باسم الله الرحمان الرحيم
ذكر كتاب نلسون - وهو أحد المراجع المشهورة في طب الأطفال - في طبعته عام 1994م أن الأبحاث الحديثة أظهرت وجود علاقة ارتباط قوية بين مدة الرضاعة من ثدي الأم وبين ظهور مرض السكري من النوع الأول ، وذلك من خلال عدد من الدراسات التي أجريت على الأطفال في كل من النرويج والسويد والدانمارك ، وعلل الباحثون ذلك بأن لبن الأم يمد الطفل بحماية ضد عوامل بيئية تؤدي إلى تدمير خلايا بيتا البنكرياسية في الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي لذلك ، وأن مكونات الألبان الصناعية وأطعمة الرضع تحتوي على مواد كيميائية سامة لخلايا بيتا البنكرياسية ، وأن ألبان البقر تحتوي على بروتينات يمكن أن تكون ضارة لهذه الخلايا ، كما لوحظ أيضا في بعض البلدان الأخرى أن مدة الرضاعة من الثدي تتناسب عكسيا مع حدوث مرض السكري ، لذلك ينصح الباحثون الآن بإطالة مدة الرضاعة من ثدي الأم للوقاية من هذا المرض الخطير ، وللحفاظ على صحة الأطفال في المستقبل .
وبناء على هذه الحقائق برزت في السنوات الأخيرة نظرية مفادها أن بروتين لبن البقر يمكن أن يحدث تفاعلا حيويا مناعيا يؤدي إلى تحطيم خلايا بيتا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين ، ويعضد هذه النظرية وجود أجسام مضادة لبروتين لبن البقر بنسب مرتفعة في مصل الأطفال المصابين بداء السكري بالمقارنة مع الأطفال غير المصابين بالمرض كمجموعة مقارنة
وبناء على هذه الحقائق برزت في السنوات الأخيرة نظرية مفادها أن بروتين لبن البقر يمكن أن يحدث تفاعلا حيويا مناعيا يؤدي إلى تحطيم خلايا بيتا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين ، ويعضد هذه النظرية وجود أجسام مضادة لبروتين لبن البقر بنسب مرتفعة في مصل الأطفال المصابين بداء السكري بالمقارنة مع الأطفال غير المصابين بالمرض كمجموعة مقارنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</IMG>
شكل يوضح الغدد المفرزة للبن الأم
شكل يوضح الغدد المفرزة للبن الأم
وفي دراسة حديثة منشورة في مجلة السكري في يناير 1998م توصل الباحثون إلى أن البروتين الموجود في لبن الأبقار يعتبر عاملا مستقلا في إصابة بعض الأطفال بمرض السكري بغض النظر عن الاستعداد الوراثي
وفي دراسة حديثة منشورة في فبراير 1998م في جريدة المناعة أشار المؤلفون إلى أن تناول لبن البقر وبعض الألبان الصناعية كبديل للبن الأم يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري في هؤلاء الأطفال ، وقد أجريت هذه الدراسة على أطفال صغار السن حتى الشهر التاسع من العمر ، ولهذا نصح المؤلفون بإطالة مدة الرضاعة الطبيعية .
وفي دراسة مشابهة منشورة في مجلة السكري يناير 1994م توصل الباحثون إلى وجود ارتباط قوي بين تناول منتجات الألبان الصناعية (خاصة لبن الأبقار) في السن المبكر حتى العام الأول من العمر وازدياد نسبة الإصابة بمرض السكري
وفي دراسة أجريت بقسم الباطنة سنة 1995 م تحت إشرافي وجدنا أن الأجسام المناعية المضادة للبن الأبقار وجدت في مصل الأطفال الذين تناولوا لبن الأبقار حتى نهاية العام الثاني ، أما الأطفال الذين تناولوا لبن الأبقار بعد عامين فلم يتضح فيهم وجود هذه الأجسام المناعية مما يظهر جليا حكمة تحديد القرآن الكريم للرضاعة بعامين كاملين ، لكن لماذا يسبب لبن الأبقار هذا الضرر قبل العام الثاني بينما يزول الأثر السيئ له بعد هذه المدة ؟
في دراسة أجريت بفنلندا عام 1994 م منشورة في مجلة المناعة الذاتية يقول المؤلفون إن بروتين لبن الأبقار يمر بحالته الطبيعية من الغشاء المبطن للجهاز الهضمي - نتيجة عدم اكتمال نمو هذا الغشاء - من خلال ممرات موجودة فيه ؛ حيث إن إنزيمات الجهاز الهضمي لا تستطيع تكسير البروتين إلى أحماض أمينية ؛ ولذلك يدخل بروتين لبن الأبقار كبروتين مركب مما يحفز على تكوين أجسام مناعية داخل جسم الطفل .
وتشير المراجع الحديثة إلى أن الإنزيمات والغشاء المبطن للجهاز الهضمي وحركية هذا الجهاز وديناميكية الهضم والامتصاص لا يكتمل عملها بصورة طبيعية في الأشهر الأولى بعد الولادة ، وتكتمل تدريجيا حتى نهاية العام الثاني
ومجموع هذه الأبحاث يشير إلى أنه كلما اقتربت مدة الرضاعة الطبيعية من عامين قل تركيز الأجسام المناعية الضارة بخلايا بيتا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين ، وكلما بدأت الرضاعة البديلة وخاصة لبن الأبقار في فترة مبكرة بعد الولادة ازداد تركيز الأجسام المناعية الضارة في مصل الأطفال
وفي إشارة علمية دقيقة أخرى للقرآن الكريم نراه يحدد مدة الرضاعة بما يقرب من حولين كما جاء في الآية رقم 14 في سورة لقمان قوله تعالى: {ووصيّنا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين </IMG>