من الفنانين القلة الذين يرفضون الحديث عن عائلاتهم أمام وسائل الإعلام، ومن الفنانين النادرين أيضاً، الذين يقبلون بأي مهنة أياً تكن، إلا الفن. هذه "الأحجية" الغريبة، يشرحها الفنان فضل، حيث نحسّ للحظة أننا أمام مذنب يبحث عن أسباب التوبة! وهو هنا لا يمزح أبداً، فقد وصلت العلاقة بينه وبين الغناء، الى حدّ أنه يتحين الفرصة لكسر الجرة بينهما.. أما متى يحدث ذلك، ولماذا هذا النفور بينهما، وكيف هي علاقته بالوسط الفني، فأسئلة، يبدو الخوض فيها مع فضل كمن يسير في حقل مليء بالألغام الموقوتة، إلا أن هذه الألغام انفجرت عن طريق الصدفة وتركت ورائها حوارا شيقا أجرتها ستوب مع فضل..
أثناء العدوان على غزة، قيل إنه ليس لك فضل في إلغاء حفلاتك كونك فلسطينياً، فما ردّك؟
أثناء العدوان على غزة، قيل إنه ليس لك فضل في إلغاء حفلاتك كونك فلسطينياً، فما ردّك؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أتمنى وأتشرّف بأن أكون فلسطينياً
أنا لبناني ولست فلسطينياً، أتمنى وأتشرّف بأن أكون فلسطينياً، لكنني لبناني. وإلغاء الحفلات هو أقل من واجبي. أنا أصلي من منطقة تعمير عين الحلوة قرب المخيّم في صيدا، أي لبناني، ولست من الشانزيليزيه و"جايي عم كزدر هون"!
ما دمنا دخلنا في السياسة، فهل تفكّر في العمل السياسي؟
أعوذ بالله! أنا لا أفهم فيها، ولو كنت مطّلعاً على السياسة، لكنت "برشتهم" جميعاً، أي هؤلاء السياسيين!
لم تعد سياسة بل طائفية؟
هذا هو البشع في الموضوع. حتى الفنانون صاروا طائفيين. ثمة فنان استفزّني مرتين عندما التقينا، إذ راح يكيل الشتائم لشخصية سياسية أؤيّدها. هذا الفنان أساسه كذب وهو ليس فناناً برأيي. لن أذكر اسمه، لكنه سيعرف نفسه عندما يقرأ المقابلة. هو يعتبر نفسه نجماً كبيراً، لكنه الشخص الأكذب والأبخل في الوسط الفني. "قد ما بتضلّ إيدو مسكّرة من البخل على شكل بوكس غلب مايك تايسون الملاكم"!
من هي الشخصية السياسية التي شتمها؟ الحريري؟
لو شتم الحريري لكنت "دعسته برجلي"! لن أذكر اسم هذه الشخصية، لكني أقول لك إنني أؤيد سياسياً الشيخ سعد والست بهية الحريري، لكن "فشر على رقبته" أن يشتمهما! هذا الفنان سألني عن رأيي بالسيد حسن نصرالله، فقلت له "على راسي السيد حسن"، ولم أشتم مثله. لم أكن أريد ذكر هذه الواقعة، لكن "خلّيه يتعلّم ما يعيده".
مسيّس... و"مش فارقة معي"
هل أنت مع أن يعلن الفنان عن مواقفه السياسية؟
الفنان هو لكل الناس، لكن أنا شخصياً أعلن موقفي و"مش فارقة معي". الفنان حرّ في أن يؤيد من يشاء، تماماً كما المواطن العادي، وأنا "آخر همي" إن خسرت من جمهوري، أو تأثر مبيع أعمالي جرّاء مواقفي السياسية.
