[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
المخرج والمنتج بلقاسم حجاج، أن أحسن طريقة للرد على الدعوات المصرية
لمقاطعة الجزائر فنيا وثقافيا، هو هزيمتهم مرة ثانية إنتاجا وإبداعا،
تماما كما فعل عناصر الخضر في أم درمان.
وعاد حجاج في حديثه معنا، إلى الظروف التي قادته للمشاركة في الطبعة الـ
33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، شهر نوفمبر الماضي، والذي تزامن مع
لقاء ''الخضر'' مع نظيرهم المصري في 14 من نفس الشهر، حيث لم تبدو
للشخصيات الجزائرية المشاركة والمدعوة للحديث عن السينما الجزائرية، أحمد
راشدي، بلقاسم حجاج و إلياس سالم، أي علامة نفور اتجاههم قبل مباراة ذلك
السبت، حيث أخذ كل منهم مكانه في لجان التحكيم الدولية أو العربية. وقال
حجاج: ''أديت واجبي كاملا في لجنة المسابقة الدولية.. لكنني عند ندوة حول
تاريخ السينما الجزائرية، ركز النقاش كليا على مسألة اللهجة الجزائرية،
على أساس أنها غير مفهومة، وامتنع الصحفيون عن التعرف على تجربتنا
المميزة، وتعمّدوا اختزالنا في اللغة، ومع ذلك لقّنا الجميع درسا حول
خصوصيتنا اللغوية والثقافية والمواضيع التي تناولها السينمائيون
الجزائريون من أيام الثورة إلى اليوم..''. ليصل المخرج إلى تفسير ما حدث
في تلك الندوة كالآتي: ''أعتقد أن المصريين يشعرون اليوم بمنافسة حقيقية
من قبل السينما الجزائرية والمغاربية تحديدا، فعلى كثرة أعمالهم لم يحصدوا
الجوائز الدولية لا في مهرجان ''كان'' ولا في غيره.. هم يعتقدون أننا
سينما من نوع آخر متوجهون نحو الغرب بحكم تاريخنا وأننا بذلك بعيدين عن
العالم العربي، الذي نصّبوا أنفسهم حراسه! عليهم أن يعلموا أن العروبة عند
الجزائريين ليست شبيهة بعروبة مصر أو سوريا أو غيرها، فلنا بعدنا
الأمازيغي وقيمنا وما عليهم إلا قبولنا كما نحن وليس نسخة طبق الأصل لهم''.
وكشف حجاج، أنه غادر القاهرة قبل نهاية المهرجان بيومين، ولكن بعد فوز
الجزائر في أم درمان السودانية، قائلا: ''بعد فوزنا بدأت تصلني شتائم
المصريين عبر وسائل إعلامهم التي حقنت الشارع بمشاعر زائفة ضد الجزائر
وشعبها، وعاهدت نفسي حينها أن لن أصعد على منصة تقلل من شرف وطني
وأبنائه''.
وإذا كان حجاج قد تجنّب الإحراج، فإن المخرج الشاب إلياس سالم الذي كان في
لجنة مسابقة الأفلام العربية، اصطدم في يوم اختتام المهرجان برفض المنظمين
نقله إلى قاعة الاحتفال، فترك بالفندق بحجة الحفاظ على أمنه؟!
ورفض حجاج الوقوع في ''فخ'' الأبواق المصرية المحرضة، لأن عالمية الفنان
الجزائري من قامة خالد ومامي وعلواش وغيرهم لم تطلها كل الأسماء المصرية
مجملة. وقال: ''بعد الذي وقع، علينا استخلاص الدروس، فنحن بحاجة إلى مخطط
مارشال سينمائي، يحرر المجال السمعي البصري نهائيا ويفك قيود المنتجين
والمخرجين، ووضع قاعدة صناعية سينمائية من وسائل ومخابر واستوديوهات،
ناهيك عن تكوين تقني عالي.. موضحا ''علينا بإرساء جسور ثقافية بين دول
المغرب العربي ونستثمر في القواسم المشتركة بيننا.. علينا أن نقتدي
بالفريق الوطني الذي هزم غرور المصريين بالعمل الميداني والاجتهاد، وليس
من يشتم أحسن من الآخر''.