تفاءلنا
خيرا بالتدابير الصارمة التي اتخذتها الوزارة فيما يخص الطريقة التي تم
بها توزيع الحراس والتلاميذ ورؤساء المراكز ، وهذه نقطة تحسب لصالح
الوزارة .
لا ننكر أبدا أن هذه السنة قد قُضي تماما على الغش الجمـاعي والمنظم ، والكل يعرف ما لا أريد الغوص فيه .....
الحراسة كانت مشدّدة إلى درجة أن خمسة أساتذة وجدوا أنفسهم في أحد المراكز يحرسون مترشحا كفيفا لوحده في قاعة الإمتحان .
وهنا بالمناسبة أفتح
قوسا لأندّد بالظلم الواقع على هذه الفئة من المترشحين ، فعلى سبيل المثال
لا الحصر أن في ولاية وهران وبالضبط في مدينة عيون الترك توجد في إحدى
الهيئات المتكفلة بالمكفوفين تجهيزات ضخمة لم تستغلها هذه الفئة .
إن الطريقة التي يُمتحن بها المكفوفون عندنا ترجع إلى القرون الماضية .
أعود للموضوع وأقول أنه
رغم الإجراءات التي اتخذتها الوزارة فيما يخص إجراء الامتحان إلا أن ما
جرى في بعض المراكز سميه ما شئت ما عدا امتحان بكالوريا .
إن بعض رؤساء المراكز أثبتوا فشلهم بدرجة جيد جدا ... وهذا ليس بجديد عليهم ..
لكن صدّقوني أن الكثير
من رؤساء المراكز ، وهذا بشهادة الحراس في هذه المراكز ، هيبتهم كانت أكبر
من الحدث ، حيث تشعر وأنت داخل المركز أنك في مؤسسة تربوية بكل ما تحمل
الكلمة من معنى ...
فيما يخص عملية تصحيح البكالوريا ....
أكبر وسمة عـــار عرفتها عملية التصحيح هو تغيير سلم التنقيط (فيزياء – علوم تجريبية) .
ما معنى وضع (4 نقط) أمام تمرين وتسليم الموضوع للمترشح ؟؟
هذا معناه أن الذي اقترح هذا التمرين قد درسه دراسة معمّقة وتوصّل إلى أن
الأسئلة الواردة في هذا التمرين متدرجة من الأسهل إلى الأصعب نسبيا ، وأن
هذه الأسئلة مبنية على استنطاق المترشح في معلومات معيّنة وأن الوقت
المخصص للإجابة عن كل هذه الأسئلة هو كذا .. ( ولنا كلام آخر في ما يخص
توقيت الامتحانات) ، وأن ثمن الإجابة عن كل هذه الأسئلة هو 4 نقط .
الإجــابة النموذجية
التي وضعها الديوان الوطني تحمل العلامة 4 نقط للتمرين الثالث في الموضوع
الأول لمادة الفيزياء – علوم تجريبية . ثم بلغنا من المراكز التي اختصت في
تصحيح النظام الجديد أن السلم الذي استلموه يحمل العلامة 2 ن على التمرين الثالث (المسمى القذيفة) .. ولنا كلام آخر في كيفية بناء موضوع إمتحان .
1 – على أي أساس حُذفت النقطتان ؟ هذا سؤال لا يمكن لأحد الإجابة عنه إلا الذي قام بذلك ..
2 – على أي أساس وُزّعت النقطتان على التمرينين الآخرين ؟
3 – ما ذنب التلميذ الذي
أجاب على كل أسئلة هذا التمرين إجابة صحيحة ؟ وربما لم يُوفّق في التمرين
الثاني أو الرابع صاحبا الـ 5 نقط ؟ لقد زرعنا في ذاكرة هذا التلميذ بذرة
سوداء لا ينساها أبدا !!!!
ربما يظهر لبعضنا هذا الأمر مجرد عملية تقنية ، لكن صدّقوني أن هذا بالنسبة للتلميذ شيء آخر
هل نعلم نحن كم صرف التلميذ من الوقت في حل التمرين الثالث ؟
معنى
كل هذا أن الموضوع لم يكن مدروسا قبل تقديمه للمترشحين ، إذن لماذا هذا
الارتجال وهذا التلاعب بمصير هذا الامتحان خاصة ونحن بصدد الإصلاح ...
