[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أعرفها ولا أعرفها، أعرفها من خلال فنها، ولكن لا أعرفها على المستوى الشخصي، أشعر بما تريد إيصاله وتعجز عنه أحياناً لأسباب عديدة، منها أنها سجنت في قالب لا يرغب جمهورها بأن تحيد عنه، فكتبت عنها مرة "أنها ملكة حرمت من اللعب مع الأميرات"، قيودها كثيرة، ولكنها تتحرر منها تدريجيا بعد سنوات النضج والخبرة، وفي مرحلة تصبح فيها المرأة قادرة على إتخاذ القرار، والمضي فيه، وفعل ما تشعر هي بأنه الصح، وليس ما يشعر به الآخرين.
تعرفت على نجوى الشجاعة التي تجاوزت مرحلة يمكن للنقد فيها أن يكسرها، أو يخيفها من المضي فيما تريد تحقيقه، إن كان على الصعيد الفني أو الشخصي.
نجوى التي أثر بها النقد القاسي في وقت من الأوقات، تعلمت الدرس اليوم، ربما إستغرقت بضعة أعوام قبل أن تتمكن من السير فيما بدأته عام 2001، كانت تتلمس خلالها طريقها في الظلمة، عندما وصفتُ هذه المرحلة بمرحلة تخبط، تلقيت كماً من الهجوم غير مسبوق من محبيها، اليوم وفي هذا اللقاء وضعت أمامها كل ما كتبت عنها في السابق، فكيف جاء الرد؟ هل هي عاشقة؟ ما هي فلسفتها في الحب والزواج؟ هل تتخلى عن أمومتها لأجل الفن؟ من نجح معها أكثر سعيد الماروق أم يحيا سعادة؟
كيف ترد على من أنتقدها بأن مفردات أغنياتها في البومها الأخير سطحية أو خفيفة وتفتقر للعمق؟ هل تشجع البنات على الخطأ من خلال أغنيتها "خليني شوفك" عن كل هذا وأكثر دار بيننا هذا السجال .... فأي لقاء مع نجوى هو حالة مستمرة من الكر والفر...
[b]الى أي مدى تكونين قلقة ومتوترة مع طرح عمل جديد لك في الأسواق؟
دون شك أشعر بالقلق، ففي مجالنا لاتوجد عملية حسابية واضحة تضمن النجاح، أو تحدد ما يمكن أن يحبه الجمهور ... فالمسألة تعتمد على الذائقة، والفن الوان ولكل منا لونه المفضل.
في فترة من الفترات جربت التغيير في موسيقاك، وقدمت أغنيات كـ "عاشقة" و "أوعى تكون زعلت"، وواجهت الأخيرة ردود فعل عنيفة .. هل أخافتك ردة فعل الجمهور ومنعتك من تكرار التجربة؟
في "عاشقة" كانت ردود الفعل أكثر من رائعة، وهي التي أعطتني الدافع لخوض تجربة "أوعى تكون زعلت" التي كانت من نمط السوينغ الغنائي، بينما عاشقة كانت من نمط "الريغي" أكثر منها "راب".
في حينها لم يتقبلها الجمهور، بينما اليوم هي آخر موضة، أردنا أن نسبق العصر لكن الجمهور لم يلحق بنا!
وإذا أردت رأيي شخصياً، ربما لأن الأغنية تعتمد فقط على الإيقاع والغناء الرشيق، ولا تحتاج لقدرات صوتية وإنما يفترض أن يكون عصبك صحيحاً في الإيقاع، لذلك فهي لا تشعرني بالشجن. أنا أغني الإيقاع لكن على أن يكون ممزوجاً بجمل لحنية تتيح لي الغناء، كـ"عاشقة" التي كانت مزيج بين الإيقاع والغناء.
ولكن كونك أقدمت على هذه التجربة هذا يعني أنك كنت مقتنعة بها قبل الإعتراضات؟
طبعاً..
إذن ردة الفعل أخافتك وجعلتك تحجمين عن تكرارها...؟!
