بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
بهذه روابط لمعظم كتب الشيخ سعيد حوى النعيمي رحمه الله جمعهتا لكم من مواقع عدة
ولا يعني إيراد هذه الكتب أنها تعبر عن وجهة لصاحب الموضوع أو للمنتدى
إنما هو علم شرعي وفكر بشري قد نؤيده وقد نخلتف معه ومن حق الشيخ سعيد حوى
أن تنشر كتبه وفكره على الجميع ويطلع الجميع على الكنوز التي تركها لمن
بعده
بداية كالعادة مقدمة عن الشيخ وحياته أنقلها لكم إتماما للموضوع :
================================================== ========
الشيخ سعيد حوى رحمه الله
المولد والنشأة
هو سعيد بن محمد ديب بن محمود حوى النعيمي نسباً الحموي مولداً.
- ولد الشيخ رحمه الله في 27/ أيلول/ 1935 في مدينة حماة وسط سوريا.
- والده المربي الفاضل الحاج محمد ديب حوى، (1909- 1989) وكان أحد رجالات
حماة المعدودين- وله مشاركات واسعة في مواجهة الاستعمار الفرنسي، مشهود له
بالشجاعة والكرم والحكمة.
- توفيت والدة الشيخ وهو صغير.
- تربى الشيخ سعيد ونشأ وترعرع في كنف والده الذي ذكرنا... وعمل معه في
صباه في ميادين الزراعة والتجارة مما أكسبه تجارب حياتية غنية وقوة وفتوة.
- درس الشيخ رحمه الله في مدارس حماة وتخرج في ثانوية ابن رشد وكان
متميزاً بين أقرانه الطلبة بشجاعته وفصاحة لسانه وقوة عارضته وخطاباته
البليغة القوية، وذكائه اللماح النادر.
- ولع الشيخ منذ صغره بالمطالعة، فقدر أنه ما كان يمضي يوم إلا ويقرأ فيه كتاباً، وكان سريع القراءة سريع الاستيعاب والفهم.
تأثر الشيخ في بدايات نشأته بجملة مؤثرات:
1 - والده المربي المعروف بحكمته والتزامه الخلقي وحزمه في التربية.
2 - بيئة العمل والزراعة والكدح وحياة الفقراء والمظلومين.
3 - ارتباطه المبكر بدرس الشيخ محمد الحامد علامة حماة ومربيها.
4 - كثرة مطالعاته التي كانت متنوعة: فلسفية وأخلاقية وتاريخية....
5 - الصراعات الحزبية والفكرية التي سادت في الخمسينيات وبخاصة الأفكار العلمانية والشيوعية والقومية...
6 - حركات التحرر الإسلامي التي سادت العالم الإسلامي كالجهاد الجزائري.
7 - المعاناة التي كانت تسود أقطار العالم الإسلامي وذروتها سقوط الخلافة
وضياع فلسطين وسيطرة الأنظمة الدكتاتورية على العالم العربي والإسلامي.
هذه جملة القضايا التي رافقت نشأة الشيخ رحمه الله.
وكان لمجموعها التأثير البالغ في تكوين توجه الشيخ الفكري والسياسي.
والاجتماعي...، وما أبدعه بعد ذلك من مؤلفات ونظريات في العمل الإسلامي.
تميز فكر الشيخ وأسلوبه في العمل بجملة من المميزات أهمها:
1 - كان يركز دائماً على ضرورة وجود الشخصية الإسلامية التي امتلكت
الثقافة المعاصرة والمتوازنة واستجمعت الخصائص النبوية، معتبراً أن سر
نجاح العمل الإسلامي هو وجود هذه الشخصيات التي من مجموعها تتكون الجهة
المستشرفة المؤهلة للتخطيط والتنظيم.
2 - كان دائم التأكيد على أهمية رسم الخطط في الشؤون الصغيرة والكبيرة، فهو لا يؤمن بعمل لا ينبثق عن خطة محكمة وتخطيط سليم.
3 - إيمانه بضرورة الحركة الدائمة وأن أي جمود في الحركة يبطلها ويقتلها
وهذا يقتضي قوة مبادرة واستباق واستشراف للأحداث وتقويم مستمر للعمل وسرعة
بديهة في التعامل مع المستجدات.
