بعد
أن صنعت فرحة التأهّل إلى المونديال على حساب المنتخب المصري، صنعت الحدث
في الجزائر وداخل المنتخب الوطني، يرى قائد تشكيلة ''الخضر'' يزيد منصوري
بأن تألق الجزائر يجب أن يستمر في أنغولا مطلع السنة القادمة في نهائيات
كأس إفريقيا للأمم، وتأكيد أحقية ''الخضر''
في التأهل إلى المونديال في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا.
التأهّل إلى المونديال حسم لصالحنا في المباراة الفاصلة بأم درمان السودانية، هل كنت تتوقع ذلك السيناريو؟
-المهم أن الهدف الذي سطّرناه قد تحقق بحضور الجزائر إلى المونديال في
جنوب إفريقيا، ولا يهمنا بأي طريقة كان ذلك، وما أريد قوله إن تأهّلنا كان
عن جدارة واستحقاق، ولم نلجأ إلى طرق غير رياضية مثلما فعل المصريون. ولو
كانوا نزهاء معنا لما وصلنا إلى المباراة الفاصلة. وما لم أكن أتوقّعه هو
عدم تأهلّنا إلى المونديال، ولاسيما أننا كنّا الأفضل في المجموعة وكنا
متفوّقين على جميع المنافسين إلى غاية الجولة الأخيرة التي جمعتنا
بالمنتخب المصري في القاهرة
في القاهرة تغيّرت المعطيات وأجبرنا المصريون على خوض مباراة فاصلة حبست الأنفاس، أليس كذلك؟
- العالم بأسره تفرّج على الأعمال الذنيئة التي ارتكبها المصريون عند
نزولنا إلى هذا البلد، وما عشته في القاهرة لن أراه مدى حياتي في بلد آخر.
وتلك الاعتداءات السافلة هي التي أثّـرت على معنوياتنا وجعلتنا لا ندخل في
المباراة بسرعة، مما كلّفنا هدفا مفاجئا في الدقيقة الأولى من زمن
المباراة. وصراحة التأهل إلى المونديال بإجراء مباراة فاصلة كان له طعم
خاص بالنسبة إلي.
لماذا ؟
- لأن المصريين منحونا الفرصة للثأر من الاعتداءات التي تعرّضنا لها رفقة
أنصارنا في القاهرة، وقهرناهم في المباراة الفاصلة وأثبتنا أنه مهما بلغت
مكائدهم، فإننا ثابتون وصامدون ولن نتزعزع. وقد شاهد الملايين في العالم
أن الجزائر تفوّقت وتأهلت إلى المونديال بطريقة رياضية وفي الملعب الذي
أرادوه أن يكون شاهدا على تأهّلهم إلى المونديال.
معنوياتكم ارتفعت كثيرا منذ وصولكم إلى السودان، وكنتم جد متفائلين عشية المباراة، ما السر في ذلك؟
- بمجرد مغادرتنا التراب المصري شعرنا بالارتياح، بعد الضغط الرهيب الذي
عشناه في القاهرة. ورغم أننا كنا ندرك بأن المأمورية ستكون جد صعبة بعد
عودة المنتخب المصري من بعيد، إلا أننا عزمنا نحن اللاعبين على الثأر من
كل قطرة دم سالت في مصر. ويجب أن لاّ ننسى الدور الكبير الذي لعبه أنصارنا
في المباراة الفاصلة، فتوافد أعداد كبيرة من المناصرين إلى الخرطوم جعلنا
في أمان وحتى أثناء دخولنا أرضية الميدان استعدنا الصور الجميلة التي كان
يصنعها أنصارنا في ملعب تشاكر بالبليدة. واستطاع جمهورنا أن يشكّل ضغطا
كبيرا على المنافس المصري منذ بداية المباراة.
باعتبارك قائد المنتخب، ماذا قلت لزملائك قبيل انطلاقة المباراة الفاصلة؟
- طبعا نقلت لهم تعليمات المدرّب وطلبت منهم اللّعب بروح قتالية والضغط
على اللاعبين المصريين في منطقتهم وعدم تركهم يلعبون بطريقتهم المعهودة.
كما طلبت منهم التحكّم في الأعصاب وتفادي الوقوع في استفزازات المصريين،
قصد الحفاظ على تركيزنا، فاستثناء بعض المناوشات البسيطة، فقد تحكّمنا في
زمام الأمور، وقمنا بتسيير المباراة بنجاح، وحاولت خلال أطوار اللّعب،
الرفع معنويات زملائي وحثهم على ضرورة الإيمان بالتأهل.
لكنكم عشتم لحظات حرجة في الدقائق الأخيرة من المباراة؟
- توقّعت ذلك السيناريو لأن المنتخب المصري رمى بكل ثقله من أجل تعديل
النتيجة، وأنا رياضي وعلي أن أعترف بأننا واجهنا منتخبا قويا توّج بكأس
إفريقيا مرتين متتاليتين، وفاز على بطل العالم إيطاليا ويملك في صفوفه
لاعبين ممتازين لديهم الخبرة في مثل هذه المناسبات، ولهذه الأمور، لم تكن
سهلة رغم أننا نستحق التأهل والفوز بالنظر للمشوار المشرّف والإيجابي الذي
قطعناه منذ بداية التصفيات.
الجزائر ستمثل العرب في المونديال، ولكن قبل ذلك الموعد ستخوضون مغامرة
جديدة في أنغولا بمناسبة نهائيات كاس إفريقيا، فهل تتوقع مزيد من التألق
للمنتخب الوطني؟
- الفوز على المنتخب المصري ليس هدفا كنا نريد بلوغه، فالجزائر استرجعت
بريقها في المحافل الدولية، وعلينا تأكيد قوتنا في نهائيات كأس إفريقيا
بأنغولا، ولم لا الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية لأننا من أقوى
المنتخبات في القارة السمراء. وأمامنا الوقت الكافي قصد التحضير
للمونديال، ويمكن القول بأن مسؤولية كبيرة على عاتقنا وعلينا الدفاع عن
ألوان الجزائر وتشريف الكرة الإفريقية والعربية في المونديال مثلما فعل
منتخب 1982 و.1986 كما أننا نعيش هذه الأيام نشوة التأهل والانتصارات،
وعلينا أن نحافظ على الديناميكية التي تسود الفريق ومتأكد من أننا قادرون
على تسجيل نتائج أحسن في أنغولا وفي جنوب إفريقيا.
المدرب سعدان يفكّر في تدعيم التشكيلة الوطنية تحسبا لنهائيات كأس إفريقيا ومونديال جنوب إفريقيا، ما هو تعليقك؟
- المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين، وهو بحاجة إلى كل لاعب قادر على
إعطائه الدعم، وهناك عدة لاعبين مميزين يرغبون في تقمص ألوان المنتخب
الوطني، ويبقى القرار يخص الطاقم الفني والمسؤولين على الكرة الجزائرية.