..
تأتي لحظة الفرح على جناحين .. كعصفور يحط على فرع شجرة..قد لا تبصر من
أين جاء ؟ و لن تعرف إلى أين يمضي !!.. و لا الوقت الذي يمكن أن يبقى فيه
أمام عينيك !.. ولكن عمر وجوده القصير سيبقى ملء قلبك .. ملء حواسك كلها
بما يملك من جمال الريش وجمال الحركة .. و جمال الصوت الذي يتناثر من
حوله.. و بفعل حركته الدائمه ....
تأتي لحظة الفرح على جناحين .. كعصفور يحط على فرع شجرة..قد لا تبصر من
أين جاء ؟ و لن تعرف إلى أين يمضي !!.. و لا الوقت الذي يمكن أن يبقى فيه
أمام عينيك !.. ولكن عمر وجوده القصير سيبقى ملء قلبك .. ملء حواسك كلها
بما يملك من جمال الريش وجمال الحركة .. و جمال الصوت الذي يتناثر من
حوله.. و بفعل حركته الدائمه ....
لعل
شيئا ً كهذا هو ما تفعله بنا لحظة الفرح .. ومهما تكن أسبابها.. نابعة من
ذكرى بعيدة .. أو قادمة مع طَرَقَاتٍ على الباب من زائر طال الشوق إليه
بطول غيابه.. أو خبر يشد عينيك في صحيفة .. أو وعد غير مباشر بلقاء .. أو
فكرة لامعة تتخلق مما كان يبدو مجرد فوضى خانقة .
تختلف
الأسباب وتتعدد و تتنوع .. كما تختلف شخصيات من يتلقونها .. و لكنها حين
تنتهي بلحظة الفرح ..فإن اللحظة في جمالها و إكتمالها تستغرقنا ...
تستغرقنا متعة الشعور بجمالها.. متعة الرضا بما ترتوي به حاجاتنا الظمأى
لهذه اللحظة .. فلا نبحث عما وراء ذلك كله من أسباب أو منطق أو غايات ..!
على الأقل لنصطاد به مثل هذه اللحظة في مقتبل الأيام .. ننسى الماضي و لو
كان هو الذي دفع بهذه اللحظة إلينا .. و لا نهتم بما يمكن أن يُضمر
المستقبل لهذه اللحظة ..... تصبح لحظة الحاضر هي الخلود بعينه ..
..
و لعل هذا الإستغراق الأناني الجميل هو ما يجعلنا نفيق حين نُدرك أن لحظة
الفرح التي جاءت فجأة .... قد رحلت فجأة كذلك ... لأننا و هي معنا نكتفي
بأن نعيشها لا أن نفهمها !..
..
أما لحظة الحزن .. و سواء كانت تهُب ُ كما تهُب ُ العواصف .. أو تتسلل كما
تتسلل النيران .... فإنها في الغالب تبدو و كأنها تحاصرنا من كل الجهات ..
و أيا ً كانت ردود أفعالنا فهي تأخذ صورة من يحاول البحث عن ثغرة ٍ في هذا
الحصار..... و غالباً ما يكون هذا الجزء من الماضي هو لحظة حزن ٍ شبيهة أو
مثيلة ...لعلنا نتذكر كيف كان الخروج ..؟ و كيف كان الخلاص..؟ نتعلم أو
نتعزى بلحظةِ حزن ٍ أصغر أو أكبر ... و دائما ً ما نكتشف أن زمن الأحزان
طويل .. و غائر .. و أن جذوره ممتدة لا في ماضينا القريب وحده .. بل في
أزمان ٍ سحيقة.. و نكتشفُ و نحن بين الذهول و اليقظة أن تاريخ الأحزان
أطول من أعمارنا .. أطول من كل أعمار ذاكرتنا .. و أن الدروس التي أنقذت
جذورنا قد لا تسعفنا .. و نتساءل مع الحيرة التي تعصفُ بنا : كيف واصَلَت
هذه الأحزان طريقها إلى زماننا ..؟؟
.. كل هذه المخاوف و الهواجس و الشكوك كيف واصَلت كل هذه الرحلة التي هي من عمر الحياة ذاتها ..! ؟..