4 - كما كان يركز على أن النجاح في أي عمل لا يتم إلا من خلال التلاحم
والتفاهم والتكامل في القيادات وسيادة روح الإخاء والمحبة في علاقات بعضها
ببعضها الآخر، وعلاقات الأفراد بها.
5 - يولي الشيخ المسجد أهمية خاصة في الدعوة ويعتبره منطلق الدعوة الأول
ومحور نشاط المسلم ومرتكز حياة الأفراد وكان من أحب الأشياء إليه خدمة
الناس عموماً، وإخوانه وتلاميذه خصوصاً معتبراً ذلك أساساً لابد منه لأي
داعية ناجح ولأي عمل إسلامي معاصر.
6 - ولقد تكاملت شخصية الشيخ رحمه الله فكان يجمع إلى جانب الدعوة إلى الله التحرك السياسي الدائم المناسب والعمل الشرعي المحقق.
7 - وعرف الشيخ بالفهم العميق للأحكام الأصلية والأحكام الاستثنائية وكان
يؤكد على ضرورة معرفة الأحكام الاستثنائية والموازنة بين المصالح والمضار،
وترتيب الأولويات على أن يكون ذلك مرتبطاً بالفتوى البصيرة العليمة من
أهلها الراسخين في العلم.
8 - قدم الشيخ نظرية متكاملة فيما تحتاجه الأمة اليوم ومرتكزاتها:
معرفة الأهداف الرئيسة متمثلة بـ:
1 - صياغة الشخصية الإنسانية الإسلامية في كل قطر.
2 - توحيد الأمة الإسلامية.
3 - إحياء منصب الخلافة.
4 - إقامة دولة الإسلام العالمية.
ثانياً: إدراك وسائل تحقيق ذلك وهي:
1 - نظرية متكاملة في الثقافة والتربية.
2 - نظرية سليمة في النظام والتنظيم.
3 - نظرية مناسبة في التخطيط..
4 - نظرية صالحة في التنفيذ.
وكانت جميع مؤلفاته شرحاً وتفصيلاً وبياناً لهذا المنهج.
مؤلفاته:
لقد تميزت مؤلفات الشيخ بالتكامل مقدمة نظرية صالحة وكاملة في العمل
الإسلامي ثقافة وبناء وتربية ومنهجاً وفهماً وفقهاً؛ فوضع العديد من
السلاسل العملية المتكاملة تحت عنوان دراسات منهجية هادفة، فكان منها:
أ - سلسلة الأساس في المنهج وصدر منها:
1 - الأساس في التفسير 11 مجلداً.
2 - الأساس في السنة 14 مجلداً.
ب - سلسلة التربية والتزكية وصدر منها:
1 - تربيتنا الروحية.
2 - المستخلص في تزكية الأنفس.
3 - مذكرات في منازل الصديقين والربانيين.
ج - سلسلة الأصول الثلاثة:
1 - الله جل جلاله.
2 - الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - الإسلام.
د - سلسلة فقه الدعوة والعمل الإسلامي وصدر منها:
1 - المدخل إلى جماعة الإخوان المسلمين.
2 - جند الله ثقافة وأخلاقاً.
3 - جند الله تخطيطاً.
4 - جند الله تنظيماً.
5 - دروس في العمل الإسلامي.
6 - جولات في الفقهين الكبير والأكبر.
7 - فصول في الإمرة والأمير.
8 - في آفاق التعاليم.
9 - كي لا نمضي بعيداً عن احتياجات العصر. (11 رسالة).
10 - هذه تجربتي وهذه شهادتي.
11 - من أجل خطوة للأمام على طريق الجهاد المبارك.
مشاركات سياسية وغيرها:
للشيخ الكثير من المشاركات السياسية الهامة المؤثرة في التاريخ المعاصر، أهمها:
- المشاركة في بيان الدستور في سوريا منذ 1973 وسجن على أثره خمس سنوات وكان هدف البيان المطالبة بإسلامية سوريا ودستورها..
- المشاركة في قيادة الإخوان المسلمين .
