بعض البدع التي تقام في شهر رمضان
شهر
رمضان شهر مبارك ، وفضائله كثيرة ، وقد شرع فيه من الأعمال والقرب الشىء
الكثير ، ولكن المبتدعة المعارضين لقوله الله تعالى " اليوم أكملتُ لكم
دينكم " المائدة 3
أحدثوا بدعاً في هذا الشهر الفضيل ، وأرادوا بها
إشغال الناس عن القرب المشروعة ، ولم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وصحابته _ رضوان الله عليهم _ ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح
_ رحمة الله عليهم _ الذين كانوا أحرص الناس على الخير فزادوا في الدين ما
ليس منه ، وشرعوا ما لم يأذن به الله ، ومن هذه البدع :
شهر
رمضان شهر مبارك ، وفضائله كثيرة ، وقد شرع فيه من الأعمال والقرب الشىء
الكثير ، ولكن المبتدعة المعارضين لقوله الله تعالى " اليوم أكملتُ لكم
دينكم " المائدة 3
أحدثوا بدعاً في هذا الشهر الفضيل ، وأرادوا بها
إشغال الناس عن القرب المشروعة ، ولم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وصحابته _ رضوان الله عليهم _ ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح
_ رحمة الله عليهم _ الذين كانوا أحرص الناس على الخير فزادوا في الدين ما
ليس منه ، وشرعوا ما لم يأذن به الله ، ومن هذه البدع :
بدعة الذكر بعد التسلمتين من صلاة التراويح ..
ومما أحدث في هذا الشهر الفضيل : الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح ، ورفع المصلين أصواتهم بذلك ، وفعل ذلك بصوت واحد ، فذلك كله من البدع .
وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا : الصلاة يرحمكم الله .
فهذا أمر محدث أيضاً ، لم يرو ان النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أقره
. وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح ، فالإحداث في الدين ممنوع ،
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة _
رضوان الله عليهم أجمعين _ ولم يفعلوا شيئاً من هذا ، فليسعنا ما وسعهم ،
فالخير كله في الاتباع ، والشر كله في الابتداع ..
بعض بدعة ليلة ختم القرآن ..
ومما
أحدث في هذا الشهر العظيم : رفع الصوت بالدعاء بعد ختم القرآن ، ويكون هذا
الدعاء جماعياً ، أو كل يدعو لنفسه ، ولكن بصوت عال ، مخالفين بذلك قوله
تعالى :
" ادعوا ربكم تضرعاً وخفيه ) سورة الأعراف 55
وهذا
الشهر العظيم موضع خشوع وتضرع وابتهال ، ورجوع إلى الله سبحانه وتعالى
بالتوبة النصوح الصادقة مما قارفه من الذنوب ، والسهو والغفلات والتقصير
في الطاعة فينبغي أن يبذل الإنسان جهده ، كل على قدر حاله ، ويدعو الله
بالأدعية الصحيحة المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين
والسلف الصالح ، والتي تخلو تماماً من دعاء غير الله أو التوسل به .
وسرية الدعاء أحرى للإخلاص فيه ، بعيداً عن الرياء والسمعة ، فعندما رفع الصحابة أصواتهم بالدعاء قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم :
"
يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنه
معكم ، إنه سميع قريب ، تبارك اسمه ، وتعالى جده " رواه البخاري
ومن البدع التي أحدثت في ليلة ختم القرآن :
- عمل بعض أنواع الأطعمة والحلاوات لهذه المناسبة .
- زيادة وقود القناديل الكثيرة الخارجة عن الحد المشروع ، ولما في ذلك من إضاعة المال ، والسرف والخيلاء .
- ومنهم من يستعير القناديل من مسجد آخر وهي وقف عليه ، فلا يجوز إخراجها منه ، ولا استعمالها في غيره .
-
أن هذا الاجتماع يفضي إلى اجتماع أهل الريب والشك والفسوق ، وومن لا يرضى
حاله ، حتى جرّ ذلك إلى اختلاط النساء بالرجال في موضع واحد ولا يخفى ما
في ذلك من الضرر العظيم .
