شهد..منع الاحتلال دفنها..فأكلتها الكلاب !!
بقلم: علا عطا الله
الثلاثاء, 13 يناير 2009 09:46
شهد.. صاحبة السنوات الأربع لم تشفع لها براءة اسمها وعذوبة حروفه للنجاة من الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة، والتي تنال في طريقها كل ساكن ومتحرك، وتحرق تفاصيل الحياة بشئونها الصغيرة. وبينما كانت شهد تلعب في فناء منزلها الكائن بمخيم جباليا شمال القطاع، باغتتها إحدى قذائف الموت الإسرائيلية، وأسقطتها في بحر من الدماء.. هرع أهلها لنجدتها وإسعافها.. لكن رصاصات الاحتلال كانت تبعدهم كلما اقتربوا.. حتى فارقت شهد الحياة.. وتحت القصف الشديد اضطر أهلها إلى مغادرة المنزل تاركين في فنائه قلوبهم النازفة على الجثمان المسجى.
وبعد خمسة أيام ببطء ساعاتها ودقائقها، وبأفظع ما يتخيله بشر ويتصوره عقل، خرجت أحشاء الطفلة شهد وتمزقت أطرافها، وتفتت لحمها وتناثر، بعد أن هاجم جسدها الصغير كلاب ضالة كي تكمل مهمة الاحتلال وجريمته.
مطر (17 عاما) شقيق شهد ومحمد طيلة ابن عمها ظلا على مدار خمسة أيام يحاولون الاقتراب من شهدهما لإكرامها بالدفن، ولكن رصاصات الاحتلال الغادرة كانت تحول بينهما وبينها، ولكنها عجزت عن إثنائهما.. فكان القرار بألا يصلا إلى جثمان شهد إلا وقد انضما إليها في ركب الشهادة.. وانهالت الرصاصات الإسرائيلية من كل حد وصوب على الفتيين لتلحقهما بشهدهما.
وبينما يحمل الأطباء جسد مطر ومحمد، فجأة تنطلق صيحات تهز أرجاء المكان، تخرج بكل الغضب والقشعريرة على لسان طبيب الإسعاف كايد أبو عوكل: "يا الله ما هذه البشاعة؟!".
وبصوت حزين يقطر المرارة قال كايد لـ"إسلام أون لاين.نت": "طيلة أيام الحرب ونحن نقابل مشاهد مؤلمة.. انتشلنا أطفالا مزقت أجسادهم، ومنهم من احترق بالكامل.. لكني لم أر منظرا بهذه البشاعة.. فالمشهد كان صادما.. الكلاب لم تبق على جسد الصغيرة.. هجمت بفظاعة على كل جزء فيه".
ذاكرة كايد المثقلة بأنين الصورة تعيد تكرارها فيصمت للحظات طويلة وعيونه تذرف دموعا تحجرت معها كل الكلمات.. فالطبيب الغزاوي الذي ألف مشاهد الأشلاء لن ينسى بشاعة ما حدث لشهد.. كما لن ينساه الشاب عمران زايدة الذي كان شاهدا على مرارة الحدث.
كلاب الاحتلال
عمران قال لـ"إسلام أون لاين.نت" وصوته يتقطع ألما: "الاحتلال تعمد ترك شهد وحيدة في فناء منزلها، شرد أهلها ومنعهم من انتشال جثتها لدفنها، هم يعلمون أن الكلاب ستنهشها (...) إنهم لا يقتلون الطفولة فحسب، بل يتعمدون اغتيالها بأبشع الطرق".
وتابع: "ما من كاميرا أو قلم يمكنه تصوير هذه الجريمة.. فلكم أن تتخيلوا ماذا تفعل الكلاب الضالة في جسد ضعيف بريء، فقد شوهته وأبادت ملامحه.. عيونها خرجت وشعرها انسل"، وبصوت جريح يقول "يااااه يا شهد.. ما أقسى ما جرى لك!".
وبنحيب حارق استقبلت عائلتها النازحة من شبح الموت في الشمال إلى إحدى مدارس الأونروا غرب مدينة غزة النبأ، فقال والدها محاولا التجلد: "ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟!".
لكن الحدث كان أكبر من محاولاته، فلم يملك سوى أن يصرخ بانهيار، ليبقى مذاك طريح الفراش.. أما الأم فبكت صغيرتها بنشيج مكتوم من قلب تمزق أشلاء على الحبيبة الراحلة، وبدت عليها آثار الذهول الذي أخذ بلبها لعالم آخر.
