[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بالرغم من رحيله إلا أنه مازال يسيطر على مشاعرنا ويحتل أحاسيسنا ويفرض صوته على عواطفنا ، فأغنياته تعبر عن كل حب عشناه وكل جرح داويناه هو عبد الحليم حافظ الذي رحل بجسده ولكن مازالت أغنياته تحيي بينا لذلك بحثا وراء بعضا من هذه الأغنيات لنجد حكايات وحكايات لذلك يرصد هذا الملف عن قرب بعضا من هذه الحكايات من الذين عاصروه
في البداية يؤكد عبد الرحمن الأبنودي أن لديه العديد والعديد من الحكايات والذكريات مع عبد الحليم حافظ حيث كانت تربطهما صداقة عميقة وحميمة، مؤكدا أنه كتب 15 أغنية وطنية لعبد الحليم لدرجة أنه راح يقول للناس أن الأبنودي قدم لي رشوة 3 أغنيات عاطفية لأظل أغني له الأغنيات الوطنية.
ويضيف: بمجرد سماعنا للخبر لم ننتظر للنهاية بل انفجرنا كلنا في بكاء مرير وأصوات تتمزق حسرة بل أن بليغ حمدي فقد وعيه واخذ يصرخ كمن يسير في جنازة وهو يردد بآسي ولوعة آه يا مصر ويضرب بيديه علي الأرض بينما علق كمال الطويل وهو يضع يديه في جيبه قائلا ايه المسخرة دي، أما عبد الحليم فاخذ يردد بصوت عالي هنعمل ايه يا أخوانا ثم اقترح أن نذهب لعبد الناصر لنقنعه أن يرجع عن قرار تنحيه، وبالفعل نزلنا إلي الشارع متجهين إلي منزل عبد الناصر واذا بنا نفاجأ بأن سيارتنا قد غاصت في بحر من البشر المتدفق من كل مكان تهتف لعبد الناصر ألا يتنحى، ووقفنا بالسيارة لا نستطيع التحرك إلي أن استطاع سائق عبد الحليم أن يخرج بنا من منفذ لنعود منكسرين لا ينظر احدنا للاخر وتفرقنا كل إلي بيته.
بعدها اتصل بي عبد الحليم وقال: ايه يا عبد الرحمن ألا تعرف أننا متهمان بالترويج للنكسة ، هل سنظل صامتين هكذا ؟
أجبت : اسمع يا حليم مصر هزمت وأي أغنية تخرج للناس الآن دون أن تعترف بالهزيمة سوف تثير سخرية الأمة العربية كلها. قال : عاملي مناضل تدخل السجن وتخرج من السجن وحين احتاج إلي نضالك تهرب اكتب يا أخي وبعدين نناضل .
ساعتها أخرجت له من جيبي "عدي النهار" فصمت بعمق ثم اتصل ببليغ حمدي وطلب منه أن يأتيه على الفور وهكذا ولدت "عدي النهار" التي وزعها الراحل عبدالحليم نويرة"، واعتبرها الأغنية الوحيدة التي اعترفت بالنكسة أو الهزيمة في بلادنا. وكان يحلم بأن يخرج ينشدها علي أكتاف الشباب مرتديا جلبابه الأبيض والشباب يرددها معه في ميدان التحرير
أما حكاية أغنية "صباح الخير يا سينا" فلها ذكري خاصة عند الابنودي حيث تعتبر أخر لقاء جمعهما ، ويحكي الابنودي قائلا : حين حدثت حرب أكتوبر كنت وقتها أقيم بين انجلتر وتونس وكنت وقتها أجمع السيرة الهلالية وقد فوجئت عام 1974 بتليفون ولم يكن أحد يعرف تليفوني في لندن وفوجئت باتصال من عبد الحليم يسألني كيف نغني للهزيمة ولا نغني للنصر؟ وبعدين ما يصحش تكتب للهزيمة وغيرك يكتب للنصر لازم ترجع مصر تاني، وعدت بالفعل وكتبت له أغنية "صباح الخير يا سينا" وكان مجهدا جدا لدرجة انه بعد الانتهاء من تسجيلها خرج من الاستديو وقال لي سامحني يا عبد الرحمن أنا غنيت الغنوة وأنا مرهق قلت له : والله ياريت تغني لي دايما وانت تعبان لان صوتك اكتر انسانية و اكثر تعبيرا وكانت هذه المرة اخر لقاء جمعني بعبد الحليم لأنه سافر إلي لندن ولم اره مرة اخري.
