بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------------------------
كيفية تهذيب الغريزة بالصيام
يتعلق سؤالي
بالصيام في غير شهر رمضان المبارك . أعني الصيام عندما تكون لدى المسلم
رغبة في الزواج لكنه لا يستطيعه في الوقت الراهن . أعلم أنه يُنصح بالصيام
في مثل هذه الحالة، لكن ما هو الحكم الصحيح في ذلك؟.
-------------------------------------------------
الحمد لله
جاء
هذا الدين الحنيف بتهذيب الغرائز حتى لا يبقى الإنسان المسلم المتميز
بشخصيته أسيراً لشهواته كالحيوان ، وشرع له من الشرائع الواجبة و المستحبة
ما يحتمي بها من الآثار السيئة التي تنتج عن الانسياق وراء الشهوات ، ومن
هذه التشريعات مشروعية الصيام لمن لم يستطع الوصول إلى التصريف الطبيعي
لهذه الشهوة من خلال الزواج ، كما قال عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله
عنه ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا
لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ
فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )
البخاري 5066 مسلم 1400.و المراد أن الصوم يخفف من تأثير الشهوة على الشاب
.
وهذا
الحكم وإن كان مشروعاً لعموم الشباب فإن الحاجة إليه تزداد مع زيادة الفتن
وتيسُّر أسباب المنكرات وكثرة المغريات ، لاسيما لمن يعيش وسط مجتمعات
يكثر فيها التبرج والانحلال ، فينبغي الحرص على هذه العبادة للمحافظة على
العفة والدين ، ويستعين الإنسان مع الصيام بدعاء الله تعالى أن يحفظه في
دينه وعرضه وأن ييسر له الزواج الذي يحصن به فرجه ، ويستعين كذلك بتذكر ما
أعدّه الله تعالى في الجنان من الحور العين لمن استقام على أمره تعالى
وحفظ نفسه .
الشيخ محمد صالح المنجد