أن
تقبل دعوته وتأتي إليه بقدميها لترتمي بين ذراعيه دون مقدمات!؟... كان
أكثر ما يمكن أن يتوقعه ويتمناه من امرأة كانت أول من أيقظت في نفسه ذلك
الإحساس العظيم بتحوله إلى رجل.... فلقد كان لها الفضل الكبير بان تأخذ
بيده لتعبر به من مرحلة الطفولة إلى الشباب.؟
وذلك الإحساس الكبير بالرجولة والنشوة العظيمة التي تجتاحه، كلما حضرت إلى
ذاكرته، كانت تصطحبها صورة بخلها الشديد بحبها وحنانها عليه؟.
وكان يشعر بأنها يمكن أن تهب كل رجال الأرض ما يتمنونه منها إلا له ودون أن يعرف السبب؟.
ووجودها ها هنا تضمه بعنف وهي تسند رأسها الصغير على صدره بفرح -يشبه فرح
عصفور تائه بالعثور على عشه بعد أن أضاعه في رحلة طويلة وبعيدة في الغابة
الكبيرة الواسعة حيث تتشابه الأشجار والأعشاش والطيور- قد لا يكون كافيا
للإجابة على أسئلته الكثيرة والمحيرة التي عششت في خياله سنين طويلة وبقيت
دون جواب!؟.
حتى رسائله وكلماته ووروده وهداياه الرمزية البسيطة بقيت دون أدنى رد أو اعتبار أو خبر!؟.
وكان يتساءل باستمرار عن سر تعلقه بها وتتبعه لها إلى حد الهوس، فلا يغلق
له جفن قبل أن يودعها فراشها ويعهد بها إلى أحلامها... بحيث أضحت أنوار
غرفتها ودرفات نوافذها هي دليله ومرشده يضبط عليهما أوقاته، فيعرف متى
عليه أن يستيقظ... ومتى عليه أن يدرس أو يصلي ومتى عليه أن يتناول طعامه
أو يشرب قهوته أو ينام!؟.
حتى نزولها السوق وزيارة الأهل والأصدقاء وذهابها إلى مدرستها وعودتها
منها وخروجها إلى النادي وعودتها منه وأسفارها وكل تحركاتها المعروفة منه
أو المجهولة عليه كان لها نصيب كبير من اهتمامه وصحبته ولو عن بعد!؟.
وكتاباته هي من علمته إياها وأشعاره والصور!... فإذا ما أمسك الريشة ليخط
بها ألوان الطبيعة والفراشات والزهور، أطلت بابتسامتها الوديعة من خلف
خطوطها!.
وأقلامه إن كتبت أو نشدت أو غنت تأبى أن تكتب وتغني إلا لها!... فلقد كانت بالنسبة له كل شيء.
وكان وهو يشعر بها تشمم بخار جسده النحيل المضطرب مقبلة إياه في صدره وتحت إبطه كما تفعل الأم مع رضيعها!.
يسترجع لحظات الشوق والحب الجارف الذي سكن قلبه!؟.
وحلمه بها يداعبها ويلامس شعرها... وغيرته عليها من أبويها وإخوتها
وأصدقائها بل حتى من الكرسي الذي تجلس عليه وطاولتها التي تدرس عليها...
وحتى ملابسها وأشيائها الخاصة جدا مهما صغرت!.
وكم من مرة تمنى أن يكون فراشها الذي ترتاح عليه أو وسادتها التي تنام
عليها أو لحافها الذي تتدثر به أو بكل بساطة مطاطتها التي تضم شعرها
بها!؟.
هاهي تتسلل بيديها الباردتين تحت قميصه لتطوقه بهما... ولتضمه إليها وتلتصق به أكثر فأكثر!؟.
وبالرغم من النشوة العارمة التي تجتاحه وهو يشعر بها تتلمسه بجراءة ولأول
مرة في حياته... متحاشية حتى النظر إليه... وهي تهمس بكلمات متقطعة غامضة
وغير مفهومة، إلا انه لم يستطع التخلص من ذاك الشعور بالغبن طيلة سنين
طويلة فشل خلالها من أن يبني حياة ناجحة ومستمرة مع أي امرأة أخرى!؟.
فلقد كانت بالنسبة له ملهمته ومعلمته وحبه الأول والأخير.
وتلك اللهفة التي بادرته بها جعلته أسير وفائه القديم الجديد لحبه لها،
فلم يشأ أن يجرح مشاعرها بإبعادها عنه، فلقد كانت -ومن حيث لا تدري- تحرق
كل المراحل التي أعدها.
وكان ينتظر منها تفسيراً واحداً ولو بسيطاً وبعضاً من دفء الحديث الحميم الذي تمناه!.
ولم يكن يتصور -وهي تتلوى في حضنه كالأفعى وتعضعضه بأسنانها المدببة على
ساعديه وفي رقبته- بأن حبها له كان رخيصاً جداً، وبأنها بتسرعها عليه تدفع
بذاك الحب إلى الهاوية... إلى السقوط!؟.
وبأنها لم تعط بالاً للحب الطاهر... ولا إلى كل تلك الصور الجميلة التي حفظها لها... وكانت من خلالهم هي أمه وأخته وخليلته وملاكه!؟.