- كثرة اللغط في المسجد ورفع الأصوات
فيه ، والقيل والقال، إذ أنه يكون الإمام في الصلاة ، وكثير من الناس
يتحدثون ويخوضون في أشياء ينزه المسجد عن بعضها .
- اعتقاد بعض
العلماء أن هذا الاجتماع بما فيه من البدع ، إظهار لشعائر الإسلام ولا
يخفى ما يجلب هذا المر من الضرر العظيم ، وتكثير سواد أهل البدع ، ويكون
حضور هؤلاء العلماء حجة إن كانوا قدوة للقوم ، بإن ذلك جائز غير مكروه ،
فيقولون : لو كان بدعة لم يحضره العالم فلان ، ولم يرض به . فإنا لله وإنا
إليه راجعون . والإثم في هذا على من فعله أو أمر به أو استحسنه أو رضي به
أو أعان عليه بشيء أو قدر على تغييره فلم يفعل .
-تواعدهم
للختم فيقولون : فلان يختم في ليلة كذا وفلان يختم في ليلة كذا ، ويعرض
ذلك بعضهم على بعض ، ويكون ذلك بينهم بالنوبة _ أى بالتناوب _ حتى صار ذلك
كانه ولائم تعمل ، وشعائر تظهر ، فلا يزالون كذلك غالباً من انتصاف شهر
رمضان إلى آخر الشهر ، وهذا أمر محدث لم يؤثر عن السلف الصالح _ رحمة الله
عليهم _
فهذه بعض المنكرات والبدع التي أحدثت في ليلة الختم
، ولما كانت مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه ، وما عليه
السلف الصالح زينها الشيطان وأتباعه في نفوسهم ، وسول لهم الإصرار على
فعلها ، وجعل ذلك من شعائر الدين ، ولو فرضنا جدلاً أن هذه الأمور المحدثة
مطلوبة شرعاً لادعى هؤلاء المبتدعة المشقة في فعلها ، وعجزهم عنها ،
ولتهاونوا بها ، ولكن صدق الله العظيم القائل في محكم كتابه " أمن زُيِّنَ
له سُوءُ عمله فرآه حسناً فإنَّ الله يُضِلُّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا
تذهب نفسُك عليهم حسرات إنَّ الله عليم بما يصنعون " فاطر 8 . والله أعلم
البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان ..
ومن المحدثات في شهر
رمضان ، ما تفعله العامة في بعض البلدان الإسلامية ، من رفع الأيدي إلى
الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين : ( هل هلالك ، جل جلالك ، شهر
مبارك ) . ونحو ذلك ، مما لم يعرف له أصل في الشرع ، بل كان من عمل
الجاهلية وضلالاتهم .
والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
إذا رأى الهلال قال :" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة
والإسلام ، ربي وربك الله " رواه أحمد في مسنده .
فما يفعله بعض
الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي ،
ومسح وجوههم بدعة مكروهة ، لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه _ رضوان الله عليهم _ ولا السلف الصالح _ رحمه الله عليهم _
بدعة التسحير ..
التسحير
من الأمور المحدثة التي لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ،
وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمة الله عليهم
أجمعين _ ولأجل أنه أمر محدث اختلفت فيه عوائد الناس ، ولو كان مشروعاً ما
اختلفت فيه عوائدهم .
ففي الديار المصرية يقول المؤذنون بالجامع :
تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك ، ويقرؤن قول الله تعالى : " يا أيها
الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
سورة البقرة 183 .
ويكررون ذلك مراراً عديدة ، ثم يسقون على زعمهم
ويقرؤن قوله تعالى : " إن الأبراريشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إلى
قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً " سورة الإنسان 5_ 23
والقرآن
العزيز ينبغي أن ينزه عن موضع بدعة ، أو على موضع بدعة ، ثم ينشدون في
أثناء ذلك القصائد ، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت ،
ويضربون عليها هذا الذي مضت عليه عادتهم ، وكل ذلك من البدع .
وأما
أهل الإسكندرية ، وأهل اليمن ، وبعض أهل المغرب ، فيسحرون بدق الأبواب على
أصحاب البيوت ، وينادون عليهم : قوموا كلوا ، وهذا نوع آخر من البدع نحو
ما تقدم .