حليم و الموجي
حكاية أغنية "صافيني مرة"التي تعتبر أول لحن يقدمه والدي لعبد الحليم وهو مازال في بداية الطريق لذلك عندما عرضها والدي عليه أعجب بها بشدة وطلب منه أن يعرضها علي مطربين كبار لكي يحصل علي الشهرة والنجاح ، وبالفعل ذهب والدي بالأغنية إلي المطرب عبد الغني السيد الذي رفضها بعد أن استمع اليها والشيء نفسه فعله المطرب محمد عبد المطلب وهو ما جعل والدي يصر علي ان عبد الحليم حافظ يقدم الأغنية وكانت المرة الأولي التي يغني فيها عبد الحليم صافيني مرة في الاسكندرية وقد استقبله الجمهور بشكل سييء جدا.
ولكن شاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي نفسها سبب شهرة الثنائي محمد الموجي وعبد الحليم حافظ وذلك عندما غناها في حفل العيد الأول لثورة يوليو في حديقة الاندلس وقام الفنان الكبير يوسف وهبي بتقديم عبد الحليم حافظ علي المسرح، وكان والدي يجلس وراء عبد الحليم مع الفرقة ونجحت الأغنية واستقبلها الجمهور بشكل جيد.
ويستكمل الموجي الصغير الحكايات : قصيدة " رسالة من تحت الماء" التي كتبها نزار قباني عندما اختارها العندليب شكل ذلك في البداية ورطة لوالدي فالقصيدة صعبة التلحين خاصة في المقطع الذي ينتهي بحروف ساكنة والسكون في التلحين صعب حيث وقف والدي أمام القصيدة حائرا وكان يفكر في الاعتذار عن تلحينها ولكنه تراجع عن هذا القرار وبعد تفكير اتصل بالشاعر نزار قباني وطلب منه التغيير في القصيدة وخاصة السكون واعترف الشاعر الكبير لوالدي بأن القصيدة صعب تلحينها وأكد له انه لا يمكن تغيير السكون قائلا : لو غيرتها لما أصبحت القصيدة قصيدة ولما أصبح المعني هو المعني لابد أن تظل القصيدة هكذا .
وظن نزار أنه لن يلحن القصيدة لكنه تحدي نفسه في هذه القصيدة بالتحديد وقام بتلحينها كما توقع عبد الحليم وحققت نجاحا كبيرا.
بينما يقول الشاعر الكبير محمد حمزة والذي اشتهر بلقب شاعر العندليب، قدمت مجموعة كبيرة من الأغاني لعبد الحليم ما بين العاطفية والوطنية والتي وصل عددها إلي 73 أغنية خلال الفترة من 1964 إلي 1977 أشهرها "نبتدي منن الحكاية" و"حاول تفتكرني" و"مداح القمر" و "موعود" وكل من هذه الأغنيات تحمل حكاية وذكري خاصة جمعتني به.
أننا في احدي المرات قد قرأنا معا قصيدة للمتنبي يقول فيها تعبير "قبض الريح" فقال لي حليم "مفيش حد يقدر يكتب نفس التعبير بالعامية وظلت 6 أشهر أفكر في نفس المعني لكن بالعامية حتى توصلت إلي جملة "ماسك الهوا بإيديه" في أغنية " زي الهوا" ويومها كان حليم في غاية السعادة لأنه حقق ما يريد بشكل غير مباشر وكان يدل ذلك علي ذكائه حيث كان يطلب كتابة شيئ معين دون التصريح به.
وهناك حكاية أخري حدثت مع أغنية "موعود" فقد كنا في طريقنا للمسرح ليغنيها وفي الطريق قال لي أنا خايف أغني "القمر طلع والخوف رجع " فالناس تعتقد أن الخوف رجع ع القمر فياريت تغيرها لي وبالفعل قمت بإعادة كتابتها "القمر طلع والخوف بعد".