الوضع غير المستقر في لبنان، هل يدفعك الى التفكير في الهجرة؟
بصراحة، نعم فكّرت في أن أهاجر، لكن الى أين أذهب؟ وهل سأكون سعيداً خارج بلدي؟ "مش حرام هالبلد الحلو يصير فيه هيك؟"، خصوصاً هذه الطائفية المستشرية التي كنا قد نسيناها أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري... لكن، لو عشت في بلد غريب فسأظل غريباً مدى الحياة. والله العظيم عرضوا عليّ جنسيات مختلفة ولم أستطع قبولها، واسألي يوسف حرب الذي التقى بنائبة في البرلمان الكندي، حيث سهّلت لي الحصول على الجنسية، فأحضر يوسف جميع الأوراق، وما كان عليّ سوى التوقيع عليها، لكنني رفضت، وقالوا لي أن أفكر في مصلحة أولادي، فقلت إنهم يعيشون كما عشت أنا.
هل لدى أولادك (ألحان 18 سنة ـ محمد 16 سنة ـ رنا 6 سنوات) ميول فنية؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ألحان لديها ميول فنية، لكن ممنوع أن تتجه الى الفن! وهي أصلاً لا تطلب مني السماح لها بذلك، لأنها تعرف جيداً أن البنت ممنوع عليها العمل في الفن. لستُ متعصّباً، لكنني أريدها أن تتزوج وتكوّن عائلة. أما محمد فهو يحبّ الفن و"ما في مشكلة إنو يكون فنان لأنه صبي"!
هل تتدخل زوجتك في عملك، وهل تأخذ رأيها؟
أحب أن أستشير زوجتي وأولادي، لأن آراءهم هي الأهم، لكن زوجتي تحب البقاء بعيدة عن أجواء عملي.
لماذا نادراً ما تتحدث عن زوجتك وأولادك؟
أنا شديد التعلق بعائلتي... تزوجت منذ 19 عاماً، لكن لا أحب ذكر اسم زوجتي (ونحن لا نذكره احتراماً لرغبته). كان زواجي ثمرة قصة حب قوية، ولعل أهم أسباب نجاحه الحنان المتبادل بيني وبين زوجتي. وهذا الحب القوي والجارف يتحول مع الوقت الى "عِشرة"، ويطغى حب العائلة والأولاد على حالة الغرام بين الزوجين.
أنا أعطي اهتمامي الأول لعائلتي برغم أنني لا أكرّس الكثير من الوقت لأولادي بحكم عملي، إلاّ أنني أُغدق عليهم الحنان وأتنازل عن أشياء كثيرة كي أحافظ على أسرتي، وكي لا "أخرب بيتي".
أنا أعطي اهتمامي الأول لعائلتي برغم أنني لا أكرّس الكثير من الوقت لأولادي بحكم عملي، إلاّ أنني أُغدق عليهم الحنان وأتنازل عن أشياء كثيرة كي أحافظ على أسرتي، وكي لا "أخرب بيتي".
من تجربتك الشخصية، الزواج هو تتويج لأهم قصة حب يعيشها الإنسان؟
يُفترض أن يكون الأمر كذلك، ويجب على الإنسان، رجلاً كان أم امرأة، أن يكون قنوعاً فلا يفكّر في الزواج مرة أخرى برغم أن هذا حلال شرعاً. أنا شخصياً سعيد بزواجي وبزوجتي، والحب هو أهم ما في الحياة، ولا يوجد أي مصاعب أو عوائق أقوى منه، فهو يتغلّب على كل شيء.
غالباً ما تفشل زيجات الفنانين، لكنك ممّن "كسرو" القاعدة؟
بالنسبة إليّ، كان أهلي وأهل زوجتي معارضين جداً زواجنا، فما كان مني إلا أن ذهبت الى منزلها وقلت لأهلها: "بدّي إسمع منها هيّ إذا موافقة تتجوّزني، وإذا كانت بدّها ياني رح آخدها!". أردت أن أعرف إن كانت تحبني وتريدني لأن هذا كل ما يهمّ بالنسبة إلي. وهي بالطبع قالت لأهلها إنها تريد الزواج بي، وعندها ذهبت فوراً وأحضرت الشيخ و"كتبنا الكتاب" وتزوّجنا... لكن، من المهم جداً ألاّ يخلط الفنان بين عمله وعائلته، وأنا أُبعد أسرتي كلياً عن عملي الفني حمايةً لها.
