أعاد غرام منى وحسين بطلي المسلسل التركي "لا مكان لا وطن" الذي يعرض حاليا على قناة mbc إلى الواجهة قصة حب يحيى ولميس -بطلي مسلسل "سنوات الضياع"-، لا سيما مع تطرق العملين إلى فكرة الحواجز الاقتصادية والطبقية التي يمكن أن تزول أمام مشاعر الحب بين العشاق.
فـ"منى" الفتاة شديدة الفقر التي وقعت في غرام المهندس "حسين"، وهي الفتاة الأمية الفقيرة الهادئة التي تحمل منه عبر علاقة غير شرعية وتحرك الحقد في قلوب رفيقاتها وبنات عمومتها لارتباطها بهذا الشاب الوسيم المتعلم الثري.
والأمر نفسه قد رصده مسلسل "نور"، فالأخيرة كانت فتاة ريفية فقيرة وقعت في غرام مهند الشاب الوسيم والغني في الوقت ذاته.
وإلى جانب مسلسل "نور" تطرق مسلسل "سنوات الضياع" إلى الفكرة نفسها، لكن "رفيف" الفتاة الأكثر فقرا والأكثر جمالا التي استطاعت برغم فقرها أن تكسب قلب "عمر" ابن صاحب عملها وتتزوجه وشاركها القصة "يحيى" الفتى الفقير أيضا الذي أحب "لميس" شقيقة عمر.
تكرار فكرة قصص الحب بين الأثرياء والفقراء في الأعمال التركية ربما أعطى البعض انطباعا بأن تلك "التيمة" مسيطرة على الدراما التركية بدرجة كبيرة، في حين رفض آخرون إصدار ذلك الحكم على اعتبار أن ما عرض على القنوات العربية من دراما تركية ما زال محدودا ولا يمكن الاستناد إليه لإصدار تلك الأحكام.
النجاح المضمون
من جانبه يفسر الناقد المصري طارق الشناوي هذه الظاهرة بكلمة "الاستسهال"، موضحا أن اللجوء إلى تلك التابوهات الجاهزة كالصراع الطبقي وقصص الحب الصعبة هي أبسط أنواع الدراما التي تضمن للكاتب الوصول إلى عدد كبير من الجماهير بأقل قدر من المجازفة.
وأضاف الشناوي أنه وفقا للإحصائيات التي نشرت حققت الأعمال التركية التي عرضت على قناة mbc جماهيرية واسعة على مستوى العالم العربي في حال فريدة لم يحققها أي مسلسل عربي مهما بلغت قوته وجاذبيته، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد ذكاء المؤلف التركي في اختيار موضوعات بسيطة ومناسبة لكل المجتمعات.
ولم يرجع الشناوي هذه الظاهرة إلى طبيعة المجتمع التركي، معتبرا إياه كأي مجتمع آخر بل أكثر من المجتمعات العربية، خاصة في ظل تباين الاتجاهات السياسية والاجتماعية في المجتمع، فهناك حزب إسلامي وآخر علماني وأكراد وكلها قضايا مثيرة للاهتمام.
حبكة قريبة للناس
وتتفق معه في الرأي الناقدة علا الشافعي، وتقول إن "الصراع الطبقي يخلق حبكة درامية قريبة إلى الناس وقادرة على جذب عدد كبير من الجمهور الذي يتفاعل بشكل أكبر مع القصص الإنسانية التي تقدم الحب والصراع بينه وبين الفقر".
وأضافت أن المشاهد يبحث عن طرف يتعاطف معه وآخر يصب عليه غضبه ويجد في الصراع الطبقي ضالته، وبالتالي هي معالجة لا تخص المجتمع التركي وحده بل في كل المجتمعات.
أما الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة صاحب الرصيد الأعلى من الدراما التي تناولت فكرة الصراع الطبقي وغرام الأغنياء والفقراء كما في مسلسلات "ليالي الحليمة" و"ارابيسك"، و"ما زال النيل يجري" فيرى أن الصراع الطبقي يكثر في البلاد التي وقعت في قبضة النظام الرأسمالي الكامل وبالتالي تنمو النزعات الطبقة والنزاعات الاشتراكية فتكون عقلية المال هي المسيطرة.
وعن سبب ابتعاد الأعمال العربية عن هذا التناول في الوقت الحالي، قال عكاشة إنها مجرد مرحلة نتجه فيها إلى معالجة قضايا رجال الأعمال وفساد السلطة ولكننا قريبا جدا سندخل مرحلة الصراع الطبقي من جديد خاصة في ظل هذا التفاوت الهائل بين الطبقات.
ووصف عكاشة الأعمال العربية التي نناقش القضايا بأنها "قصاقيص جرائد" وليست معالجات متميزة وهو ما جعل مشاهدي العرب يتابعون الأعمال التركية لبساطتها وجذبها وتعبيرها عن مشاكل قريبة منهم.
فيما اعتبر الناقد أشرف عبد المنعم تكرار فكرة غرام الأغنياء والفقراء في أكثر من عمل تركي ليس دليلا كافيا على أنها طبيعة المجتمع أو معبرة عنها، مشيرا إلى أن الأمر قد يكون عائدا إلى اختيارات قناة mbc التي فتحت الباب أمام المسلسلات التركية.
