الخضر في حصة تدريبية في أنغولا
بعد
الهجوم القاتل الذي تعرضت له حافلة منتخب الطوغو بين المطار ومقر إقامته،
عاد الهاجس الأمني ليرمي بظلاله على فعاليات كأس الأمم الإفريقية السابعة
والعشرين التي تستضيفها انغولا ابتداء من اليوم.
- وكانت مسألة الأمن قد شكلت في العامين الماضيين معضلة حقيقة للمنظمين الذين طمأنوا الإتحاد الإفريقي ووعدوا بتعزيز الأمن.
- حادث الإعتداء حرك السلطات الأمنية
- مباشرة
بعد أن شاع خبر الاعتداء على حافلة اللاعبين الطوغوليين في منطقة كابيندا،
تحركت السلطات الأمنية في العاصمة لواندا وظهرت في سماء لواندا المروحيات
العسكرية التي انطلقت لمراقبة محيط العاصمة والمترامية الأطراف. وإذا كان
حادث الاعتداء الذي اعتبر سابقة خطيرة في تاريخ كأس الأمم، فإنه شكل
بالنسبة لرجل الشارع حدثا مؤسفا زاد في عزل النهائيات التي لم تجلب في
الحقيقة اهتمام المواطنين المنشغلين بمشاكلهم اليومية. ومن الواضح أن
السلطات الأنغولية تعمدت عدم تضخيم الحادث رغم وجود قتيل وعدة جرحى في
حادث الجمعة الاسود. والحقيقة أن العاصمة لواندا التي عرفت قبل انطلاق
الدورة تعزيزات أمنية لم تعرف مظاهر امنية جديدة. - ليلة كاملة من الاجتماعات
- بعد
تأكيد الهجوم على حافلة اللاعبين الطوغوليين في منطقة كابيندا، سارع
الإتحاد الإفر يقي لإجراء سلسلة من اللقاءات التي وصفت بالهامة، فقد التقى
عيسى حياتو بالوزير الأول الأنغولي في محاولة لاحتواء الموقف، في محاولة
لإنقاذ دورة كأس الأمم الإفريقية من الإفلاس لا سيما وأن منتخب الطوغو هدد
بالعودة إلى بلده في اقرب وقت ممكن. وقالت معلومات مؤكدة أن الإتحاد
الإفريقي عبر للمسؤولين الانغوليين عن قلقه العميق مما حدث وطالبهم بتعزيز
الأمن إذا أرادوا احتضان الحدث. كما قالت مصادر مقربة من الإتحاد الإفريقي
ان أعلى السلطات في انغولا وعدت بالقيام بكل ما بوسعها لتعزيز الأمن. - ذعر في أوساط اللاعبين.. والإتحاد الإفريقي يطمئن
- حتى
ولو كانت حادثة كابيندا قد وقعت بعيدا عن العاصمة لواندا، إلا أن موجة من
الخوف والحذر قد تسربت للوفود المشاركة التي هدد عدد منها بالإنسحاب من
النهائيات رافضين فكرة تعزيز الأمن. كما أن الحادث المؤلم الذي هز انغولا
والطوغو معا، تسبب أيضا في تردد بعض المنتخبات التي باتت مترددة في البقاء
خاصة وأن البعض منها مطالب بالسفر إلى كابيندا في الدور الثاني. وفي
كابيندا ذاتها، قالت معلومات أمنية أن القرار الأول الذي تم اتخاذه هو
ترحيل منتخب الطوغو إلى مكان أكثر أمنا واعتبار الواقعة حدثا عابرا لا
غير. ولم يتردد المسؤولون والمنظمون في القول أن اعتداء كابيندا وإن كان
مؤلما وخطيرا، إلا أنه معزول ولا يمكن البناء عليه بخصوص الإجراءات
الأمنية التي اتخذتها السلطات الأنغولية. - الإعتداء وقع في حاجز مزيف
- قال
مصدر مقرب من الإتحاد الإفريقي لكرة القدم أن المعلومات التي تم تداولها
من طرف بعض الإعلاميين عارية من الصحة ومبالغ فيها. وأكد محدثنا أن الهجوم
وقع في حاجز مزيف نصبه المعتدون الذين كانوا يرتدون زي رجال الجمارك الذين
يرابطون بالمنطقة باعتبارها محاذية للكونغو. ونفى ذات المصدر أن يكون
منتخب الطوغو قد دخل التراب الانغولي دون أن توفر له الحراسة، بينما أكدت
معلومات أمنية رسمية أن الهجوم وقع بعد دخول منتخب الكونغو الذي كان
مرفوقا بفرقة حراسة مشددة. - طوق أمني حول الخضر
- وعرفت
الحصة التدريبية الأخيرة للمنتخب الوطني حضور فرقة خاصة من الجيش الأنغولي
جاءت خصيصا لعزيز الأمن بالملعب وقد لاحظ اللاعبون والمسيرون التواجد
الكبير للشرطة والجيش الذين بقي عدد كبير منهم في محيط الملعب في شكل حزام
يراقب السيارات والراجلين. - وكان
رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة قد اجتمع ليلة أمس باللاعبين
والطاقم الفني وتحدث معهم عما حدث في كابيندا في محاولة للتخفيف من حدة
الحادث وتجنب أي رد فعل قد يؤثر على تركيز اللاعبين قبل مباراة الإثنين
القادم. - الكاف تلقت تحذيرات.. لكنها لم تهتم بها
- قالت
معلومات من محيط لجنة التنظيم أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم تلقى في
السابق عدة تهديدات من منظمة المسلحين الذين نسب إليهم هجوم كابندا، لكنها
لم تأبه بها. ومباشرة بعد وقوع الهجوم، نشرت جماعة مسلحة في كابيندا بيانا
تبنت فيه الهجوم على منتخب الطوغو وتوعدت السلطات الأنغولية بهجمات أخرى
قالت انها ستكون أكثر دموية. وعلى ضوء ما حدث، يوجد الإتحاد الإفريقي لكرة
القدم في ورطة كبيرة، فهو لا يستطيع إلغاء الدورة لأن ذلك سيكون بداية
لموتها المؤكد، أما إذا قرر إقامتها فإن ذلك يعني تحمله مسؤولية خطيرة غير
مضمونة العواقب.