إذا
كان الديوان الوطني يعلم بخطورة الموقف وما يترتب عنه من نتائج سلبية تصيب
الإصلاح في لبه ، فهذه كارثة ، وإذا كان يعلم بذلك فهذا وباء .
متى تستقر الأوضاع في هذا الديوان ؟؟
إني
أتابع سير هذا الامتحان في كثير من البلدان منها الغربية والعربية ولم
أسجّل أية قضية من هذا النوع ، حتى في البلدان التي نعتبرها نحن متخلّفة ..
لم يفلح هذا الديوان حتى في طريقة ترتيب صفحات مواضيع بعض المواد ...
سيدي
الوزير .... قبل أن تواصلوا بناء الطابق الثاني (أقصد الإصلاحات) عليكم أن
تدعّموا الأسـاس ، وذلك بإبعاد الطين منه وتعويضه بالإسمنت المسلّح ....
نرجع إلى موضوعنا حتى لا نبتعد كثيرا إلى مجالات أخرى لا نفهم فيها الشيء الكثير ..
وصمة العار الثانية في تصحيح البكالوريا هي وجود مصححين في المواد العلمية لم يسبق لهم على الإطلاق تدريس السنة الثالثة !!!!!
قد يقول البعض : ما دام هذا المصحّح عبارة عن أستاذ فهو مؤهّل للتصحيح ...
نحن لسنا في حرب ، حتى يتحتّم علينا أن ندعّم الجبهة بجنود مبتدئين قليلي الخبرة بالحرب ، لأننا فقدنا
جزءا كبيرا من جيشنا على الجبهة ... لا نحن في حالة سلم ...
لماذا
يستدعي الديوان للتصحيح أستاذا حديث العهد بالتدريس ولم يسبق له أن درس
السنة الثالثة و لا يستدعي أستاذا آخر درس السنة الثالثة (برنامج جديد) ؟؟
هل يصعب على الديوان الوطني أن يعرف قائمة الأساتذة الذين يدرّسون السنة الثالثة – نظام جديد ؟
هل الإصلاحات تبدأ بهذا الخطأ ؟؟ أم أن هناك شيء آخر ؟
أين هو دور المفتشين في هذا المجال ؟؟
لم نسمع أن مفتشا (رئيس لجنة للتصحيح) كتب تقريرا للوزارة في نهاية التصحيح في هذا الشأن .
حتى أن بعض رؤساء لجان
تصحيح الفيزياء لم يعطوا أي اهتمام للخطأ الوارد في حل الموضوع الأول في
تمرين الكهرباء شعبة الرياضيات ، فإذا كان المفتّش يسكت عن مثل هذه
الأشياء ، إذن ليس من الضروري أن يكون مفتش اللغة العربية مسؤولا عن تصحيح
اللغة العربية ، وبهذا يمكن إسناد مسؤولية الإشراف على لجنة تصحيح
الفيزياء لأحد الحراس العامين (مع احترامي الشديد للحراس العامين لأنهم
يحملون على عاتقهم كل مشاكل الثانوية ، وخاصة إذا كان مدير الثانوية من
محبى الجلوس في مكتبه طول الوقت مبحرا عبر شبكة الأنترنيت ، والتي من
المفروض أن توضع تحت تصرف التلاميذ والأساتذة ) .
أنا لا أقصد الإساءة
للمفتشين ، لأن منهم من أفنى جزءا من عمره من أجل أن يرتقي التعليم في
الجزائر ، وما زال لحد الآن مناضلا من أجل ذلك ، وهذا بشهادة كل أصحاب
الميدان ، وأن أسماء هؤلاء معروفة على مستوى كل الوطن .
كيف نطلب من أستاذ لم يدرّس السنة الثالثة – البرنامج الجديد أ ن يصحح البكالوريا ؟؟ هذا غير معقول على الإطلاق ..
لما نقدّم سلم التنقيط
لهذا الأستاذ (مع احترامي له) كأننا قدمنا له صورة فوتوغرافية يوجد عليها
شخص وطلبنا منه أن يبحث لنا عن هذا الشخص . طبعا لا يوجد إلا شخص واحد
يوافق هذه الصورة .
