يحتفظ المنتخب الجزائري لكرة القدم
بكامل حظوظه لمواصلة تألقه في كأس إفريقيا الـ27 المتواصلة بأنغولا، وترشح
معطيات الميدان والتاريخ تشكليتنا الوطنية لتخطي عقبة المنتخب المصري برسم
الدور النصف النهائي مساء هذا الخميس، والتطلع لافتكاك التاج القاري الأحد
القادم.
ويؤكد مراقبو الشأن الكروي، أنّه بعد
المباراة البطولية التي أدّاها محاربو الصحراء ضدّ أفيال كوت ديفوار، وقهر
أشبال سعدان لدروغبا ورفاقه، فإنّ الطريق بات معبّدا أمام زياني، يبدة،
مغني وزملائهم للنسج على منوال أسلافهم في كأسي 1980 و1990، بعد بلوغ
النهائي بلاغوس قبل 30 عاما وإحراز اللقب القاري الغالي قبل 20 عاما.
وفق حسابات الميدان، تبدو الجزائر
التشكيلة الأكثر تجانسا في المونديال الإفريقي الحالي، وفعالية الخضر آخذة
في التصاعد من لقاء إلى آخر، ولن نغالي إذا ما قلنا أنّ الفوج (أ) كان
الأصعب بين المجموعات إضافة إلى الفوج (د)، وهو اعتبار يبرز حجم المهمة
الصعبة التي واجهت الجزائر أمام البلد المنظّم أنغولا ومنتخب مالي العتيد
إضافة إلى مالاوي، إلاّ أنّ شيخ المدربين ونجومه أجادوا الحساب، وأكّد
سعدان ما قاله سابقا بشأن التحسن الفني والتكتيكي للتشكيلة الوطنية من
مقابلة إلى أخرى.
ولعلّ الفوز الباهر ضدّ كوت ديفوار
بالطريقة والأداء، والدرس الذي لقنّه الجزائريون لمن جرى وضعهم كأبطال
الموعد قبل الوقت، سيمنح شحنة بسيكولوجية هائلة للخضر، خصوصا وأنّ منافسهم
القادم المنتخب المصري، سبق له وأن تجرّع الهزيمة على يد الجزائر في جميع
المقابلات التي أقيمت على أرضيات محايدة.
تاريخيا، تعوّد المنتخب الجزائري الذي
واظب على التألق مطلع كل عشرية، مثلما كان الحال في كؤوس إفريقيا 1980 ،
1990 وبدرجة أقل في كأس إفريقيا 2000 التي احتضنتها غانا ونيجيريا، حيث
أدى زملاء تاسفاوت وصايب مشوارا طيبا قبل أن يصطدموا بالمنتخب الكامروني
القوي في دور الثمانية.
التاريخ أيضا في صالح الجزائر مع منافسها
القادم مصر، حيث سبق للجزائر أن هزمت مصر في جميع مواجهاتهما القارية،
انطلاقا من مقابلة الدور النصف النهائي لكأس إفريقيا بنيجيريا (19 / 03/
1980)، حيث انتهى اللقاء آنذاك 2 – 2، قبل أن يحسم بلومي، فرقاني، ماجر،
بن ساولة والمرحوم بن ميلودي الموقف لصالح الجزائر إثر ضربات الجزاء ( 6 –
4 ) تألق فيها الحارس الجزائري الشهير مهدي سرباح.
كما أعاد المنتخب الجزائري الكرّة سنة
1984 في كأس إفريقيا التي احتضنتها كوت ديفوار، وفاز الخضر آنذاك 3 – 1
على المصريين بأهداف حملت تواقيع ماجر، بلومي وياحي.
وفي دورة 1990 بالجزائر، فاز المنتخب
الجزائري (ب) على المنتخب المصري (ب) 2 – 0، علما أنّ تلك الدورة شهدت
سابقة غريبة بامتناع مصر عن إرسال منتخبها الأول بداعي خوفها على أمن
بعثتها في أعقاب أحداث القاهرة (17/11/1989)، وبحكم فوز الجزائر في
مقابلتيها أمام نيجيريا ( 5 – 1) وكوت ديفوار (3 – 0 )، فضّل المدرب
المحنّك عبد الحميد كرمالي إراحة التشكيلة الأساسية وإقحام البدلاء الذين
لم يخيّبوا أمام زملاء الكهل ثابت البطل.
ولم تكن مقابلة سوسة في جانفي 2004
لتغيّر من نمط المواجهات الافريقية بين الجزائر ومصر، حيث أطاح حسين عشيو
بكبرياء الفراعنة 2 – 1 بعد هدف أول من المدافع معمر ماموني.
وتبدو الأمور بعد ثلاثة أيام من الآن،
مرشحة لكي ينسج نجوم الخضر حاليا على منوال الأسلاف، ولعلّ الجاهزية
البدنية التي ابان عنها الخضر أمام كوت ديفوار، وحافزهم المعنوي المضاعف
لإثبات الذات، من شأنه إعادة تكرار ملحمة أم درمان في 18 نوفمبر الماضي،
خصوصا إذا نجح الطاقم الطبي في التكفل بإصابات الرباعي شاوشي، مغني، غزال
ويبدة، واسترجاع قوى الأسود الحقيقيين للقارة السمراء.
