المواجهة مع ماركو ماتيرازيفي الدقيقة 110 من المباراة النهائية ضد إيطاليا , طرد زيدان بسبب نطحه ماركو ماتيرازي على صدره ,في خطأ بعيد عن الكرة , تبادل اللاعبان الكلمات قبل أن يبتعد زيدان عنه , بعدها تلفظ ماتيرازي على زيدان , الذي استدار عليه ونطحه في صدره , فسقط ماتيرازي على الأرض وتوقف اللعب بعدها , الحكم هوراكيو إليزوندو لا يبدو أنه رأى المواجهة , لكن الحكم الرابع لويس مدينا كانتاليخو أخبر حكم الساحة بما حدث عن طريق سماعة الأذن , وبعد مناقشة قصيرة مع أحد الحكام المساعدين , رفع إليزوندو البطاقة الحمراء في وجه زيدان , وطرده من الملعب , زيدان أعطى إشارة القائد إلى ويلي سانيول (لكي يعطيها بدوره إلى فابيان بارتيز) , وبعدها خرج من الملعب.
الاستفزاز
ما الذي دفع زيدان ليفعل فعلته العنيفة ؟ الجواب مازال يشوبه الشك , في الوقت الذي تفادى فيه زيدان الحديث حول الحادثة , بعض قراء الشفاه لدى الصحف حاولوا تفسير ما قاله ماتيرازي , لاحقا اعترف ماتيرازي بإهانة زيدان , لكنه قال أن زيدان كان يتصرف بشكل متغطرس نحوه , ولكنه شدد على أن الإهانات كانت " من الإهانات التي دائما ما تُسمع في الملاعب , والبعض لا يلاحظها حتى ".
بعدها صرح زيدان بأن ماتيرازي أهان أمه وأخته مرارا وتكرارا , وقال زيدان " أنه من الأحرى أن يضرب في وجهه لقاء حديثه القذر" , واعتذر زيدان من المشاهدين "ورجال التعليم الذين عليهم أن ينبهوا الأطفال إلى ما يجب أن يشاهدوه وما لا يجب عليهم ذلك" , لكنه أكد أنه ليس نادما على فعلته لأنه يرى أن ماتيرازي يستحق ما ناله , أنكر زيدان بأن الإهانة كانت عنصرية , ولكنه أكد أنها تستهدف عائلته.
ردود الأفعال على الحادثة
بعد عودة المنتخب الفرنسي إلى باريس , رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بزيدان ووصفه بالبطل الوطني وعبقري كرة القدم , ولقبه برجل القلب والإتهام , وقال بأن فرنسا تحبه وتحترمه , وبعد أيام قلائل صرح شيراك بأن فعلته في النهائي لم تكن مقبولة , لكنه فهم بأن زيدان قد أثير من قبل ماتيرازي . أرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة رسالة دعم إلى زيدان , تعبيرا للتضامن معه.
وصفت صحيفة (لوفياجرو) الفرنسية بأن النطحة كانت "مقرفة" وقالت بأن فعلت زيدان غير مقبولة ولكنها أقرت بشكل صحيح , كلود دروسان محرر في الجريدة الرياضية اليومية الفرنسية (لوكويب) , قارن شهرة زيدان بشهرة محمد علي , وأضاف إلى علي جيسي أوينز و بيليه , لكن لم يكن منهم من "كسر القواعد الأساسية في الرياضة" كما فعل زيدان , وطرح تساؤلا كيف يفسر زيدان فعلته لأبنائه الأربعة "وملايين الأطفال حول العالم" , لكنه اعتذر في اليوم التالي , الصحيفة الجزائرية (لوكسبريسيون) اتهمت إيطاليا بأنها "خائفة من الأجانب" , بينما وصف معلق مجلة (تايم) بأن الحادثة ستصبح رمزا لأوروبا في الكفاح عن الثقافة , ووصف الكاتب الرياضي لجريدة (بوسطن جلوب) بـ"أن في الولايات المتحدة الأمر يأخذ أكبر من نشرة أخبار إذا شخص ما يهين الأم".
المتضامنون مع زيدان أعلنوا أنهم يؤيدون فعلته , واقتبس مدير الإعلانات الفرنسي بأن "الفعلة الطفولية" قد تعطي صورة أكثر إنسانية للبطل , ويحصل على تأييد الناس , النطحة التي ارتكبها زيدان استخدمها مبرمجو الإنترنت لإصدار ألعاب فيديو , فلهم ما أرادوا وقد أصدروا اللعبة بعد أيام قلائل من المباراة النهائية , ووصل عدد مستخدمي اللعبة إلى مليوني شخص في وقت قصير جدا.
