فتحتُ عيني للحياةِ في صباحٍ يزكمُ الأنفَ غباره....ضجة و صراخ تعتلي صداها بين أوزرةِ المنزل..
-ماذا حدث، و لماذا هذا الصباح كغيرهِ..
نظرتُ إلى التلفـاز فرأيتُ جثثاً مرمية على رصيفِ الزمن
وأشلاءُ إنسانٍ كقالبٍ ترابي يذيبُ الصخـر..
ودماءٍ تلطِّخُ أكفافَ المارين على تلك المجزرة التي غسلت النايات من إثمٍ مجروم..
فاقتربتُ منَ التلفـاز في دهشة أُعيلُ فاهي من تلك الصدمة التي رأيتها عيني في إشراقة هذا اليوم الحزين..
أخبرتُ أخي...ماذا يحصل لهذه الدنيا؟
و لماذا الإنسان يرتدي ثوبهُ الأحمـر و يضرمُ نارهُ القشِّ؟
أجابني و دمعةٌ تسري على خدِّهِ تتبع اللهبَ الذي يصدفُ من فيضانِ غضبهِ...
إنَّهـا غزة يا أخي...
غـزة تموت، و العربُ يلتمسونَ العذرَ من الذين اقتلعواْ شوارعَ فلسطين
غـزة تموتُ يا أخي...و تمشي خلفهـا الأشجار والأنهـار...
نزلتْ من عينيَّ دمعة بل دمعتان و قلتُ في غضب:
لا لن تموت غزة و نحن بإذن الله منتصرون.....
سنزهرُ الفيافي على أرضِ فلسطينو سنخلعُ جلد الكآبة عنَّا..
و سنرتدي حلة النرجسِ الأَرْيَحِي..
و نأخذ من لوعةِ الصباحِ خَضَبَ الوجدِ..
سننتصرُ يا أخي...و الله سننتصر...