السكر الأبيض ... مادة سامّة تؤدي إلى الإدمان وإضعاف البكتيريا النافعة وموتها صناعة السكر تتآمر على المستهلك لتشجعه على استهلاك المزيد منه!! السكر الأبيض مادة سامّة لجسم الإنسان، هذا ما يركز عليه كتاب «كآبة السكر» «Sugar Blues» لمؤلفه وليام دَفي William Duffy. وهذا الكتاب ليس جديداً فقد تصدّر قوائم أكثر الكتب مبيعاً عندما صدر في عام 1975م إذ أنه أول كتاب يربط بين زيادة استهلاك السكر الأبيض والإصابة بالكآبة وغيرها من العلل العقليّة. يقول الدكتور في كتابه: «أعتقد أن سبب الأمراض العقليّة يعود بشكل عام إلى معدلات تفاعل غير طبيعية تحددها جينات الفرد وما يتناوله من طعام كما تحددها تركيزات غير طبيعية لمواد ضرورية.. . وفي عالم يشهد تغيرات علميّة وتقنيّة سريعة قد يكون اختيار الأطعمة (والأدوية) بعيدا عن الكمال». يقول الدكتور إن مفتاح صحة المخ يكمن في حمض الجلوتاميك وهو عنصر يوجد في العديد من الخضروات. ولكن استفادة الجسم من هذا الحمض تحتاج إلى فيتامين ب المركب الذي يقسم حمض الجلوماتيك إلى عناصر تجعل المخ يستفيد منه. وفيتامين ب المركّب يتشكّل في الأمعاء بواسطة البكتيريا النافعة في الأمعاء. وتناول السكر المكرر يومياً يؤدي إلى إضعاف البكتيريا النافعة وموتها، ومن ثمّ يؤدي إلى تناقص قدرة الأمعاء على إنتاج فيتامين ب (وهذا يفسّر شعور الإنسان بالنعاس والتبلد الذهني بعد تناول كميات من السكريات المكررة). ومن منظور آخر حول العلاقة بين تناول السكر الأبيض والصحة العقليّة يضيف الدكتور أن نشاط المخ والجهاز العصبي يعتمد بالدرجة الأولى على سرعة التفاعلات الكيميائية التي تتأثر بدورها بنقص تركيزات بعض العناصر الغذائية الحيوية (كحمض الجلوتاميك مثلاً) التي يلعب نوع الغذاء دورا حيويا فيها، فعندما يتناول الإنسان كميات من السكر المكرر ولا يستخدمه جسمه كطاقة يقوم الجسم بحفظ السكر الزائد في الكبد على هيئة جلوكوز. وعندما تمتلئ الكبد بالجلوكوز يذهب الزائد منه إلى مجرى الدم على هيئة أحماض دهنيّة، أي شحوم تتركز في أعضاء الجسم التي لا يحركها الإنسان عادة مثل البطن والفخذين والردفين. ثم ينتقل تركيز الشحوم بعدها إلى الأعضاء الحيوية في الجسم مثل شرايين القلب والكلى مما يؤدي إلى إبطاء حركة الدم فيها. وعندما تبطئ حركة الدم في الأوردة والشرايين تتأثر أعضاء الجسم في تأدية وظائفها. ومن بينها وظائف المخ. وبالإضافة إلى كون السكر الأبيض مادّة سامّة للجسم يؤكد الدكتور مؤلف الكتاب أنه أيضاً مادة تسبب الإدمان، وأن صناعة السكر تتآمر على المستهلك لتشجعه على استهلاك المزيد منه!! ويؤكد الدكتور أن تعديلا بسيطاً لما يتناوله الإنسان (وهو بالمناسبة ليس بسيطاً خاصة في البداية) وهو حذف السكر الأبيض نهائياً يؤدي إلى فرق كبير في صحة الجسم وصحة العقل. كما يذهب الدكتور إلى أبعد من ذلك حيث يؤكد أن حذف السكر الأبيض من الأطعمة التي تقدم لنزلاء المصحات العقليّة يمكن أن يكون علاجاً فعالاً للعديد منهم. ومن المهم الإشارة إلى أن الجسم يحتاج إلى السكريات الطبيعية (غير المعالجة ولا المكررة) التي توجد في الفواكه الطازجة وفي الحبوب الكاملة حيث هناك ثمانية أنواع من السكر يحتاجها الجسم ليقوم بوظائفه بشكل سوي، واثنان منها، وهي الجلوكوز والجالاكتوز، توجدان في الأطعمة المكررة والمعالجة بينما الستة الباقية لا توجد إلا في الأطعمة الكاملة، ومن هنا تبرز أهميّة حذف السكر الأبيض واستبداله بأطعمة تحتوي على سكريات طبيعية بكميات كبيرة مثل العسل والدبس والتمر والتين والزبيب... الخ. دون إغفال أطعمة أخرى تحتوي على سكريات ضرورية وإن كانت بكميات قليلة مثل الحبوب الكاملة: القمح والدخن والشعير والشوفان... الخ