هكذا يتعامل هذا المصحح
مع ورقة الامتحان ، أي أنه لا يأخذ بعين الإعتبار إلا الطريقة الواردة في
السلم ، والكل يعرف أن الإجابات عديدة من أجل سؤال واحد عادة ، وخاصة في
العلوم الفيزيائية .
هل تعلم الآن عزيزي
التلميذ لماذا لما قيّمتَ إجابتك بواسطة السلم ووجدت 17 في مادة مــا ، ثم
تفاجأت لما وجدت نقطتك 12 ؟ هذا جزء من المشكلة . طبعا لا ننسى أن هناك من
التلاميذ من ينحاز لنفسه خلال التقييم .
لماذا يستدعي الديوان للتصحيح أستاذا مستخلفا ولم يسبق له أن درس السنة الثالثة و لا يستدعي أستاذا آخر درس السنة الثالثة (برنامج جديد) ؟؟
الإجابة تبقى عند المسؤول الأول عن قوائم المصححين ...
إقتراح :
استدعاء أكبر عدد ممكن
من المصححين وتسليمهم عددا من الأوراق لا يتجاوز 60 ورقة أو أقل ، بحيث
تبقى تكلفة التصحيح هي نفسها أو أقل لأن عدد أيام المكوث في المركز تقلّ
(بغض النظر على أن التكلفة من جيب المترشح ، رغم أن هناك فروع إدارية في
الوزارات تستهلك في مناسبات ومهرجانات لا تسمن ولا تغني من جوع وفي يوم
واحد ما تستهلكه عملية التصحيح برمتها !)
اختيار المصححين يكون
بالتعاون مع مفتشي المواد ، لأن هؤلاء هم أقرب إلى الأساتذة ويعرفونهم عن
قرب ، وبذلك يتحمّل المفتش أخطاء المصححين الذين أختارهم لهذه العملية .
بهذه الطريقة لا نجد فروقا في العلامات بين التصحيح الأول والتصحيح الثاني لأن عدد الأوراق قليل .
هناك في بعض المواد بعض المصححين سامحهم الله وصلوا إلى حد 450 ورقة في 3 أيام ، وهذا على مرآى ومسمع المسؤول عن لجنة التصحيح .
هذه هي السنة الأولى
التي مُدّد فيها الفارق بين التصحيحين لكي يُعاد للمرة الثالثة إلى 4 نقط
في المواد العلمية و 4,5 نقطة في المواد الأدبية ، ورغم ذلك هناك في بعض
المراكز حُرقت (بلغة
المصححين) لجان كثيرة أي فاقت النسبة المسموح بها من الفروق . هل يُعقل أن
نجد في لجنة واحدة تحتوي على 200 ورقة أكثر من 50 فارقا يفوق 4 نقط ؟ (أي
مقدار علامة تمرين) .
إن أسباب هذه المشاكل هي التي ذكرناها سابقا ...
هل القضاء على هذه المشاكل ممكن ؟
نعم ممكن ولا يحتاج إلى تفكير كبير واجتماعات أي كلام ..
1 - يجب الرجوع للطريقة
السابقة في اقتراح المواضيع ، حيث تبدأ من الأساتذة إلى المفتشين إلى
الوزارة ، لأن بناء مواضيع الامتحانات علم قائم بذاته .
تعلمون أن في بعض
البلدان نتائج امتحان البكالوريا دائما محصور بين 70 إلى 73 بالمائة .
(أقصد أن النسبة لا تتغير كثيرا من سنة إلى سنة أخرى) . هل تعلمون لماذا
هذا الثبات في النسبة ؟ لأن التلاميذ في هذه البلدان ينشؤون على طريقة
علمية في بناء مواضيع امتحاناتهم ، أما عندنا يمكن لنسبة النجاح في
البكالوريا أن تنتقل من 35 بالمئة مباشرة إلى 55 بالمائة .
لأن طرح المواضيع يكون عادة عشوائيا ولا يخضع لأي بناء علمي ، وضف إلى ذلك طريقة تقييم الامتحان .
الطريقة العلمية هي أن
نحل التمرين أولا وننقط كل الأسئلة الواردة فيه ثم نجمع هذه النقط والتي
تمثل علامة التمرين ، وليس العكس ، وهو أن نعطي علامة للتمرين ثم نقسّمها
على الأسئلة الواردة فيه .