أخذتها بعين الإعتبار أكيد ولم أكرر هذا النوع من الغناء.
لماذا؟
لأنني أغني للناس...
ولكن هناك من أحب أوعى تكون زعلت..وهم من الناس أيضاً؟!
من أحبها قدمت له "شو هالحلا"... وتكمل مبتسمة: "وسطنت الأمور ولم أكرر خوض تجربة غناء أغنية ليست لبنانية، شو هالحلا كانت لبنانية مودرن".
ولكن اليس أجمل ما في الفن (التجريب والمخاطرة)؟ الا تشعرين بلذة أكبر من تقديم ما هو متوقع منك وينتظره الناس؟
صحيح.. لا يفترض بالفنان أن يقدم المتوقع لأنهم اذا توقعوا ما ستقدمينه هذا يعني بأنك فشلت، وبقيت في مكانك، ولكن تقديم الغير متوقع يفترض أن يترافق مع أن يكون ما تقدمينه جميلاً ويتقبله الناس.
الا تتفقين معي بأن "الجمهور المتعصب" قد يخنق الفنان أحياناً ..؟
100% لا يخنقه فقط، وإنما يتسبب في تقصير عمره الفني كذلك. أنا فنانة أنتقد نفسي بقسوة، وأتقبل النقد عندما يلفت إنتباهي لأمر لم أحسب له حساباً، لكن أن أنتقد على أمر قمت بحسابه بشكل جيد، وراعيت فيه كل الخطوط الحمر التي أضعها لنفسي، لا أصغي لهذا النقد، ولا يعنيني.
عندما قدمت "تعا خبيك" مع سعيد الماروق، أنا شخصياً أحببت وشجعت محاولة التغيير التي أقدمت عليها، ولكن الفكرة نفسها لم تكن تشبه نجوى، جميل أنك جربت الخروج من المتوقع وتقديم شيء جديد للجمهور، ولكن أعتقد بأن يحيا سعادة نجح معك أكثر من سعيد الماروق....
نعم صحيح، لأن إنسياب الموضوع في "خليني شوفك" كان أفضل، هناك تآلف بين أول وآخر مشهد، قصة متسلسلة...
السيناريو في "تعا خبيك" كان ضعيفاً؟
صحيح، في تعا خبيك لم تكن هناك حبكة للرؤية التي أراد سعيد إيصالها ...
الا تقع عليك مسؤولية متساوية....
100% ولكن عندما أتعامل مع مخرج محترف كسعيد الماروق، أعين موعداً لنزول الأغنية المصورة على التلفزيون، ويكون لدينا وقت محدد لإنجازها، وعندما ينشأ لديك إعتراض يقول لك المخرج بأن التغيير سيستغرق وقتاً، وسيؤخرنا، وتصطدمين بمحاولات المخرج لإقناعك بأن الأغنية كما منتجها هو أفضل، بينما أنا كان لدي إعتراضات على النتيجة...
هل لنا معرفة ماهية هذه الإعتراضات؟
مثلاً .. مشهد الخيل كان "زيادة" ... وإختيار المخرج لتصوير مشاهد (القواص) ضرب النار في الهرمل غير مبرر، إذا كان المونتاج سيتم بهذه الطريقة، كان يمكننا تصويره في أي موقع آخر، في الهرمل كانت درجة الحرارة 7 تحت الصفر، وعانينا من البرد الشديد... وهناك لقطات للـ "قواص" لم تأخذ حقها بالمونتاج في الموقع الذي تم تشييده لذلك، مشهد العشاء على الطاولة كان خالياً من الرومانسية، بينما أنا أقول للحبيب في الأغنية تعا خبيك.
[b]هل أنت مع ترجمة كلمات الأغنية حرفياً في الكليب؟
لا أبداً، لكن على الأقل يجب أن يكون هناك موضوع ليصل الى الناس كما يجب .. فلو لم يشاهد الجمهور فيلم Mr. & Mrs. Smith ربما كان سيتعذر عليه أن يفهم ما نود قوله... لم يشاهد سوى قواص ومطاردات وآخر شي...