ولم تكن تدري -وهو يستسلم إلى نزوتها- بأنها قد تحولت -ربما بفعل الزمن- إلى امرأة وضيعة ككل النساء
تقبل دعوته وتأتي إليه بقدميها لترتمي بين ذراعيه دون مقدمات!؟... كان
أكثر ما يمكن أن يتوقعه ويتمناه من امرأة كانت أول من أيقظت في نفسه ذلك
الإحساس العظيم بتحوله إلى رجل.... فلقد كان لها الفضل الكبير بان تأخذ
بيده لتعبر به من مرحلة الطفولة إلى الشباب.؟
وذلك الإحساس الكبير بالرجولة والنشوة العظيمة التي تجتاحه، كلما حضرت إلى
ذاكرته، كانت تصطحبها صورة بخلها الشديد بحبها وحنانها عليه؟.
وكان يشعر بأنها يمكن أن تهب كل رجال الأرض ما يتمنونه منها إلا له ودون أن يعرف السبب؟.
ووجودها ها هنا تضمه بعنف وهي تسند رأسها الصغير على صدره بفرح -يشبه فرح
عصفور تائه بالعثور على عشه بعد أن أضاعه في رحلة طويلة وبعيدة في الغابة
الكبيرة الواسعة حيث تتشابه الأشجار والأعشاش والطيور- قد لا يكون كافيا
للإجابة على أسئلته الكثيرة والمحيرة التي عششت في خياله سنين طويلة وبقيت
دون جواب!؟.
حتى رسائله وكلماته ووروده وهداياه الرمزية البسيطة بقيت دون أدنى رد أو اعتبار أو خبر!؟.
وكان يتساءل باستمرار عن سر تعلقه بها وتتبعه لها إلى حد الهوس، فلا يغلق
له جفن قبل أن يودعها فراشها ويعهد بها إلى أحلامها... بحيث أضحت أنوار
غرفتها ودرفات نوافذها هي دليله ومرشده يضبط عليهما أوقاته، فيعرف متى
عليه أن يستيقظ... ومتى عليه أن يدرس أو يصلي ومتى عليه أن يتناول طعامه
أو يشرب قهوته أو ينام!؟.
حتى نزولها السوق وزيارة الأهل والأصدقاء وذهابها إلى مدرستها وعودتها
منها وخروجها إلى النادي وعودتها منه وأسفارها وكل تحركاتها المعروفة منه
أو المجهولة عليه كان لها نصيب كبير من اهتمامه وصحبته ولو عن بعد!؟.
وكتاباته هي من علمته إياها وأشعاره والصور!... فإذا ما أمسك الريشة ليخط
بها ألوان الطبيعة والفراشات والزهور، أطلت بابتسامتها الوديعة من خلف
خطوطها!.
وأقلامه إن كتبت أو نشدت أو غنت تأبى أن تكتب وتغني إلا لها!... فلقد كانت بالنسبة له كل شيء.
وكان وهو يشعر بها تشمم بخار جسده النحيل المضطرب مقبلة إياه في صدره وتحت إبطه كما تفعل الأم مع رضيعها!.
يسترجع لحظات الشوق والحب الجارف الذي سكن قلبه!؟.
وحلمه بها يداعبها ويلامس شعرها... وغيرته عليها من أبويها وإخوتها
وأصدقائها بل حتى من الكرسي الذي تجلس عليه وطاولتها التي تدرس عليها...
وحتى ملابسها وأشيائها الخاصة جدا مهما صغرت!.
وكم من مرة تمنى أن يكون فراشها الذي ترتاح عليه أو وسادتها التي تنام
عليها أو لحافها الذي تتدثر به أو بكل بساطة مطاطتها التي تضم شعرها
بها!؟.
هاهي تتسلل بيديها الباردتين تحت قميصه لتطوقه بهما... ولتضمه إليها وتلتصق به أكثر فأكثر!؟.
وبالرغم من النشوة العارمة التي تجتاحه وهو يشعر بها تتلمسه بجراءة ولأول
مرة في حياته... متحاشية حتى النظر إليه... وهي تهمس بكلمات متقطعة غامضة
وغير مفهومة، إلا انه لم يستطع التخلص من ذاك الشعور بالغبن طيلة سنين
طويلة فشل خلالها من أن يبني حياة ناجحة ومستمرة مع أي امرأة أخرى!؟.
فلقد كانت بالنسبة له ملهمته ومعلمته وحبه الأول والأخير.
وتلك اللهفة التي بادرته بها جعلته أسير وفائه القديم الجديد لحبه لها،
فلم يشأ أن يجرح مشاعرها بإبعادها عنه، فلقد كانت -ومن حيث لا تدري- تحرق
كل المراحل التي أعدها.
وكان ينتظر منها تفسيراً واحداً ولو بسيطاً وبعضاً من دفء الحديث الحميم الذي تمناه!.
ولم يكن يتصور -وهي تتلوى في حضنه كالأفعى وتعضعضه بأسنانها المدببة على
ساعديه وفي رقبته- بأن حبها له كان رخيصاً جداً، وبأنها بتسرعها عليه تدفع
بذاك الحب إلى الهاوية... إلى السقوط!؟.
وبأنها لم تعط بالاً للحب الطاهر... ولا إلى كل تلك الصور الجميلة التي حفظها لها... وكانت من خلالهم هي أمه وأخته وخليلته وملاكه!؟.
ولم تكن تدري -وهو يستسلم إلى نزوتها- بأنها قد تحولت -ربما بفعل الزمن- إلى امرأة وضيعة ككل النساء