النخب السياسية العربية يؤكد بعض الباحثين مقولة مؤداها أن النخب عندما تتحمل مسؤوليتها؛ فإنها تسهم بشكل كبير في تطور مجتمعاتها، فقد برزت في الماضي نخب عربية وإسلامية أثرت بشكل ملموس في إثراء الساحة الفكرية العربية الإسلامية بما أشاعته من مواقف وأفكار وما أثارته من حركة حوار وسجال في الساحة العربية، كما أسهمت بشكل ملحوظ في تحديث مجتمعاتها وتطويرها فضلا عن إثراء الفكر الإنساني العالمي. لكن ما يمكن ملاحظته اليوم هو ضمور دور النخبة الفكرية والمعرفية في الساحة العربية وتراجع موقع الأفكار الكبرى بحكم اتساع دائرة التسلط السياسي وتدخل الدولة، وكان من نتائج ذلك تحول العديد من رموز النخب إلى مجرد مروجين وموظفين في خدمة استراتيجيات الدولة العربية. لماذا نجحت الأنظمة السياسية العربية في تدجين أعداد كبيرة من النخب العربية (السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية...) تارة بالترهيب وتارة بالترغيب؟ ولماذا غلبت بعض النخب العربية مصالحها الخاصة وتورطت في فساد مالي وإداري وسياسي؟ لما أصبحت النخب مثار إحباط وضعفت مصداقيتها لدى الأوساط الشعبية العربية بعد أن كانت محط أمل وثقة؟ ولماذا تراجع دور الفكر والإبداع في العالم العربي إلى هذا الحد؟ كيف للنخبة العربية السياسية الخروج من أزمتها هذه؟ وكيف يمكن استعادة بعض من أدوار المفكر والمثقف العربي الغائبة اليوم؟ ما الذي أفشل النخب السياسية العربية وجعلها عاجزة عن التغيير؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يذهب الباحث رياض الصيداوي إلى أن النخب العربية منيت منذ نكسة 1976 بأضرار كبيرة، فلم تعد الطبقة الوسطى محرك الأول البناء، بل سعت الأنظمة العربية إلى إفقار العالم وإسكات المعارض، وشجعت الإعلام الهابط، ودجنت الشباب، وأشاعت جوا استخباريا رهيبا، لكن بروز هيئات المجمتع المدني الجادة وفضائيات مثل الجزيرة تبعث أمل المجتمع العربي في عودة النخب السياسية العربية إلى دورها النخب السياسية العربية.. شرعنة الأوضاع أم انتصار للتغيير؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يرى الباحث إدريس لكريني أن النخب عندما تتحمل مسؤوليتها؛ تسهم بشكل كبير في تطور مجتمعاتها، فقد برزت في الماضي نخب عربية وإسلامية أثرت الحضارة الإنسانية بمواقفها وأفكارها وأسهمت بشكل ملحوظ في تحديث وتطوير مجتمعاتها. ومن تم فسكوت النخب وعدم فضحها ونقدها لهذه الأوضاع، يعد في حد ذاته ظلما للشعوب وتواطؤا مع الأنظمة وتشجيعا لها من أجل التمادي في تسلطها |
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات |