أمر الله تعالى بذلك في كتابه العزيز على لسان نبيه الكريم فقال تعالى : {يَا أَيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرَ مِنْكُمْ }(1) ، وروينا في صحيح البخاري عن جابر عن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على : شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، و إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والسمع والطاعة والنصح لكل مسلم . وسئل كعب الأحبار عن السلطان ، فقال : ظل الله في أرضه مَنْ نصحه اهتدى ومَنْ غشَّه ضلّ . وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: لا تسبوا السلطان فإنه ظل الله في الأرض، به يقوم الحق، ويظهر الدين، و به يدفع الله الظلم ، ويهلك الفاسقين. وقال عمر بن عبد العزيز لمؤدبه: كيف كانت طاعتي لك؟ قال: أحسن طاعة. قال: فأطعني كما كنت أطيعك خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك ، ومن ثوبك حتى تبدو عقباك (2) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : « مَنْ أطاعني فقد أطاع الله ، ومَنْ عصاني فقد عصى الله ، ومَنْ أطاع أمري فقد أطاعني ، ومَنْ عصى أمري فقد عصاني » وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بالسمع والطاعة لولي الأمر و مناصحته ومحبته والدعاء له .
ولو تتبعت ذلك لطال الكلام . لكن أعلم -أرشدني الله وإياك إلى الإتباع ، وجنبنا الزيغ(3) والابتداع- أن من قواعد الشريعة المطهرة والملة الحنيفة المحررة أن طاعة الأئمة فرض على كل الرعية ، وأن طاعة السلطان تؤلف شمل الدين ، وتنظم أمور المسلمين . وأن عصيان السلطان يهدم أركان الملة ، وأن أرفع منازل السعادة طاعة السلطان ، وأن طاعته عصمة من كل فتنة ، وبطاعة السلطان تقام الحدود ، وتؤدَّى الفروض ، وتُحقَن الدماء ، وتؤمَّن السبل. وما أحسن ما قالت العلماء : إن طاعة السلطان هدى لمن استضاء بنورها ، وإن الخارج عن طاعة السلطان منقطع العصمة بريء من الذمة . وإن طاعة السلطان حبل الله المتين ودينه القويم ، وإن الخروج منها خروج من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ، ومَنْ غشَّ السلطان ضلّ وزلّ ، ومَنْ أخلص له المحبة والنصح حل من الدين والدنيا في أرفع محل .
وإن طاعة السلطان واجبة ، أمر الله تعالى بها في كتابه العظيم المنزل على نبيه الكريم ، وقد اقتصرنا في ذلك على ما أوردناه واكتفينا بما بينّاه ، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، وأن يصلح شأننا إنه قريب مجيب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – سورة النساء : 59 .
(2) – العقبان : مؤخر القدمين .
(3) – الزيغ : الضلال .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : « مَنْ أطاعني فقد أطاع الله ، ومَنْ عصاني فقد عصى الله ، ومَنْ أطاع أمري فقد أطاعني ، ومَنْ عصى أمري فقد عصاني » وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بالسمع والطاعة لولي الأمر و مناصحته ومحبته والدعاء له .
ولو تتبعت ذلك لطال الكلام . لكن أعلم -أرشدني الله وإياك إلى الإتباع ، وجنبنا الزيغ(3) والابتداع- أن من قواعد الشريعة المطهرة والملة الحنيفة المحررة أن طاعة الأئمة فرض على كل الرعية ، وأن طاعة السلطان تؤلف شمل الدين ، وتنظم أمور المسلمين . وأن عصيان السلطان يهدم أركان الملة ، وأن أرفع منازل السعادة طاعة السلطان ، وأن طاعته عصمة من كل فتنة ، وبطاعة السلطان تقام الحدود ، وتؤدَّى الفروض ، وتُحقَن الدماء ، وتؤمَّن السبل. وما أحسن ما قالت العلماء : إن طاعة السلطان هدى لمن استضاء بنورها ، وإن الخارج عن طاعة السلطان منقطع العصمة بريء من الذمة . وإن طاعة السلطان حبل الله المتين ودينه القويم ، وإن الخروج منها خروج من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ، ومَنْ غشَّ السلطان ضلّ وزلّ ، ومَنْ أخلص له المحبة والنصح حل من الدين والدنيا في أرفع محل .
وإن طاعة السلطان واجبة ، أمر الله تعالى بها في كتابه العظيم المنزل على نبيه الكريم ، وقد اقتصرنا في ذلك على ما أوردناه واكتفينا بما بينّاه ، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، وأن يصلح شأننا إنه قريب مجيب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – سورة النساء : 59 .
(2) – العقبان : مؤخر القدمين .
(3) – الزيغ : الضلال .