جريمة متواصلة
ما يخلفه العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 18 يوما على قطاع غزة، مسفرا عن ارتقاء 920 شهيدا و4263 جريحا، بدأت تتكشف تفاصيله المرعبة ساعة بعد أخرى، حيث أكد شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" أن ما جرى لشهد لم يكن الحادثة الأولى ولا الأخيرة.
وأفادوا أن "الكلاب الضالة ليست من تلتهم جسد الشهداء فقط، بل إن الاحتلال يقوم باستخدام كلاب مدربة يتم إطلاقها على الأبرياء الآمنين، وتنكل بهم بكل وحشية".
ففي جباليا شمال القطاع، ولما همت عائلة عبد ربه بدفن ثلاثة من شهدائها، انهمرت عليهم رصاصات الموت، فاضطروا إلى ترك الجثث قليلا، وفجأة أطلقت القوات الإسرائيلية المتمركزة هناك كلابها التى أخذت تنهش في جسد الشهداء وتهشم عظامهم ولحمهم.
سعد عبد ربه (عم الشهداء) قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "ما جرى بشع للغاية ولا يصدق.. شهداؤنا يموتون أمام أعيننا.. ونحرم من دفنهم.. ويطلق الاحتلال كلابه المسعورة لإكمال جرائمه".
أما في حي الزيتون شرق غزة، فقد أكدت العديد من العائلات أن قوات الاحتلال تطلق كلابها لترويع الأطفال والنساء ولتنال من جثامين الشهداء وتشوهها.
بلا أخلاق
وفي نفس السياق جاء بيان مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان (حقوقية فلسطينية) بعنوان "حرب إسرائيل بلا أخلاق والاحتلال يضرب بكل المواثيق عرض الحائط".
وقال البيان، الذي وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه: إن "نداءات وشهادات لا يستوعبها الخيال تصل المؤسسة في كل ساعة"، مشيرة إلى أنها تعمل حاليا على تجميع وتوثيق كافة الشهادات والمعلومات لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة قادة إسرائيل لما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية.
وشددت المؤسسة في بيانها على أن "ما تخبئه البيوت وأزقة الشوارع من قصص مروعة وكارثية ومشاهد دامية سيتكشف أكثر بعد أن تنتهي الحرب الدائرة رحاها بعنف".
ولا حول ولا قوة الا بالله
بقلم: علا عطا الله
الثلاثاء, 13 يناير 2009 09:46
شهد.. صاحبة السنوات الأربع لم تشفع لها براءة اسمها وعذوبة حروفه للنجاة من الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة، والتي تنال في طريقها كل ساكن ومتحرك، وتحرق تفاصيل الحياة بشئونها الصغيرة. وبينما كانت شهد تلعب في فناء منزلها الكائن بمخيم جباليا شمال القطاع، باغتتها إحدى قذائف الموت الإسرائيلية، وأسقطتها في بحر من الدماء.. هرع أهلها لنجدتها وإسعافها.. لكن رصاصات الاحتلال كانت تبعدهم كلما اقتربوا.. حتى فارقت شهد الحياة.. وتحت القصف الشديد اضطر أهلها إلى مغادرة المنزل تاركين في فنائه قلوبهم النازفة على الجثمان المسجى.
وبعد خمسة أيام ببطء ساعاتها ودقائقها، وبأفظع ما يتخيله بشر ويتصوره عقل، خرجت أحشاء الطفلة شهد وتمزقت أطرافها، وتفتت لحمها وتناثر، بعد أن هاجم جسدها الصغير كلاب ضالة كي تكمل مهمة الاحتلال وجريمته.
مطر (17 عاما) شقيق شهد ومحمد طيلة ابن عمها ظلا على مدار خمسة أيام يحاولون الاقتراب من شهدهما لإكرامها بالدفن، ولكن رصاصات الاحتلال الغادرة كانت تحول بينهما وبينها، ولكنها عجزت عن إثنائهما.. فكان القرار بألا يصلا إلى جثمان شهد إلا وقد انضما إليها في ركب الشهادة.. وانهالت الرصاصات الإسرائيلية من كل حد وصوب على الفتيين لتلحقهما بشهدهما.
وبينما يحمل الأطباء جسد مطر ومحمد، فجأة تنطلق صيحات تهز أرجاء المكان، تخرج بكل الغضب والقشعريرة على لسان طبيب الإسعاف كايد أبو عوكل: "يا الله ما هذه البشاعة؟!".