وأضاف "نحن ما زلنا في البداية مع الأعمال التركية وربما بعد عرض أعمال أكثر نستطيع أن نفهم هذا المجتمع بشكل أكثر عمقا؛ لأن عملين أو ثلاثة ليس مقياسا على الإطلاق".
فـ"منى" الفتاة شديدة الفقر التي وقعت في غرام المهندس "حسين"، وهي الفتاة الأمية الفقيرة الهادئة التي تحمل منه عبر علاقة غير شرعية وتحرك الحقد في قلوب رفيقاتها وبنات عمومتها لارتباطها بهذا الشاب الوسيم المتعلم الثري.
والأمر نفسه قد رصده مسلسل "نور"، فالأخيرة كانت فتاة ريفية فقيرة وقعت في غرام مهند الشاب الوسيم والغني في الوقت ذاته.
وإلى جانب مسلسل "نور" تطرق مسلسل "سنوات الضياع" إلى الفكرة نفسها، لكن "رفيف" الفتاة الأكثر فقرا والأكثر جمالا التي استطاعت برغم فقرها أن تكسب قلب "عمر" ابن صاحب عملها وتتزوجه وشاركها القصة "يحيى" الفتى الفقير أيضا الذي أحب "لميس" شقيقة عمر.
تكرار فكرة قصص الحب بين الأثرياء والفقراء في الأعمال التركية ربما أعطى البعض انطباعا بأن تلك "التيمة" مسيطرة على الدراما التركية بدرجة كبيرة، في حين رفض آخرون إصدار ذلك الحكم على اعتبار أن ما عرض على القنوات العربية من دراما تركية ما زال محدودا ولا يمكن الاستناد إليه لإصدار تلك الأحكام.
النجاح المضمون
من جانبه يفسر الناقد المصري طارق الشناوي هذه الظاهرة بكلمة "الاستسهال"، موضحا أن اللجوء إلى تلك التابوهات الجاهزة كالصراع الطبقي وقصص الحب الصعبة هي أبسط أنواع الدراما التي تضمن للكاتب الوصول إلى عدد كبير من الجماهير بأقل قدر من المجازفة.
وأضاف الشناوي أنه وفقا للإحصائيات التي نشرت حققت الأعمال التركية التي عرضت على قناة mbc جماهيرية واسعة على مستوى العالم العربي في حال فريدة لم يحققها أي مسلسل عربي مهما بلغت قوته وجاذبيته، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد ذكاء المؤلف التركي في اختيار موضوعات بسيطة ومناسبة لكل المجتمعات.
ولم يرجع الشناوي هذه الظاهرة إلى طبيعة المجتمع التركي، معتبرا إياه كأي مجتمع آخر بل أكثر من المجتمعات العربية، خاصة في ظل تباين الاتجاهات السياسية والاجتماعية في المجتمع، فهناك حزب إسلامي وآخر علماني وأكراد وكلها قضايا مثيرة للاهتمام.
حبكة قريبة للناس
وتتفق معه في الرأي الناقدة علا الشافعي، وتقول إن "الصراع الطبقي يخلق حبكة درامية قريبة إلى الناس وقادرة على جذب عدد كبير من الجمهور الذي يتفاعل بشكل أكبر مع القصص الإنسانية التي تقدم الحب والصراع بينه وبين الفقر".
وأضافت أن المشاهد يبحث عن طرف يتعاطف معه وآخر يصب عليه غضبه ويجد في الصراع الطبقي ضالته، وبالتالي هي معالجة لا تخص المجتمع التركي وحده بل في كل المجتمعات.
أما الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة صاحب الرصيد الأعلى من الدراما التي تناولت فكرة الصراع الطبقي وغرام الأغنياء والفقراء كما في مسلسلات "ليالي الحليمة" و"ارابيسك"، و"ما زال النيل يجري" فيرى أن الصراع الطبقي يكثر في البلاد التي وقعت في قبضة النظام الرأسمالي الكامل وبالتالي تنمو النزعات الطبقة والنزاعات الاشتراكية فتكون عقلية المال هي المسيطرة.
وعن سبب ابتعاد الأعمال العربية عن هذا التناول في الوقت الحالي، قال عكاشة إنها مجرد مرحلة نتجه فيها إلى معالجة قضايا رجال الأعمال وفساد السلطة ولكننا قريبا جدا سندخل مرحلة الصراع الطبقي من جديد خاصة في ظل هذا التفاوت الهائل بين الطبقات.
ووصف عكاشة الأعمال العربية التي نناقش القضايا بأنها "قصاقيص جرائد" وليست معالجات متميزة وهو ما جعل مشاهدي العرب يتابعون الأعمال التركية لبساطتها وجذبها وتعبيرها عن مشاكل قريبة منهم.
فيما اعتبر الناقد أشرف عبد المنعم تكرار فكرة غرام الأغنياء والفقراء في أكثر من عمل تركي ليس دليلا كافيا على أنها طبيعة المجتمع أو معبرة عنها، مشيرا إلى أن الأمر قد يكون عائدا إلى اختيارات قناة mbc التي فتحت الباب أمام المسلسلات التركية.
وأضاف "نحن ما زلنا في البداية مع الأعمال التركية وربما بعد عرض أعمال أكثر نستطيع أن نفهم هذا المجتمع بشكل أكثر عمقا؛ لأن عملين أو ثلاثة ليس مقياسا على الإطلاق".