وصف الإعلامي الجزائري ومدير مكتب قناة
الجزيرة الرياضية بالعاصمة الاسبانية مدريد لخضر بريش ما حدث للمنتخب
الجزائري بالقاهرة بالكمين قبل أن يتوجه المصريون لتشويه صورة الشعب
الجزائري.
الجزيرة الرياضية بالعاصمة الاسبانية مدريد لخضر بريش ما حدث للمنتخب
الجزائري بالقاهرة بالكمين قبل أن يتوجه المصريون لتشويه صورة الشعب
الجزائري.
-
- مشيرا
الى أن بعض الإعلاميين المصريين يريدون تحقيق مصالحهم الشخصية بمصر على
حساب الجزائر، كما يسعون لامتصاص غضب الجماهير المصرية بعد الفشل الرياضي. - *زين الدين زيدان اتصل بروراوة قبل اللقاء وحيا اللاعبين
- - كجزائري أولا وكإعلامي ثانيا كيف تفسر ما حدث لمنتخبنا وللجمهور الجزائري بمصر قبل وبعد موقعة القاهرة؟
- في
سنة 1989 كنت في القاهرة لتغطية المواجهة الفاصلة بين منتخبنا والمنتخب
المصري والمشاكل التي حدثت لنا هناك كانت أقل سوءا من الجحيم الذي عاشته
البعثة الجزائرية قبل وبعد مواجهة 14 نوفمبر الجاري بالقاهرة، فقد تعرض
لاعبونا للاعتداء وأصيب ثلاثة لاعبين من المنتخب وطبيب الفريق كذلك،
فالمصريون نصبوا كمينا واعتدوا علينا وبعدها صنعوا سيناريو ليثبتوا للعرب
بأننا غير متحضرين ووحوش قدمنا الى القاهرة من أجل التخريب والتدمير. - - والصور أثبتت عكس ما يدعيه المصريون..
- بطبيعة
الحال، لقد أثبتوا بأنهم هم المتوحشون والإرهابيون بعد كل الذي فعلوه
ببعثتنا هناك، بحيث ضغطوا على لاعبينا واعتدوا عليهم، وبالرغم من ان
لاعبينا كانوا في حالة نفسية متدهورة، لم نخالف قرارات الاتحاد الدولي
لكرة القدم (فيفا) ولعبنا مواجهة السبت بكل قوة وأثبتنا للعالم بأننا
نمتلك منتخبا قويا. - - ويعتقدون بأنهم أرغمونا على لعب مواجهة فاصلة..
- هم
يعتقدون ذلك، ولكن في الحقيقة نحن من أرغمهم على لعب مباراة فاصلة في ملعب
القلعة الحمراء بأم درمان، لأنه بالرغم من الضغط الكبير الذي فرض علينا
وتلقينا لهدف في الدقائق الأولى من المواجهة بسبب الارتباك الذي أصاب
لاعبينا، إلا أننا عدنا في الشوط الثاني وحرمناهم من تحقيق حلم الفوز
بفارق ثلاثة أهداف، وانتظروا إلى غاية الثواني الأخيرة من المواجهة حيث
تمكنوا من تسجيل الهدف الثاني. - - لكن الهزيمة في الثواني الأخيرة كانت قاسية على المنتخب والشعب الجزائري..
- صحيح
..أي منتخب يهزم في الثواني الأخيرة يتلقى صدمة قوية، ولكن لاعبينا كانوا
رجالا بأتم معنى الكلمة ولم يتأثروا أبدا والدليل فوزهم في أم درمان
بالأداء والنتيجة، ولحسن حظنا لم نفز بتلك المواجهة لأنه كنا سنخسر أكثر
من 2000 مناصر وثلاثة وزراء وكل المنتخب الوطني بما فيه من طواقم إدارية
وفنية وطبية واللاعبين. - - وكيف تفسر العدوان على البعثة الجزائرية بمصر وانقلاب الإعلاميين المصريين الذين زاروا مقر الشروق وكانوا يدعون الى تلطيف الأجواء؟
- في
بداية الأمر كنا نعتقد بأن نيتهم في تلطيف الأجواء بين الشعبين صادقة في
ظل الحساسية الكبيرة التي سبقت مواجهة العودة بمصر، خاصة بعد زيارة بعض
الإعلاميين للجزائر وحتى لاعبين من المنتخب المصري قدموا إلى بلادنا، ونحن
بطيبتنا وكرمنا فتحنا لهم الأبواب وأكرمناهم، ولكننا اكتشفنا في نهاية
المطاف بأنهم يخدمون مصالحهم على حساب الجزائر ومبادراتهم كانت لخدمة
مصالحهم وتحقيق مآرب أخرى. - - ماذا تقصد بتحقيق مآرب أخرى؟
- هؤلاء
الإعلاميون يدارون من أعلى مستوى.. الفوز الرياضي بالنسبة لهم هو انتصار
سياسي، فكيف نفسر حضور الرئيس مبارك للتدريبات واجتماعه مع اللاعبين،
ونجليه جمال وعلاء يحضران التدريبات ويتنقلان إلى الملعب لمشاهدة المباراة
وأقاما في نفس الفندق مع اللاعبين، وقصدهما من وراء هذا هو تحقيق مآرب
سياسية فقط، وحتى بعض الإعلاميين استخدموا الجزائر لتحقيق مصالحهم
الذاتية، فمنهم من يريد أن يصبح وزيرا وآخر يريد ترقية من أطراف أخرى. - - هل تعلم بأنهم اتهموا الخضر باختلاق سيناريو الاعتداء؟
- طبعا
علمت بذلك، والأدهى من ذلك في برنامج (مصر _ الجزائر 90 دقيقة حب وكرة
قدم) قدمناه قبل المواجهة بيوم واحد عبر الجزيرة الرياضية تدخل مجدي عبد
الغني هاتفيا وقال بأن لاعبي المنتخب الجزائري أصابوا أنفسهم بأنفسهم وان
زجاج الحافلة كسر من الداخل ولم يحدث أي اعتداء على المنتخب الجزائري، ليس
هذا فقط بل هناك من اتهم لاعبينا بوضع الطماطم على رؤوسهم. - - وكيف كان ردك على مجدي عبد الغني؟
- قلت
له بأن لاعبينا ليسوا مجانين لكي يصيبوا أنفسهم قبل المواجهة وما حدث كان
حقيقة وليس سيناريو مفتعلا، وأخبرته بأن جل لاعبينا لا يفهمون اللغة
العربية ولم يفهموا عبارات السب والشتم من قبل الجماهير المصرية، وأنا
أعتقد بأن هؤلاء يكرهون الشعب الجزائري، وقنواتهم بمثابة أكشاك للإعلانات،
فهم يودون امتصاص غضب الجماهير المصرية بعد إقصائهم من قبل الجزائر وفشلهم
الرياضي. - - بعد افتراءاتهم بما حدث في مصر أعادوا الكرة واتهموا أنصار الخضر بالاعتداء على الجماهير المصرية بالسودان..
