ما روي في صحيح البخاري و مسلم عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « لعن المؤمن كقتله » (1). و روي في صحيح مسلم أيضًا عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لا يكون اللعانون شفعاء ، و لا شهداء يوم القيامة » (2) ، و روي في سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينًا و شمالاً ، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لعن ، إن كان أهلاً لذلك ، و إلا رجعت إلى قائلها » (3)
و يجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة على العموم كقوله : لعن الله الظالمين ، لعن الله الكافرين ، لعن الله اليهود و النصارى ، لعن الله الفاسقين ، لعن الله المصورين و نحو ذلك .
و ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الواصلة ، و المستوصلة (4) و إنه قال : « لعن الله آكل الربا » (5) . و أنه قال : « لعن الله المصورين ». و أنه قال : « لعن الله من و لعن والديه » ( 6)
و أنه قال : « لعن الله من ذبح لغير الله » (7). و أنه قال: « لعن الله اليهود و النصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ». أنه قال : « لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، و المتشبهات من النساء بالرجال ». و جميع هذه الألفاظ في البخاري ومسلم بعضها فيهما ، و بعضها في أحدهما ، و الله أعلم .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبهيشي . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي
_________________________________
(1) أخرجه ك البخاري في الأدب 6105.
(2) أخرجه : مسلم في البر و الصلة و الأدب 2598.
(3) أخرجه : أبي داود في الأدب 4905.
(4) المستوصلة : التي تطلب وصل شعرها.
(5) أخرجه : مسلم في الإيمان 89.
(6) أخرجه : مسلم في الأضاحي 1978.
(7) أخرجه : مسلم في الأضاحي 19787.