حتى لاحظنا في سلم
البكالوريا أحيانا تُعطى نقط على أجزاء في التمرين لا قيمة لها في الحل ،
والسبب هو أنهم لم يجدوا أين يوزعون هذه النقط لكي يكون المجموع موافقا
لعلامة التمرين .
2 – عدم التراجع عن السلم المقترح في ورقة الامتحان .
3 - يجب الضبط المحكم لقوائم المصححين .
4 – يجب توفير وقت كافي جدا لمناقشة سلم التصحيح في المراكز .
5 – تطبيق إجراءات صارمة على المصححين الذين يرتكبون أخطاء في التصحيح (أقصد الفروق غير المعقولة)
بحيث يمكن أن نشخّص الطرف المخطئ ، لا أن نحتكم للتصحيح الثالث (من غير المعقول أن نعتبر أن المصحح الثالث هو دائما على صواب)
يجب أن نلاقي بين المصححين مع المصحح الثالث ويقومون بتصحيح ثالث جماعيا ، وهنا الهدف الأكبر وهو عدم ظلم المترشح .
باتباع
هذه النقط التي ذكرناها يأخذ كل ذي حق حقّه ، فمن نجح ينجح باستحقاق ومن
لم يُوفّق سيكون راضيا بنتيجته وغير صاخط علينا وغير فاقد للثقة في شهادة
البكالوريا وسيعيد إجتياز هذا الإمتحان وينال الشهادة بجدارة .
خلاصة : فكّرت كثيرا ولم أتوصل لحد الآن إلى تقييم يُقنعني لنتائج بكالوريا 2008 .
خيرا بالتدابير الصارمة التي اتخذتها الوزارة فيما يخص الطريقة التي تم
بها توزيع الحراس والتلاميذ ورؤساء المراكز ، وهذه نقطة تحسب لصالح
الوزارة .
لا ننكر أبدا أن هذه السنة قد قُضي تماما على الغش الجمـاعي والمنظم ، والكل يعرف ما لا أريد الغوص فيه .....
الحراسة كانت مشدّدة إلى درجة أن خمسة أساتذة وجدوا أنفسهم في أحد المراكز يحرسون مترشحا كفيفا لوحده في قاعة الإمتحان .
وهنا بالمناسبة أفتح
قوسا لأندّد بالظلم الواقع على هذه الفئة من المترشحين ، فعلى سبيل المثال
لا الحصر أن في ولاية وهران وبالضبط في مدينة عيون الترك توجد في إحدى
الهيئات المتكفلة بالمكفوفين تجهيزات ضخمة لم تستغلها هذه الفئة .
إن الطريقة التي يُمتحن بها المكفوفون عندنا ترجع إلى القرون الماضية .
أعود للموضوع وأقول أنه
رغم الإجراءات التي اتخذتها الوزارة فيما يخص إجراء الامتحان إلا أن ما
جرى في بعض المراكز سميه ما شئت ما عدا امتحان بكالوريا .
إن بعض رؤساء المراكز أثبتوا فشلهم بدرجة جيد جدا ... وهذا ليس بجديد عليهم ..
لكن صدّقوني أن الكثير
من رؤساء المراكز ، وهذا بشهادة الحراس في هذه المراكز ، هيبتهم كانت أكبر
من الحدث ، حيث تشعر وأنت داخل المركز أنك في مؤسسة تربوية بكل ما تحمل
الكلمة من معنى ...
فيما يخص عملية تصحيح البكالوريا ....
أكبر وسمة عـــار عرفتها عملية التصحيح هو تغيير سلم التنقيط (فيزياء – علوم تجريبية) .
ما معنى وضع (4 نقط) أمام تمرين وتسليم الموضوع للمترشح ؟؟
هذا معناه أن الذي اقترح هذا التمرين قد درسه دراسة معمّقة وتوصّل إلى أن
الأسئلة الواردة في هذا التمرين متدرجة من الأسهل إلى الأصعب نسبيا ، وأن
هذه الأسئلة مبنية على استنطاق المترشح في معلومات معيّنة وأن الوقت
المخصص للإجابة عن كل هذه الأسئلة هو كذا .. ( ولنا كلام آخر في ما يخص
توقيت الامتحانات) ، وأن ثمن الإجابة عن كل هذه الأسئلة هو 4 نقط .