- إذا
كان ذلك حقيقة فلماذا لم يدافعوا عن أنفسهم بالخرطوم، أعتقد بأنهم يبحثون
عن حلول أخرى لإخماد ثورة شعبهم، وكانوا يعتقدون بأن الشعب السوداني سيقف
معهم، ولكن حدث العكس والدليل هو أن السودانيين وحتى فلسطينيي غزة احتفلوا
بتأهل منتخبنا إلى كأس العالم، وأنا متأكد من أن العالم كله كان متضامنا
معنا، خاصة بعد الأحداث التي حدثت قبل وبعد موقعة القاهرة. - - وماذا تقول عن الجمهور الذي غزا عاصمة السودان؟
- نمتلك
جمهورا من ذهب ولو لعبت المواجهة في آخر نقطة في العالم لتنقل وساند
المنتخب الجزائري، وغزوه لملعب السودان لأكبر دليل على انه يعشق المنتخب
الوطني حتى النخاع. - - بعد تأهل الخضر للمونديال، هل تلقيت التهاني من نجوم البطولة الاسبانية؟
- العالم
بأسره هنأ المنتخب الجزائري على التأهل للمونديال، ونجم ريال مدريد
الجزائري الأصل كريم بن زيمة أول من قال بأن الخضر سيتأهلون إلى كأس
العالم بجنوب إفريقيا، وزين الدين زيدان اتصل برئيس الاتحادية الجزائرية
لكرة القدم محمد روراوة قبل اللقاء وحيا لاعبي المنتخب الجزائري، وأريد أن
أشير إلى شيء آخر. - - تفضل..
- كان
من المفروض أن نبرهن للإعلام العالمي وعلى وجه الخصوص جريدة "ذي غارديان"
البريطانية التي عنونت المباراة "بمواجهة الكراهية" على أنها مقابلة كرة
قدم فقط لا أكثر و لا أقل، ولكن حدث العكس وحدث الذي حدث. - - كأس أمم إفريقيا بأنغولا على الأبواب، فكيف ترى حظوظ الخضر في المجموعة الأولى؟
- لا
ينكر أحد بأننا نمتلك منتخبا قويا ويحسب له ألف حساب وبعد تأهلنا لكأس
العالم الكل يريد التفوق علينا، وأعتقد بأن المنتخب المالي سيكون منافسا
عنيدا للخضر خاصة في ظل مشاركة ألمع نجومه على غرار كانوتيه وسيدو كايتا
ولمين سيسوكو ومامادو ديارا، ولحد الآن منتخبنا تقدم كثيرا في الترتيب
العالمي والإفريقي والعربي وسيحسن مركزه أكثر بعد تحقيق نتائج ايجابية في
كأس أمم إفريقيا بأنغولا لأن حظوظه وفيرة، وأعتقد بأن التأهل للمونديال هي
البداية الحقيقة لنهضة كروية بالجزائر. - -خلال
مواجهتي القاهرة والخرطوم كان أداء الخضر متميزا في وقت كان المصريون
يظنون بأن أشبال سعدان سيشرعون في التمثيليات فوق الميدان لكسب الوقت، ما
رأيك؟ - لاعبونا
محترفون وينشطون في أكبر البطولات الأوروبية، ومستواهم لا يسمح لهم
بالتمثيل فوق أرضية الميدان، وفي المواجهتين بالقاهرة والخرطوم رأينا أداء
رجوليا، فمغني مثلا لم يتأثر أبدا باستفزازات لاعبي المنتخب المصري، فقد
تعرض للضغط والإعتداء ولكنه لم ينفعل ولم يكن رد فعله سلبيا، بل على العكس
كلما سقط ينهض ويواصل اللعب بصفة طبيعية، وليس هو فحسب بل كل التشكيلة كان
أداؤها مثاليا، ولعبت كرة نظيفة وحققت حلم الشعب الجزائري الذي كان يتمنى
أن يعود الخضر إلى المنافسات الكبيرة ويستعيد بريقه.