يتهم الرّجل المرأة بعدم إجادة قيادة السيارة وعدم براعتها خلف المقود. وتسود هذه الفكرة لدى كل الرجال دون استثناء تقريبا. فالمرأة في نظرهم لا تضاهي الرجل كفاءة وقدرة في التعامل مع المقود وكثيرا ما تزعجهم قيادتها "المرتبكة" على الطريق.. فكيف تردّ المرأة من ناحيتها على مثل هذه الاتهامات وما هو سبيلها لدحض هذه الفكرة السائدة؟ "امرأة خلف المقود، إنها الكارثة"، بهذه العبارة يلخّص أغلب الرجال موقفهم من سياقة المرأة للسيارة وطريقة تعاملها مع المقود والطريق.
سياقة كارثية
ورغم أن الفئة الأولى تبنّت موقفا صلبا نوعا ما تجاه مسألة قيادة المرأة للسيارة، فإنّ فئة أخرى قد أبدت أكثر ليونة في التعامل معها، إذ يرى محمد العرفاوي أن المرأة قادرة على السياقة بكفاءة مثلها مثل الرجل وهي لا تقلّ عنه في شيء عدا خوفها الذي برّره بطبيعة المرأة. وقال إن خوف المرأة على الطريق وعدم مجازفتها لا يمثلان مشكلا، بل على العكس يمكن اعتبارهما نقطة إيجابية تحسب لصالحها لأن ذلك يجنّبها الحوادث.وقد دعمه سليم بوقدّيدة في هذا الموقف، فهو يرى أن المرأة قادرة على السياقة مثلها مثل الرجل فهي تجيد السياقة، لكن خوفها يرجع الى طبيعتها كامرأة، واستشهد في هذا السياق بوالدته التي برغم حصولها على رخصة منذ 10 سنوات، فهي لم تسق سيارة قطّ لأنها تخاف السياقة.
المرأة الأفضل على الطريقمن جانبها تدحض المرأة اتهامات الرجل بعدم الكفاءة وراء المقود وتربط هذه الأفكار التي يحملها الرجال بعقليتهم التي لا تزال رافضة لمسألة قيادة المرأة للسيارة ومنافستها له في قيادة الحافلات والمترو.
وفي هذا الاطار، تقول كوثر مرزوق: هذا الاتهام باطل حسب رأيي، فالمرأة تجيد السياقة وهذه الفكرة السائدة غير صحيحة ومرتبطة بعقلية الرجل لا غير أما جيهان بشكوال، فترى أن المرأة مثلها مثل الرجل قادرة على سياقة السيارة بكفاءة عالية ولا فرق بينها وبين الرجل. وهو رأي تبنّته صديقتها خلود الهاني التي قالت: "من يشكّك من الرجال في قدرة المرأة في التعامل مع المقود، ليراقب سلوكها على الطريق".
وأضافت مثلما نجد رجالا يجيدون السياقة وآخرين لا يجيدونها، نجد كذلك نساء يجدن السياقة حتى أحسن من الرجل. من ناحيتها، تقول وفاء القرامي ان المرأة مثالية في السياقة وخوفها نقطة إيجابية على الطريق إذ يجنّبها الحوادث. فالمرأة على خلاف الرجل لا تجازف على الطريق مثل الرجل وتتعامل مع المقود بطريقة أكثر جدية وأقلّ تهوّرا واندفاعا. الشروق