تحقيق الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
في 11 يوليو 2006م , أعلن الـ(فيفا) أنه بصدد فتح تحقيق تأديبي لمناقشة ما حدث في نهائي المونديال بين زيدان وماتيرازي , واعترف الإتحاد الدولي بأحقية طرد زيدان من قبل الحكم إليزوندو , الذي استند إلى ما قاله الحكم الرابع لويس مدينا كانتاليخو , والذي رأى الفيديو قبل أن يأمر إليزوندو بطر زيدان , الذي كان من الممكن أن يكون غير شرعي.
وفي 13 يوليو 2006م , أجرى الإتحاد الدولي تحقيقا ضد ماتيرازي حول ما أثير من سوء ألفاظ قبل النطحة , وكجزء من التحقيق , استدعي اللاعبان في الجلسة وجها لوجه أمام اللجنة.
وفي 20 يوليو 2006م , اختتمت الجلسة وأصدر الـ(فيفا) العقوبات ضد كل من زيدان وماتيرازي, وكانت عقوبة ماتيرازي هي منع اللعب لمباراتين , ودفع 5000 فرنك سويسري , بينما غرامة زيدان كانت 7500 فرنك سويسري , ومنع اللعب لمدة ثلاث مباريات , وقتها اعتزل زيدان اللعب الدولي , فبدلا من ذلك , يجب عليه أن يخدم الإتحاد الدولي خدمة اجتماعية على مصلحة الإتحاد الدولي لكرة القدم.
النسب
ولد زيدان في مرسيليا , من المهاجرين الجزائريين إلى فرنسا , وهو الأصغر بين خمسة أبناء , وتألق في (لا كاستلين) , ودعمت الحكومة الفرنسية مشروعا سكنيا في ضواحي المدينة الشمالية , والداه إسماعيل وملكة كانا من قرية أجيمون , من منطقة كابيل في الجزائر , كان أبوه تابعا لحركة الحزب اليميني الفرنسي (جزائريون يكافحون من أجل الفرنسيين أثناء حرب الاستقلال للجزائر) , وكان ينكر على زيدان بقوة عندما يقول بأنه يفخر بعائلته وتراثه , معتبرا نفسه "أولا من قبيلة (لا كاستلين) ، ثم جزائري من مرسيليا , وبعد ذلك فرنسي" ويشير إلى أنه مسلم غير ممارس.
تزوج زيدان من فيرونيك زيدان (نوو لينتيسكو) , راقصة وعارضة أزياء إسبانية الأصل , وقد تزوجها عام 1993م وأنجب منها أربعة أبناء : إنزو (مواليد 24 مارس 1995م) , لوكا (مواليد 13 مايو 1998م) , ثيو (مواليد 18 مايو 2002م) , وإليز (26 ديسمبر 2005م).
زيدان يمازح الرئيس الفرنسي
ماذا قال مارادونا عنه :
هل هو ألم عندما تودع زيدان؟
نعم كثيراً، هو لديه عمر كافي ليستمر في كرة القدم، أنا أحترم قرار زيزو لكني غير متفق معه، أنا لا اريده أن يعتزل، فأنه لن يعتزل عن كرة القدم بل سيعتزل عن إعطاء البهجة و السرور لنا. و نحن حزينون للغاية.
ما الذي يسليك أكثر من لعبات زيدان؟
زيدان معلم، أفضل شيء هو سيطرته للكرة بذلك الجسم الكبير الذي عنده، لو أن أنا أو رونالدينهو يكون أسهل لأننا أصغر منه بالجسم، لكن هو رائع. و الهدف الذي سجله برأسه ضد فياريال؟ يبدو هدف سهلا للجميع، لكنه معقد جداً، لأنه وضع الكرة في المكان البعيد منه هو و حارس المرمى أيضاً، كم يسحرني عندما أشاهد زيزو. بجسمه العظيم، و هو يستحق أفضل مما وصل إليه أيضاً.
هل تعرف زيدان شخصياً؟
نعم، هو خجول و متواضع. أنا سأراه في كأس العالم و سأشجعه. أنا ذاهب إلية لأمنعه من الاعتزال - ضحك مارادونا - و أن يستمر باللعب
وداعا زيدان فلم يعد للكره طعما بدونك __________________