الإجــابة النموذجية
التي وضعها الديوان الوطني تحمل العلامة 4 نقط للتمرين الثالث في الموضوع
الأول لمادة الفيزياء – علوم تجريبية . ثم بلغنا من المراكز التي اختصت في
تصحيح النظام الجديد أن السلم الذي استلموه يحمل العلامة 2 ن على التمرين الثالث (المسمى القذيفة) .. ولنا كلام آخر في كيفية بناء موضوع إمتحان .
1 – على أي أساس حُذفت النقطتان ؟ هذا سؤال لا يمكن لأحد الإجابة عنه إلا الذي قام بذلك ..
2 – على أي أساس وُزّعت النقطتان على التمرينين الآخرين ؟
3 – ما ذنب التلميذ الذي
أجاب على كل أسئلة هذا التمرين إجابة صحيحة ؟ وربما لم يُوفّق في التمرين
الثاني أو الرابع صاحبا الـ 5 نقط ؟ لقد زرعنا في ذاكرة هذا التلميذ بذرة
سوداء لا ينساها أبدا !!!!
ربما يظهر لبعضنا هذا الأمر مجرد عملية تقنية ، لكن صدّقوني أن هذا بالنسبة للتلميذ شيء آخر
هل نعلم نحن كم صرف التلميذ من الوقت في حل التمرين الثالث ؟
معنى
كل هذا أن الموضوع لم يكن مدروسا قبل تقديمه للمترشحين ، إذن لماذا هذا
الارتجال وهذا التلاعب بمصير هذا الامتحان خاصة ونحن بصدد الإصلاح ...
إذا
كان الديوان الوطني يعلم بخطورة الموقف وما يترتب عنه من نتائج سلبية تصيب
الإصلاح في لبه ، فهذه كارثة ، وإذا كان يعلم بذلك فهذا وباء .
متى تستقر الأوضاع في هذا الديوان ؟؟
إني
أتابع سير هذا الامتحان في كثير من البلدان منها الغربية والعربية ولم
أسجّل أية قضية من هذا النوع ، حتى في البلدان التي نعتبرها نحن متخلّفة ..
لم يفلح هذا الديوان حتى في طريقة ترتيب صفحات مواضيع بعض المواد ...
سيدي
الوزير .... قبل أن تواصلوا بناء الطابق الثاني (أقصد الإصلاحات) عليكم أن
تدعّموا الأسـاس ، وذلك بإبعاد الطين منه وتعويضه بالإسمنت المسلّح ....
نرجع إلى موضوعنا حتى لا نبتعد كثيرا إلى مجالات أخرى لا نفهم فيها الشيء الكثير ..
وصمة العار الثانية في تصحيح البكالوريا هي وجود مصححين في المواد العلمية لم يسبق لهم على الإطلاق تدريس السنة الثالثة !!!!!
قد يقول البعض : ما دام هذا المصحّح عبارة عن أستاذ فهو مؤهّل للتصحيح ...
نحن لسنا في حرب ، حتى يتحتّم علينا أن ندعّم الجبهة بجنود مبتدئين قليلي الخبرة بالحرب ، لأننا فقدنا
جزءا كبيرا من جيشنا على الجبهة ... لا نحن في حالة سلم ...
لماذا
يستدعي الديوان للتصحيح أستاذا حديث العهد بالتدريس ولم يسبق له أن درس
السنة الثالثة و لا يستدعي أستاذا آخر درس السنة الثالثة (برنامج جديد) ؟؟
هل يصعب على الديوان الوطني أن يعرف قائمة الأساتذة الذين يدرّسون السنة الثالثة – نظام جديد ؟
هل الإصلاحات تبدأ بهذا الخطأ ؟؟ أم أن هناك شيء آخر ؟
أين هو دور المفتشين في هذا المجال ؟؟
لم نسمع أن مفتشا (رئيس لجنة للتصحيح) كتب تقريرا للوزارة في نهاية التصحيح في هذا الشأن .
حتى أن بعض رؤساء لجان
تصحيح الفيزياء لم يعطوا أي اهتمام للخطأ الوارد في حل الموضوع الأول في
تمرين الكهرباء شعبة الرياضيات ، فإذا كان المفتّش يسكت عن مثل هذه
الأشياء ، إذن ليس من الضروري أن يكون مفتش اللغة العربية مسؤولا عن تصحيح
اللغة العربية ، وبهذا يمكن إسناد مسؤولية الإشراف على لجنة تصحيح
الفيزياء لأحد الحراس العامين (مع احترامي الشديد للحراس العامين لأنهم
يحملون على عاتقهم كل مشاكل الثانوية ، وخاصة إذا كان مدير الثانوية من
محبى الجلوس في مكتبه طول الوقت مبحرا عبر شبكة الأنترنيت ، والتي من
المفروض أن توضع تحت تصرف التلاميذ والأساتذة ) .