النوادي الليلية... فاجرة
كن، لا شك في أنك تعرّضت لمغريات كثيرة كفنان؟
صحيح ثمة إغراءات كثيرة، لكني لا أدخل في هذه المعمعة، فأنا أنتقل من الشغل الى البيت الى البحر، وهو هوايتي المفضلة. أحرص على إبعاد نفسي عن الأجواء التي قد تؤثر سلباً في عائلتي، فأنا لست من أولئك الفنانين الذين يسهرون في النوادي الليلية في الأجواء "الفاجرة"! هواياتي وأجوائي بعيدة كل البعد عن تلك، أنا أعشق البحر حيث لا يوجد ناس ولا مغريات، لا يوجد سوى السمك (يضحك). كما أحب الرياضة والكمبيوتر وزيارة أصحابي.
أجوائي نظيفة، ولا تسبّب لي القلق أو المشاكل. أنا أكره تلك الأجواء، حاولي أن تسهري في تلك الأماكن، ولن تري سوى الفضائح!
أجوائي نظيفة، ولا تسبّب لي القلق أو المشاكل. أنا أكره تلك الأجواء، حاولي أن تسهري في تلك الأماكن، ولن تري سوى الفضائح!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما بدّي إحكي، إذا بحكي بولّع الدني!!
رح تخربيلي بيتي أنا ما بعرف جامل
رح تخربيلي بيتي أنا ما بعرف جامل
أنا ضدّها كلياً لأسباب دينية، فالزواج هو سُنّة الحياة.
هل يساعدك إيمانك على تخطّي المشاكل في حياتك الزوجية؟
طبعاً، وأنا لا أدّعي أنني ملاك، فأنا أتعرّض كغيري لمشاكل قد تجعلني "أخرب بيتي" في ساعة غفلة، إلا أنني أعود دائماً الى ربّي، كما أن الأولاد يلعبون دوراً كبيراً، فإذا حصل خلاف بيني وبين زوجتي فسيسارعون الى حلّه ومنعه من التطوّر والوصول الى مرحلة الانفصال. ومن جهة أخرى، حتى لو لم أكن منسجماً أو مرتاحاً مع زوجتي، فسأضحّي من أجل أولادي ولن "أخرب بيتي".
لا أملك شهادات
لا أملك شهادات
قلّة من الفنانين تفكر بهذه الطريقة؟
ثمة بعض الفنانين ـ لن أذكر أسماءهم ـ ممّن يحبون إظهار عائلاتهم في الإعلام باستمرار كأنهم "للعرض"! أنا شخصياً "عائلتي مش للعرض بالمجلات والتلفزيونات"... كل ما يفعله هؤلاء الفنانون كذب ودجل! وأنا أكيد من أن ثمة من هم غير راضين عن عرض زوجاتهم وأولادهم، لكن... "ما بدّي إحكي، إذا بحكي بولّع الدني!! رح تخربيلي بيتي أنا ما بعرف جامل". على فكرة، معظم زيجات الفنانين تفشل بسبب البخل وقلّة الإيمان. وأنا الآن أقول بكل صراحة إنني أتمنى من الله أن يهديني فأستغني عن "هالشغلة وهالمصلحة"، فإذا سألت أي مرجع ديني، يقول لك إن الفن حرام، وأنا لا أريد فعل ما يُغضب ربي، لكنني لا أجيد عمل أي شيء آخر في الحياة سوى الغناء، إذ إنني لم أكمل تعليمي، ولا أملك شهادات تتيح لي الحصول على وظيفة. لكن أدعو الله أن يبعدني عن هذا الجو "الزبالة"! الفن "أوسخ" مصلحة في العالم!
"قلتلّك ما تورّطيني لأنو بفوّت حالي بالحيط"... الناس لا يقبلون قول الحقيقة لأنهم اعتادوا على الكذب والمجاملات. أنا لا أدّعي الكمال، ففي خلال 20 سنة من الفن ارتكبت أخطاء كثيرة بحقّ نفسي وبحقّ غيري، لكنني صحّحت مساري.
