لوعت و فراق
ربما النوم يأخذني يوما قبل يوم الفراق
و ربما أتأمل عينيك قبل الغروب بقليل
لكن سأحضنك بجنون بجنون حتى يصرخ الضمير و يستفيق
و أجعل من صوتك نغمة و لحنا يتراقص عليه ليل خليل
و أترك القلم يكتب و يكتب حتى الحريق
يكتب أجمل الكلام و الزمهرير لأجمل ليل
ليل نجلس تحت قمره أنت و أنا ذاك العشيق
فيا ترى إن ضميتك تقدرين على الرحيل ... ؟
و لو قبلت جبينك هل أستطيع أن أغفوا و لا أستفيق ... ؟
و إن سبحت في بحر عينيك هل أشفى من حبك و لو بقليل ... ؟
هل أستطيع أن أجعلك زهرة نرجسية للقلب و للحدائق بريق ... ؟
فأرجوك يا زمن لا تجيب فالجواب منها كالنسيم العليل
كالروح كالجسد كالسيف الذي يقطع لكن مع هذا حسنها رقيق
ليس كشمس و لا كقمر لكن كجنة تغريد طيورها جميل
عذوبتها لها عطر يفوق عبق أزهار الزنبق
موسيقاها أصلها منها من يدها من تلك الخلاخيل
رقصها كحمامة كطاووس كأنها حورية من السماء تتألق
حتى أصبحت كطفل صغير في روضة قلبها يتقن التدليل
نسيت في حبي لها أن حياتي تمشي معي و على نفس الطريق
قتلت نفسي و خلقت شاعرا يكتب فقط لها كل ليل
يكتب عبرا لونها كلون غروب الشمس في بحر أصله شقيق
أتعلمين في حبي لك أتساقط كقطرات الندى كالهديل
كي أقبل وجنتيك قبل التنفس قبل الشهيق
فلوعة الفراق هي بقاء بالقرب منك يا دنيا أنت فيها الهواء العليل
......
لوعة و فراق