- المؤتمر الشعبيّ الإسلامي في بغداد سنة 1985 وكان هدفه العمل على إيقاف الحرب العراقية الإيرانية.
- زيارات متعددة لأقطار العالم الإسلامي مثل باكستان، مصر، والمشاركة بمؤتمرات عالمية في ألمانيا وأمريكا.
مشاركات وأعمال أخرى:
- درّس في المملكة العربية السعودية: التربية الإسلامية واللغة العربية من (1966- 1970).
- درّس في سوريا من (1970- 1973).
أخلاق الشيخ رحمه الله وصفاته:
إن جملة العوامل النظرية والخلقية من ذكاء حاد وموهبة نادرة وقلب صاف مؤمن
والعوامل المكتسبة من دراسة وتجربة وخبرة ونشاط كونت شخصية الشيخ سعيد
النادرة بسماتها وخصائصها، فلقد تميزت شخصية الشيخ سعيد رحمه الله بجملة
من المناقب والمآثر يكاد يكون منفرداً بها بين جيل أقرانه وتلامذته بل
وشيوخه متفرداً في اجتماعها فيه وفي تحققه بكل صفة على حدة فيندر أن يلحقه
بها أحد فمن ذلك:
الكرم والجود:
وهذا مما أجمع عليه عارفوه رحمه الله، يقول الأستاذ عدنان سعد الدين: ما
عرفت في الكرماء وأهل الجود على كثرتهم أسخى منه يداً وأعظم منه كرماً،
كانت ثقته بما في يد الله أكبر من ثقته بما في يده وكان من أمتع الأمور
إلى نفسه إكرام ضيوفه وإيثارهم على نفسه وعياله، ما شكا الفقر يوماً لأنه
ما خشي الفقر يوماً. (مجلة النذير العدد 113).
ولقد كان كرمه فطرياً عفوياً خالياً من التكلف والمفاخرة والتصنع ولقد بلغ
من كرمه أنه أقام خمس سنوات مدرساً في المملكة العربية السعودية هو وزوجه
أم محمد وعاد مديناً، في الوقت الذي عاد غيره وقد امتلك العقارات
والسيارات وغيرها من متع الدنيا فتوفّي ولا يكاد يمتلك بيتاً خاصاً به
رحمه الله.
الحلم:
فلقد كان يستوعب بحلمه خصومه وأعداءه فلا يملكون إلا أن يسلموا له ويستسلموا بين يديه ولو إلى حين حتى قيل لقد ساد قومه بحلمه.
أما الشجاعة:
فكانت أمراً جلياً فيه لا يعرف الخوف إلى نفسه سبيلاً يواجه العالم بكل
فراعينه وطغاته بمعتقداته وقناعاته دون أن تأخذه في الله لومة لائم، ولم
تكن شجاعته أدبية وعلمية وفكرية وحسب بل وكانت قوة ومكنة وقتالاً إذا
احتاج الأمر ضمن الضوابط الشرعية. مع حكمة في وضع الأمور في نصابها.
ومن أبرز سماته الفداء والإيثار والتضحية:
فيستخدم قوته وشجاعته ومواهبه في إيثار إخوانه وإنقاذهم وخدمتهم والحدب
عليهم والدفاع عنهم، تحمل لذلك في سجنه الطويل مسؤولية الأحداث لينقذ
إخوانه وأعلن عن استعداده لتحمل مرحلة أحداث 80- 82 تضحية وفداء وحباً
لإخوانه وجماعته وما هو بالمسؤول عنها لكنه الفداء والتضحية...
ومع شجاعته وقوته وفدائه فهو الأخ العطوف الشغوف سريع التأثر والبكاء رقيق
القلب ولقد شوهد مراراً يبكي لأجل قضايا إنسانية تتصل بأحوال إخوانه وبلده
ووطنه حتى كلفه ذلك الكثير الكثير.
يقول الأستاذ سعد الدين: "وكان أحب الأشياء إليه خدمة إخوانه وتلاميذه ومد
يد العون لهم مما يجعله منشرح الصدر متهلل الوجه كأنك تعطيه الذي أنت
سائله...
