برشلونة خطف مدريد في الوقت القاتل
أعرب بيب جوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني عن سعادته البالغة بالفوز بهدفين نظيفين على غريمه التاريخي ريال مدريد في قمة المرحلة الـ15 من الدوري المحلي، واصفًا ذلك الفوز بأنه انتصار على "بطل وحامل لقب الليغا".
وقال جوارديولا في تصريحاتٍ نشرتها صحيفة آس الإسبانية يوم الأحد: "أنا في منتهي السعادة بعد الفوز على البطل، فوزنا جاء متأخرًا بعد أن واصلنا ضغطنا على الريال، وفي النهاية حصلنا على مكافأتنا نتيجة هذا الإصرار".
وحقق أبناء جوارديولا فوزًا ثمينًا مساء السبت بهدفين نظيفين على حساب الضيوف من فريق ريال مدريد، وانتظر ما يقرب من 97 ألف متفرج في ملعب الكامب نو 83 دقيقة حتى تمكن الكاميروني صامويل إيتو من افتتاح التسجيل، وتبعه زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي بهدفٍ آخر في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني
وكان إيتو قد أشعل اللقاء في الدقيقة 70 بإهداره ركلة جزاء لأصحاب الأرض تصدى لها إيكر كاسياس حارس الريال ببراعة، في المقابل أتيحت للريال فرصة خطيرة في كل شوطٍ تصدى لهما الحارس فيكتور فالديس بنجاح، الأولى للهولندي درينتي في الشوط الأول، والثانية للبديل ميجيل بالانكا في الشوط الثاني.
ويعلق جوارديولا على فقدان لاعبيه الزائد للكرة في مناسبات عديدة خلال اللقاء بقوله: "لقد كان حماسنا زائدًا عن الحد في الشوط الأول، أردنا الركض أسرع من الكرة، كنا نريد الحسم سريعًا، وهو ما لم يكن ممكنًا، شعرنا بالخطر خلال ذلك الشوط، ولكننا صححنا الأخطاء ليتغير موقفنا في الشوط الثاني".
وأضاف مشيرًا إلى أداء منافسه المدريدي: "أنا لا يمكنني الحكم بأي حالٍ على الطريقة التي لعب بها الريال أو أسلوبه الدفاعي خلال اللقاء، أنا أريد فقط تهنئته على المباراة التي خاضها معنا الليلة".
فوز البارسا الثاني عشر هذا الموسم ضمن له التربع على صدارة الليغا وبفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه فالنسيا، وتسع نقاط عن فياريال الثالث، وبفارق 12 نقطة كاملة عن ريال مدريد، صاحب المركز الخامس، والمرشح للتراجع مركزًا في حال فوز أتليتكو مدريد في ختام مباريات المرحلة مساء الأحد.
ويبدو أن المدير الكاتالوني الشاب يتمتع بوجهة نظر أخرى بخصوص صدارة فريقه الواضحة في جدول الليغا بقوله: "نحن نبتعد بفارق تسع نقاط عن فياريال، ولكننا بحاجة أيضًا إلى التحلي بالهدوء، مازال أمامنا مشوارًا طويلاً، أنا أعرف جيدًا معنى اللعب مستقبلاً في سانتاندير أمام راسينج أو في بامبلونا أمام أوساسونا، لقد أحرزنا العديد من النقاط في المباريات الأخيرة، ولكنه نتاج للعمل من أسبوع لآخر".
ولم يفوت جوارديولا الفرصة لدعم مهاجمه الكاميروني الذي أهدر ركلة جزاء في توقيتٍ حرج من الشوط الثاني بقوله: "إيتو يتبادل تسديد ركلات الجزاء مع ميسي، وإيتو مسدد رائع لركلات الجزاء ولكنه عجز هذه المرة عن تسجيلها".
على الجانب الآخر أبدى خواندس راموس المدير الفني لفريق ريال مدريد رضاه عن أداء فريقه رغم الهزيمة، خاصةً في ظل الظروف المتقلبة التي يعيشها النادي المدريدي حاليًا.
وقال راموس: "كانت مباراة عصيبة بين فريقين بذلا جهدًا وافرًا، البارسا سيطر على اللقاء وعلى مساحات أكبر من الملعب، ولكننا تمتعنا بالفرص الأخطر، لقد قدمنا كل ما في وسعنا في ظل الغيابات العديدة التي نعاني منها مؤخرًا، وأعتقد أن كل من شارك في هذه المباراة قدم عرضًا متكاملاً".
وتابع:" أنا سأغادر الكامب نو وأنا سعيد بالعرض المشرف الذي قدمناه، لقد أحرز البارسا هدفين من الفرص التي أتيحت له، وهي نتيجة أعتقد أنها لا تعبِّر عن سير المباراة، نعم لقد سيطروا على مجريات الأمور ولكننا حصلنا على الفرص الأخطر على مدار الشوطين".
ويصرُّ المدير الفني الذي تسلم مهمته قبل أقل من أسبوع بديلاً للألماني بيرند شوستر على أن فرص فريقه في الليغا موجودة رغم الفارق العريض عن البارسا، قائلاً: "نعم الفارق يبدو كبيرًا، ولكن مازال طريق البطولة طويلاً، علينا انتظار ما سيسفر عنه النصف الثاني من الموسم، والذي سيعرف أيضًا منافسات دوري أبطال أوروبا، وقتها ستعرف بعض الفرق صعودًا أو هبوطًا في مردودها".
وأجمعت الصحف المحلية صباح الأحد على الاعتراف بتفوق البارسا خلال اللقاء، بدايةً من صحيفة ماركا التي أشارت إلى أن ريال مدريد بحاجة إلى "معجزة" للفوز بالليغا هذا الموسم، مع وضع صورة لفرصة مدريدية خطيرة أهدرها الهولندي درينتي في الشوط الأول على يد فيكتور فالديس حارس برشلونة.
أما صحيفة آس فكانت أكثر تحفظًا من خلال صورة حزينة للحارس كاسياس مع عنوان "الريال يعود ولكن البارسا يبتعد أكثر"، مع إشادة بتماسك زملاء كاسياس على مدار اللقاء والخروج برأس مرفوعة رغم الهزيمة.
أما صحيفة إل موندو ديبورتيفو التي تميل إلى البارسا فقد أشارت للفوز بصورة احتفالية للفريق بعد الهدف الثاني لميسي مع عنوان "حتى 12 نقطة"، في إشارةٍ للفارق الذي يفصل بين البارسا وغريمه التاريخي، كما ألمحت الصحيفة إلى أسلوب الريال الدفاعي الصريح، والاعتماد على الخشونة لإيقاف خطورة ميسي.