تراجعت قيمة الاستثمارات العربية في بريطانيا بنسبة 30 في المئة على الاقل خلال ستة شهور، بعدما تراجع سعر صرف الاسترليني من 2.03 دولار الى 1.374 دولار امس وهو الادنى منذ 2001.
وتُقدر صحيفة «فايننشال تايمز» قيمة الاستثمارات العربية في المملكة المتحدة بما يراوح بين 250 و300 بليون استرليني، نصفها تقريباً في السوق العقارية والخدمات التي تراجعت قيمتها بنسبة الثلث بعد ازمة الائتمان والعقار التي بدأت في الولايات المتحدة.
وبلغت الخسائر الورقية في سوق العقار والسندات والودائع في بريطانيا وحدها نحو 100 بليون دولار من بينها نحو 6 بلايين دولار خسائر الاستثمارات القطرية والاماراتية في «بنك باركليز» منذ ان ارتفعت حصتها في المصرف البريطاني الى 30 في المئة نهاية السنة الماضية.
وتراجعت قيمة سهم المصرف منذ بداية السنة حتى اليوم بنسبة 62 في المئة وجرى تداوله صباح امس بسعر 47.3 قبل ان يعاود الارتفاع الى 65 بنساً. وكان سعر السهم قبل سنة في حدود 5 جنيهات.
وتتوزع حصص المستثمرين الخليجيين في «باركليز» وفق الآتي: هيئة الاستثمار القطرية ومجموعة «تشالنجر» التي يُشرف عليها رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم 15.5 في المئة، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان (ابوظبي) 16.3 في المئة.
وتراجعت قيمة اسهم المصرف امس لليوم السادس على التوالي وسط اشاعات عن امكانات تأميمه على رغم ان بول تاكر المرشح لمنصب نائب حاكم «بنك انكلترا» اعرب عن استبعاد اللجوء الى التأميم الا كمصدر اخير للانقاذ.
ولم تنفع صفقة الانقاذ المصرفي الاخيرة التي عرضتها الحكومة البريطانية في تأمين انعاش اسهم المصارف والبورصة خصوصاً مع المستقبل الاسود للاقتصاد في ظل الازمة المالية الحالية وارتفاع البطالة.
ومع تحسن نسبي للبورصات الاوروبية امس بعد يومين من الخسائر، واثر ارتفاع المؤشرات الاميركية في اليوم التالي لتسلم باراك اوباما منصب الرئاسة بقيت بورصة لندن متراجعة واقفل مؤشر «فايننشال تايمز» على انخفاض بلغ 31.52 نقطة لكنه لم يتراجع عن اربعة الاف نقطة مسجلاً 4059.88.
وفي واشنطن وعد تيموثي غايتنر، الذي اختاره اوباما لتولي وزارة الخزانة، الكونغرس بالتحرك «بقوة» و»سرعة» من اجل انعاش الاقتصاد الاميركي. ووعد اثناء جلسة استماع امام احدى لجان مجلس الشيوخ وُزعت نسخة منها على الصحافة، بـ»التحرك بالقوة والسرعة والعناية الضرورية لاعادة الاقتصاد الاميركي الى عافيته وتجديد ثقة الاميركيين في مستقبلهم».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، وفي تشكيك واضح بامكانات سيطرة الادارة الجديدة على الازمة المصرفية بـ»السرعة اللازمة»، ان الاولوية للفريق الاقتصادي ستكون صرف الاموال الفيديرالية بتأني وجعلها في مستطاع مختلف القطاعات الاقتصادية وحتى تسهيل الفرص امام المواطنين لعدم فقدان منازلهم بعد خسارة وظائفهم.
ونسبت الصحيفة الى مسؤولين مقربين من غايتر قولهم «ان الادارة تريد تفادي الاخطاء التي ارتكبها وزير الخزانة السابق هنري بولسون الذي وعد الكونغرس بمعالجة مشاكل المصارف لكنه غير الخطة لاحقاً وحولها الى مؤسسات اخرى».
وعددت الخسائر التي تحملتها الخزينة من الاندفاع الى اغاثة شركة التأمين العملاقة «اي اي جي» و»سيتي غروب» وغيرهما من المؤسسات التي التهمت ما يزيد على 100 بليون دولار من الاموال الفيديرالية.
وترأس اوباما مساء امس اجتماعاً لفريقه الاقتصادي قبل ان يستعرض مع اركان الكونغرس الاسلوب الامثل لدفع الاقتصاد.
وفي شيكاغو قالت شركة متخصصة بصناديق التحوط، ان المستثمرين في هذه الصناديق خسروا نسبة 18.3 في المئة من اموالهم على مدار العام الماضي غالبيتها في الربع الاخير من السنة الذي شهد سحب المستثمرين نحو 152 بليون دولار منها. وبلغت قيمة الاموال المستثمرة في هذه الصناديق 1.4 تريليون دولار انخفاضاً من 1.93 تريليون دولار في حزيران (يونيو).