اشتعلت الحرب النفسية بين مصر والجزائر، وذلك مع بداية العد التنازلي لانطلاق منافسات الجولة الأولى من المرحلة النهائية للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، وتباينت سبل الحرب النفسية بين الجانبين، وأخذ كل طرف يتبع أسلوب التخويف للطرف الآخر بالطريقة التي يراها مناسبة.
شن مسئولو الاتحاد الجزائري لكرة القدم هجوما عنيفا على نظيره المصري، فيما يتعلق بالملعب الذي سيستضيف لقاء الجزائر مع مصر في الجولة الثانية للتصفيات، والتي ستقام يوم 6 يونيو/ حزيران المقبل بالجزائر.
جاء ذلك بعد وصول أنباء عن تحركات مصرية لنقل الملعب الذي ستقام عليه المباراة من مدينة البليدة التي تمثل ضغطا كبيرا على المصريين، في المباراة إلى مدينة عنابه.
وذكرت صحيفة "البلاد" الجزائرية أنه تم اجراء اتصال تليفوني بحسن شحاته -المدير الفني للفراعنة- وإخطاره بنقل المباراة، فكان رده سريعا بأنه لا يولي أي اهتمام لاسم الملعب الذي ستقام عليه مقابلة الجزائر مع مصر، لأن الأهم بالنسبة له هو الفوز مهما كانت ظروف المقابلة.
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما لإشعال الحرب النفسية بين الجانبين، فقد نفى السيد ملاح مدير الشباب والرياضة الجزائري بالبليدة الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية حول نقل المباراة؛ حيث أكد أن اللقاء سيجري بالبليدة، ولم يتلق مسئولو المدينة أية مراسلة رسمية من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" تخطره بنقل اللقاء.
أضاف أن المدينة بدأت استعداداتها مبكرا لتنظيم هذا اللقاء العربي الكبير والهام، والخروج به في أفضل صورة ممكنة، على الرغم من اعترافهم بأهمية وحساسية تلك المباراة بين الشقيقين.
وأشار ملاح إلى أن الفراعنة يخشون ضغط ملعب البليدة، ومن ثم فإن خبر تغيير مكان إجراء اللقاء بين الجزائر ومصر من ملعب البليدة إلى عنابة لا يمكن تصنيفه سوى ضمن خانة الحرب النفسية التي يراهن عليها المصريون كثيرا؛ من أجل ضرب استقرار ومعنويات المنتخب الوطني الجزائري.
ووصلت الحرب النفسية بين مصر والجزائر إلى اتهام مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" برئاسة الكاميروني عيسى حياتو بالانحياز التام للاتحاد المصري، الذي يتولى رئاسته سمير زاهر؛ نظرا لأن الكاف مقره في القاهرة، ويضم في جعبته أعضاء مجلس إدارة مصريين؛ أمثال مصطفى فهمي سكرتير عام الاتحاد الإفريقي، وهاني أبو ريدة عضو مجلس الإدارة؛ فلابد بالتأكيد من أن يكون لهما دور كبير في إقناع مسؤولي الكاف بأي قرار من شأنه مساندة الاتحاد المصري.
واتهم الجزائريون الاتحاد المصري بأنه بدأ يعمل الكواليس، ويستعمل نفوذه القوي في الاتحاد الإفريقي؛ من أجل فرض قرار إجراء جميع لقاءات الدور التصفوي الأخير بالملاعب المتواجدة بعواصم الدول الإفريقية فقط، وهو القرار الذي رفض من طرف الكاف.