.. لماذا لم يسرقها اللصوص الذين سرقوا أفراح الماضي ..؟..
لماذا هي الجزء من الميراث الذي لم يطمع فيه أحد .. ولم يتشاجر حوله أحد ..؟!
.. و إلى أن نلتقي ببعض إجابات لهذه الأسئلة ..
(( طائر للفرح ... و غابة للأحزان )) .
شيئا ً كهذا هو ما تفعله بنا لحظة الفرح .. ومهما تكن أسبابها.. نابعة من
ذكرى بعيدة .. أو قادمة مع طَرَقَاتٍ على الباب من زائر طال الشوق إليه
بطول غيابه.. أو خبر يشد عينيك في صحيفة .. أو وعد غير مباشر بلقاء .. أو
فكرة لامعة تتخلق مما كان يبدو مجرد فوضى خانقة .
تختلف
الأسباب وتتعدد و تتنوع .. كما تختلف شخصيات من يتلقونها .. و لكنها حين
تنتهي بلحظة الفرح ..فإن اللحظة في جمالها و إكتمالها تستغرقنا ...
تستغرقنا متعة الشعور بجمالها.. متعة الرضا بما ترتوي به حاجاتنا الظمأى
لهذه اللحظة .. فلا نبحث عما وراء ذلك كله من أسباب أو منطق أو غايات ..!
على الأقل لنصطاد به مثل هذه اللحظة في مقتبل الأيام .. ننسى الماضي و لو
كان هو الذي دفع بهذه اللحظة إلينا .. و لا نهتم بما يمكن أن يُضمر
المستقبل لهذه اللحظة ..... تصبح لحظة الحاضر هي الخلود بعينه ..
..
و لعل هذا الإستغراق الأناني الجميل هو ما يجعلنا نفيق حين نُدرك أن لحظة
الفرح التي جاءت فجأة .... قد رحلت فجأة كذلك ... لأننا و هي معنا نكتفي
بأن نعيشها لا أن نفهمها !..
..
أما لحظة الحزن .. و سواء كانت تهُب ُ كما تهُب ُ العواصف .. أو تتسلل كما
تتسلل النيران .... فإنها في الغالب تبدو و كأنها تحاصرنا من كل الجهات ..
و أيا ً كانت ردود أفعالنا فهي تأخذ صورة من يحاول البحث عن ثغرة ٍ في هذا
الحصار..... و غالباً ما يكون هذا الجزء من الماضي هو لحظة حزن ٍ شبيهة أو
مثيلة ...لعلنا نتذكر كيف كان الخروج ..؟ و كيف كان الخلاص..؟ نتعلم أو
نتعزى بلحظةِ حزن ٍ أصغر أو أكبر ... و دائما ً ما نكتشف أن زمن الأحزان
طويل .. و غائر .. و أن جذوره ممتدة لا في ماضينا القريب وحده .. بل في
أزمان ٍ سحيقة.. و نكتشفُ و نحن بين الذهول و اليقظة أن تاريخ الأحزان
أطول من أعمارنا .. أطول من كل أعمار ذاكرتنا .. و أن الدروس التي أنقذت
جذورنا قد لا تسعفنا .. و نتساءل مع الحيرة التي تعصفُ بنا : كيف واصَلَت
هذه الأحزان طريقها إلى زماننا ..؟؟
.. كل هذه المخاوف و الهواجس و الشكوك كيف واصَلت كل هذه الرحلة التي هي من عمر الحياة ذاتها ..! ؟..
.. لماذا لم يسرقها اللصوص الذين سرقوا أفراح الماضي ..؟..
لماذا هي الجزء من الميراث الذي لم يطمع فيه أحد .. ولم يتشاجر حوله أحد ..؟!
.. و إلى أن نلتقي ببعض إجابات لهذه الأسئلة ..
(( طائر للفرح ... و غابة للأحزان )) .