[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علمتني
التجارب أن الكتابة عندما تخرج عن حدود اللياقة تعتبر جنحة يعاقب عليها
القانون بأحكام جزافية غالبا ما تكون موقوفة التنفيذ لكني لم أكن لأعترف
بأنها تصبح جريمة حينما نتخلى عنها فيعاقبنا عليها الضمير بأحكام مأبدة،
هذا ما كنت أظنه لو لم تصادف عيني عن طريق الصدفة اسم زميل لي احتوته
قائمة الفتنة.
كان صديقي والحق يقال في الخندق الأول في كل معارك
الشرفاء رافعا لواء الحق والمصداقية .عرفته منذ بداياتي الأولى جمعتنا
الكتابة، كتبنا عن البحر وكانت كتاباتنا متباينة من حيث الأسلوب والطرح.
برومانسية الحالمين كتبت عن زرقة الأزرق الأخاذ وسحره الجذاب وكتب هو بواقعية
الربان عن جبروته وقوته المدمرة لكننا أحيانا كنا نتخلص مما يفرق بيننا،
نجلس معا و نحلم سويا بعالم وردي نحمل نسائم البشرى فيه لجميع القراء
وأمضينا على نفس الدرب تجمعنا الرؤى المشرقة إلى أن فرقت بيننا المقامات
العالية من يومها غاب عن الساحة ورمى بلواء ظل يحمله و لم نعد نراه في
مجالسنا البسيطة برغم هذا التصرف الذي لم نعهد ه من قبل إلا أنني الوحيد
الذي بقيت أحتفظ له بشهامة الأبطال وظلت صورته تلازمني كوشم أمي خلال كل
تلك السنين من الغياب. كان غيابة حنينا يمدني بقوة خارقة مكنتني من مواصلة
الكتابة نيابة عنه للذين تعودوا انتظار معزوفاته المجلجلة التي يقتات منها
بسطاء حينا. كتبت عن غيابه والتمست لهم كل الأعذار ربحا للوقت في انتظار
عودته وحينما أحسست بضياعه كتبت عن الآخرين الذين بالأمس سقطوا في منتصف
الطريق، الذين سقطوا في الحواجز المزيفة وعن الذين سقطوا في الانفجارات
العشوائية.
وعن الذين سقطوا هذا الصباح من قوائم الإيواء، وسأكتب غدا
عن الذين لا يزالون يؤمنون بأن هناك رجال شرفاء مكثوا ألف يوم من العزلة
يبكون مجد الصحافة الضائع.
خرجت في اليوم الأول بعد الألف من عزلتي
مستنكرا كما خرجت جموع الناس التي اطلعت على الصحف الصباحية غاضبة. وفي
طريقي لمعرفة حقيقة ما جرى وإذ بي ألتقي بصديقي بعد طول غياب في الخندق
الأول في الجهة المقابلة فسألته عن قلمه فقال بجفاء إني تبت وأحوالي تحسنت
كما ترى.
وكأن الكتابة أصبحت معصية في نظره. قلت بل تصبح جريمة
عندما نخون مبادئنا ونكتب تحت الطلب أو نلتزم الصمت في أوقات لا يحتمل
فيها السكوت فأين الهرب من
الضمير؟
علمتني
التجارب أن الكتابة عندما تخرج عن حدود اللياقة تعتبر جنحة يعاقب عليها
القانون بأحكام جزافية غالبا ما تكون موقوفة التنفيذ لكني لم أكن لأعترف
بأنها تصبح جريمة حينما نتخلى عنها فيعاقبنا عليها الضمير بأحكام مأبدة،
هذا ما كنت أظنه لو لم تصادف عيني عن طريق الصدفة اسم زميل لي احتوته
قائمة الفتنة.
كان صديقي والحق يقال في الخندق الأول في كل معارك
الشرفاء رافعا لواء الحق والمصداقية .عرفته منذ بداياتي الأولى جمعتنا
الكتابة، كتبنا عن البحر وكانت كتاباتنا متباينة من حيث الأسلوب والطرح.
برومانسية الحالمين كتبت عن زرقة الأزرق الأخاذ وسحره الجذاب وكتب هو بواقعية
الربان عن جبروته وقوته المدمرة لكننا أحيانا كنا نتخلص مما يفرق بيننا،
نجلس معا و نحلم سويا بعالم وردي نحمل نسائم البشرى فيه لجميع القراء
وأمضينا على نفس الدرب تجمعنا الرؤى المشرقة إلى أن فرقت بيننا المقامات
العالية من يومها غاب عن الساحة ورمى بلواء ظل يحمله و لم نعد نراه في
مجالسنا البسيطة برغم هذا التصرف الذي لم نعهد ه من قبل إلا أنني الوحيد
الذي بقيت أحتفظ له بشهامة الأبطال وظلت صورته تلازمني كوشم أمي خلال كل
تلك السنين من الغياب. كان غيابة حنينا يمدني بقوة خارقة مكنتني من مواصلة
الكتابة نيابة عنه للذين تعودوا انتظار معزوفاته المجلجلة التي يقتات منها
بسطاء حينا. كتبت عن غيابه والتمست لهم كل الأعذار ربحا للوقت في انتظار
عودته وحينما أحسست بضياعه كتبت عن الآخرين الذين بالأمس سقطوا في منتصف
الطريق، الذين سقطوا في الحواجز المزيفة وعن الذين سقطوا في الانفجارات
العشوائية.
وعن الذين سقطوا هذا الصباح من قوائم الإيواء، وسأكتب غدا
عن الذين لا يزالون يؤمنون بأن هناك رجال شرفاء مكثوا ألف يوم من العزلة
يبكون مجد الصحافة الضائع.
خرجت في اليوم الأول بعد الألف من عزلتي
مستنكرا كما خرجت جموع الناس التي اطلعت على الصحف الصباحية غاضبة. وفي
طريقي لمعرفة حقيقة ما جرى وإذ بي ألتقي بصديقي بعد طول غياب في الخندق
الأول في الجهة المقابلة فسألته عن قلمه فقال بجفاء إني تبت وأحوالي تحسنت
كما ترى.
وكأن الكتابة أصبحت معصية في نظره. قلت بل تصبح جريمة
عندما نخون مبادئنا ونكتب تحت الطلب أو نلتزم الصمت في أوقات لا يحتمل
فيها السكوت فأين الهرب من
الضمير؟