تحلو الجلسة برفقة الفنانة غريس ديب لأنها انسانة عفوية وتلقائية ومتصالحة مع ذاتها، الحوار معها ممتع لأنها صادقة في أقوالها وصريحة، تأسرك عيناها البريئتين، فتجد نفسك أمام ملاك طاهر، آسى من عذابات الحياة واختبر حلوها ومرها، وتجاوز كل محنها بفضل تقربها من الله حيث وجدت الخلاص بعد أن انار بصيرتها وزرع في قلبها المحبة.
غريس سعيدة بأصداء ألبومها "ما تشبه حدا"، وهي فعلاً فنانة منفردة في تفكيرها وسلوكياتها وفي أسلوبها الفني، تحضر حالياً لشريط غنائي باللون الخليجي والمصري واللبناني وفيه ستطرح مفاجأة لجمهورها، وعلى صعيد آخر تستعد غريس لتصوير اغنية "عيني فعينو" تحت ادارة المخرج كميل طانيوس. "السياسة" التقتها وكان هذا الحوار:
هل أنت راضية عن أصداء ألبوم "ما تشبه حدا"؟
لقد حقق الألبوم ايرادات عالية في المبيعات ولاقى النجاح الكبير، ما جعل شركة "روتانا" تتيح لي الفرصة أكثر وتدعمني ليبصر ألبومي الجديد النور في شهر يوليو، مع أنه لم يمضِ سنة على اطلاقي "ما تشبه حدا" ويعود هذا التوفيق من الله والجمهور ومن الشركة اضافة الى مجهودي الخاص حيث تضمن العمل أغنيات من كلماتي وألحاني.
هل قصدت التوفير على شركة "روتانا" عندما أقدمت على التأليف والتلحين في الألبوم؟
مطلقاً، فلقد منحتني "روتانا" حقوقي كاملة، لأنها آمنت بموهبتي وحرفيتي واحساسي في الكلام واللحن، اضافة الى تمتعي بالصوت الجميل.
بما أنك متعددة المواهب، فهل تفكرين باخراج "فيديو كليباتك"؟
لا خطأ من التجربة، ولكن هذه الفكرة غير واردة في ذهني حالياً، ربما مستقبلياً اقدم على هذه الخطوة.
صورت من ألبوم "ما تشبه حدا" أغنية "أعذريني"، ومنذ فترة وقع اختيارك على تصوير "عيني فعينو" فلماذا لم تباشري بعد بانجازها؟
لست المسؤولة عن التأخير، وكنت بانتظار شركة "روتانا" لتبت بالموضوع، وأنا انسانة متفهمة لأن لدى المؤسسة فنانين كثر تحت لوائها وقريباً سنبدأ تصويرها تحت ادارة المخرج كميل طانيوس وهي من كلمات مصطفى مرسي وألحان سمير صفير وتوزيع بودي نعوم.
أنت بصدد التحضير لألبومك الجديد، فهل سنراك فيه شاعرة وملحنة وفنانة على غرار "ما تشبه حدا"؟
سيتضمن أغنيتين أو ثلاث من كلماتي وألحاني، وسأتعاون مع ملحنين وشعراء من بينهم سمير صفير وأتمنى أن يتواجد في هذا العمل لحناً من الموسيقار ملحم بركات، فلقد سبق وطلبت منه لحناً في ألبومي السابق، ولكنني لم أوفق نظراً لضيق الوقت، ولانشغال ملحم ومزاجيته، ولكنني متفائلة كونه هنأني على أغنية "أكثر من غرام" وأعلن أنه يحب صوتي، وبدوري أعشق موسيقاه وسيتخلل الألبوم مفاجأة لجمهوري وسأغني فيه اللون المصري والخليجي واللبناني.
ألا تفكرين بـ"ديو" غنائي يجمعك مع النجم عاصي الحلاني مجدداً؟
لا ضرورة من تكرار التجربة، فلقد اختار عاصي الغناء مع الفنانة كارول سماحة، وهو فنان ذواق وذكي لأن كارول صوتها رائع، واذا أردت المشاركة في "ديو" فعلي أن أختار فناناً بموازاة عاصي أو أهم منه، وفي الوقت نفسه، ربما أنتقي انساناً غير معروف يملك صوتاً واعداً وينطلق من خلالي، فعندما اختارني عاصي لم أكن معروفة وبشكل عام أؤمن بالوقت وبالأصوات.
ما رأيك بالاحتكارات الفنية التي تصادر أصوات المطربين وأعمالهم لمصلحة مؤسسات كما أنت اليوم
في "روتانا"؟
في "روتانا"؟
ان الاحتكارات تحصل في المكاتب والمؤسسات وفي كل العالم وليس فقط في "روتانا"، وأنا انسانة لا أريد أن أمشي عكس التيار بل معه، ولكن هذا لا يمنع أن يكون تفكيري عكسه، وأؤمن بأن الانسان يصعد السلم خطوة خطوة فعندما يصل الى هدفه، ويكون نفسه، عندئذ باستطاعته أن ينفصل عن المؤسسة التي يتعاون معها بلياقة وأدب، من دون
التجريح بها. ثم ان الفنان بمجرد انضمامه الى مؤسسة ما، يقوم بهذه الخطوة بمحض ارادته، بعد أن يطلع على بنود العقد ويوافق عليها، من هذا المنطلق يجب ألا يسيء اليها بكلامه. هل سبق وقصرت معك شركة "روتانا"؟ في بعض الأوقات أتى التقصير من الجهتين، لأنني انسانة مزاجية، فأحياناً كنت أغلق هاتفي النقال ولا أرد على أحد، وبشكل عام أنا راضية على كل شيء ومتصالحة مع ذاتي.