أنا لا أقصد الإساءة
للمفتشين ، لأن منهم من أفنى جزءا من عمره من أجل أن يرتقي التعليم في
الجزائر ، وما زال لحد الآن مناضلا من أجل ذلك ، وهذا بشهادة كل أصحاب
الميدان ، وأن أسماء هؤلاء معروفة على مستوى كل الوطن .
كيف نطلب من أستاذ لم يدرّس السنة الثالثة – البرنامج الجديد أ ن يصحح البكالوريا ؟؟ هذا غير معقول على الإطلاق ..
لما نقدّم سلم التنقيط
لهذا الأستاذ (مع احترامي له) كأننا قدمنا له صورة فوتوغرافية يوجد عليها
شخص وطلبنا منه أن يبحث لنا عن هذا الشخص . طبعا لا يوجد إلا شخص واحد
يوافق هذه الصورة .
هكذا يتعامل هذا المصحح
مع ورقة الامتحان ، أي أنه لا يأخذ بعين الإعتبار إلا الطريقة الواردة في
السلم ، والكل يعرف أن الإجابات عديدة من أجل سؤال واحد عادة ، وخاصة في
العلوم الفيزيائية .
هل تعلم الآن عزيزي
التلميذ لماذا لما قيّمتَ إجابتك بواسطة السلم ووجدت 17 في مادة مــا ، ثم
تفاجأت لما وجدت نقطتك 12 ؟ هذا جزء من المشكلة . طبعا لا ننسى أن هناك من
التلاميذ من ينحاز لنفسه خلال التقييم .
لماذا يستدعي الديوان للتصحيح أستاذا مستخلفا ولم يسبق له أن درس السنة الثالثة و لا يستدعي أستاذا آخر درس السنة الثالثة (برنامج جديد) ؟؟
الإجابة تبقى عند المسؤول الأول عن قوائم المصححين ...
إقتراح :
استدعاء أكبر عدد ممكن
من المصححين وتسليمهم عددا من الأوراق لا يتجاوز 60 ورقة أو أقل ، بحيث
تبقى تكلفة التصحيح هي نفسها أو أقل لأن عدد أيام المكوث في المركز تقلّ
(بغض النظر على أن التكلفة من جيب المترشح ، رغم أن هناك فروع إدارية في
الوزارات تستهلك في مناسبات ومهرجانات لا تسمن ولا تغني من جوع وفي يوم
واحد ما تستهلكه عملية التصحيح برمتها !)
اختيار المصححين يكون
بالتعاون مع مفتشي المواد ، لأن هؤلاء هم أقرب إلى الأساتذة ويعرفونهم عن
قرب ، وبذلك يتحمّل المفتش أخطاء المصححين الذين أختارهم لهذه العملية .
بهذه الطريقة لا نجد فروقا في العلامات بين التصحيح الأول والتصحيح الثاني لأن عدد الأوراق قليل .
هناك في بعض المواد بعض المصححين سامحهم الله وصلوا إلى حد 450 ورقة في 3 أيام ، وهذا على مرآى ومسمع المسؤول عن لجنة التصحيح .
هذه هي السنة الأولى
التي مُدّد فيها الفارق بين التصحيحين لكي يُعاد للمرة الثالثة إلى 4 نقط
في المواد العلمية و 4,5 نقطة في المواد الأدبية ، ورغم ذلك هناك في بعض
المراكز حُرقت (بلغة
المصححين) لجان كثيرة أي فاقت النسبة المسموح بها من الفروق . هل يُعقل أن
نجد في لجنة واحدة تحتوي على 200 ورقة أكثر من 50 فارقا يفوق 4 نقط ؟ (أي
مقدار علامة تمرين) .
إن أسباب هذه المشاكل هي التي ذكرناها سابقا ...
هل القضاء على هذه المشاكل ممكن ؟
نعم ممكن ولا يحتاج إلى تفكير كبير واجتماعات أي كلام ..
