[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
[size=25]عن
ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمنكبي
فقال: ''كُن في الدنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل''. وكان ابن عمر رضي الله
عنهما يقول: إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء،
وخُذ من صِحّتك لمرضك، ومِن حياتك لموتك. رواه البخاري.
هذا الحديث أصل
في قصر الأمل في الدنيا، وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنًا
ومسكنًا، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر: يهيئ
جهازه للرحيل، قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار} (غافر:39).
وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''مالي وللدنيا إنّما مثلي ومثل
الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها''، رواه أحمد من حديث ابن
مسعود، والترمذي وقال: حسن صحيح.
وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما
بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل
ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
قال بعض الحكماء: عجب ممّن الدنيا مولية عنه، والآخرة مقبلة إليه بالمدبرة، ويعرض عن المقبلة.
وقال
عمر بن عبد العزيز في خطبته: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها
الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فأحسنوا ـ رحمكم الله ـ منها الرحلة
بأحسن ما بحضراتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
فقوله
صلّى الله عليه وسلّم ''وخُذ مِن صحتك لسقمك، ومِن حياتك لموتك''، يعني:
اغتنم الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك وبينها السقم، وفي
الحياة قبل أن يحول بينك وبينها الموت. وقد روي معني هذه الوصية عن
النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس:
الصحة والفراغ''، وعن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال
لرجل وهو يعظه: ''اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك،
وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك''.
وعن أبي هريرة عن
النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من
مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، وخاصة أحدكم، أو العامة''.
فالواجب
على المؤمن المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها ويحال بينه
وبينها، إما بمرض أو موت أو بأن يدركه بعض هذه الآيات الّتي لا يقبل معها
عمل.[/size]