افلام جزائرية تكشف انتهاكات فرنسا النووية بالجزائر
كامل الشيرازي من الجزائر:
يسلط المخرجان الجزائريان "جمال وهاب" و"العربي شيحة" من خلال فيلميهما الوثائقيان الجديدان "اليربوع الأزرق" و"ريح الرمال" الأضواء على نقاط ظل مثيرة انتابت انتهاكات فرنسا النووية في الجزائر، وما أفرزته تلك التجارب التي نفذتها فرنسا بالصحراء الجزائرية خلال الفترة ما بين سنتي 1960 و1966، وتسببت بمقتل 42 ألف جزائري وإصابة آلاف الآخرين بإشعاعات جراء 17 تفجيرا نوويا نفذها المحتل القديم بين 13 فيفري/شباط 1960 و16 نوفمبر/تشرين الثاني 1966.
وبالتزامن مع مرور الذكرى الـ49 لأول تفجير نووي فرنسي في الجزائر، كشف الفيلم الوثائقي الطويل "اليربوع الأزرق" الغطاء عن حقائق جديدة حول ملف ظل في عداد المسكوت عنه، وأظهر الفيلم المذكور كيف استخدمت فرنسا الاستعمارية آلاف الجزائريين رجالا ونساء وبعض الأسرى والمجاهدين وعناصر من اللفيف الأجنبي وحيوانات وحشرات وطيورا وبذور نباتات مختلفة، كحقول تجارب وتم ربط وصلب الضحايا لساعات مبكرة قبل كل عملية تفجير خاصة منها السطحية، وقبل وإثر كل جريمة يتم إحصاء القرى والضحايا، وقدّم العمل شهادات ضحايا التجارب التي ما تزال انعكاساتها وخيمة على السكان المحليين؛ على غرار ما أفرزته من أمراض السرطان والجلد والعيون والتشوهات الخلقية المستفحلة.
كما تضمن الفيلم عديد المقابلات مع شهود عيان/الضحايا، حيث قال "جاستون موريزو" وهو أحد قدماء الجنود الفرنسيين:"لقد استعملونا كفئران مخابر خلال أولى التجارب النووية الفرنسية بمنطقة رقان"، وأضاف مواطنه "كريستوف جانو":"تلك التجارب كانت كوارث نووية بكل المقاييس، إذ فاقت قوتها التفجيرية سبعة أضعاف ما خلفته قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية، بدليل أن ثماني تجارب بمجموع قوة وصلت 234 كيلوطن من المتفجرات، خلال فترة هبوب الرياح الرملية بالصحراء، وهـو ما تؤكده بيانات تاريخية محفوظة".
من جانبه، عرض الفيلم الوثائقي "ريح الرمال" لمخرجه "العربي شيحة" ملابسات الذي وقع ببلدة الحمودية في صحراء رقان الجزائرية (1600 كلم جنوب العاصمة) حينما أقدمت فرنسا الاستعمارية وعلى خلفية سعيها للانضمام للنادي النووي، على تفجير قنبلة ذرية بتاريخ 13 فيبراير/شباط 1960، عن طريق استخدام مكثف لأبناء المنطقة، ما أدى إلى مصرع نحو24 ألف شخص في تلك التجربة التي وصلت طاقتها التفجيرية إلى حدود 70 كيلوطناً، وذكر شهود عيان لا زالوا أحياء، أنّه منذ ذاك التفجير "لم يروا خيرا"، حيث تفاقمت الوفيات دون أعراض مرضيـة معروفة، بجانب كثرة الحساسية الجلدية عند السكان المحليين، بجانب فقدان البصر والسمع والأمراض التنفسية، وظهرت أعراض غريبة على المرضى، منها ظاهرة صعوبة تخثر الدم عند الجرحى، كما لوحظت حساسية مفرطة عند الأطفال بعد إجراء بعض التلقيحات، وغالبا ما تلاحظ مضاعفات عقب تلقي المرضى لجرعات أو حقن المضادات الحيوية، كما لوحظت ظاهرة التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد، كصغر حجم الجمجمة أو ما يصطلح عليه طبيا ''ميكرو سيفالي'' أو تضخمها ''ماكرو سيفالي''، كما انذهبت مظاهر الربيع، وتراجع عمر الإبل إلى أقل من 20 سنة، وحتى الأشجار اصيبت بالعقم، ما جعل خبراء يشدّدون على أنّ تجربة 13 فبراير 1960 كارثة نووية بكل المقاييس.
واعتمد مخرج "ريح الرمال" على صور أرشيفية نادرة وعلى وثائق شخصية، كما استعرض شهادات كل من رئيس جمعية ضحايا التجارب النووية ميشال فيرجي والحقوقي "أبراهام بيار"، وكذا عسكريين فرنسيين قدامى أقرّوا باستخدامهم كـ"فئران تجارب"، وتطرقوا أيضا إلى الأوضاع الكارثية للضحايا بعد نصف قرن من تلك المأساة، حيث لم يستفد هؤلاء من أي تعويضات أو متابعة طبية، ما جعل نواب فرنسيون شاهدوا العمل لمطالبة باريس بتحمل مسؤولياتها التاريخية، علما أنّ السلطات الفرنسية لا تزال ترفض أي تعاطي جدي مع موضوع يشكل "حجر عثرة" على درب لململة جراح الماضي.
وبالتزامن مع مرور الذكرى الـ49 لأول تفجير نووي فرنسي في الجزائر، كشف الفيلم الوثائقي الطويل "اليربوع الأزرق" الغطاء عن حقائق جديدة حول ملف ظل في عداد المسكوت عنه، وأظهر الفيلم المذكور كيف استخدمت فرنسا الاستعمارية آلاف الجزائريين رجالا ونساء وبعض الأسرى والمجاهدين وعناصر من اللفيف الأجنبي وحيوانات وحشرات وطيورا وبذور نباتات مختلفة، كحقول تجارب وتم ربط وصلب الضحايا لساعات مبكرة قبل كل عملية تفجير خاصة منها السطحية، وقبل وإثر كل جريمة يتم إحصاء القرى والضحايا، وقدّم العمل شهادات ضحايا التجارب التي ما تزال انعكاساتها وخيمة على السكان المحليين؛ على غرار ما أفرزته من أمراض السرطان والجلد والعيون والتشوهات الخلقية المستفحلة.
كما تضمن الفيلم عديد المقابلات مع شهود عيان/الضحايا، حيث قال "جاستون موريزو" وهو أحد قدماء الجنود الفرنسيين:"لقد استعملونا كفئران مخابر خلال أولى التجارب النووية الفرنسية بمنطقة رقان"، وأضاف مواطنه "كريستوف جانو":"تلك التجارب كانت كوارث نووية بكل المقاييس، إذ فاقت قوتها التفجيرية سبعة أضعاف ما خلفته قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية، بدليل أن ثماني تجارب بمجموع قوة وصلت 234 كيلوطن من المتفجرات، خلال فترة هبوب الرياح الرملية بالصحراء، وهـو ما تؤكده بيانات تاريخية محفوظة".
من جانبه، عرض الفيلم الوثائقي "ريح الرمال" لمخرجه "العربي شيحة" ملابسات الذي وقع ببلدة الحمودية في صحراء رقان الجزائرية (1600 كلم جنوب العاصمة) حينما أقدمت فرنسا الاستعمارية وعلى خلفية سعيها للانضمام للنادي النووي، على تفجير قنبلة ذرية بتاريخ 13 فيبراير/شباط 1960، عن طريق استخدام مكثف لأبناء المنطقة، ما أدى إلى مصرع نحو24 ألف شخص في تلك التجربة التي وصلت طاقتها التفجيرية إلى حدود 70 كيلوطناً، وذكر شهود عيان لا زالوا أحياء، أنّه منذ ذاك التفجير "لم يروا خيرا"، حيث تفاقمت الوفيات دون أعراض مرضيـة معروفة، بجانب كثرة الحساسية الجلدية عند السكان المحليين، بجانب فقدان البصر والسمع والأمراض التنفسية، وظهرت أعراض غريبة على المرضى، منها ظاهرة صعوبة تخثر الدم عند الجرحى، كما لوحظت حساسية مفرطة عند الأطفال بعد إجراء بعض التلقيحات، وغالبا ما تلاحظ مضاعفات عقب تلقي المرضى لجرعات أو حقن المضادات الحيوية، كما لوحظت ظاهرة التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد، كصغر حجم الجمجمة أو ما يصطلح عليه طبيا ''ميكرو سيفالي'' أو تضخمها ''ماكرو سيفالي''، كما انذهبت مظاهر الربيع، وتراجع عمر الإبل إلى أقل من 20 سنة، وحتى الأشجار اصيبت بالعقم، ما جعل خبراء يشدّدون على أنّ تجربة 13 فبراير 1960 كارثة نووية بكل المقاييس.
واعتمد مخرج "ريح الرمال" على صور أرشيفية نادرة وعلى وثائق شخصية، كما استعرض شهادات كل من رئيس جمعية ضحايا التجارب النووية ميشال فيرجي والحقوقي "أبراهام بيار"، وكذا عسكريين فرنسيين قدامى أقرّوا باستخدامهم كـ"فئران تجارب"، وتطرقوا أيضا إلى الأوضاع الكارثية للضحايا بعد نصف قرن من تلك المأساة، حيث لم يستفد هؤلاء من أي تعويضات أو متابعة طبية، ما جعل نواب فرنسيون شاهدوا العمل لمطالبة باريس بتحمل مسؤولياتها التاريخية، علما أنّ السلطات الفرنسية لا تزال ترفض أي تعاطي جدي مع موضوع يشكل "حجر عثرة" على درب لململة جراح الماضي.