وكان رحمه الله قريباً من القلوب محبباً إلى الناس يأسرهم بخطابه ويشدهم
بحديثه ومنطقه الصارم وحجته البالغة، كان استهلاله لأي حديث مدهشاً ذا
بيان ساحر يقنع القريبين منه والبعيدين...
وكان رحمه الله متواضعاً وديعاً يألف ويؤلف كما كان سموحاً صفوحاً، إذا
غضب كان إلى الرضا أسرع لا يطيق جفوة الإخوان والخلان فإذا حدث واختلف مع
إخوانه وأصحابه أو اختلفوا معه بادر إلى إزالة أسباب الجفاء بل إلى تقديم
الاعتذار لهم والتودد إليهم وتطييب نفوسهم سواء أكان هو المخطئ معهم أم
كانوا هم المخطئين.
معالم وميزات شخصية الشيخ رحمه الله:
قالوا عنه
يقول الأستاذ عدنان سعد الدين: "للفقيد رحمه الله ميزات وخصائص لا تسعها مقالة أو افتتاحية أو كلمة رثاء لذا سأقتصر على ثلاثة معالم:
المعلم الأول:
أضحى فقيدنا رحمه الله رمزاً لصلابة الشعب المجاهد في سورية وثباته وصبره وتصميمه على تحرير نفسه وتطهير أرضه...
المعلم الثاني:
ما طرحه الشيخ الفقيد من حلول لمشكلات العصر وما قدمه من أفكار وما انتهى
إليه من استنباطات فقهية واستدلالات شرعية وما كشف عنه من كنوز ثمينة في
دراساته المتنوعة... كل هذا دليل على صلاحية الإسلام لكل عصر وأن الإسلام
هو الحل وهو العلاج لمشكلاتنا المعقدة وأمراضنا المستعصية وفيه الخلاص من
الأزمات وبه تتحقق آمال الأمة وأهدافها العظيمة وغاياتها الكبرى.
و قد رثاه الاستاذ زهير الشاويش بقوله:
"إن سعيد حوى كان من أنجح الدعاة الذين عرفتهم أو قرأت عنهم، حيث استطاع
إيصال ما عنده من رأي ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وقد مات وعمره لم
يتجاوز الثالثة والخمسين، وهو عمر قصير، وترك من المؤلفات العدد الكبير،
مما يلحقه بالمكثرين من المؤلفين في عصرنا الحاضر".
وقد نالت مؤلفات سعيد حوى تقدير الباحثين، فحصل الباحث سعدي زيدان على
رسالةً للماجستير من جامعة بغداد تحت عنوان "سعيد حوى ومنهجه في التفسير"،
وتوجد دراسة لسليم الهلالي نشرت سنة (1403هـ = 1983م) بعنوان مؤلفات سعيد
حوى دراسة وتقويم.
يقول الاستاذ "عبد الله عزام" رحمه الله
ابا محمد .... ماذا نقول فيك ؟ إذ حيثما فقدنا الرجال في ميدان وجدناك..
طرقنا باب الدعوه فالفيناك قلعه من قلاعها .. وتلمسنا طريق العلم فوجدناك
علماً من اعلامها .... ومضينا علي جاده الجهاد فرأيناك صارماً من صوارمها
... ونظرنا في ميدان السياسه فوجدناك قلماً من اقلامها ... وسلكنا طريق
الحسبه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فوجدناك معلماً بارزاً من معالمها
هكذا نحسبك ولانزكي علي الله أحداً مجله الجهاد الافغانيه العدد 53
قال عنه العلامه القرضاوي .... في مذكراته "بن القريه والكتاب " ......
وعند مرورنا بحماة تذكرت عالمها ومرشدها الكبير رجل التقى والورع الشيخ
محمد الحامد رحمه الله، وتذكرت عالمها المعاصر الداعية الثائر الشيخ سعيد
حوى .
وفاته رحمه الله
توفي الشيخ إثر مرض عضال في عمان في المستشفى الإسلامي في الأول من شعبان 1409هـ الموافق 9 من آذار 1989م رحمه الله.
عدل سابقا من قبل kerrouche في الإثنين 7 ديسمبر 2009 - 22:10 عدل 2 مرات