حتى
وإن تحرر لاعبو المنتخب الوطني من ضغط النتيجة، بعدما حجزوا مقعدهم في
الدور ربع النهائي، فإن الحصص التدريبية الأخيرة لأشبال سعدان أظهرت نوعا
من التنافس بين اللاعبين الذين أبانوا كلهم رغبة في حضور قمة كابيندا أمام
نجوم كوت ديفوار. وهي المباراة التي ستبث على كل القنوات الأوروبية
والعربية.
بدا المدرب الوطني رابح سعدان جد سعيد خلال الحصص التدريبية الأخيرة التي
أجرتها التشكيلة الوطنية فوق ميدان كوكيروس بلواندا، بعدما لمس انتفاضة
كرسي الاحتياط واستفاقة الكثير من اللاعبين لفرض وجودهم في المباريات
القادمة، سيما في مواجهة الأحد القادم أمام الإيفواريين.
وإذا كان سعدان أعجبه رد فعل لاعبيه، فإن المساعد جلول زهير خشي أن يتسبب
هذا التنافس في حدوث إصابات ساذجة في التدريبات بفعل الاحتكاك المتزايد
خلال الحصص التدريبية والمباراة التطبيقية، إلى درجة أنه كان يصفر نهاية
التمارين بمجرد أن يحتدم الصراع بين عنصرين أو ثلاثة.
بوعزة لا يريد تضييع الفرصة
بعدما لعب كأساسي في مباراة أنغولا وأدى دورا تكتيكيا
مهما في وسط الميدان، وفي غياب بزاز المصاب، فإن لاعب بلاكبول الإنجليزي،
عامر بوعزة، مر إلى السرعة القصوى في التدريبات، وأصبح يظهر قوته البدنية
والجسمانية في كل التمارين، إضافة إلى سرعته التي لم توظف كثيرا يوم
المباريات. وكاد يتعرض المدافع سليمان رحو للإصابة في حصة أول أمس، بعدما
لحق به بوعزة، وبلقطة دفاعية قوية استعاد الكرة بخشونة، ليتدخل جلول زهير
ويوقف اللعب. والظاهر أن عامر لا يريد تضييع فرصة إظهار ما يملكه من
مؤهلات، وضد كوت ديفوار الفرصة تبدو ثمينة.
رحو وزاوي ضاعفا من العمل
بالرغم من أن زاوي لعب مباراة مالاوي، إلا أن المدافع
الأوسط يطبق رفقة الظهير الأيمن سليمان رحو برنامجا بدنيا قويا سطره
الطاقم الفني للاعبين الذين يفتقدون للمنافسة. وأكد زاوي بأنه يسعى دوما
للحفاظ على لياقته حتى وإن مكث في كرسي الاحتياط، في حين يجزم رحو بأنه
يحسن يوميا من لياقته ويبذل مجهودات كبيرة للعودة إلى المنافسة، سيما أن
المنتخب الوطني سيلعب مباراة كوت ديفوار دون ضغط.
عنتر يحيى يحاول خطف أنظار سعدان
من جهته، فإن مدافع بوخوم، عنتر يحيى، الذي شفي من إصابته
منذ أيام ومنحه الطبيب الضوء الأخضر للعودة إلى المنافسة، يسعى بكل الطرق
لفرض وجوده في التشكيلة التي ستواجه دروغبا ورفاقه، قائلا لـ''الخبر'' في
دردشة هامشية: ''الأهم ليس من يلعب هذه المباراة ولكن الأهم الفوز بها''.
وحاول صاحب الهدف الذهبي الذي أهل ''الخضر'' إلى المونديال لفت انتباه
المدرب رابح سعدان في المباريات التطبيقية، حتى وإن كان الشيخ يضعه دوما
في التشكيلة الاحتياطية. وقد كرر يحيى صعوده للهجوم حتى يثبت للمدرب بأنه
استعاد لياقته البدنية التي تبقى بعيدة عن اللياقة المعهودة ليحيى.
مغني وعبدون يمران إلى السرعة القصوى
وإذا كان كل عناصر المنتخب الوطني يؤيدون فكرة تجديد
الثقة في الخطة المنتهجة ضد مالي وأنغولا، وهي الخطة التي قد لا تسمح
بتوظيف محركين معا، إلا أن لاعبي الوسط الهجومي مراد مغني وجمال عبدون
تألقا كثيرا في الحصص الأخيرة، فالأول الذي يلازم التشكيلة الاحتياطية بعد
عودته من الإصابة، يسعى للعب مقابلة كوت ديفوار من باب أن كل الأضواء
ستكون مسلطة الأحد القادم على ملعب كابيندا. ومثل هذه المواعيد يقول مغني
الكل يرغب في حضورها والمشاركة فيها. وقد أظهر مغني في التدريبات وجها
ممتازا بتمريراته الفنية وذكائه الخارق، في حين فرض لاعب نانت الفرنسي،
جمال عبدون، وتيرة عالية على المدافعين في التدريبات، إلى درجة أن لعيفاوي
اضطر لفرملته بكل الوسائل. والظاهر أن عبدون الذي لم تتح له الفرصة لحد
الساعة مقتنع بأن هذه الأخيرة قد حانت بكابيندا.
الأساسيون لا يتركون الفرصة للاحتياطيين
وبالرغم من المجهودات الكبيرة التي يبذلها الاحتياطيون
لفرض وجودهم في مباراة الأحد، فإن العناصر الأساسية لا تترك لهم أي فرصة
وتسعى هي الأخرى لتكريس الوضع القائم. فبلحاج فاجأ المدرب بتركيزه الكبير
في التدريبات وفي تطبيق التمارين وتوظيفه لكل مجهوداته في الحصص
التدريبية، شأنه في ذلك شأن كريم زياني الذي لا يظهر أي نوع من التعب
البدني حتى في الحصص الاسترجاعية رفقة زميله حسان يبدة، شأنهما في ذلك شأن
غزال الذي وإن لم يسجل لحد الساعة، فإنه في التدريبات لا يترك أي فرصة
للحراس والمدافعين، عكس بوفرة وحليش اللذين يفضلان ادخار مجهوداتهما
وصيانة لياقتهما ليوم المباراة. والظاهر أن العناصر الأساسية أحست فعلا
بخطر عودة الاحتياطيين، ما دفعها إلى غلق كل المنافذ و''عدم إنزال
التغطية'' على حد قول الملاكمين فوق الحلبة.