أما أغنية "سواح" فلها ذكري وحكاية خاصة حيث تعتبر أول تعاون بينا، وكان بليغ حمدي يستمع لأغنياتي مع محمد رشدي وبالتحديد أغنية "عطشان يا صبايا" واتهمني وقتها بإفساد التراث الغنائي وشعرت بالاكتئاب إلا أنني فوجئت ببيلغ يأتي لزيارتي في الساعة 11 مساء ويطلب مني أن اسمعه شيئا جديدا فقرات له المذهب الأول من "سواح" فكتبه علي علبة سجائره وتركني ثم عاد مرة أخري في الواحدة بعد منتصف الليل وطلب مني أن أذهب معه لعبد الحليم حافظ، وتعامل معي عبد الحليم كأنه يعرفني وأكد لي أنه معجب بالاغنيات التي كتبتها لفايزة أحمد ثم طلب مني أن أجلس في حجرة مكتبه وأكمل أغنية "سواح" وذهب هو وبليغ ليبدأ العمل في اللحن وفي السابعة صباحا كانت الأغنية جاهزة ومن هنا بدأت رحلتي مع حليم.
ويروي أحمد الحاروفي منظم حفلات عبد الحليم في كتابه الذي يحمل عنوان "50 سنة مع أهل الفن" أنه عندما قام بتنظيم حفلتين له في لبنان وكان ذلك في عام 1968وكانت المنطقة العربية مازالت متوترة بتوابع نكسة67 حيث كان ممنوعا في ذلك الوقت تقديم أغاني وطنية في الحفلات العامة وشرحت لعبد الحليم ذلك وخاصة أن الجمهور في ذلك الوقت كان يطلب منه تقديم الأغاني الوطنية التي اشتهر بتقديمها في هذه الفترة وقلت له أعمل بروفة لأغنية "أحلف بسماها" لتقديمها للجمهور في حالة تصميمه علي تقديم الأغاني الوطنية لأنها أغنية وسطية ومعتدلة وحذرته من تقديم أغنية صورة بأي حال من الأحوال،
لأن أغنية "صورة" بالتحديد ممنوعة منعا باتا وأثناء الحفل وفي وجود أكثر من 10آلاف متفرج غني حليم مجموعة من أغنياته وبدأت الجماهير تهتف "صورة . . صورة" واستمر هتاف الجمهور.
وكان عبد الحليم اوشك علي ختام الحفل ومغادرة المسرح ولكن الجماهير ظلت تهتف صورة ..صورة وهنا توقعنا حدوث مشكلة من قبل هذه الجماهير وعندما صعدت للمسرح فوجئت بعبد الحليم يتصبب عرقا رغم أن المسرح مكشوف والجو في الليلة كان باردا وقلت له غني "أحلف بسماها" وبدأت الفرقة الموسيقية في العزف وهدأ الجمهور وعندما انتهي من غناها تعتلك الت أصوات الجماهير مرة أخري تطالب بأغنية صورة وكأن أغنية أحلف بسماها أشعلت حماسهم وزدات حدة الهتاف وكادت تحدث ثورة إذا لم يغن عبد الحليم الأغنية ،
وصعدت إلي المسرح مرة أخري وقلت له : مفيش فايدة غني صورة فأشار إلي رجال الأمن وقال وماذا ستفعل مع هؤلاء قلت له السجن أفضل من الكارثة وغني عبد الحليم أغنية صورة كما لم يغنيها من قبل وسط تجاوب كبير من الجماهير، وتفهم رجال الأمن الموقف، وقالت القيادات التي حضرت انه لو لم يقدم عبد الحليم هذه الأغنية لحدثت مأساة وحوادث لا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها.
بينما قال عبد الحليم : أنا واثق أن أغنية "توبة" هي التي ستنجح لأنها أغنية خفيفة وبالفعل حققت الأغنية نجاحا كبيرا فبعد أسبوع من عرض الفيلم ظل الجمهور يرددها وطبعت علي أسطونات وباع منها آلاف النسخ وكانت أغنية الموسم لعام 1955وغناها عبد الحليم في جميع حفلاته.
[right]
بالرغم من رحيله إلا أنه مازال يسيطر على مشاعرنا ويحتل أحاسيسنا ويفرض صوته على عواطفنا ، فأغنياته تعبر عن كل حب عشناه وكل جرح داويناه هو عبد الحليم حافظ الذي رحل بجسده ولكن مازالت أغنياته تحيي بينا لذلك بحثا وراء بعضا من هذه الأغنيات لنجد حكايات وحكايات لذلك يرصد هذا الملف عن قرب بعضا من هذه الحكايات من الذين عاصروه
في البداية يؤكد عبد الرحمن الأبنودي أن لديه العديد والعديد من الحكايات والذكريات مع عبد الحليم حافظ حيث كانت تربطهما صداقة عميقة وحميمة، مؤكدا أنه كتب 15 أغنية وطنية لعبد الحليم لدرجة أنه راح يقول للناس أن الأبنودي قدم لي رشوة 3 أغنيات عاطفية لأظل أغني له الأغنيات الوطنية.
