سكن الليل
و ها هو الحزن أراه صديقا مقبلا
و الذكرى أراها و في سمائها الألم كالهلال مهلهلا
و أما الفرحة أراها تسيل مع كل دمعة عين جاريةً
جلسنا نحتسي الأيام الحلوة نبيذاً
فما سكرنا لكن سكرات الحزن مؤلمةً
ورفعنا نخب السعادة و كم كانت العيون سعيدةً
سكن الليل
وها هي حبيبتي تتأرجح بين فرحة و حزن
و هي و الزهرة توأمان
أراها لكن الكلام يذهب من كثرة المحن
و إن رأيتني يمكن أن تقول أنه قد جُنْ
فما مر بي يذهب العقل الفطن
سكن الليل
و أين أنت يا حبيبة العمر ... ؟
فالعتمة هنا أنت نورها و المفر
فجنوني هو أنك تأخذين الفِكر
جنوني هو أني ألون لك أجمل العِبر
فبعيد عنك إني أحتضر
أكتب و دمع العين يملأ الكأس بدل النبيذ المر
سكن الليل
و أنا ساهر لحوراء العين
و الروح تخرج مع كل دمعة حزن
و النجوم شاهدتا على ذاك الحب الأمين
تعالي و ارتوي مني قبل إنتهاء السنين
أقتلي أو أحضني لكنك في القلب تسكنين
جافي أو إبتسمي لكن العيون لك في الحين
نعالي لقد طال اللحن الحزين
و أنا ياما لحنت صوت الأنين
سكن الليل
و أنا ذاك العاشق المتلهف
الذي عندما يراك القلب يرفرف
و لولا حبك لما عرف الخوف
أنا الذي عشقه جارف
الذي بموته على صدرك عارف
الذي أمام الناس بحبه لك إعترف
سكن الليل
فيا حبيبتي من العذاب إرتويت
و في هذه الدنيا بعيدا عنك تهت
و لحضنك الدافئ إشتقت
و لرسائلك الجميلة ياما قَبَلْتْ
و هجرتني الدنيا لكني عنك ما إستغنيت
و حين أحضنك أكون قد نجحت
سكن الليل
و أنت وحدك بالبال
و القلب لك وحدك قد مال
و من جمالك يولد للسماء جمال
و منك يسرح الشاعر في أسمى خيال
فلن تَنْسَيْنِي يا قصيدة المحال
أنا الذي من كلامي صارت الجبال جبال
و أنوثتك صارت أجمل من الجمال
و الحب أصبح للناس أكبر مثال
أنا حبيبك رغم القدر و الأهوال
أنا حبيبك الهائم الجوال
سكن الليل
و في الليل تولدين يا زهرة الرمان