أقاطعها: هربت العصابة منك ولم نفهم مالذي أخافهم؟
هربوا لأنني أنقذت الحبيب...
نعم ولكن هذا المشهد كان ضعيفاً وغير مقنع...
بالنسبة لي أحب أفكار سعيد، ولكن في أحيان كثيرة أشعر بأن سعيد ليس لديه وقت كاف لتضمين كل المشاهد التي يصورها، فنقع في غلطة أننا لا نصل بشكل واضح للناس. ويحب دوماً أن تكون صورته "منزهة عن الأرض" أي "أن تكون فوق الأرض" ... انا مع أن يكون هناك رقي وتعقيد، ولكن بشرط أن نلامس الشعب البسيط ومشاعره في نفس الوقت.
سعيد يركز دوماً على التقنية في صورته وينسى الإحساس؟
حقيقة ... وليس ذلك فقط .. كان في حينها عائداً من تصوير فيلم مع مخرجين أميركان وكانت يحاول ممارسة الإخراج علي بطريقة هوليوودية ... وتقديمي بشكل ممثلة...
هناك من إنتقد هذا العمل بقسوة...
مهما كان.. مع سعيد هناك حد أدنى ... بمعنى ان العمل معه إما أن ينجح كثيراً، أو أن ينجح نجاحاً عادياً، ولكن أشك أن يفشل... وأعترف بأن نجاح "تعا خبيك" لم يكن أكبر من نجاح "هيدا حكي" أو "شو هالحلا".
أخذت النقد هنا بنظر الإعتبار أم تضايقت؟
تراوغ: ظهرت بشخصية جديدة .. لكنها لا تعتبر نقلة بالنسبة لي.
كان يراودني شعور بأنك منذ عدلت عن قرارك بعدم تصوير أغنياتك، وأنت تبحثين عن صورة معينة فشل اغلب من تعاملت معهم في تحقيقها لك...
نعم .. لم يقدموا لي كل ما أطمح اليه... كنت أخذ منهم "شوي شوي" لأرى الى أين يمكن أن أصل... وأختبر ردود الفعل لأنها البوصلة، فأنا لا يمكنني أن أكسر الصورة دفعة واحدة، الصورة تصل عندي "لمطرح خلص... هناك نقط كبيرة ... ممنوع أن يتخطاها أحد".
مع يحيا كسرت الصورة ...؟
تجيب بنفي قاطع: لا لم أكسرها أبداً ... لم يكن هناك سوى مشهد واحد رومانسي .. وكان "لا رومانسي" في نفس الوقت ...
لم يكن هذا قصدي... قصدت نجوى كيف تم تقديمها "الصورة الأنثوية" ... تقاطعني:
في هيدا حكي كان هناك أنوثة ... على البحر "بالتايغر" ظهرت بقمة الأنوثة ... وأنا أركض... أقاطعها بدوري:
لكنها تبقى نجوى التي تعودنا عليها ... بشكلها وأزياءها ...
ربما ... حكي كثيراً هنا عن مشاهد الركض... رغم أنني ركضت في هيدا حكي... لكن السيناريو كان مختلفاً لم تكن هناك عصابة تطاردني ...
هم عصابة أم أهلك؟
لا ليس بالضرورة أن يكونوا أهلي ... العصابة ليست الأهل...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنا شعرت بأنهم أهلك يقفون لحراستك حول منزلك.. وأنت حبيسة بين الجدران ... التي ترمز للعادات والتقاليد ... وتتطلعين للهرب مع الحبيب لتعيشي حلمك .. لكنك في النهاية بقيت في مكانك ولم تبرحيه ... هكذا وصلتني الصورة...