ليلة لا تنسي
ويبدأ الابنودي بحكاية أغنية "عدي النهار" التي كتبها للعندليب بعد نكسة 67 قائلا: كانت ليلة لا تنسي ومازلت أتذكرها وارددها دائما فعقب أحداث نكسة 1967 كانت الحسرة تشق الصدور وكنت يومها في شقة عبد الحليم مع كمال الطويل ومجدي العمروسي وبليغ حمدي نستمع بألم وحسرة لكلام عبد الناصر الذي أصابنا بالصدمة عندما أعلن يومها التنحي.ويضيف: بمجرد سماعنا للخبر لم ننتظر للنهاية بل انفجرنا كلنا في بكاء مرير وأصوات تتمزق حسرة بل أن بليغ حمدي فقد وعيه واخذ يصرخ كمن يسير في جنازة وهو يردد بآسي ولوعة آه يا مصر ويضرب بيديه علي الأرض بينما علق كمال الطويل وهو يضع يديه في جيبه قائلا ايه المسخرة دي، أما عبد الحليم فاخذ يردد بصوت عالي هنعمل ايه يا أخوانا ثم اقترح أن نذهب لعبد الناصر لنقنعه أن يرجع عن قرار تنحيه، وبالفعل نزلنا إلي الشارع متجهين إلي منزل عبد الناصر واذا بنا نفاجأ بأن سيارتنا قد غاصت في بحر من البشر المتدفق من كل مكان تهتف لعبد الناصر ألا يتنحى، ووقفنا بالسيارة لا نستطيع التحرك إلي أن استطاع سائق عبد الحليم أن يخرج بنا من منفذ لنعود منكسرين لا ينظر احدنا للاخر وتفرقنا كل إلي بيته.
بعدها اتصل بي عبد الحليم وقال: ايه يا عبد الرحمن ألا تعرف أننا متهمان بالترويج للنكسة ، هل سنظل صامتين هكذا ؟
أجبت : اسمع يا حليم مصر هزمت وأي أغنية تخرج للناس الآن دون أن تعترف بالهزيمة سوف تثير سخرية الأمة العربية كلها. قال : عاملي مناضل تدخل السجن وتخرج من السجن وحين احتاج إلي نضالك تهرب اكتب يا أخي وبعدين نناضل .
ساعتها أخرجت له من جيبي "عدي النهار" فصمت بعمق ثم اتصل ببليغ حمدي وطلب منه أن يأتيه على الفور وهكذا ولدت "عدي النهار" التي وزعها الراحل عبدالحليم نويرة"، واعتبرها الأغنية الوحيدة التي اعترفت بالنكسة أو الهزيمة في بلادنا. وكان يحلم بأن يخرج ينشدها علي أكتاف الشباب مرتديا جلبابه الأبيض والشباب يرددها معه في ميدان التحرير
ذكري خاصة
وغني أيضا عبد الحليم أغنية "أحلف بسمائها وبترابها" الذي لحنها كمال الطويل، و في مبني الإذاعة تحت دوي القنابل في يونيو وكانت الكلمات وليدة اللحظة والانفعال بما حدث بعد النكسة، وأقسم عبد الحليم أن يغني هذه الأغنية في كل حفلاته وفي أي مكان في العالم قبل أن يبدأ أي أغنية جديدة في أي حفل ولم يتوقف عن ترديدها حتى قام الجيش المصري بتحرير الأرض وحدوث العبور في عام 73 وبعدا بدأ يغني أغنية جديدة اسمها عاش اللي قالوأما حكاية أغنية "صباح الخير يا سينا" فلها ذكري خاصة عند الابنودي حيث تعتبر أخر لقاء جمعهما ، ويحكي الابنودي قائلا : حين حدثت حرب أكتوبر كنت وقتها أقيم بين انجلتر وتونس وكنت وقتها أجمع السيرة الهلالية وقد فوجئت عام 1974 بتليفون ولم يكن أحد يعرف تليفوني في لندن وفوجئت باتصال من عبد الحليم يسألني كيف نغني للهزيمة ولا نغني للنصر؟ وبعدين ما يصحش تكتب للهزيمة وغيرك يكتب للنصر لازم ترجع مصر تاني، وعدت بالفعل وكتبت له أغنية "صباح الخير يا سينا" وكان مجهدا جدا لدرجة انه بعد الانتهاء من تسجيلها خرج من الاستديو وقال لي سامحني يا عبد الرحمن أنا غنيت الغنوة وأنا مرهق قلت له : والله ياريت تغني لي دايما وانت تعبان لان صوتك اكتر انسانية و اكثر تعبيرا وكانت هذه المرة اخر لقاء جمعني بعبد الحليم لأنه سافر إلي لندن ولم اره مرة اخري.
