مما لا شك فيه و من المتفق عليه عالميا بأن الأرشيف يمثل جزء هاما من تراث المجتمعات ، فدوره لا يستهان به كشواهد عن الأحداث المختلفة التي عاشتها و تعيشها الشعوب . فالأرشيف يحافظ على الأثر و يضمن حقوقا للدول و للشعوب . انه يمثل الهوية الوطنية للأمم . ان الجزائر و بعد 47 سنة من الإستقلال ما زالت تعاني من مشكلة استرجاع ارشيفها الذي يمثل تاريخها و ذاكرتها ذلك ان فرنسا لا زالت ترفض تسليم هذا الأرشيف المتواجد غالبيته بمركز البحوث بمدينة أيكس اون بروفانس حيث تم تحويله اليها غداة الإستقلال (1961-1962 ) مما حال دون امكانية كتابة تاريخ الجزائر كاملا . ان رفض فرنسا غير المبرر لتسليم هذا الأرشيف لاصحابه هو محاولة منها لإخفاء كل التجاوزات و الجرائم و الخروقات المرتكبة خلال احتلالها للأراضي الجزائرية . و اذا كانت فرنسا تعتبر بأن هذا الأرشيف هو < ارشيف وطني لما وراء البحار > فان الجزائر لن تتنازل عن حقها في استرجاع ذاكرتها اي ارشيفها الذي كان من المفروض ان تتسلمه بتسلمها لاراضيها المحررة من الاحتلال الفرنسي في 1962. و الأكيد أن الجزائر ستتمكن من استعادة ذاكرتها على الأقل بعد مرور نصف قرن أي 50 سنة من الاستقلال اي بعد ثلاث سنوات من الآن و هي الفترة التي يحددها القانون الفرنسي للإفراج عن الأرشيف .