1 - يجب الرجوع للطريقة
السابقة في اقتراح المواضيع ، حيث تبدأ من الأساتذة إلى المفتشين إلى
الوزارة ، لأن بناء مواضيع الامتحانات علم قائم بذاته .
تعلمون أن في بعض
البلدان نتائج امتحان البكالوريا دائما محصور بين 70 إلى 73 بالمائة .
(أقصد أن النسبة لا تتغير كثيرا من سنة إلى سنة أخرى) . هل تعلمون لماذا
هذا الثبات في النسبة ؟ لأن التلاميذ في هذه البلدان ينشؤون على طريقة
علمية في بناء مواضيع امتحاناتهم ، أما عندنا يمكن لنسبة النجاح في
البكالوريا أن تنتقل من 35 بالمئة مباشرة إلى 55 بالمائة .
لأن طرح المواضيع يكون عادة عشوائيا ولا يخضع لأي بناء علمي ، وضف إلى ذلك طريقة تقييم الامتحان .
الطريقة العلمية هي أن
نحل التمرين أولا وننقط كل الأسئلة الواردة فيه ثم نجمع هذه النقط والتي
تمثل علامة التمرين ، وليس العكس ، وهو أن نعطي علامة للتمرين ثم نقسّمها
على الأسئلة الواردة فيه .
حتى لاحظنا في سلم
البكالوريا أحيانا تُعطى نقط على أجزاء في التمرين لا قيمة لها في الحل ،
والسبب هو أنهم لم يجدوا أين يوزعون هذه النقط لكي يكون المجموع موافقا
لعلامة التمرين .
2 – عدم التراجع عن السلم المقترح في ورقة الامتحان .
3 - يجب الضبط المحكم لقوائم المصححين .
4 – يجب توفير وقت كافي جدا لمناقشة سلم التصحيح في المراكز .
5 – تطبيق إجراءات صارمة على المصححين الذين يرتكبون أخطاء في التصحيح (أقصد الفروق غير المعقولة)
بحيث يمكن أن نشخّص الطرف المخطئ ، لا أن نحتكم للتصحيح الثالث (من غير المعقول أن نعتبر أن المصحح الثالث هو دائما على صواب)
يجب أن نلاقي بين المصححين مع المصحح الثالث ويقومون بتصحيح ثالث جماعيا ، وهنا الهدف الأكبر وهو عدم ظلم المترشح .
باتباع
هذه النقط التي ذكرناها يأخذ كل ذي حق حقّه ، فمن نجح ينجح باستحقاق ومن
لم يُوفّق سيكون راضيا بنتيجته وغير صاخط علينا وغير فاقد للثقة في شهادة
البكالوريا وسيعيد إجتياز هذا الإمتحان وينال الشهادة بجدارة .
خلاصة : فكّرت كثيرا ولم أتوصل لحد الآن إلى تقييم يُقنعني لنتائج بكالوريا 2008 .
وللكلام بقية .................
لم
يكن غرضي من هذا المقال التجريح أو النقذ من أجل النقذ ، لكني أردت أن
أشارك في إصلاح بعض الأخطاء التي إن لم يوضع لها حد في بداية إصلاح
منظومتنا التعليمية فإنها ستكبر وتستفحل وتنخر ها من داخلهـا .
أطلب
من رجال الميدان أن يعلقوا على المقال بكل حرية وأن ينبهوني إن كنت مخطئة في حق أي أحد ، وأن يشاركوا بكل ما لديهم من أفكار في هذا المجال .
سيأتي جيل من بعدنا ، فإما أن يذكرنا بخير ويترحم علينا ، وإما .....
.
يكن غرضي من هذا المقال التجريح أو النقذ من أجل النقذ ، لكني أردت أن
أشارك في إصلاح بعض الأخطاء التي إن لم يوضع لها حد في بداية إصلاح
منظومتنا التعليمية فإنها ستكبر وتستفحل وتنخر ها من داخلهـا .
أطلب
من رجال الميدان أن يعلقوا على المقال بكل حرية وأن ينبهوني إن كنت مخطئة في حق أي أحد ، وأن يشاركوا بكل ما لديهم من أفكار في هذا المجال .
سيأتي جيل من بعدنا ، فإما أن يذكرنا بخير ويترحم علينا ، وإما .....
.