"قلتلّك ما تورّطيني لأنو بفوّت حالي بالحيط"... الناس لا يقبلون قول الحقيقة لأنهم اعتادوا على الكذب والمجاملات. أنا لا أدّعي الكمال، ففي خلال 20 سنة من الفن ارتكبت أخطاء كثيرة بحقّ نفسي وبحقّ غيري، لكنني صحّحت مساري.
وما الذي تتمنى أن تعمله غير الفن؟
أي شيء. في الماضي، اشتغلت كل ما يمكن أن تتخيّليه في حياتك. أقبل بأيّ عمل يرزقني قرشاً حلالاً، لأن المهنة التي أعمل فيها حرام.
لمَ لا تستثمر المال الذي جنيته من الفن في تجارة حلال؟
عندها، سأكون أستثمر مالاً حراماً في النهاية.
وماذا عن مطعمك في صيدا، أليس مصدر رزق؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جميع الفنانين باستثناء واحد في المئة
كذابون، ولا أستثني نفسي منهم
كذابون، ولا أستثني نفسي منهم
لا أتكل عليه كمصدر رزق. أنا أصلاً افتتحته كي أعيل عائلات محتاجة من بلدتي، وغالباً ما أدفع من جيبي الخاص على المطعم.
إذاً، "خلص" قرفت من الفن؟
نعم، لأن جميع الفنانين في العالم العربي، باستثناء واحد في المئة، كذابون، ولا أستثني نفسي منهم!
(ضاحكة) إذاً أنت كذّاب؟!
أنا صادق على المسرح فقط، لأنني أغني من قلبي. وهؤلاء الفنانون قلوبهم سوداء، وهذه المهنة فيها كذب أكثر من السياسة!
كيف تتخيّل نفسك لو اتخذت قرار الاعتزال المبكر؟
أتخيل نفسي "قاعد بشختورة بالبحر وعم بتصيّد سمك"...
كأن المال والشهرة لا يعنيان لك شيئاً!
فعلاً لا يعنيان أي شيء. في بدايتي كمراهق في السابعة عشرة من عمري، بهرتني الشهرة والأضواء والمال، إذ لم يكن عقلي قد اكتمل بعد.
هل تمانع في أن تكون زوجتك امرأة عاملة؟
لا مشكلة إذا كانت هذه رغبتها، لكنها لم تكن تعمل أصلاً قبل زواجنا. المهم أن يكون العمل شريفاً وبعيداً عن أجواء معينة. أقبل مثلاً أن تعمل معلّمة مدرسة، المهم ألا يكون للعمل أي علاقة بالفن.
مقدمة برامج أو مذيعة مثلاً؟
ـ أعوذ بالله! مقدمة برامج (يضحك ساخراً)... برغم أنه توجد مذيعات "عل? راسي".
هل صحيح أننا سنراك ممثلاً؟
منذ بضعة أشهر، عرض عليّ سعيد الماروق أن أمثل، فقلت له إنني أقبل لأنه هو المخرج، فأنا أحبه كثيراً، لكني لا أجيد التمثيل و"مش شغلتي"، كما أن هذا يحتاج الى تفرّغ، وبالتالي فإن هذا كله مجرّد كلام، ولن يُترجم في الواقع.
الى متى يا فضل ستظلّ بعيداً عن الإعلام، وخائفاً منه ومن نفسك وصراحتك؟
والله العظيم، ثمة إعلاميون يظلمونني بسبب حقدهم وفشلهم! منهم من اتهمني بالجهل، أو أنني "ما بعرف إحكي"... ألست متجاوباً معك الآن؟ ثمة أشخاص لا أثق بهم لأنهم يُحرّفون كلامي كي يفتعلوا لي مشكلة مع أناس معينين بهدف الحصول على سبق صحافي. وثمة من يبتزّون الفنان ليحصلوا على المال، وهؤلاء موجودون في لبنان والعالم العربي. يوجد دخلاء كثر على الإعلام...