تجيب شارحة فكرة العمل: القصة مبنية على أن هناك كرنفال شعبي في الحي الذي اعيش فيه، وتسكنه طبقات مختلفة من الناس... منهم هذه العصابة التي تلاحقني... ويخلصني إنسان لبسه مختلف كلياً... وهو من أحد القبائل ونرمز لذلك بالعباية التي يرتديها.. ليخلصني من العصابة نمثل معاً مشهداً رومانسياً لنوهمهم بأنه الرجل الذي أحتمي به ... وعندما يهربون أقوم بدفعه بعيداً عني وأهرب لأعود الى بيتي بعد أن آخذ منه القلادة التي ترمز الى أملي في أن أعود وأراه بعد أن أعجبتني شهامته...
عندما يكون العمل غير مباشر ويتضمن رموزاً يصبح كلوحة سيريالية كل يراها ويفهمها بطريقته... أنت في هذه الأغنية تتحدثين بلغة جريئة جداً ... تقاطعني بحزم:
في "الأوديو فقط" ... هي تحاول أن "تطلع من عيب الحب".... وتستدرك وتسألني: لماذا نعتبر الحب عيباً؟
هكذا هي المرأة العربية مقموعة ممنوع عليها أن تشعر .. أن تحب... أن تعبر.. أن تتغزل...
تقاطعني بإنفعال قائلة: "العيب هو اللاحب" ... وتقص علي قصة زميلة دراسة كانت جميلة جداً، كانت والدتها تسأل نجوى بإستمرار إن كانت إبنتها تحب، وكانت نجوى تعتقد بأن الأم ترفض أن تقع إبنتها في الحب، لكنها إكتشفت لاحقاً بأن الأم كانت تأمل أن تعشق إبنتها ولكنها في نفس الوقت كانت من خلال سؤالها تحرص على أن تعرف ليدخل حبيب إبنتها البيت، ولتكون العلاقة أمام مراقبة الأهل.. لكي لا يقع الخطأ ... وتسألني اليس هذا هو التفكير الصحيح...؟
وتكمل: إذا كانت البنت لا تعرف الحب هذا أمر يخيفني، لأنه يدل على إنها بلا مشاعر.. او أنها ليست طبيعية..!!! وتستطرد: إذا كان الإعتراض على جملة "الليل بيستر العيوب" يمكننا أن نفعل العيب في وضح النهار.. لكنهم لا يعتقدون بأن احداً يمكن أن يفعل العيب في النهار.... ! لا اعتقد بأنه من الخطأ أن تنجذب البنت لشاب، ولكن عندما تشعر بأن مشاعرها جدية يفترض أن يأتي الى بيتها.
يتبــــــــــــــــــــع
تعرفت على نجوى الشجاعة التي تجاوزت مرحلة يمكن للنقد فيها أن يكسرها، أو يخيفها من المضي فيما تريد تحقيقه، إن كان على الصعيد الفني أو الشخصي.
نجوى التي أثر بها النقد القاسي في وقت من الأوقات، تعلمت الدرس اليوم، ربما إستغرقت بضعة أعوام قبل أن تتمكن من السير فيما بدأته عام 2001، كانت تتلمس خلالها طريقها في الظلمة، عندما وصفتُ هذه المرحلة بمرحلة تخبط، تلقيت كماً من الهجوم غير مسبوق من محبيها، اليوم وفي هذا اللقاء وضعت أمامها كل ما كتبت عنها في السابق، فكيف جاء الرد؟ هل هي عاشقة؟ ما هي فلسفتها في الحب والزواج؟ هل تتخلى عن أمومتها لأجل الفن؟ من نجح معها أكثر سعيد الماروق أم يحيا سعادة؟
كيف ترد على من أنتقدها بأن مفردات أغنياتها في البومها الأخير سطحية أو خفيفة وتفتقر للعمق؟ هل تشجع البنات على الخطأ من خلال أغنيتها "خليني شوفك" عن كل هذا وأكثر دار بيننا هذا السجال .... فأي لقاء مع نجوى هو حالة مستمرة من الكر والفر...
[b]الى أي مدى تكونين قلقة ومتوترة مع طرح عمل جديد لك في الأسواق؟
دون شك أشعر بالقلق، ففي مجالنا لاتوجد عملية حسابية واضحة تضمن النجاح، أو تحدد ما يمكن أن يحبه الجمهور ... فالمسألة تعتمد على الذائقة، والفن الوان ولكل منا لونه المفضل.