التجريح بها. ثم ان الفنان بمجرد انضمامه الى مؤسسة ما، يقوم بهذه الخطوة بمحض ارادته، بعد أن يطلع على بنود العقد ويوافق عليها، من هذا المنطلق يجب ألا يسيء اليها بكلامه. هل سبق وقصرت معك شركة "روتانا"؟ في بعض الأوقات أتى التقصير من الجهتين، لأنني انسانة مزاجية، فأحياناً كنت أغلق هاتفي النقال ولا أرد على أحد، وبشكل عام أنا راضية على كل شيء ومتصالحة مع ذاتي.
ألا تفكرين بالغناء مجدداً باللغات الأجنبية، ولاسيما أن أغنية "Comme toi" عندما أديتها لاقت النجاح الكبير وحققت لك شهرة واسعة؟
أجيد ثماني لغات وحتماً سأستخدمها في أغنياتي، لأنني أحسن التأليف والتلحين وأملك صوتاً مطواعاً، ولكن كل ما في الأمر أنني أحب التروي والاستمتاع بالحياة بشتى أوجهها، فشعاري "Enjoy your life
نادراً ما نلتقي بفنانات تجمعهن صداقات مع فنانات في الوسط، في حين نراك أنت ورولا سعد على وفاق تام، فما سر هذه المودة بينكما والتواضع؟
لأكن صريحة معك، أنا منذ سنوات عدة، لم أكن أتصرف في سلوكياتي كما أنا اليوم، فلقد كنت معتزة بصوتي وبثقافتي وكان يتملكني الغرور والكبرياء بالرغم من طيبتي، فلم أكن أحب أن أتواجد مع أحد، ولكن نتيجة بعض الظروف والمآسي التي مررت بها في حياتي تغيرت وبت أحب كل الناس والفنانات والمجتمعات وتعلمت ألا أدين أحداً. وتوطدت علاقتي برولا عندما سافرت الى الكويت تلبية لدعوة خبيرة التجميل رشا حافظ، وهناك التقيتها فتحادثنا وانسجمنا مع بعضنا البعض بعد أن لمست شفافيتي وطيبتي.
هل تراودك فكرة التمثيل؟
أثناء دخولي الى "روتانا" عرض علي تمثيل فيلم سينمائي وكان علي أن أجسد دور مطربة عالمية، ولم يبصر هذا المشروع النور لاشكال وقع بين "روتانا" والشركة المنتجة للفيلم، بعد أن طلبت هذه الأخيرة من "روتانا" أن تدفع ثمن الأغنيات العشر التي من المفترض أن أغنيها في الفيلم فرفضت مقترحة أن تتولى مهمة التسويق، ولم يحصل النصيب.
ماذا تجدين في الغناء؟
انه مثل الماء الذي يدخل الى جسدي ليحييني، فهو عشقي ومتنفسي، وهو نعمة ليست معطاة لكل البشر.
هل تختلف غريس الانسانة عن الفنانة؟
انسانة عادية، أرحب بالشخص الذي يصارحني بأخطائي، تعلمت أن أحب الخير لغيري كنفسي، بدأت أعشق الحياة بحلاوتها ومرارتها، بعد أن مررت بتجارب وعجائب عدة في دنياي، وشفيت من أشياء روحية جسدية وصحية بفضل تقربي من الخالق الذي نور لي دربي.
شاركت في قضايا انسانية واجتماعية شتى "وكنت سفيرة شؤون كبارنا" وتبنيت مواضيع مهمة كالاجهاض والسرطان وترقق العظم فهل كنت تهدفين منها الى تحقيق المزيد من الشهرة؟
مطلقاً، وكنت أشارك في كل هذه القضايا من خلال انسانيتي ولتوعية المجتمعات والقاء الضوء على هذه الأمراض ونتائجها، ولمساعدة المرضى بزرع المحبة والايمان في قلوبهم لأن الفنان رسول وباستطاعته ايصال صوت من لا صوت لهم فهو منهم واليهم يشعر بمعاناتهم وبؤسهم.
من مثلك الأعلى بالفن؟
فيروز والراحلة سلوى القطريب.
ما فلسفتك في الحياة؟
أن أحب وأكون محبوبة.
ماذا يشكل الرجل في حياتك؟
يوجد انسان في حياتي، وأنا بانتظار حكمة حتى أشرع له الباب على مصراعيه لنكون سوياً ويجمعنا الرباط المقدس.