حليم و الموجي
عبد الحليم
وكما يحمل الابنودي العديد من الأسرار والحكايات لعبد الحليم حافظ ، هناك أيضا حكايات وراء أغنيات حليم والموسيقار محمد الموجي يروي جانبا منها الملحن الموجي الصغير : حكاية أغنية "صافيني مرة"التي تعتبر أول لحن يقدمه والدي لعبد الحليم وهو مازال في بداية الطريق لذلك عندما عرضها والدي عليه أعجب بها بشدة وطلب منه أن يعرضها علي مطربين كبار لكي يحصل علي الشهرة والنجاح ، وبالفعل ذهب والدي بالأغنية إلي المطرب عبد الغني السيد الذي رفضها بعد أن استمع اليها والشيء نفسه فعله المطرب محمد عبد المطلب وهو ما جعل والدي يصر علي ان عبد الحليم حافظ يقدم الأغنية وكانت المرة الأولي التي يغني فيها عبد الحليم صافيني مرة في الاسكندرية وقد استقبله الجمهور بشكل سييء جدا.
ولكن شاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي نفسها سبب شهرة الثنائي محمد الموجي وعبد الحليم حافظ وذلك عندما غناها في حفل العيد الأول لثورة يوليو في حديقة الاندلس وقام الفنان الكبير يوسف وهبي بتقديم عبد الحليم حافظ علي المسرح، وكان والدي يجلس وراء عبد الحليم مع الفرقة ونجحت الأغنية واستقبلها الجمهور بشكل جيد.
ويستكمل الموجي الصغير الحكايات : قصيدة " رسالة من تحت الماء" التي كتبها نزار قباني عندما اختارها العندليب شكل ذلك في البداية ورطة لوالدي فالقصيدة صعبة التلحين خاصة في المقطع الذي ينتهي بحروف ساكنة والسكون في التلحين صعب حيث وقف والدي أمام القصيدة حائرا وكان يفكر في الاعتذار عن تلحينها ولكنه تراجع عن هذا القرار وبعد تفكير اتصل بالشاعر نزار قباني وطلب منه التغيير في القصيدة وخاصة السكون واعترف الشاعر الكبير لوالدي بأن القصيدة صعب تلحينها وأكد له انه لا يمكن تغيير السكون قائلا : لو غيرتها لما أصبحت القصيدة قصيدة ولما أصبح المعني هو المعني لابد أن تظل القصيدة هكذا .
وظن نزار أنه لن يلحن القصيدة لكنه تحدي نفسه في هذه القصيدة بالتحديد وقام بتلحينها كما توقع عبد الحليم وحققت نجاحا كبيرا.
شاعر العندليب
بينما يقول الشاعر الكبير محمد حمزة والذي اشتهر بلقب شاعر العندليب، قدمت مجموعة كبيرة من الأغاني لعبد الحليم ما بين العاطفية والوطنية والتي وصل عددها إلي 73 أغنية خلال الفترة من 1964 إلي 1977 أشهرها "نبتدي منن الحكاية" و"حاول تفتكرني" و"مداح القمر" و "موعود" وكل من هذه الأغنيات تحمل حكاية وذكري خاصة جمعتني به.
أننا في احدي المرات قد قرأنا معا قصيدة للمتنبي يقول فيها تعبير "قبض الريح" فقال لي حليم "مفيش حد يقدر يكتب نفس التعبير بالعامية وظلت 6 أشهر أفكر في نفس المعني لكن بالعامية حتى توصلت إلي جملة "ماسك الهوا بإيديه" في أغنية " زي الهوا" ويومها كان حليم في غاية السعادة لأنه حقق ما يريد بشكل غير مباشر وكان يدل ذلك علي ذكائه حيث كان يطلب كتابة شيئ معين دون التصريح به.
