ايها المسلم : إنك تكرر قراءة الحمد مرات ومرات ، وكرات وكرات ، فهل تعقل معنى الحمد ؟ هل تفكرت في قولك : الحمد لله رب العالمين ؟ هل تدبرت هذه العبارة ، فغمر معناها فؤادك ، واقشعر لجلاله بدنك ؟ واضطرب بين جنبيك ما اضطرب ، والتهب فيه ما التهب ؟ إنها استفتاح للوحي القادم من الملأ الأعلى ، وحيا تنادى فيه إلى الهدى ، وتبصر به الطريق ، وتنجو من العمى ، نزل به سيد الملائكة ، على سيد الخلق أجمعين ، صلوات الله وسلامه عليه . فحري بك أن تقف عند معانيه ، وأن تتدبر ألفاظه ومبانيه ، وأن تعمل بما يأمرك به وأن تجتنب جميع نواهيه .
فلنقف سويا نتأمل أول آية ، فقط أول آية ، لتعلم أنه حقا وصدقا تنزيل من رب العالمين ،
فلنقف سويا نتأمل أول آية ، فقط أول آية ، لتعلم أنه حقا وصدقا تنزيل من رب العالمين ،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء ، {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء. وهذه الآية كما أنها تستفتح كتاب الله ، وأعظم سوره فهي أيضا خاتمة لنصر الله ، وانتقامه من أعدائه ، {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (45) سورة الأنعام. وهي خاتمة دعاء المتقين ، الذين يعملون الصالحات ، والوارثين للجنات ، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (10) سورة يونس
وهي ختام المسك في العبادة والتوحيد والدعاء والإخلاص : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (65) سورة غافر . وهي خاتمة كل شيء ، ومنهية القضاء ، وناشرة العدل ، فبعد أن ينزل الناس منازلهم ، فأهل النار في النار ، وأهل الجنة في الجنة ، {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (75) سورة الزمر. عبد الله : الحمد معناه الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها ، مع المحبة والتعظيم . فالحمد هو أن تذكر محاسن الغير ، على صفة ذاتية كالعلم والصبر والشجاعة ، أم على صفة فعلية : كالجود والبذل . فلا يكون الحمد إلا للحي العاقل . وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح . فإنه من الممكن أن تمدح جمادا ، ولكن لا يمكن أن تحمده ، فقد تمدح بقرة لكثرة لبنها ، أو تمدح الذهب للمعانه وقيمته ، ولكن لا تحمد أيا من ذلك .
ومن الفوارق أيضا بين الحمد والمدح ، فالمدح يكون قبل الإحسان وبعده ، والحمد لا يكون إلا بعده . وبيانه أنك قد تمدح من لم يفعل شيئا بل من هو بضد ما امتدحته عليه ، ولهذا جاء النهي عن المدح كما في قوله صلى الله عليه وسلم : احثوا التراب في وجوه المداحين . وأما الحمد فلا يكون إلى على ما اتصف به المحمود من صفات حسان ، ولهذا جاء الترغيب فيه : من لم يحمد الناس لم يحمد الله .
ولهذا فمن قولنا الحمد لله ، يكون لزاما أن الله حي ، فلا يحمد إلا الحي ، ويستلزم أيضا أن يتصف سبحانه بالصفات العلى والأسماء الحسنى ، فهو محمود على صفاته ، محمود على أسمائه ، محمود على فعله وإنعامه ، محمود على كل حال ، غير مودع ولا مكفور ولا مستغنى عنه .
وهي ختام المسك في العبادة والتوحيد والدعاء والإخلاص : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (65) سورة غافر . وهي خاتمة كل شيء ، ومنهية القضاء ، وناشرة العدل ، فبعد أن ينزل الناس منازلهم ، فأهل النار في النار ، وأهل الجنة في الجنة ، {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (75) سورة الزمر. عبد الله : الحمد معناه الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها ، مع المحبة والتعظيم . فالحمد هو أن تذكر محاسن الغير ، على صفة ذاتية كالعلم والصبر والشجاعة ، أم على صفة فعلية : كالجود والبذل . فلا يكون الحمد إلا للحي العاقل . وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح . فإنه من الممكن أن تمدح جمادا ، ولكن لا يمكن أن تحمده ، فقد تمدح بقرة لكثرة لبنها ، أو تمدح الذهب للمعانه وقيمته ، ولكن لا تحمد أيا من ذلك .
ومن الفوارق أيضا بين الحمد والمدح ، فالمدح يكون قبل الإحسان وبعده ، والحمد لا يكون إلا بعده . وبيانه أنك قد تمدح من لم يفعل شيئا بل من هو بضد ما امتدحته عليه ، ولهذا جاء النهي عن المدح كما في قوله صلى الله عليه وسلم : احثوا التراب في وجوه المداحين . وأما الحمد فلا يكون إلى على ما اتصف به المحمود من صفات حسان ، ولهذا جاء الترغيب فيه : من لم يحمد الناس لم يحمد الله .
ولهذا فمن قولنا الحمد لله ، يكون لزاما أن الله حي ، فلا يحمد إلا الحي ، ويستلزم أيضا أن يتصف سبحانه بالصفات العلى والأسماء الحسنى ، فهو محمود على صفاته ، محمود على أسمائه ، محمود على فعله وإنعامه ، محمود على كل حال ، غير مودع ولا مكفور ولا مستغنى عنه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبد الله : اعلم رحمني الله وإياك أن الحمد غير الشكر ، فهناك فرق بينهما ، فالشكر يختص بالإنعام الواصل إليك فقط ، بينما يعم الحمد الإنعام الواصل إليك وإلى غيرك فأنت تشكر الله تعالى على ما أعطاك ، وتحمده على ما أعطاك وأعطى غيرك . وفرق آخر ، فالشكر لا يكون على صفة ذات ، فلا يشكر العالم على علمه ، ولا يشكر المرء على ذكائه ، ولكنه يحمد عليها . فإذا تبين لك ذلك ظهر لك بجلاء لم اختير لفظ الحمد هنا دون لفظ المدح أو الشكر ، كما اختير في الرفع من الركوع ، وعند الفراغ من الطعام ، وعند العطاس وما أشبه ذلك .
ثم تأمل أيها الحبيب كيف قال الحمد لله ولم يقل أحمد الله ، أو نحمد الله . فإنه لو قال : أحمد لله لأفاد أن الحامد هو أنت وحدك ، وربما لم يحمده غيرك ، وقد تحمد من لا يستحق الحمد أيضا فهو فعل مختص بك لمن يستحق ولمن لا يستحق ، ثم هو مرتبط بزمن معين هو وقت حياتك ، أو حياة الحامدين غيرك ، فكانت الحمد لله شاملة عامة مطلقة ، فهي تفيد استحقاق المحمود للحمد ، في كل زمان وفي كل مكان ، ومن كل واحد حتى لو لم يحمده أحد فهو محمود لا يقيدها شيء ولا يقطعها شيء ، فالحمد لله حمد سرمدي ، لا يقطع ولا يعد ، عن استحقاق كامل للحمد ، قبل حمد الحامدين ، وقبل شكر الشاكرين ، سواء حمده الناس أم لم يحمدوه ، سواء شكروه أم كفروه ، فهو تعالى الحميد المجيد ، محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه وبسط لهم من فضله . استوجب الحمد بصنائعه الحميدة ، وآلائه الجميلة , فهو سبحانه بدأ فأوجد ، فهو المستحق لأن يحمد . والى بين منحه ، وتابع بين مننه ، فلا تدرك بالعد ، وإن استفرغ فيها العبد كل الجهد . فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه ؟ فله الحمد كله لا لغيره ، كما أن منه المنن وحده لا من غيره . وكيف لا يكون حميدا ، وله من الأسماء أحسنها ، ومن الصفات أكملها ، وفعله دائر بين العدل والفضل . يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وهو الحميد فكل حمد واقع أو كان مفروضا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عد ولا حسبان هو أهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الإحسان ومن هنا كان صلوات الله وسلامه عليه يقول حين يرفع من الركوع : اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، كلنا لك عبد ، لا ما نع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يفتتح صلاته فيقول : اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أن قيام السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن .... وقد كان عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه يوما فرفع رأسه من الركوع فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ قال رجل : أنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ، أيهم يكتبها أول أخرجه البخاري من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه . وجاء في الحديث : أما إن ربك يحب الحمد . وفي الحديث أيضا : والحمد لله تملأ الميزان . أو تملأ ما بين السموات والأرض . وعند ابن ماجة بسند حسن : ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله ، إلا كان ما أعطاه أفضل مما أخذ . ومعناه : أن إلهام الله تعالى له أن يحمده أفضل مما أخذ من النعمة . ولهذا جاء في الحديث عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها . أيها المسلمون : لقد تنوع في القرآن ذكر الحمد ، فقال الله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (267) سورة البقرة. وقال جل وعلا : { إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} (73) سورة هود. وقال سبحانه : { وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى. فهو سبحانه مستحق الحمد بكل أنواعه وأشكاله ، وعلى جميع أحواله ، فهو المحمود على غناه ، وعلى نعمه ، وهو المحمود على كبريائه ومجده وعظمته ، وهو المحمود على توليه المؤمنين بنصرته ورعايته . وهو المحمود على انتقامه من المشركين بجبروته وقدرته . فله الحمد على عزته ، وله الحمد على غلبته ، وله الحمد على حوله وقوته . فالحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا ، وإن لم يحمده غيره ، فهو حميد في نفسه . والمحمود من تعلق به حمد الحامدين .