في فترة من الفترات جربت التغيير في موسيقاك، وقدمت أغنيات كـ "عاشقة" و "أوعى تكون زعلت"، وواجهت الأخيرة ردود فعل عنيفة .. هل أخافتك ردة فعل الجمهور ومنعتك من تكرار التجربة؟
في "عاشقة" كانت ردود الفعل أكثر من رائعة، وهي التي أعطتني الدافع لخوض تجربة "أوعى تكون زعلت" التي كانت من نمط السوينغ الغنائي، بينما عاشقة كانت من نمط "الريغي" أكثر منها "راب".
في حينها لم يتقبلها الجمهور، بينما اليوم هي آخر موضة، أردنا أن نسبق العصر لكن الجمهور لم يلحق بنا!
وإذا أردت رأيي شخصياً، ربما لأن الأغنية تعتمد فقط على الإيقاع والغناء الرشيق، ولا تحتاج لقدرات صوتية وإنما يفترض أن يكون عصبك صحيحاً في الإيقاع، لذلك فهي لا تشعرني بالشجن. أنا أغني الإيقاع لكن على أن يكون ممزوجاً بجمل لحنية تتيح لي الغناء، كـ"عاشقة" التي كانت مزيج بين الإيقاع والغناء.
ولكن كونك أقدمت على هذه التجربة هذا يعني أنك كنت مقتنعة بها قبل الإعتراضات؟
طبعاً..
إذن ردة الفعل أخافتك وجعلتك تحجمين عن تكرارها...؟!
أخذتها بعين الإعتبار أكيد ولم أكرر هذا النوع من الغناء.
لماذا؟
لأنني أغني للناس...
ولكن هناك من أحب أوعى تكون زعلت..وهم من الناس أيضاً؟!
من أحبها قدمت له "شو هالحلا"... وتكمل مبتسمة: "وسطنت الأمور ولم أكرر خوض تجربة غناء أغنية ليست لبنانية، شو هالحلا كانت لبنانية مودرن".
ولكن اليس أجمل ما في الفن (التجريب والمخاطرة)؟ الا تشعرين بلذة أكبر من تقديم ما هو متوقع منك وينتظره الناس؟
صحيح.. لا يفترض بالفنان أن يقدم المتوقع لأنهم اذا توقعوا ما ستقدمينه هذا يعني بأنك فشلت، وبقيت في مكانك، ولكن تقديم الغير متوقع يفترض أن يترافق مع أن يكون ما تقدمينه جميلاً ويتقبله الناس.
الا تتفقين معي بأن "الجمهور المتعصب" قد يخنق الفنان أحياناً ..؟
100% لا يخنقه فقط، وإنما يتسبب في تقصير عمره الفني كذلك. أنا فنانة أنتقد نفسي بقسوة، وأتقبل النقد عندما يلفت إنتباهي لأمر لم أحسب له حساباً، لكن أن أنتقد على أمر قمت بحسابه بشكل جيد، وراعيت فيه كل الخطوط الحمر التي أضعها لنفسي، لا أصغي لهذا النقد، ولا يعنيني.
عندما قدمت "تعا خبيك" مع سعيد الماروق، أنا شخصياً أحببت وشجعت محاولة التغيير التي أقدمت عليها، ولكن الفكرة نفسها لم تكن تشبه نجوى، جميل أنك جربت الخروج من المتوقع وتقديم شيء جديد للجمهور، ولكن أعتقد بأن يحيا سعادة نجح معك أكثر من سعيد الماروق....
نعم صحيح، لأن إنسياب الموضوع في "خليني شوفك" كان أفضل، هناك تآلف بين أول وآخر مشهد، قصة متسلسلة...
السيناريو في "تعا خبيك" كان ضعيفاً؟
صحيح، في تعا خبيك لم تكن هناك حبكة للرؤية التي أراد سعيد إيصالها ...
الا تقع عليك مسؤولية متساوية....
