[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول المثل العربي الشهير “هذا الشبل من
ذاك الأسد” وتقول الحكمة الأخرى ” لاتدري أين أودع ربك سره ” وتقول حكمة
أخرى ” أن تحتفي بشمعة خير لك من أن تلعن الظلام ” ويقول آخر “التعليم في
الصغر كالنقش على الحجر “. تنطبق تماما هذه الحكم وغيرها بما هو ليس مقام
هذا المقال الكاشف عن واحدة من بنات المدرسة الجزائرية التي لم ولن يمسها
العقم على الرغم من بعض الأصوات المتشائمة .
ريمة تلميذة جزائرية بلغت الثانية عشر من عمرها هذا الشهر، ولكنها أيضا
مؤلفة مجموعة قصصية للأطفال تحمل عنوان “البنات الثلاث”، مما يجعلها من
أصغر الكاتبات العربيات.
وتمتلك ريمة قدرة لغوية متميزة بالنسبة لسنها، ربما ذلك يرجع لكون والدها حسين لقرع كاتب وأديب.
ولكن يبدو أنه لم يدفعها لتحذو حذوه، مع أنه شجعها على ذلك عندما تنبه لموهبتها لاحقا.
وتقول ريمة إنها تحدت نفسها بعدما طالعت عدة كتب وقصص للأطفال بأنها قادرة
على كتابة مثلها، أو حتى أحسن منها .كما أن قصصي تدعو إلى مكارم الأخلاق
كالصدق وحسن المعاملة ومساعدة الآخرين.
وأضافت ريمة: “هذا كتابي الأول، وهو مجموعة قصصية للأطفال، حيث إنني عندما
طالعت العديد من كتب ومجلات الأطفال قلت أنا أيضا أستطيع كتابة قصص مثلها،
استشرت أبي في ذلك لأنه كان دائما يشجعني. بدأت كتابتها في أوراق متفرقة،
فلما قام بقراءتها وأعجبته، طلب مني أن اجمعها في دفتر لنشرها.”
ومضت الكاتبة الصغيرة للقول: “الكتاب يحتوي على 9 قصص قصيرة للأطفال،
بعضها مستمد من الواقع مثل “نزهة في الثلج” و”نزهة ممتعة في الحديقة”،
والبعض الآخر من الخيال مثل “السارق الجبان” وبعضها مستوحى من التراث حيث
استحضرت قصة سيدنا سليمان مع المرأتين اللتين تتنازعان على أمومة رضيع
وأسقطها على تنازع ولدين على لعبة في قصة “حكمة أحمد”، وعموماً فإن
المجموعة تدعو إلى مكارم الأخلاق كالصدق وحسن المعاملة ومساعدة الآخرين.”
وقالت ريمة إن “أول شئ كتبته في حياتي هو هذا الكتاب، وكان ذلك في أواخر
سنة 2008 وأنهيته في جانفي 2009 وطبع في سبتمبر من نفس العام بعد أن صادفت
مشاكل في النشر.”
“وكانت مشكلة النشر ناجمة أساساً عن انشغال دور النشر الجزائرية بمشروع
خاص لوزارة الثقافة الذي تأخر هو بدوره، وكان والدي الذي تولي مهمة نشر
الكتاب يتعامل مع دور النشر، وعندما رأى أن هذه الأخيرة تتعامل مع كتابي
بتماطل وبرود، وطلب منا الانتظار إلى 2010- في حين أن الكتاب كان جاهزاً
في جانفي 2009- اتكل والدي على الله وأسس دار للنشر وهي “دار النبأ”
ونشرتُ الكتاب”.
وعن ردود أفعال زميلاتها وزملائها في المدرسة عندما أخبرتهم بأنها تؤلف
كتابا، قالت ريمة: “في الواقع لم اخبر أي من زميلاتي وزملائي عن هذه
المجموعة القصصية، بل انتظرت حتى تطبع لكي تكون مفاجأة لهم وكانت كذلك.”
وقالت ريمة ردا على سؤال عما إذا حصلت على مساعدة معينة من والدها الكاتب:
“طبعا، فوالدي دائما يوجه لي نصائح مفيدة ويجلب لي قصص ومجلات الأطفال.”
وقال والد ريمة: “في الواقع لم يكن يخطر ببالي أبداً أن ابنتي ستخوض غمار
الكتابة في هذه السن المبكرة، فمثل هذه الحالات نادرة جدا في العالم.”
ومضى للقول: “كنتُ أجلب لها قصص ومجلات وجرائد الأطفال، على قلَّتها،
لتنمية قدراتها اللغوية لا أكثر حيث لاحظتُ من خلال مواضيعها الإنشائية
وهي في الصف الابتدائي أن مستواها اللغوي ملفتٌ للانتباه وأن أخطاءَها في
النحو والصرف والإملاء نادرة، فأردتُ مساعدتها على تطوير قدراتها اللغوية
من خلال المطالعة مبكراً، ولم أكن أعتقد أنها ستدخل الآن عالم الكتابة
والتأليف. وحدثتني ريمة ذات مرة عن رغبتها في كتابة قصص قصيرة.”
وعن التعامل الأولي من لدن الوالد لدى إفصاحها عن رغبتها في الكتابة قال
“لم آخذ الأمر بمأخذ الجد ولكني لم أشأ تثبيط عزيمتها وشجعتها ولم أكن
أدري أنها جادة فعلاً، حيث شرعتْ بعدها في كتابة قصص قصيرة في أوراق
صغيرة، وبعد أن اطلعتُ عليها فاجأتني كثيراً ولفتتْ انتباهي، فأعدتُ
قراءتها، وطلبتُ منها المزيد، مع التوسع في أعمال الخيال وتجنب أي اقتباس
من أية قصة قرأتْها من قبل أو شاهدتها في التلفاز.”
“وبعد أن أكملتْ تسع قصص منها، قمتُ بتصحيح أخطائها على الهامش ونشرها كما
هي حتى يطلع القارئ على القصص كما كتبتها ريمة ويعرف مستواها الحقيقي، ذلك
أني كنتُ مسكوناً بهاجس كيفية إقناع المتتبعين بأن طفلة في الثانية عشر من
العمر يمكنها أن تكتب قصصاً للأطفال وتخوض هذا المجال الذي هو حكرٌ على
الأدباء كبار السن فقط، بينما ينحصر دور الأطفال في التلقي.”
ولعل القارئ سيلاحظ أن أخطاءها قليلة ومعقولة مقارنة بسنها. وإذا كان
مضمونُ هذه القصص بسيطاً تطغى عليه العفوية الطفولية وبساطة الأفكار؛ فإن
الأهمَّ من ذلك هو أن الصغيرة ريمة تملك لغة سليمة وأسلوباً جميلاً،
وخيالاً آخذاً في الاتساع، وهي مفاتيح نجاح الأعمال الأدبية الآن.
يقول المثل العربي الشهير “هذا الشبل من
ذاك الأسد” وتقول الحكمة الأخرى ” لاتدري أين أودع ربك سره ” وتقول حكمة
أخرى ” أن تحتفي بشمعة خير لك من أن تلعن الظلام ” ويقول آخر “التعليم في
الصغر كالنقش على الحجر “. تنطبق تماما هذه الحكم وغيرها بما هو ليس مقام
هذا المقال الكاشف عن واحدة من بنات المدرسة الجزائرية التي لم ولن يمسها
العقم على الرغم من بعض الأصوات المتشائمة .
ريمة تلميذة جزائرية بلغت الثانية عشر من عمرها هذا الشهر، ولكنها أيضا
مؤلفة مجموعة قصصية للأطفال تحمل عنوان “البنات الثلاث”، مما يجعلها من
أصغر الكاتبات العربيات.
وتمتلك ريمة قدرة لغوية متميزة بالنسبة لسنها، ربما ذلك يرجع لكون والدها حسين لقرع كاتب وأديب.
ولكن يبدو أنه لم يدفعها لتحذو حذوه، مع أنه شجعها على ذلك عندما تنبه لموهبتها لاحقا.
وتقول ريمة إنها تحدت نفسها بعدما طالعت عدة كتب وقصص للأطفال بأنها قادرة
على كتابة مثلها، أو حتى أحسن منها .كما أن قصصي تدعو إلى مكارم الأخلاق
كالصدق وحسن المعاملة ومساعدة الآخرين.
وأضافت ريمة: “هذا كتابي الأول، وهو مجموعة قصصية للأطفال، حيث إنني عندما
طالعت العديد من كتب ومجلات الأطفال قلت أنا أيضا أستطيع كتابة قصص مثلها،
استشرت أبي في ذلك لأنه كان دائما يشجعني. بدأت كتابتها في أوراق متفرقة،
فلما قام بقراءتها وأعجبته، طلب مني أن اجمعها في دفتر لنشرها.”
ومضت الكاتبة الصغيرة للقول: “الكتاب يحتوي على 9 قصص قصيرة للأطفال،
بعضها مستمد من الواقع مثل “نزهة في الثلج” و”نزهة ممتعة في الحديقة”،
والبعض الآخر من الخيال مثل “السارق الجبان” وبعضها مستوحى من التراث حيث
استحضرت قصة سيدنا سليمان مع المرأتين اللتين تتنازعان على أمومة رضيع
وأسقطها على تنازع ولدين على لعبة في قصة “حكمة أحمد”، وعموماً فإن
المجموعة تدعو إلى مكارم الأخلاق كالصدق وحسن المعاملة ومساعدة الآخرين.”
وقالت ريمة إن “أول شئ كتبته في حياتي هو هذا الكتاب، وكان ذلك في أواخر
سنة 2008 وأنهيته في جانفي 2009 وطبع في سبتمبر من نفس العام بعد أن صادفت
مشاكل في النشر.”
“وكانت مشكلة النشر ناجمة أساساً عن انشغال دور النشر الجزائرية بمشروع
خاص لوزارة الثقافة الذي تأخر هو بدوره، وكان والدي الذي تولي مهمة نشر
الكتاب يتعامل مع دور النشر، وعندما رأى أن هذه الأخيرة تتعامل مع كتابي
بتماطل وبرود، وطلب منا الانتظار إلى 2010- في حين أن الكتاب كان جاهزاً
في جانفي 2009- اتكل والدي على الله وأسس دار للنشر وهي “دار النبأ”
ونشرتُ الكتاب”.
وعن ردود أفعال زميلاتها وزملائها في المدرسة عندما أخبرتهم بأنها تؤلف
كتابا، قالت ريمة: “في الواقع لم اخبر أي من زميلاتي وزملائي عن هذه
المجموعة القصصية، بل انتظرت حتى تطبع لكي تكون مفاجأة لهم وكانت كذلك.”
وقالت ريمة ردا على سؤال عما إذا حصلت على مساعدة معينة من والدها الكاتب:
“طبعا، فوالدي دائما يوجه لي نصائح مفيدة ويجلب لي قصص ومجلات الأطفال.”
وقال والد ريمة: “في الواقع لم يكن يخطر ببالي أبداً أن ابنتي ستخوض غمار
الكتابة في هذه السن المبكرة، فمثل هذه الحالات نادرة جدا في العالم.”
ومضى للقول: “كنتُ أجلب لها قصص ومجلات وجرائد الأطفال، على قلَّتها،
لتنمية قدراتها اللغوية لا أكثر حيث لاحظتُ من خلال مواضيعها الإنشائية
وهي في الصف الابتدائي أن مستواها اللغوي ملفتٌ للانتباه وأن أخطاءَها في
النحو والصرف والإملاء نادرة، فأردتُ مساعدتها على تطوير قدراتها اللغوية
من خلال المطالعة مبكراً، ولم أكن أعتقد أنها ستدخل الآن عالم الكتابة
والتأليف. وحدثتني ريمة ذات مرة عن رغبتها في كتابة قصص قصيرة.”
وعن التعامل الأولي من لدن الوالد لدى إفصاحها عن رغبتها في الكتابة قال
“لم آخذ الأمر بمأخذ الجد ولكني لم أشأ تثبيط عزيمتها وشجعتها ولم أكن
أدري أنها جادة فعلاً، حيث شرعتْ بعدها في كتابة قصص قصيرة في أوراق
صغيرة، وبعد أن اطلعتُ عليها فاجأتني كثيراً ولفتتْ انتباهي، فأعدتُ
قراءتها، وطلبتُ منها المزيد، مع التوسع في أعمال الخيال وتجنب أي اقتباس
من أية قصة قرأتْها من قبل أو شاهدتها في التلفاز.”
“وبعد أن أكملتْ تسع قصص منها، قمتُ بتصحيح أخطائها على الهامش ونشرها كما
هي حتى يطلع القارئ على القصص كما كتبتها ريمة ويعرف مستواها الحقيقي، ذلك
أني كنتُ مسكوناً بهاجس كيفية إقناع المتتبعين بأن طفلة في الثانية عشر من
العمر يمكنها أن تكتب قصصاً للأطفال وتخوض هذا المجال الذي هو حكرٌ على
الأدباء كبار السن فقط، بينما ينحصر دور الأطفال في التلقي.”
ولعل القارئ سيلاحظ أن أخطاءها قليلة ومعقولة مقارنة بسنها. وإذا كان
مضمونُ هذه القصص بسيطاً تطغى عليه العفوية الطفولية وبساطة الأفكار؛ فإن
الأهمَّ من ذلك هو أن الصغيرة ريمة تملك لغة سليمة وأسلوباً جميلاً،
وخيالاً آخذاً في الاتساع، وهي مفاتيح نجاح الأعمال الأدبية الآن.