لا
يخفي كريم زياني متوسط الميدان الجزائري لنادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي
تمسكه الكبير بالجزائر، رغم أنه رأى النور وترعرع في عاصمة الجن
والملائكة، كما أن أمه فرنسية الجنسية لم تؤثر عليه في اختيار اللعب
للجزائر.
- ومما
لا شك فيه أن رابح زياني والد كريم كان له أثره الخاص على ابنه الذي تابعه
وسانده منذ نعومة أظافره، حيث أنه دفعه إلى النجاح رغم العراقيل الكثيرة
التي وقفت في طريقه، كما لم ينس كريم اللحظات الرائعة التي قضاها في بجاية
مسقط رأس والده، حيث أن العطلات التي قضاها في الجزائر جعلته يكتشف وكنه
الأم ويزداد تمسكا به. - "والدي رباني على الطريقة الجزائرية"
- ورغم
أن والدته فرنسية، إلا أن اللاعب تربى على الطريقة الجزائرية، حيث أن طلاق
والديه زد من تعلقه بوالده الذي عكف على توفير كل كبيرة وصغيرة لابنه،
الذب كان الملهم له حسبما صرح : "لطالما كان والدي كل شيء بالنسبة لي،
رباني على الطريقة الجزائرية على غرار نطلق عبارة "باسم الله" قبل الشروع
في الأكل، و"الحمد لله" بعد الانصراف منه، كما حذرني من الاقتراب من الخمر
وأن لا أتابع ما لا أهمية منه" - "خصوصيات الجزائر أثرت في كثيرا"
- وأضاف
صانع ألعاب مرسيليا :"في الجزائر أشتم روائح مختلفة، ولكل طعمه الخاص به
سواء الأرض، الأكل وحتى البحر، صدقوني أنه أمور لا أجدها في مكان آخر عدا
الجزائر، كنت دائما أتعجب من قيام الجزائريين بالحديث فيما بينهم باستعمال
الإشارات وبرفع أصواتهم، يقلقون بصفة سريعة، وهي خصوصيات بلادي التي أثرت
في كثيرا " - "تعرفت بالجمهور الجزائري لما قدمت إليه مع تروا"
- وعاد
زياني للحديث عن المباراة التي مكنته من التعرف على الجمهور الجزائري، حيث
قال :"من دواعي سروري أنني عدت إلى بلادي مع فريقي تروا من أجل إجراء
مباراة ودية أمام المنتخب الوطني وهي المباراة التي مكنتني من اكتشاف
جمهور 5 جويلية " - وكانت
الفرصة مواتية بالنسبة لزياني لسماع النشيد الوطني الذي علمه إياه والده
:"هناك شعور لا يمكن وصفه في بعض الأحيان، وهو نفس الشعور الذي أشعر بع
لما أكون حاملا الألوان الوطنية خاصة لما يرددها عدد كبير من أنصار الفريق
الوطني، وعندما أسمعه، أحسن بنفسي وكأنني في عالم آخر، وهنا أكون فخورا
للغاية وتفكيري كله ينصب حول أبي الذي أراه يبكي من أجل الجزائر في بعض
الأحيان " - "واجهت العميد في 94 وزنير أعجب بإمكانياتي"
- وأكد
زياني أنه سبق له وأن واجه مولودية الجزائر سنة 1994 لما كان يلعب في صفوف
نادي تروا، حيث شارك رفقة فريقه في الدورة الدولية التي جرت في فرنسا،
وعرفت مشاركة المولودية، حيث حاز على إعجاب مدرب أشبال المولودية آنذاك
عبد الوهاب زنير، لاسيما وأنه فاز على لقب أحسن لاعب في الدورة رغم أن
فريقه أقصي من نصف النهائي، حيث قدم زنير تهانيه لوالد زياني وأكد له أن
ابنه سيكون له مستقبل كبير وواعد. - وقد
حقق زياني مفاجأة من العيار الثقيل بتمكنه من التوقيع على أول عقد احترافي
مع نادي تروا رغم انه لم يتجاوز آنذاك الـ17 سنة، حيث أن آلان بيران مدرب
تروا في تلك الفترة منحه الفرصة للعب في الدرجة الفرنسية الأولى، ومن ثم
لعب منافسة كأس الاتحاد الأوروبي، ما جعله محل اهتمام المناجرة ووسائل
الإعلام نظرا لصغر سنه وإمكانياته الكبيرة. - " لما اخترت اللعب للجزائر فكرت في عائلتي"
- لكن
خياره للعب للمنتخب الجزائري رغم أنه لم يتجاوز الـ20 سنة جعل وسائل
الإعلام الفرنسية والعالمية تحتار وتتساءل حول الظروف التي جعلته يختار
الجزائر بدلا للعب لمنتخب فرنسا : "لما صرحت بأنني اخترت الجزائر، فكرت في
عائلتي أولا، وبالخصوص في والدي الذي كان يحلم باليوم الذي أحمل فيه
الألوان الوطنية " - من
جهته، أكد رابح زياني أنه عرف شعورا خاصا ذلك اليوم :"كل التربية التي
وفرتها لكريم كانت من ورائها رغبة في أن يلعب يوما للجزائر لأنني كنت أعرف
درجة تمسكه الكبير ببلاده، لكن سماع كلامه في التلفزيون الفرنسي أثر في
كثيرا، فرحت كثيرا ذلك اليوم، حتى لو لم يتم استدعائه يوما للمنتخب
الجزائري، كنت فخورا جدا بابني"