100% ولكن عندما أتعامل مع مخرج محترف كسعيد الماروق، أعين موعداً لنزول الأغنية المصورة على التلفزيون، ويكون لدينا وقت محدد لإنجازها، وعندما ينشأ لديك إعتراض يقول لك المخرج بأن التغيير سيستغرق وقتاً، وسيؤخرنا، وتصطدمين بمحاولات المخرج لإقناعك بأن الأغنية كما منتجها هو أفضل، بينما أنا كان لدي إعتراضات على النتيجة...
هل لنا معرفة ماهية هذه الإعتراضات؟
مثلاً .. مشهد الخيل كان "زيادة" ... وإختيار المخرج لتصوير مشاهد (القواص) ضرب النار في الهرمل غير مبرر، إذا كان المونتاج سيتم بهذه الطريقة، كان يمكننا تصويره في أي موقع آخر، في الهرمل كانت درجة الحرارة 7 تحت الصفر، وعانينا من البرد الشديد... وهناك لقطات للـ "قواص" لم تأخذ حقها بالمونتاج في الموقع الذي تم تشييده لذلك، مشهد العشاء على الطاولة كان خالياً من الرومانسية، بينما أنا أقول للحبيب في الأغنية تعا خبيك.
[b]هل أنت مع ترجمة كلمات الأغنية حرفياً في الكليب؟
لا أبداً، لكن على الأقل يجب أن يكون هناك موضوع ليصل الى الناس كما يجب .. فلو لم يشاهد الجمهور فيلم Mr. & Mrs. Smith ربما كان سيتعذر عليه أن يفهم ما نود قوله... لم يشاهد سوى قواص ومطاردات وآخر شي...
أقاطعها: هربت العصابة منك ولم نفهم مالذي أخافهم؟
هربوا لأنني أنقذت الحبيب...
نعم ولكن هذا المشهد كان ضعيفاً وغير مقنع...
بالنسبة لي أحب أفكار سعيد، ولكن في أحيان كثيرة أشعر بأن سعيد ليس لديه وقت كاف لتضمين كل المشاهد التي يصورها، فنقع في غلطة أننا لا نصل بشكل واضح للناس. ويحب دوماً أن تكون صورته "منزهة عن الأرض" أي "أن تكون فوق الأرض" ... انا مع أن يكون هناك رقي وتعقيد، ولكن بشرط أن نلامس الشعب البسيط ومشاعره في نفس الوقت.
سعيد يركز دوماً على التقنية في صورته وينسى الإحساس؟
حقيقة ... وليس ذلك فقط .. كان في حينها عائداً من تصوير فيلم مع مخرجين أميركان وكانت يحاول ممارسة الإخراج علي بطريقة هوليوودية ... وتقديمي بشكل ممثلة...
هناك من إنتقد هذا العمل بقسوة...
مهما كان.. مع سعيد هناك حد أدنى ... بمعنى ان العمل معه إما أن ينجح كثيراً، أو أن ينجح نجاحاً عادياً، ولكن أشك أن يفشل... وأعترف بأن نجاح "تعا خبيك" لم يكن أكبر من نجاح "هيدا حكي" أو "شو هالحلا".
أخذت النقد هنا بنظر الإعتبار أم تضايقت؟
تراوغ: ظهرت بشخصية جديدة .. لكنها لا تعتبر نقلة بالنسبة لي.
كان يراودني شعور بأنك منذ عدلت عن قرارك بعدم تصوير أغنياتك، وأنت تبحثين عن صورة معينة فشل اغلب من تعاملت معهم في تحقيقها لك...
نعم .. لم يقدموا لي كل ما أطمح اليه... كنت أخذ منهم "شوي شوي" لأرى الى أين يمكن أن أصل... وأختبر ردود الفعل لأنها البوصلة، فأنا لا يمكنني أن أكسر الصورة دفعة واحدة، الصورة تصل عندي "لمطرح خلص... هناك نقط كبيرة ... ممنوع أن يتخطاها أحد".