وهناك حكاية أخري حدثت مع أغنية "موعود" فقد كنا في طريقنا للمسرح ليغنيها وفي الطريق قال لي أنا خايف أغني "القمر طلع والخوف رجع " فالناس تعتقد أن الخوف رجع ع القمر فياريت تغيرها لي وبالفعل قمت بإعادة كتابتها "القمر طلع والخوف بعد".
أما أغنية "سواح" فلها ذكري وحكاية خاصة حيث تعتبر أول تعاون بينا، وكان بليغ حمدي يستمع لأغنياتي مع محمد رشدي وبالتحديد أغنية "عطشان يا صبايا" واتهمني وقتها بإفساد التراث الغنائي وشعرت بالاكتئاب إلا أنني فوجئت ببيلغ يأتي لزيارتي في الساعة 11 مساء ويطلب مني أن اسمعه شيئا جديدا فقرات له المذهب الأول من "سواح" فكتبه علي علبة سجائره وتركني ثم عاد مرة أخري في الواحدة بعد منتصف الليل وطلب مني أن أذهب معه لعبد الحليم حافظ، وتعامل معي عبد الحليم كأنه يعرفني وأكد لي أنه معجب بالاغنيات التي كتبتها لفايزة أحمد ثم طلب مني أن أجلس في حجرة مكتبه وأكمل أغنية "سواح" وذهب هو وبليغ ليبدأ العمل في اللحن وفي السابعة صباحا كانت الأغنية جاهزة ومن هنا بدأت رحلتي مع حليم.
ثورة صورة
ويروي أحمد الحاروفي منظم حفلات عبد الحليم في كتابه الذي يحمل عنوان "50 سنة مع أهل الفن" أنه عندما قام بتنظيم حفلتين له في لبنان وكان ذلك في عام 1968وكانت المنطقة العربية مازالت متوترة بتوابع نكسة67 حيث كان ممنوعا في ذلك الوقت تقديم أغاني وطنية في الحفلات العامة وشرحت لعبد الحليم ذلك وخاصة أن الجمهور في ذلك الوقت كان يطلب منه تقديم الأغاني الوطنية التي اشتهر بتقديمها في هذه الفترة وقلت له أعمل بروفة لأغنية "أحلف بسماها" لتقديمها للجمهور في حالة تصميمه علي تقديم الأغاني الوطنية لأنها أغنية وسطية ومعتدلة وحذرته من تقديم أغنية صورة بأي حال من الأحوال،
لأن أغنية "صورة" بالتحديد ممنوعة منعا باتا وأثناء الحفل وفي وجود أكثر من 10آلاف متفرج غني حليم مجموعة من أغنياته وبدأت الجماهير تهتف "صورة . . صورة" واستمر هتاف الجمهور.
وكان عبد الحليم اوشك علي ختام الحفل ومغادرة المسرح ولكن الجماهير ظلت تهتف صورة ..صورة وهنا توقعنا حدوث مشكلة من قبل هذه الجماهير وعندما صعدت للمسرح فوجئت بعبد الحليم يتصبب عرقا رغم أن المسرح مكشوف والجو في الليلة كان باردا وقلت له غني "أحلف بسماها" وبدأت الفرقة الموسيقية في العزف وهدأ الجمهور وعندما انتهي من غناها تعتلك الت أصوات الجماهير مرة أخري تطالب بأغنية صورة وكأن أغنية أحلف بسماها أشعلت حماسهم وزدات حدة الهتاف وكادت تحدث ثورة إذا لم يغن عبد الحليم الأغنية ،
وصعدت إلي المسرح مرة أخري وقلت له : مفيش فايدة غني صورة فأشار إلي رجال الأمن وقال وماذا ستفعل مع هؤلاء قلت له السجن أفضل من الكارثة وغني عبد الحليم أغنية صورة كما لم يغنيها من قبل وسط تجاوب كبير من الجماهير، وتفهم رجال الأمن الموقف، وقالت القيادات التي حضرت انه لو لم يقدم عبد الحليم هذه الأغنية لحدثت مأساة وحوادث لا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها.
بينما قال عبد الحليم : أنا واثق أن أغنية "توبة" هي التي ستنجح لأنها أغنية خفيفة وبالفعل حققت الأغنية نجاحا كبيرا فبعد أسبوع من عرض الفيلم ظل الجمهور يرددها وطبعت علي أسطونات وباع منها آلاف النسخ وكانت أغنية الموسم لعام 1955وغناها عبد الحليم في جميع حفلاته.
[right]