وأما أهل الشام فإنهم يسحرون بدق الطار والغناء والرقص
واللهو واللعب وهذا شنيع جداً ، وهو أن يكون شهر رمضان الذي جعله الشارع
للصلاة والصيام والتلاوة والقيام ، قابلوه بضد الإكرام والاحترام ، فإنا
لله وإنا إليه راجعون .
وأما بعض أهل المغرب فإنهم يفعلون قريباً
من فعل أهل الشام ، وهو أنه إذا كان وقت السحور عندهم يضربون بالنفير على
المنار ( هي الآلة التي تجمع الناس للحرب أو لأمر ما ، ويكون لها صوت قوي
) ، ويكررونه سبه مرات ، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعاًأو خمساً ، فإذا
قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم .
والعجيب أنهم يضربون بالنفير
والأبواق في الأفراح التي تكون عندهم ، ويمشون بذلك في الطرقات ، فإذا
مروا على باب مسجد سكتوا وأسكتوا ، ويخاطب بعضهم بعضاً بقولهم : احترموا
بيت الله تعالى فيكفون حتى يجوزوه ، فيرجعوا إلى ما كانوا عليه ، ثم إذا
دخل شهر رمضان ، الذي هوشهر الصيام والقيام ، والتوبة والرجوع إلى الله
تعالى من كل رذيلة ، يأخذون فيه النفير والأبواق ، ويصعدون بها على المنار
في هذا الشهر الكريم ، ويقابلونه بضد ما تقدم ذكره .
وهذا يدل على
أن فعل التسحير بدعة بلا شك ولا ريب ، إذ أنها لو كانت مأثورة لكانت على
شكل معلوم لا يختلف حالها ، في بلد دون آخر كما تقدم ..
فيتعين على
من قدر من المسلمين عموماً التغيير عليهم ، وعلى المؤذن والإمام خصوصاً ،
كل منهم يغير ما في إقليمه إن قدر على ذلك بشرطه ، فإن لم يستطع ففي بلده
، فإن لم يستطع ففي مسجده .
ومسألة التسحير هذه لم تدع ضرورة إلى
فعلها وإذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح دالاً
على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها ، فلم يبق أن يكون ما
يعمل زيادة عليهما إلا بدعة ؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت
الأوقات وعلمت .
بدعة الاحتفال بذكرى غزوة بدر .
ومما
أحدث في هذا الشهر المبارك الاحتفال بذكرى غزوة بدر ، وذلك أنه إذا كانت
ليلة السابع عشر من شهر رمضان اجتمع الناس في المساجد واغلبهم من العامة ،
وفيهم من يدعى العلم ، فيبدأون احتفالهم بقراءة آيات من الكتاب الحكيم ،
ثم ذكر قصة بدر وما يتعلق بها من الحوادث ، وذكر بطولات الصحابة _ رضوان
الله عليهم _ والغلو فيها ، وانشاء بعض القصائد بهذه المناسبة .
وفي بعض البلدان الإسلامية تحتفل الدولة رسمياً بهذه المناسبة فيحضر الاحتفال أحد المسئولين فيها .
ولا
يخفى ما يصاحب هذه الاحتفالات من الأمور المنكرة كالاجتماع في المساجد
لغير ما عبادة شرعية ، او ذكر مشروع ، وما يصاحب هذه الاجتماعات من اللغط
والتشويش ، وكذلك دخول بعض الكفار إلى المسجد كالمختصين منهم في محال
مكبرات الصوت، او الإضاءة ، أو الصحافة والإعلام ، وكذلك دخول المصورين
للمسجد لتصوير هذه المناسبة ، بالإضافة إلى اعتبار هذا الاجتماع سنة تقام
في مثل هذا اليوم ، أو هذه الليلة في كل عام .
فتخصيص هذه الليلة _
ليلة السابع عشر من رمضان _ بالاجتماع والذكر وإلقاء القصائد ، وجعلها
موسماً شرعياً ، ليس له مستند من الكتاب ولا من السنة ، ولم يؤثر عن
الصحابة _ رضوان الله عليهم _ أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمهم الله _
أنهم احتفلوا بهذه المناسبة في هذه الليلة أو في غيرها .
قال شيخ
الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : " وللنبي صلى الله عليه وسلم _ خطب
وعهود ووقائع في أيام متعددة : مثل بدر ، وحنين ، والخندق ، .........
وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب متعددة يذكر فيها قواعد
الدين .
ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً ،
وإنما يفعل مثل هذا النصارى ، الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه
السلام أعياداً ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله أتبع ،
وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه . ا . هـ
والاشتغال بهذه
الأمور وأمثالها من الأمور المحدثة ، سبب في ابتعاد الناس عما شرعه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم من إحياء ليالي رمضان بالصلاة والذكر . ومن
أعظم البلاء على المسلمين ترك المشروع وفعل الأمر المحدث المبتدع .
تم نقله من كتاب البدع الحولية .. عبدالله بن عبدالعزيز بن أحمد التويجري ..
شبكة البرق السلفية
ومما أحدث في هذا الشهر الفضيل : الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح ، ورفع المصلين أصواتهم بذلك ، وفعل ذلك بصوت واحد ، فذلك كله من البدع .
وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا : الصلاة يرحمكم الله .
فهذا أمر محدث أيضاً ، لم يرو ان النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أقره
. وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح ، فالإحداث في الدين ممنوع ،
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة _
رضوان الله عليهم أجمعين _ ولم يفعلوا شيئاً من هذا ، فليسعنا ما وسعهم ،
فالخير كله في الاتباع ، والشر كله في الابتداع ..
بعض بدعة ليلة ختم القرآن ..
ومما
أحدث في هذا الشهر العظيم : رفع الصوت بالدعاء بعد ختم القرآن ، ويكون هذا
الدعاء جماعياً ، أو كل يدعو لنفسه ، ولكن بصوت عال ، مخالفين بذلك قوله
تعالى :
" ادعوا ربكم تضرعاً وخفيه ) سورة الأعراف 55
وهذا
الشهر العظيم موضع خشوع وتضرع وابتهال ، ورجوع إلى الله سبحانه وتعالى
بالتوبة النصوح الصادقة مما قارفه من الذنوب ، والسهو والغفلات والتقصير
في الطاعة فينبغي أن يبذل الإنسان جهده ، كل على قدر حاله ، ويدعو الله
بالأدعية الصحيحة المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين
والسلف الصالح ، والتي تخلو تماماً من دعاء غير الله أو التوسل به .
وسرية الدعاء أحرى للإخلاص فيه ، بعيداً عن الرياء والسمعة ، فعندما رفع الصحابة أصواتهم بالدعاء قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم :
"
يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنه
معكم ، إنه سميع قريب ، تبارك اسمه ، وتعالى جده " رواه البخاري
ومن البدع التي أحدثت في ليلة ختم القرآن :
- عمل بعض أنواع الأطعمة والحلاوات لهذه المناسبة .
- زيادة وقود القناديل الكثيرة الخارجة عن الحد المشروع ، ولما في ذلك من إضاعة المال ، والسرف والخيلاء .
- ومنهم من يستعير القناديل من مسجد آخر وهي وقف عليه ، فلا يجوز إخراجها منه ، ولا استعمالها في غيره .
-
أن هذا الاجتماع يفضي إلى اجتماع أهل الريب والشك والفسوق ، وومن لا يرضى
حاله ، حتى جرّ ذلك إلى اختلاط النساء بالرجال في موضع واحد ولا يخفى ما
في ذلك من الضرر العظيم .
- كثرة اللغط في المسجد ورفع الأصوات
فيه ، والقيل والقال، إذ أنه يكون الإمام في الصلاة ، وكثير من الناس
يتحدثون ويخوضون في أشياء ينزه المسجد عن بعضها .
- اعتقاد بعض
العلماء أن هذا الاجتماع بما فيه من البدع ، إظهار لشعائر الإسلام ولا
يخفى ما يجلب هذا المر من الضرر العظيم ، وتكثير سواد أهل البدع ، ويكون
حضور هؤلاء العلماء حجة إن كانوا قدوة للقوم ، بإن ذلك جائز غير مكروه ،
فيقولون : لو كان بدعة لم يحضره العالم فلان ، ولم يرض به . فإنا لله وإنا
إليه راجعون . والإثم في هذا على من فعله أو أمر به أو استحسنه أو رضي به
أو أعان عليه بشيء أو قدر على تغييره فلم يفعل .
