روي عن الحسن أنه قال للحجاج : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « وقّروا السلاطين و بجِّلوهم ؛ فإنَّهم عزُّ الله و ظلُّه في الأرض إذا كانوا عدولاً » فقال الحجاج : ألم تكن فيهم إذا كانوا عدولاً ؟ قال : قلت : بلى .
و عن عمر رضي الله عنه ، قال : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم : أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب ، و خضعت له الأجساد ما هو ؟ قال : « ظل الله على الأرض ، فإذا أحسن فله الأجر و عليكم الشكر ، و إذا أساء فعليه الإصر ، و عليكم الصبر » ، و عنه عليه الصلاة و السلام : « أيما راع استرعى رعيته و لم يحطها بالأمانة و النصيحة من ورائها إلا ضاقت عليه رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء » .
و قال مالك بن الدينار رضي الله عنه : وجدت في بعض الكتب : يقول الله تعالى : أنا ملك الملوك رقاب الملوك بيدي ، فمَنْ أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، و مَنْ عصاني جعلتهم عليه نقمة ، لا تشغلوا ألسنتكم بسبِّ الملوك ، و لكن توبوا إلى الله يعطفهم عليكم .
و قال جعفر بن محمد رحمه الله تعالى : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان . و قال كسرى لسيرين : ما أحسن هذا المُلْكُ لو دام . فقال : لو دام لأحد ما انتقل إلينا . و مر طارق الشرطي بابن شبرمي في موكبه فقال :
و عن عمر رضي الله عنه ، قال : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم : أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب ، و خضعت له الأجساد ما هو ؟ قال : « ظل الله على الأرض ، فإذا أحسن فله الأجر و عليكم الشكر ، و إذا أساء فعليه الإصر ، و عليكم الصبر » ، و عنه عليه الصلاة و السلام : « أيما راع استرعى رعيته و لم يحطها بالأمانة و النصيحة من ورائها إلا ضاقت عليه رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء » .
و قال مالك بن الدينار رضي الله عنه : وجدت في بعض الكتب : يقول الله تعالى : أنا ملك الملوك رقاب الملوك بيدي ، فمَنْ أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، و مَنْ عصاني جعلتهم عليه نقمة ، لا تشغلوا ألسنتكم بسبِّ الملوك ، و لكن توبوا إلى الله يعطفهم عليكم .
و قال جعفر بن محمد رحمه الله تعالى : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان . و قال كسرى لسيرين : ما أحسن هذا المُلْكُ لو دام . فقال : لو دام لأحد ما انتقل إلينا . و مر طارق الشرطي بابن شبرمي في موكبه فقال :
أراهــا و إن كــانت تـحـبُّ فإنـهـــا ..... سـحـابـــة صيفٍ عــن قلـيلٍ تـقـشـعُ
وجلس الإسكندر يومًا فيما رفع إليه حاجة فقال: لا أعد هذا اليوم من أيام مُلكي. وقال الجاحظ: ليس شيء ألذ ولا أسر من عز الأمر والنهي ، ومن الظفر بالأعداء ، ومن تقليد المنن أعناق الرجال . لأن هذه الأمور تصيب الروح ، وحظ الذهن ، وقسمة النفس . وقيل : الملك خليفة الله في عباده ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته .
وقال الحجاج : سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها . وقال أزدشير لابنه : يا بني الملك والدين أخَوَان لا غنى لأحدهما عن الآخر، فالدين أس ، والملك حارس ، ومن لم يكن له أس فمهدوم ومن لم يكن له حارس فضائع .
قيل : لما دنت وفاة هرمز وامرأته حامل عقد التاج على بطنها وأمر الوزراء بتدبير الملكة حتى ولد له ولد ، فتملك وأغار العرب على نواحي فارس في صباه ، فلما أدرك ركب وانتخب من أهل النجدة فرسانًا ، وأغار على العرب فانتهكهم بالقتل ، ثم خلع أكتاف سبعين ألفًا ، فقيل له : ذو الأكتاف. وأمر العرب حينئذٍ بإرخاء الشعور، ولبس المصبغات ، وأن يسكنوا بيوت الشعر، وأن لا يركبوا الخيل إلا عراة .
وقيل : من أخلاق الملوك حبُّ التفرد ، كان أزدشير إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان ، وإذا لبس حلة لم يُر على أحد مثلها ، وإذا تختَّم بخاتم كان حرامًا على أهل المملكة أن يتختموا بمثله .
وكان سعيد بن العاص بمكة إذا أعتمَّ ، لم يعتم أحد بمثل عمامته ما دامت على رأسه ، وكان الحجاج إذا وضع على رأسه عمامة لم يجترئ أحد من خلق الله أن يدخل عليه بمثلها . وكان عبد الملك إذا لبس الخف الأصفر، لم يلبس أحد مثله حتى ينزعه . وأخبرني من سافر إلى اليمن أنه لا يأكل الإوز بها أحد غير الملك . وقيل : من حق الملك أن يفحص عن أسرار الرعية فَحْصَ المرضعة عن ابنها. وكان أزدشير متى شاء قال لأرفع أهل مملكته و أوضعهم : كان عندك في هذه الليلة كيت و كيت . حتى كان يقال : يأتيه ملك من السماء وما ذاك إلا بتفحصه وتيقظه .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي
وقال الحجاج : سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها . وقال أزدشير لابنه : يا بني الملك والدين أخَوَان لا غنى لأحدهما عن الآخر، فالدين أس ، والملك حارس ، ومن لم يكن له أس فمهدوم ومن لم يكن له حارس فضائع .
قيل : لما دنت وفاة هرمز وامرأته حامل عقد التاج على بطنها وأمر الوزراء بتدبير الملكة حتى ولد له ولد ، فتملك وأغار العرب على نواحي فارس في صباه ، فلما أدرك ركب وانتخب من أهل النجدة فرسانًا ، وأغار على العرب فانتهكهم بالقتل ، ثم خلع أكتاف سبعين ألفًا ، فقيل له : ذو الأكتاف. وأمر العرب حينئذٍ بإرخاء الشعور، ولبس المصبغات ، وأن يسكنوا بيوت الشعر، وأن لا يركبوا الخيل إلا عراة .
وقيل : من أخلاق الملوك حبُّ التفرد ، كان أزدشير إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان ، وإذا لبس حلة لم يُر على أحد مثلها ، وإذا تختَّم بخاتم كان حرامًا على أهل المملكة أن يتختموا بمثله .
وكان سعيد بن العاص بمكة إذا أعتمَّ ، لم يعتم أحد بمثل عمامته ما دامت على رأسه ، وكان الحجاج إذا وضع على رأسه عمامة لم يجترئ أحد من خلق الله أن يدخل عليه بمثلها . وكان عبد الملك إذا لبس الخف الأصفر، لم يلبس أحد مثله حتى ينزعه . وأخبرني من سافر إلى اليمن أنه لا يأكل الإوز بها أحد غير الملك . وقيل : من حق الملك أن يفحص عن أسرار الرعية فَحْصَ المرضعة عن ابنها. وكان أزدشير متى شاء قال لأرفع أهل مملكته و أوضعهم : كان عندك في هذه الليلة كيت و كيت . حتى كان يقال : يأتيه ملك من السماء وما ذاك إلا بتفحصه وتيقظه .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي