزيرة العربية وخارجها، إذ أصبحوا قوة يحسب لها حسابها في بلاد العرب، فلا تهدد زعامة قريش وحدها، بل زعامة جميع القبائل العربية المنتشرة في مختلف الأصقاع والأماكن، كما أصبح للدولة الجديدة مصدر للدخل من غنائم الجهاد؛ وبذلك انتعش حال المسلمين المادي والاقتصادي بما أفاء الله عليهم من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.
2*بالنسبة لكفار قريش:
فكانت خسارتها فادحة فإضافة إلى مقتل أبي جهل بن هشام وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وغيرهم من زعماء الكفر الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعة وقوة وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية لقريش فحسب، بل خسارة معنوية أيضا، ذلك أن المدينة لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضا سيادتها ونفوذها في الحجاز كله، كان خبر الهزيمة على أهل مكة كالصاعقة، ولم يصدقوا ذلك في بداية الأمر.
لقد تركت غزوة بدر بنفوس أهل مكة المشركين كمدًا وأحزانًا وآلامًا بسبب هزيمتهم ومن فُقدوا وأسروا، فهذا أبو لهب لم يلبث أن أصيب بعلة ومات، وهذا أبو سفيان فقد ابنًا له وأُسر له ابنٌ آخر، وما من بيت من بيوت مكة إلا وفيه مناحة على قتل عزيز أو قريب، أو أسر أسير، فلا عجب أن كانوا صمموا في أنفسهم على الأخذ بالثأر، حتى إن بعضهم حرم على نفسه الاغتسال حتى يأخذ بالثأر ممن أذلوهم، وقتلوا أشرافهم وصناديدهم، وانتظروا يترقبون الفرصة للقاء المسلمين والانتصاف منهم، فكان ذلك في أحد.
شكرا بس كتير طويلة اجابة السؤال