-تواعدهم
للختم فيقولون : فلان يختم في ليلة كذا وفلان يختم في ليلة كذا ، ويعرض
ذلك بعضهم على بعض ، ويكون ذلك بينهم بالنوبة _ أى بالتناوب _ حتى صار ذلك
كانه ولائم تعمل ، وشعائر تظهر ، فلا يزالون كذلك غالباً من انتصاف شهر
رمضان إلى آخر الشهر ، وهذا أمر محدث لم يؤثر عن السلف الصالح _ رحمة الله
عليهم _
فهذه بعض المنكرات والبدع التي أحدثت في ليلة الختم
، ولما كانت مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه ، وما عليه
السلف الصالح زينها الشيطان وأتباعه في نفوسهم ، وسول لهم الإصرار على
فعلها ، وجعل ذلك من شعائر الدين ، ولو فرضنا جدلاً أن هذه الأمور المحدثة
مطلوبة شرعاً لادعى هؤلاء المبتدعة المشقة في فعلها ، وعجزهم عنها ،
ولتهاونوا بها ، ولكن صدق الله العظيم القائل في محكم كتابه " أمن زُيِّنَ
له سُوءُ عمله فرآه حسناً فإنَّ الله يُضِلُّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا
تذهب نفسُك عليهم حسرات إنَّ الله عليم بما يصنعون " فاطر 8 . والله أعلم
البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان ..
ومن المحدثات في شهر
رمضان ، ما تفعله العامة في بعض البلدان الإسلامية ، من رفع الأيدي إلى
الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين : ( هل هلالك ، جل جلالك ، شهر
مبارك ) . ونحو ذلك ، مما لم يعرف له أصل في الشرع ، بل كان من عمل
الجاهلية وضلالاتهم .
والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
إذا رأى الهلال قال :" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة
والإسلام ، ربي وربك الله " رواه أحمد في مسنده .
فما يفعله بعض
الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي ،
ومسح وجوههم بدعة مكروهة ، لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه _ رضوان الله عليهم _ ولا السلف الصالح _ رحمه الله عليهم _
بدعة التسحير ..
التسحير
من الأمور المحدثة التي لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ،
وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمة الله عليهم
أجمعين _ ولأجل أنه أمر محدث اختلفت فيه عوائد الناس ، ولو كان مشروعاً ما
اختلفت فيه عوائدهم .
ففي الديار المصرية يقول المؤذنون بالجامع :
تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك ، ويقرؤن قول الله تعالى : " يا أيها
الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
سورة البقرة 183 .
ويكررون ذلك مراراً عديدة ، ثم يسقون على زعمهم
ويقرؤن قوله تعالى : " إن الأبراريشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إلى
قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً " سورة الإنسان 5_ 23
والقرآن
العزيز ينبغي أن ينزه عن موضع بدعة ، أو على موضع بدعة ، ثم ينشدون في
أثناء ذلك القصائد ، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت ،
ويضربون عليها هذا الذي مضت عليه عادتهم ، وكل ذلك من البدع .
وأما
أهل الإسكندرية ، وأهل اليمن ، وبعض أهل المغرب ، فيسحرون بدق الأبواب على
أصحاب البيوت ، وينادون عليهم : قوموا كلوا ، وهذا نوع آخر من البدع نحو
ما تقدم .
وأما أهل الشام فإنهم يسحرون بدق الطار والغناء والرقص
واللهو واللعب وهذا شنيع جداً ، وهو أن يكون شهر رمضان الذي جعله الشارع
للصلاة والصيام والتلاوة والقيام ، قابلوه بضد الإكرام والاحترام ، فإنا
لله وإنا إليه راجعون .
وأما بعض أهل المغرب فإنهم يفعلون قريباً
من فعل أهل الشام ، وهو أنه إذا كان وقت السحور عندهم يضربون بالنفير على
المنار ( هي الآلة التي تجمع الناس للحرب أو لأمر ما ، ويكون لها صوت قوي
) ، ويكررونه سبه مرات ، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعاًأو خمساً ، فإذا
قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم .
والعجيب أنهم يضربون بالنفير
والأبواق في الأفراح التي تكون عندهم ، ويمشون بذلك في الطرقات ، فإذا
مروا على باب مسجد سكتوا وأسكتوا ، ويخاطب بعضهم بعضاً بقولهم : احترموا
بيت الله تعالى فيكفون حتى يجوزوه ، فيرجعوا إلى ما كانوا عليه ، ثم إذا
دخل شهر رمضان ، الذي هوشهر الصيام والقيام ، والتوبة والرجوع إلى الله
تعالى من كل رذيلة ، يأخذون فيه النفير والأبواق ، ويصعدون بها على المنار
في هذا الشهر الكريم ، ويقابلونه بضد ما تقدم ذكره .
وهذا يدل على
أن فعل التسحير بدعة بلا شك ولا ريب ، إذ أنها لو كانت مأثورة لكانت على
شكل معلوم لا يختلف حالها ، في بلد دون آخر كما تقدم ..
فيتعين على
من قدر من المسلمين عموماً التغيير عليهم ، وعلى المؤذن والإمام خصوصاً ،
كل منهم يغير ما في إقليمه إن قدر على ذلك بشرطه ، فإن لم يستطع ففي بلده
، فإن لم يستطع ففي مسجده .
ومسألة التسحير هذه لم تدع ضرورة إلى
فعلها وإذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح دالاً
على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها ، فلم يبق أن يكون ما
يعمل زيادة عليهما إلا بدعة ؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت
الأوقات وعلمت .
بدعة الاحتفال بذكرى غزوة بدر .
ومما
أحدث في هذا الشهر المبارك الاحتفال بذكرى غزوة بدر ، وذلك أنه إذا كانت
ليلة السابع عشر من شهر رمضان اجتمع الناس في المساجد واغلبهم من العامة ،
وفيهم من يدعى العلم ، فيبدأون احتفالهم بقراءة آيات من الكتاب الحكيم ،
ثم ذكر قصة بدر وما يتعلق بها من الحوادث ، وذكر بطولات الصحابة _ رضوان
الله عليهم _ والغلو فيها ، وانشاء بعض القصائد بهذه المناسبة .
وفي بعض البلدان الإسلامية تحتفل الدولة رسمياً بهذه المناسبة فيحضر الاحتفال أحد المسئولين فيها .
ولا
يخفى ما يصاحب هذه الاحتفالات من الأمور المنكرة كالاجتماع في المساجد
لغير ما عبادة شرعية ، او ذكر مشروع ، وما يصاحب هذه الاجتماعات من اللغط
والتشويش ، وكذلك دخول بعض الكفار إلى المسجد كالمختصين منهم في محال
مكبرات الصوت، او الإضاءة ، أو الصحافة والإعلام ، وكذلك دخول المصورين
للمسجد لتصوير هذه المناسبة ، بالإضافة إلى اعتبار هذا الاجتماع سنة تقام
في مثل هذا اليوم ، أو هذه الليلة في كل عام .
فتخصيص هذه الليلة _
ليلة السابع عشر من رمضان _ بالاجتماع والذكر وإلقاء القصائد ، وجعلها
موسماً شرعياً ، ليس له مستند من الكتاب ولا من السنة ، ولم يؤثر عن
الصحابة _ رضوان الله عليهم _ أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمهم الله _
أنهم احتفلوا بهذه المناسبة في هذه الليلة أو في غيرها .
قال شيخ
الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : " وللنبي صلى الله عليه وسلم _ خطب
وعهود ووقائع في أيام متعددة : مثل بدر ، وحنين ، والخندق ، .........
وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب متعددة يذكر فيها قواعد
الدين .
ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً ،
وإنما يفعل مثل هذا النصارى ، الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه
السلام أعياداً ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله أتبع ،
وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه . ا . هـ
والاشتغال بهذه
الأمور وأمثالها من الأمور المحدثة ، سبب في ابتعاد الناس عما شرعه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم من إحياء ليالي رمضان بالصلاة والذكر . ومن
أعظم البلاء على المسلمين ترك المشروع وفعل الأمر المحدث المبتدع .
تم نقله من كتاب البدع الحولية .. عبدالله بن عبدالعزيز بن أحمد التويجري ..
شبكة البرق السلفية