ثم تأمل أيها الحبيب كيف قال الحمد لله ولم يقل أحمد الله ، أو نحمد الله . فإنه لو قال : أحمد لله لأفاد أن الحامد هو أنت وحدك ، وربما لم يحمده غيرك ، وقد تحمد من لا يستحق الحمد أيضا فهو فعل مختص بك لمن يستحق ولمن لا يستحق ، ثم هو مرتبط بزمن معين هو وقت حياتك ، أو حياة الحامدين غيرك ، فكانت الحمد لله شاملة عامة مطلقة ، فهي تفيد استحقاق المحمود للحمد ، في كل زمان وفي كل مكان ، ومن كل واحد حتى لو لم يحمده أحد فهو محمود لا يقيدها شيء ولا يقطعها شيء ، فالحمد لله حمد سرمدي ، لا يقطع ولا يعد ، عن استحقاق كامل للحمد ، قبل حمد الحامدين ، وقبل شكر الشاكرين ، سواء حمده الناس أم لم يحمدوه ، سواء شكروه أم كفروه ، فهو تعالى الحميد المجيد ، محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه وبسط لهم من فضله . استوجب الحمد بصنائعه الحميدة ، وآلائه الجميلة , فهو سبحانه بدأ فأوجد ، فهو المستحق لأن يحمد . والى بين منحه ، وتابع بين مننه ، فلا تدرك بالعد ، وإن استفرغ فيها العبد كل الجهد . فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه ؟ فله الحمد كله لا لغيره ، كما أن منه المنن وحده لا من غيره . وكيف لا يكون حميدا ، وله من الأسماء أحسنها ، ومن الصفات أكملها ، وفعله دائر بين العدل والفضل . يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وهو الحميد فكل حمد واقع أو كان مفروضا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عد ولا حسبان هو أهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الإحسان ومن هنا كان صلوات الله وسلامه عليه يقول حين يرفع من الركوع : اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، كلنا لك عبد ، لا ما نع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يفتتح صلاته فيقول : اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أن قيام السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن .... وقد كان عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه يوما فرفع رأسه من الركوع فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ قال رجل : أنا ، فقال صلى الله عليه وسلم : رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ، أيهم يكتبها أول أخرجه البخاري من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه . وجاء في الحديث : أما إن ربك يحب الحمد . وفي الحديث أيضا : والحمد لله تملأ الميزان . أو تملأ ما بين السموات والأرض . وعند ابن ماجة بسند حسن : ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله ، إلا كان ما أعطاه أفضل مما أخذ . ومعناه : أن إلهام الله تعالى له أن يحمده أفضل مما أخذ من النعمة . ولهذا جاء في الحديث عند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها . أيها المسلمون : لقد تنوع في القرآن ذكر الحمد ، فقال الله تعالى : { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (267) سورة البقرة. وقال جل وعلا : { إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} (73) سورة هود. وقال سبحانه : { وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى. فهو سبحانه مستحق الحمد بكل أنواعه وأشكاله ، وعلى جميع أحواله ، فهو المحمود على غناه ، وعلى نعمه ، وهو المحمود على كبريائه ومجده وعظمته ، وهو المحمود على توليه المؤمنين بنصرته ورعايته . وهو المحمود على انتقامه من المشركين بجبروته وقدرته . فله الحمد على عزته ، وله الحمد على غلبته ، وله الحمد على حوله وقوته . فالحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا ، وإن لم يحمده غيره ، فهو حميد في نفسه . والمحمود من تعلق به حمد الحامدين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أيها الأحبة : إن الحمد المطلق لا يمكن إلا أن يكون مقترنا بلفظ الجلالة : الله . ولو اقترن بغيره ما أدى نفس المعنى ، بل ربما وقع به الوهم ، كما لو قلت : الحمد للحي ، أو الحمد للقادر ، أو الحمد للعليم ، أو الحمد للسميع . فكما أن الألف واللام تفيدان الاستغراق والاستحقاق ، فكذلك لفظ الجلالة يفيد الاستحقاق والاستغراق ، فهو محمود بجميع أسمائه وصفاته . فلو قلت : الحمد للحي ، لاشترك معه غيره ، ولاقتصر حمدك له على حياته . وكذلك ما أشبه ذلك مثل السميع والبصير والرحيم وغيرها . وربما أفاد الاقتصار فقط دون الاشتراك كما لو قلت الحمد للرحمن ، أو الحمد للقيوم . فتبين بهذا أن الحمد لله ، هي الجملة المفيدة للمعاني كلها ، المستغرقة للحمد كله ، وللشكر كله ، وللمدح كله ، وللصفات كلها ، وللأسماء كلها ، فهي بحق تملأ الميزان ، وتملأ ما بين السماء والأرض , فحق لها أن تكون من أحب الكلمات إلى الله تعالى ، كما جاء عند مسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت . فلا عجب إذن من أن نبدأ صلاتنا ودعاءنا بل ويومنا بحمد الله ، فالحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون . وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]