 |  |
 |  |
تعرضت
تحضيرات المنتخب الوطني الجارية بمدينة تولون الفرنسية استعدادا لكأس أمم
إفريقيا بأنغولا، إلى ضربة موجعة، بسبب فقدان اللاعبين تركيزهم على
التحضير للمنافسة القارية، وانشغالهم بالمنح والعلاوات المالية، فضلا عن
عقود الإشهار التي أضحت تمثل مشكلة حقيقية تهدد استقرار المنتخب قبل أيام
معدودة من المنافسة الرسمية، وكذا انشغال بعض اللاعبين بمستقبلهم الكروي
مع أنديتهم، على غرار منصوري، بلحاج، زياية وحتى يبدة.
يعيش تربص المنتخب الوطني على وقع غليان كبير، وسط اللاعبين خاصة
المحترفين منهم، والذين لم يهضموا إصرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم
على منعهم من التصرف بحرية في إبرام عقود إشهارية مع بعض المؤسسات
الصناعية في الجزائر وخارجها، بعد أن شدّد رئيس الفاف محمد روراوة على
اللاعبين بعدم إمضاء عقود إشهارية مع مؤسسات تعمل في نفس ميدان المؤسسات
المرتبطة بعقد تمويل مع الفاف والمنتخب الوطني، على غرار شركات الهاتف
النقال، والمشروبات الغازية.
قبضة حديدية بين الفاف واللاعبين
كانت الفاف قد تعاقدت قبل نهاية التصفيات الأخيرة مع العديد من الشركات
الصناعية على غرار شركة المشروبات الغازية ''كوكاكولا''، ومجمع
''سيفيتال'' للأغذية، فضلا عن تجديد الفاف لتعاقدها مع شركة ''نجمة''
للهاتف النقال.
وبالرغم من تعليمات رئيس الاتحادية، فإن اللاعبين ضربوا بها عرض الحائط،
ولم يعبأوا بها؛ حيث صرحوا علانية بعدم قبولهم هذا الأمر، معتبرين ذلك
تدخلا في حرياتهم الشخصية، مما سيمنع عنهم- في حالة امتثالهم لقرارات
الفاف- الاستفادة من أموال طائلة من عوائد العقود الإشهارية، ونتج عن ذلك
قبضة حديدية بين رئيس الفاف واللاعبين المحترفين الذين تحدوا المسؤول
الأول لأعلى هيئة كروية في الجزائر، بدليل إمضاء صايفي ومغني مع شركة
صومام للأغذية، وقاما بحملة إشهارية لها، وتمسك كل من صايفي، عنتر يحيى،
وزياني وبوفرة بعقودهم مع شركة ''جازي'' إلى نهايتها على الأقل، فيما يدور
الحديث عن إمكانية تجديد الرباعي المذكور تعاقده مع ذات الشركة، فضلا عن
اقتراب لاعبين آخرين من إمضاء عقود إعلانية مع مؤسسات أخرى على غرار شركة
المشروبات الغازية ''بيبسي''، و''حمود بوعلام''، وهو ما يتعارض مع السياسة
الحالية للفاف.
مخاوف من عدم ظهور ركائز ''الخضر'' بمستواهم الحقيقي في أنغولا
في ذات السياق، سيكون الطاقم الفني للمنتخب الوطني، أمام مشكلة أخرى وهي
عدم ظهور بعض المحترفين بمستواهم الحقيقي والمعهود في نهائيات كأس أمم
إفريقيا التي ستنطلق بعد أيام في أنغولا.
وأكدت مصادر عليمة أن لاعب بورتسموث نذير بلحاج الذي يقترب من التوقيع
لنادي بيرمينغهام الإنجليزي، اشترط عليه هذا الأخير ضرورة الوجود في لياقة
جيدة وعدم التعرض إلى إصابة خلال مشاركته في كأس إفريقيا، قبل ترسيم
انتقال بلحاج إلى بيرمينغهام. وهذا ما يعني بالضرورة عدم ظهور مدافع
''الخضر'' بكامل إمكانياته خلال المنافسة الإفريقية. وينطبق ذات الأمر على
قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري الذي تلقى نفس الشروط من نادي بيرنلي
الإنجليزي، شأنه شأن لاعب الوسط حسان يبدة الذي باشر وكيل أعماله محادثات
مع مسؤولي نادي أرسنال الإنجليزي الذين سبق لهم أن أعجبوا بمستواه، فيما
أضحى المهاجم عبد المالك زياية يشكل هاجسا آخر لدى الطاقم الفني الذي
يتخوف من عدم ظهوره بشكل جيد في أعقاب تعقد عملية تحويله إلى سوشو، وتحقيق
حلمه بالاحتراف خارج الجزائر.
سعدان يحاول التهدئة وينتظر حضور رئيس الفاف
في ظل كل هذه المعطيات، يحاول الطاقم الفني للمنتخب بقيادة رابح سعدان،
بكل ما أوتي من قوة احتواء هذه الأزمة، وتفادي حدوث المزيد من الانزلاقات،
خاصة أن المنتخب الوطني مقبل على منافسة كبيرة، ينتظر منها الكثير من طرف
كافة الشعب الجزائري، وطلب سعدان من اللاعبين ضرورة التركيز على التحضير
الجيد للمنافسة الإفريقية، وترك الأمور المالية جانبا، حتى حضور المسؤول
الأول للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لتسوية المشاكل المطروحة. مشيرا
إلى أن القرارات سيتم اتخاذها بحضور روراوة.
احتواء الأزمة قبل فوات الأوان
أكد مصدر عليم أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يتابع باهتمام ما
يحدث خلال تربص ''الخضر'' في تولون، حيث يرتقب أن يجتمع مساء اليوم أو
الغد على أقصى تقدير، مع الطاقم الفني واللاعبين، قصد حل كل المشاكل
المطروحة، فضلا عن الإعلان عن قيمة العلاوات المالية التي سيتسلمها كل
لاعب نظير تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال جنوب إفريقيا، فيما حضّر
اللاعبون-يقول مصدرنا- قائمة من المطالب والانشغالات سيتم طرحها على رئيس
الفاف خلال الاجتماع. وأضاف ذات المصدر أن قضية العلاوات والمنح المالية
الخاصة بكأس أمم إفريقيا لن تمثل مشكلة كبيرة بما أن الفاف وعدت بتوفير كل
الإمكانيات لتحديد علاوات مالية محترمة، لكن المشكل الأكبر هو إصرار
اللاعبين على التمسك بحقهم في حرية إبرام العقود الإشهارية مع المؤسسات
الصناعية التي ترغب في التعاقد معهم، ختم مصدرنا يقول.