وبصوت حزين يقطر المرارة قال كايد لـ"إسلام أون لاين.نت": "طيلة أيام الحرب ونحن نقابل مشاهد مؤلمة.. انتشلنا أطفالا مزقت أجسادهم، ومنهم من احترق بالكامل.. لكني لم أر منظرا بهذه البشاعة.. فالمشهد كان صادما.. الكلاب لم تبق على جسد الصغيرة.. هجمت بفظاعة على كل جزء فيه".
ذاكرة كايد المثقلة بأنين الصورة تعيد تكرارها فيصمت للحظات طويلة وعيونه تذرف دموعا تحجرت معها كل الكلمات.. فالطبيب الغزاوي الذي ألف مشاهد الأشلاء لن ينسى بشاعة ما حدث لشهد.. كما لن ينساه الشاب عمران زايدة الذي كان شاهدا على مرارة الحدث.
كلاب الاحتلال
عمران قال لـ"إسلام أون لاين.نت" وصوته يتقطع ألما: "الاحتلال تعمد ترك شهد وحيدة في فناء منزلها، شرد أهلها ومنعهم من انتشال جثتها لدفنها، هم يعلمون أن الكلاب ستنهشها (...) إنهم لا يقتلون الطفولة فحسب، بل يتعمدون اغتيالها بأبشع الطرق".
وتابع: "ما من كاميرا أو قلم يمكنه تصوير هذه الجريمة.. فلكم أن تتخيلوا ماذا تفعل الكلاب الضالة في جسد ضعيف بريء، فقد شوهته وأبادت ملامحه.. عيونها خرجت وشعرها انسل"، وبصوت جريح يقول "يااااه يا شهد.. ما أقسى ما جرى لك!".
وبنحيب حارق استقبلت عائلتها النازحة من شبح الموت في الشمال إلى إحدى مدارس الأونروا غرب مدينة غزة النبأ، فقال والدها محاولا التجلد: "ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟!".
لكن الحدث كان أكبر من محاولاته، فلم يملك سوى أن يصرخ بانهيار، ليبقى مذاك طريح الفراش.. أما الأم فبكت صغيرتها بنشيج مكتوم من قلب تمزق أشلاء على الحبيبة الراحلة، وبدت عليها آثار الذهول الذي أخذ بلبها لعالم آخر.
جريمة متواصلة
ما يخلفه العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 18 يوما على قطاع غزة، مسفرا عن ارتقاء 920 شهيدا و4263 جريحا، بدأت تتكشف تفاصيله المرعبة ساعة بعد أخرى، حيث أكد شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" أن ما جرى لشهد لم يكن الحادثة الأولى ولا الأخيرة.
وأفادوا أن "الكلاب الضالة ليست من تلتهم جسد الشهداء فقط، بل إن الاحتلال يقوم باستخدام كلاب مدربة يتم إطلاقها على الأبرياء الآمنين، وتنكل بهم بكل وحشية".
ففي جباليا شمال القطاع، ولما همت عائلة عبد ربه بدفن ثلاثة من شهدائها، انهمرت عليهم رصاصات الموت، فاضطروا إلى ترك الجثث قليلا، وفجأة أطلقت القوات الإسرائيلية المتمركزة هناك كلابها التى أخذت تنهش في جسد الشهداء وتهشم عظامهم ولحمهم.
سعد عبد ربه (عم الشهداء) قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "ما جرى بشع للغاية ولا يصدق.. شهداؤنا يموتون أمام أعيننا.. ونحرم من دفنهم.. ويطلق الاحتلال كلابه المسعورة لإكمال جرائمه".
أما في حي الزيتون شرق غزة، فقد أكدت العديد من العائلات أن قوات الاحتلال تطلق كلابها لترويع الأطفال والنساء ولتنال من جثامين الشهداء وتشوهها.
بلا أخلاق
وفي نفس السياق جاء بيان مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان (حقوقية فلسطينية) بعنوان "حرب إسرائيل بلا أخلاق والاحتلال يضرب بكل المواثيق عرض الحائط".
وقال البيان، الذي وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه: إن "نداءات وشهادات لا يستوعبها الخيال تصل المؤسسة في كل ساعة"، مشيرة إلى أنها تعمل حاليا على تجميع وتوثيق كافة الشهادات والمعلومات لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة قادة إسرائيل لما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية.
وشددت المؤسسة في بيانها على أن "ما تخبئه البيوت وأزقة الشوارع من قصص مروعة وكارثية ومشاهد دامية سيتكشف أكثر بعد أن تنتهي الحرب الدائرة رحاها بعنف".
ولا حول ولا قوة الا بالله