مع يحيا كسرت الصورة ...؟
تجيب بنفي قاطع: لا لم أكسرها أبداً ... لم يكن هناك سوى مشهد واحد رومانسي .. وكان "لا رومانسي" في نفس الوقت ...
لم يكن هذا قصدي... قصدت نجوى كيف تم تقديمها "الصورة الأنثوية" ... تقاطعني:
في هيدا حكي كان هناك أنوثة ... على البحر "بالتايغر" ظهرت بقمة الأنوثة ... وأنا أركض... أقاطعها بدوري:
لكنها تبقى نجوى التي تعودنا عليها ... بشكلها وأزياءها ...
ربما ... حكي كثيراً هنا عن مشاهد الركض... رغم أنني ركضت في هيدا حكي... لكن السيناريو كان مختلفاً لم تكن هناك عصابة تطاردني ...
هم عصابة أم أهلك؟
لا ليس بالضرورة أن يكونوا أهلي ... العصابة ليست الأهل...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنا شعرت بأنهم أهلك يقفون لحراستك حول منزلك.. وأنت حبيسة بين الجدران ... التي ترمز للعادات والتقاليد ... وتتطلعين للهرب مع الحبيب لتعيشي حلمك .. لكنك في النهاية بقيت في مكانك ولم تبرحيه ... هكذا وصلتني الصورة...
تجيب شارحة فكرة العمل: القصة مبنية على أن هناك كرنفال شعبي في الحي الذي اعيش فيه، وتسكنه طبقات مختلفة من الناس... منهم هذه العصابة التي تلاحقني... ويخلصني إنسان لبسه مختلف كلياً... وهو من أحد القبائل ونرمز لذلك بالعباية التي يرتديها.. ليخلصني من العصابة نمثل معاً مشهداً رومانسياً لنوهمهم بأنه الرجل الذي أحتمي به ... وعندما يهربون أقوم بدفعه بعيداً عني وأهرب لأعود الى بيتي بعد أن آخذ منه القلادة التي ترمز الى أملي في أن أعود وأراه بعد أن أعجبتني شهامته...
عندما يكون العمل غير مباشر ويتضمن رموزاً يصبح كلوحة سيريالية كل يراها ويفهمها بطريقته... أنت في هذه الأغنية تتحدثين بلغة جريئة جداً ... تقاطعني بحزم:
في "الأوديو فقط" ... هي تحاول أن "تطلع من عيب الحب".... وتستدرك وتسألني: لماذا نعتبر الحب عيباً؟
هكذا هي المرأة العربية مقموعة ممنوع عليها أن تشعر .. أن تحب... أن تعبر.. أن تتغزل...
تقاطعني بإنفعال قائلة: "العيب هو اللاحب" ... وتقص علي قصة زميلة دراسة كانت جميلة جداً، كانت والدتها تسأل نجوى بإستمرار إن كانت إبنتها تحب، وكانت نجوى تعتقد بأن الأم ترفض أن تقع إبنتها في الحب، لكنها إكتشفت لاحقاً بأن الأم كانت تأمل أن تعشق إبنتها ولكنها في نفس الوقت كانت من خلال سؤالها تحرص على أن تعرف ليدخل حبيب إبنتها البيت، ولتكون العلاقة أمام مراقبة الأهل.. لكي لا يقع الخطأ ... وتسألني اليس هذا هو التفكير الصحيح...؟
وتكمل: إذا كانت البنت لا تعرف الحب هذا أمر يخيفني، لأنه يدل على إنها بلا مشاعر.. او أنها ليست طبيعية..!!! وتستطرد: إذا كان الإعتراض على جملة "الليل بيستر العيوب" يمكننا أن نفعل العيب في وضح النهار.. لكنهم لا يعتقدون بأن احداً يمكن أن يفعل العيب في النهار.... ! لا اعتقد بأنه من الخطأ أن تنجذب البنت لشاب، ولكن عندما تشعر بأن مشاعرها جدية يفترض أن يأتي الى بيتها.
يتبــــــــــــــــــــع